ارتفاعه 70 مترا فقط ومبني من التربة والصخور، معلومات عن سد وادي درنة الذي دمر شرق ليبيا
على الرغم من مرور أيام على كارثة إعصار دانيال الذي ضرب ليبيا، إلا أن الخسائر البشرية والمادية التي خلفها الإعصار ستبقى علامة فارقة في حياة الشعب الليبي.
انهيار سد وادي درنة سبب الكارثة
وتسبب إعصار دانيال في حدوث فيضانات ضخمة وأمطار غزيرة نتج عنها انهيار سد وداي درنة المقسوم على سدين أكبرهما سد البلاد يليه سد أبو منصور، مما تسبب في غرق المدينة واختفاء جزء كبير من المدينة.
وتجدر الإشارة إلى أن سد وادي درنة لم يكن كبيرا جدا، حيث يبلغ ارتفاعه نحو 70 مترا فقط، أما السد السفلي فكان أصغر بقليل، وبمجرد انهيار الأول، انهار الثاني أيضا.
وكشفت تقارير إعلامية أن السد الصغير لم يتمكن من التصدي لمياه الأمطار الغزيرة، مما تسبب في انهياره، ومع تعرض السد الكبير للأمطار بالإضافة للمياه المخزنة أمام السد الصغير فانهار الآخر ليحدث كارثة كبرى.
ارتفاع عدد ضحايا دانيال في درنة لـ أكثر من 15 ألف قتيل ومصاب
كما لم تتعزز قوة المياه المضاعفة إلا بسبب اختلاف الارتفاع بين السدين الأول والثاني، حيث نزل التيار بالسد الثاني في طريقه إلى درنة وفي النهاية إلى البحر.
أسباب انهيار سد وادي درنة
وعند نزولها من النهر، انتقلت المياه حوالي 12 كيلومتر أي ما يقارب 7 أميال، من قمة السد الأول قبل أن تصل إلى البحر. بينما ذكر بعض الخبراء أنه تم إطلاق 30 مليون متر مكعب من المياه عند انهيار السد، أي ما يعادل 12 ألف حمام سباحة أولمبي.
السلطات تفتح تحقيقا في ظروف انهيار سد درنة
ووما زاد الأمر سوء أن سد وادي درنة الذي انهار كان مبنيا من التربة والصخور ومدعوما بخزانات ضخمة، إلا أنه كان هيكلا خرسانيا مرتفعا جدا.
كما لم تعرف أي تفاصيل حول طريقة بنائه، إلا أنه بني للسيطرة على الفيضانات التي يمكن أن تتدفق عبر الوادي الجاف خلال فترات ندرة الأمطار. وبالتالي، لم يكن مصمما لمواجهة إعصار كبير مثل الذي ضرب المنطقة خلال الأيام الماضية.
وحسبما ذكر موقع "جلوبال سيكيريتي" أن السدين تم تصميمها للاستجابة للظروف المناخية التي كانت سائدة في منتصف القرن العشرين، وليس تلك التي نعرفها الآن منذ بداية القرن الحادي والعشرين.
تصميم سد وادي درنة
وعلى الرغم من ذلك، لعبت سدود درنة دورا محوريا في تقليل الخسائر خلال عدة فياضانات عرفتها البلاد، أبرزها فيضانان سنة 1941، و1956، وسنة 1959، و1968، وفيضان 1986.
وبحسب دراسة نشرتها جامعة سرت في نوفمبر 2022، فإن حوض وادي درنة بالخصوص مثل دائما "احتمالية عالية لخطر الفيضانات".
وفي حين تتطلب السدود صيانة دورية، لم يتم إجراء أي صيانة على سد وادي درنة منذ إنشائه عام 1977، فسد وادي درنة الكبير يتوسط المدينة منذ سنوات، وهو مشروع أنجزته شركة يوغسلافية في سبعينيات القرن الماضي.
وتم تشييد السد كاملا بواسطة شركة "هيدرو بروجيكت" في يوغوسلافيا نيابة عن وزارة الزراعة في ليبيا. كما جرى البناء على مدى أربع سنوات من 1973 إلى عام 1977.
ويتكون السد من قسم علوي وآخر سفلي، السد العلوي يحمل اسم سد البلاد، بسعة تخزين تبلغ 1.5 مليون متر مكعب من المياه، بينما يسع سد أبو منصور (السفلي)، لـ 22.5 مليون متر مكعب.
