عزت العلايلي، 89 عاما على ميلاد الفنان المثقف
عزت العلايلى، فنان مصري جميل بالمثقف والفدائي والسياسي وأخو البنات، مثالا للفن الراقي، ونموذجا للإخلاص للوطن وللفن، أحبه واحترمه الملايين، جسد بنجاح أروع الشخصيات أصبحت علامة في تاريخ السينما المصرية من اشهر ادواره فى فيلم الارض، ورحل عام 2021.
ولد عزت العلايلي في حي باب الشعرية عام 1934 في أسرة متوسطة الحال، تتكون من أب يعمل محاسب وأم ربة منزل، وخمسة اخوات وكان ترتيبه الثالث، عشق التمثيل منذ طفولته، وبدأ تعلقه بالمسرح حينما واظب والده على إصطحابه لمشاهدة مسرحيات يوسف وهبي، ومسرح نجيب الريحاني، وورث عن والده حب الشعر والقراءة لما كان والده يمتلك مكتبة كبيرة تضم أمهات الكتب في الشعر والادب والسياسة وغيرها من ألوان الثقافة.
اعداد البرامج كان البداية
تخرج عزت العلايلى في معهد الفنون المسرحية عام 1960 وعمل معدا للبرامج بالتليفزيون لمدة 3 سنوات حتى عام 1963، ليبدأ مشوارا طويلا مع الفن حتى رحل عن 86 عاما قدم خلاله اشهر وانجح الأعمال التي نال عنها جوائز محلية وعالمية.
دور صغير فى ثلاثية محفوظ
كانت أولى خطواته في التمثيل من خلال دور صغير في فيلم (رسالة من امرأة مجهولة) عام 1962 تبعه دور في ثلاثية نجيب محفوظ والذي كان بمثابة بدايته السينمائية.. تعددت أعماله بعد ذلك ليشارك في عشرات الأعمال ما بين 85 فيلما بالسينما 8 مسرحيات و60 مسلسلا.
وبدأ عزت العلايلي مشواره الفني من خلال المسرح كمحترف عام 1963، ومن اشهر مسرحياته “ تمر حنة ” مع وردة الجزائرية، وكانت فرصته الحقيقية في الانتشار والشهرة في فيلم "الأرض" أمام الفنان الراحل محمود المليجي والمخرج يوسف شاهين عام 1970، وفيلم "الاختيار "عام 1971 أمام سعاد حسنى، الطريق الى ايلات، أدهم الشرقاوى، التوت والنبوت وغيرها.
عاش خاين ومات كافر
الفنان عزت العلايلي، من أشهر من قدموا الأعمال الفنية ذات الطابع الوطني، خلال مسيرته الفنية، ولعل من أبرز تلك الأعمال الراسخة في وجدان الفن المصري والعربي، تقديمه لشخصية العقيد راضي قائد العملية في فيلم الطريق إلى إيلات، كذلك عبارته الشهيرة التي لاتزال متداولة حتى الآن: (عاش خاين ومات كافر)، التي قالها أثناء تجسيده لشخصية العقيد نادر لاشين في فيلم بئر الخيانة أمام الفنان الراحل نور الشريف، كما قدم للسينما أفلام السقا مات، الأرض، الاختيار، التوت والنبوت.
ومن أدواره الناجحة والمتعددة في التليفزيون: دور أحمد الخازندار في بوابة الحلوانى، الإمام الطبرى، المستشار عبدالله كساب في مسلسل الجماعة، العنكبوت في رواية الدكتور مصطفى محمود، وآخر اعمال عزت العلايلى التليفزيونية "قيد عائلى" مع ميرفت امين.
المشاركة السياسية والوطنية كانت أحد أهم وأبرز المحطات في حياة الفنان الراحل عزت العلايلي، عندما قرأ إعلانًا عام 1950، يطلب من الراغبين في التطوع مع الفدائيين بالإسماعيلية تسجيل أسمائهم للمشاركة وبالفعل توجه إلى الاسماعيلية وسجل إسمه لدى محامى اخوانى كان يجمع الأسماء وقام بنقل السلاح للفدائيين هناك، الا انه في عام 1954 بعد محاولة إغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالمنشية في الإسكندرية تم إلقاء القبض على عزت العلايلي وإيداعه في السجن لمدة 3 أشهر، بعدما تبين وجود اسمه في الكشوف لدى المحامى الاخوانى وعندما ثبتت براءته خرج من السجن.
كانت آخر تصريحاته قبل الرحيل " "أنا مقل في أعمالى لأنى استكفيت فن وتمثيل، ومعروف أن السينما للشباب، وقدمت العديد من الأدوار والألوان الفنية وليس لدى مشكلة إنى أقعد في البيت ولا إنى أقدم عمل كمالة عدد أو أكون غير مقتنع به".
وفاة هادئة بسبب الشيخوخة
قبل رحيل عزت العلايلى أصيب بفيروس كورونا ـ كما صرح ابنه النائب محمود العلايلى ـ ثم اكتشف الأطباء عند رحيله انه ليس بسبب فيروس كورونا ولكن الوفاة كانت مفاجئة وطبيعية خاصة وانه كان حزينا بعد رحيل زوجته سناء الحديدى المرأة الوحيدة التي أحبها في حياته.