في ذكرى رحيله.. حسن البارودي بدأ ملقنًا ثم تألق مسرحيًا وسينمائيًا وتفوق على نفسه في شخصية "المنافق"..وحكاية صدمة آخر العمر
حسن البارودى فنان قدير من الزمن الجميل، علامة من العلامات البارزة في السينما المصرية.. هو عجوز المسرح العربي وصاحب الصوت المعبر المتميز، هو مدبولي في "باب الحديد" وحارس القبور فى "سكة السلامة " والشيخ الفاشل المنافق في "الزوجة الثانية"، والشيخ الطيب في "حسن ونعيمة"، رحل في مثل هذا اليوم 17 سبتمبر عام 1974.
لقب بشيخ المنافقين.. الذكرى الـ 48 لرحيل الفنان حسن البارودي
ولد الفنان القدير حسن البارودى عام 1894 بالقاهرة لأب يعمل مترجما، ألحقه بمدرسة الأمريكان، كان الوالد يهوى المسرح ويصطحبه إليه فكان يحب تقليد الممثلين، تفتحت مواهبه التمثيلية في فرق المسرح المدرسي في فترة ما قبل ثورة 1919، تعلم فى مدرسة الأمريكان، أتقن الإنجليزية،فعمل مترجما بشركة توماس كوك، بدأ حياته الفنية عندما التحق بفرقة حافظ نجيب المتجولة، ومنها الى فرقة عزيز عيد عام 1921.
كان المسرح يجرى فى دم حسن البارودى الذى مثل عجوزا وكانت أدواره متميزة فريدة، فهو فنان مسرحى فى المقام الأول حتى أنه وهو على فراش الموت كان يهذى بألفاظ مسرحية مثل اغلقوا الستار، ارفعوا الستار ولأنه عشق المسرح كانت بداية حسن البارودى ملقنا في فرقة رمسيس حين كان عمره 24 عاما إلا أن عينيه كانت على خشبة المسرح وليس على الكمبوشة التي أمضى بها سنوات وأطلق على نفسه الطائر المحبوس، وحين تغيب الفنان استيفان روستي عن مسرحية غادة الكاميليا لسفره الى الخارج حل محله ونجح لحفظه الدور وأصبح احد نجوم فرقة رمسيس، وانتقل منها إلى فرقة عزيز عيد، ثم كون فرقة مع الفنانة نجمة إبراهيم وبدأت تقدم أعمالا تجوب المحافظات، ليصل في النهاية إلى التمثيل على خشبة المسرح القومي.
جمعية محبي فريد الأطرش تحتفل بذكرى وفاة حسن البارودي بأتيليه القاهرة
أسطى فى النفاق والتدليس
وبعد نجاح حسن البارودى في المسرح استعان به مخرجي السينما في عدة أدوار متميزة فقدم شخصية البخيل فى فيلم "درب المهابيل " ورئيس عصابة في "جعلونى مجرما"، كما كان آخر أفلامه دوره في فيلم “العصفور” مع يوسف شاهين.
لقب بشيخ منافقى السينما لتمثيله أدوار تتسم بالنفاق والتدليس، ليبلغ مشواره السينمائى أكثر من 100 فيلم بدأها عام 1934 بدوره في فيلم ابن الشعب ثم في عام 1941 قدّم عاصفة على الريف وتوالت بعد ذلك أدواره في الأربعينات في أفلام علي بابا والأربعين حرامي وبنت ذوات وأولاد الفقراء والعامل وكرسي الاعتراف.
وفي الخمسينات قدم حسن البارودي الأفوكاتو مديحة وبلال مؤذن الرسول، حلاق بغداد،درب المهابيل ،إسماعيل ياسين في البوليس،الفتوة،لحن الوفاء،الشيماء،ليلى بنت الريف، صاحب السعادة كشكش بيه، هارب من السجن، الحرام، الأفوكاتو مديحة، حلاق بغداد واستمر عطاء حسن البارودي في الستينيات ليقدم زقاق المدق،أمير الدهاء،الطريق إلى أن قدّم في عام 1973 آخر أدواره في فيلم العصفور قبل أن توافيه المنية في عام 1974، أما اكثر أدواره جماهيرية دوره في فيلم "باب الحديد " مع الفنان يوسف شاهين عندما ألبس قناوى قميص السرايا الصفراء.