كذلك تم بناء السدين من الطين المضغوط مع درع محيط من الحجر والصخور.
وفي السياق ذاته أعلن النائب العام الليبي الصديق الصور أن الدعوات الجنائية ستطال المسؤولين عن كارثة سد درنة أيًّا كانوا.
وقال الصور في مؤتمر صحفي ليل الجمعة إنه "لدى مكتب النائب العام دراسات مستفيضة عن تاريخ السدين، وباشرنا باستدعاء إدارة السدود والهيئة المختصة بالموارد المائية".
ونوه النائب العام بأن التحقيقات تتركز على الأموال التي خصصت لصيانة السدين، مؤكدًا أنه لدى المكتب تقارير تضمنت وجود تشققات في السدين وحاجتهما للصيانة".
ضحايا إعصار دانيال في ليبيا
وقال الصديق الصور إن "التحقيقات تشمل السلطات المحلية المتعاقبة على أي تقصير أو إهمال أدى إلى انهيار السدين وسنعلن التفاصيل ونتخذ الإجراءات حول المتسببين بهذه الكارثة فور الانتهاء من التحقيقات".
وبالتوازي مع ذلك، أكد وزير الصحة في الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان عثمان عبد الجليل أن عدد الوفيات وصل إلى 3166، موضحًا أن هذه هي الأرقام المسجلة لدى النيابات المكلفة بالدفن.
وفي السياق ذاته أعلنت الهيئة الليبية للإغاثة في مدينة درنة الليبية، أمس الجمعة، ارتفاع عدد ضحايا السيول في المدينة إلى 7700 قتيل و8000 مفقود، مؤكدة أن هناك محاولات للتعرف على هويات الجثث التي جرفتها السيول نحو الشواطئ.
وقالت الهيئة لعدد من وسائل الإعلام، إن هناك آمالا بالعثور على ناجين من تحت أنقاض المباني المهدمة في السيول، موضحة أن هناك مباني بأكملها جرفتها السيول نحو البحر ولا نعرف مصير ساكنيها.
وأشارت الهيئة إلى أن هناك نقص في الوقود والمياه الصالحة للشرب.
منع المدنيين من دخول مدينة درنة الليبية
كذلك منعت السلطات الليبية، الجمعة، المدنيين من دخول مدينة درنة التي اجتاحتها الفيضانات "العاصفة دانيال" حتى تتمكن الفرق من البحث بين الطين والمباني المدمرة عن 10100 شخص ما زالوا في عداد المفقودين.
وأعلن سالم الفرجاني، المدير العام لجهاز الإسعاف والطوارئ شرقي ليبيا، مساء الخميس، أنه تم إخلاء درنة ولن يسمح إلا لفرق البحث والإنقاذ بالدخول.
تحذيرات في ليبيا من كارثة بيئية في ليبيا
في السياق ذاته، حذر جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي، الأربعاء، من كارثة بيئية بسبب الجثامين المنتشرة والمكدسة في الشوارع.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، في وقت سابق، في منشور على منصة "إكس"، إن ما لا يقل عن 30 ألفًا نزحوا في درنة، المدينة الأكثر تضررًا من العاصفة دانيال.
العاصفة دانيال تضرب ليبيا
وأضافت المنظمة، أن العدد المعروف للنازحين في مناطق أخرى ضربتها العاصفة بما في ذلك بنغازي هو 6085 شخصًا، ولم يتم التحقق من عدد الوفيات بعد.
وتابعت "المنظمة الدولية للهجرة وشركاؤها يقومون على الفور بالتجهيز المسبق للمواد غير الغذائية والأدوية ومعدات البحث والإنقاذ والأفراد للمناطق المتضررة.
أما عن حصر ضحايا الإعصار، فحفر عمال الإنقاذ المحليون للطوارئ بما في ذلك القوات والموظفون الحكوميون والمتطوعون والسكان، بين الأنقاض بحثًا عن القتلى، كما استخدموا قوارب مطاطية لاستعادة الجثث من الماء.
وقال وزير الصحة في شرق ليبيا، عثمان عبد الجليل، إنه يعتقد أن العديد من الجثث محاصرة تحت الأنقاض أو جرفتها المياه في البحر الأبيض المتوسط، مشيرًا إلى أن المأساة كبيرة للغاية وتفوق قدرة درنة والحكومة، وذلك من خلال مداخلة هاتفية مع أسوشيتد برس.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.