"التنسيق الحضاري" يدرج اسم حسن البارودي بمشروع "عاش هنا"
قدم للإذاعة برنامجا ناجحا ساعده صوته واتقانه للغة العربية في نجاحه في البرنامج الغنائى القديم " الأغانى لأبو الفرج الاصفهانى، كما قدّم قي الستينات مسلسلا رائعا اسمه (البنورة المسحورة) مع الفنانة الراحلة سهير رضا مستخدما صوته المميز.
للفنان حسن البارودي افيهات وجمل شهيرة في أفلامه منها: الدفاتر دفاترنا، وأطيعوا الله ورسوله وأولى الامر منكم، تعالى اجوزك ياقناوي.
زواجه من رفيعة الشال
وتزوج البارودي مرتين، الأولى، من الفنانة رفيعة الشال والتي أنجب منها ابنة اسمها أميرة، ثم تزوج مرة أخرى من خارج الوسط الفني وأنجب ثلاثة أبناء هم: انتصار، أشرف، وأمينة.
منحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسام العلوم والفنون من الطبقة الاولى عام 1963 عن جملة أعماله المسرحية والسينمائية والتليفزيونية التى وصلت إلى 120 عملا. كما حصل على جائزة الدولة التشجيعية في الفنون عام 1962 ووسام الاستحقاق من تونس وخصص له الرئيس السادات معاشا 100 جنيه شهريا.
ماذا قال له سعد زغلول
من الشخصيات التى أثرت فى حسن البارودى الزعيم سعد زغلول الذى قال له في صباه: صوتك مؤثر ومقنع، ولهذا صمم البارودى على الاستمرار فى مجال التمثيل ـ كما جاء في حواراته ـ، وكذلك المخرج زكى طليمات من أكثر المسرحيين تاثيرا عليه، أما على المستوى الشخصى فقد كانت له صداقة قوية مع الفنان حسين رياض وكان له مكانة خاصة فى قلبه وبكاه بشدة حين رحل، وكذلك الفنان عبد الوارث عسر أما الكاتب سعد الدين وهبة فقد كان من أقرب الأصدقاء إليه وكان يثق فيه ثقة مطلقة لدرجة أن 90% من مسرحياته على المسرح القومى شارك فى تمثيلها حسن البارودى.
120 عملا فنيا و100 جنيه معاش استثنائى لـ"مدبولى" باب الحديد
ثلاثة أفلام أجنبية
الفنان الراحل حسن البارودي رغم أدائه المتميز وأدواره المحورية في أي عمل فني يشارك به إلا أنه لم يحظ يومًا بدور البطولة، ولكنه دائما صاحب بصمة تظل عالقة لعقود بعد عرض العمل، ورغم الشهرة التي لم يحظ بها بالقدر المطلوب محليًا إلا أنه تمكن من الوصول للعالمية من خلال إتقانه للغة الإنجليزية التي أهلته للمشاركة في الفيلم الألماني «روميل يغزو الصحراء»، من بطولة أدريان هوفن، بيترفان إيك، وكذلك الفيلم الأمريكي “ مصر ” الذي أنتج عام 1953 من بطولة:جوزيف كوتن، جاكي كرافن، والفيلم الإنجليزي "الخرطوم " عام 1966 بطولة الممثل العالمي شارلستون هيستون.
صدمته الكبرى فى المعاش
تميزت الأدوار التي أداها الراحل حسن البارودي باللون التراجيدي، والتي لم تختلف عنه حياته الشخصية كثيرًا، خاصة أواخر أيامه، وفي هذا الشأن كشف عنه " أشرف البارودى " نجل الفنان الراحل في أحد اللقاءات، قائلًا: إن نهاية والده كانت عندما تسلم خطابا من المسرح القومي عام 1965 يفيد بإحالته إلى المعاش، ذلك لم يكن مرضيا له، لأنه كان يرى نفسه ما زال قادرًا على العطاء رغم بلوغه سن المعاش، الأمر الذي أصابه بالاكتئاب واعتكف المنزل إلى أن أصيب بالعمى بعد محاولات كلها باءت بالفشل للعودة إلى العمل وكان يمكنه التمثيل في التليفزيون أو السينما إلا أن استبعاده من المسرح القومى خاصة الذى يعشقه كانت صدمته الكبرى، فرفض أى دور بعد ذلك مهما كان ليرحل عام 1974.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.