أفريقيا تنتفض.. دول القارة السمراء تتخلص من التبعية بـ«الانقلابات العسكرية».. مخاوف من الصراعات الفترة المقبلة.. فرنسا تفقد نفوذها فى دول الساحل وأمريكا تبحث عن تفاهمات وصعود روسى صينى قوي
>> الحرب الأوكرانية كلمة السر فى استنزاف الغرب
>> تركيا لم تتحيز لأى طرف وإيران استفادت من التطورات
عقود طويلة تعامل فيها الغرب مع دول أفريقيا على أنها مجرد مستعمرات قديمة، وما تغير فقط هو أنه سحب قواته لكنه ترك نخبا سياسية صنعت على عينه، مهمتها تسهيل الاستيلاء على الثروات.
ولذلك، لم يكن غريبًا أن تظل القارة السمراء لعقود طويلة عرضة للمجاعات والصراعات والفقر، ثم بين ليلة وضحاها أصبحت أفريقيا محط أنظار العالم، واجتمع ساسة الغرب لبحث الأوضاع بعد ما حدث فيها من انقلابات عسكرية مؤخرًا فى النيجر والجابون، رغم أن الانقلابات العسكرية ليست جديدة على أرض الذهب التى شهدت 200 انقلاب منهم 8 خلال الثلاث سنوات الأخيرة.
المراقبون للقارة ذهبوا إلى منطقة أبعد من الصراع، واعتبروا أن جيل الحكام الجدد الذى خرج من الثكنات العسكرية ليحكم قبضته على الحكم، مؤيد بظهير شعبى داعم لمواقفهم من قادة مكثوا طويلًا فى السلطة، لكنهم شددوا على ضرورة التركيز على القادم سواء على صعيد تراجع النفوذ الأوروبى والأمريكى، ومستقبل تلك الدول، وما هو مصير التمدد الروسى والصينى والتركى، وهى الأسئلة التى طرحتها «فيتو» على مجموعة من الخبراء لفهم مستقبل قارة تقع مصر فى مدخلها وعضو باتحادها، ومن المؤكد أنها تؤثر فينا ونتأثر بما يحرى فيها.. فكانت هذه الإجابات.
فى البداية، قال الدكتور أيمن سمير، الخبير فى الشئون الإقليمية والدولية، إن فرنسا تفقد جزءا كبيرا من نفوذها فى أفريقيا لأن غالبية الحكام الجدد والحركات الجديدة التى حدثت فى وسط وغرب أفريقيا تنتمى للمستعمرات الفرنسية حال تحدثنا عن مالى وبوركينا فاسو والجابون فهى دول ناطقة بالفرنسية، وكانت لها علاقة خاصة ووطيدة مع فرنسا، ومن جهة أخرى فهؤلاء الحكام الجدد لم يكتفوا بإزاحة القادة القدامى، بل طالبوا علنًا بخروج القوات الفرنسية، وهناك 5 آلاف جندى فرنسى فى مالى، كما طالب الحاكم العسكرى الجديد فى مالى بطرد الكل وليس فقط القوات الفرنسية.
وتابع سمير، تكرر السيناريو فى بوركينا فاسو وكوناكرى، وفى النيجر كان هناك قاعدتان عسكريتان لفرنسا إحداهما فى أجاديس فى الشمال، وأخرى فى ميامى بهما حوالى 1500 جندى فرنسى، وكرر قادة الانقلاب نفس الطلب بخروج القوات الفرنسية، وتظاهر محتجين أمام السفارة الفرنسية والقاعدة الفرنسية، وهذا ليس كل ما فى الأمر، فالمشروعات الاقتصادية الكبيرة التى تقوم وتستفيد منها فرنسا معرضة للخطر، فأكبر شركة لاستخراج وتقنية اليورانيوم فى النيجر فرنسية ولن تستطيع العمل من جديد، ومعروف أن يورانيوم النيجر هو الوقود لأكثر من 70% من المفاعلات النووية السلمية الفرنسية والأوروبية، والبديل الفرنسى لليورانيوم الروسى.
وأضاف أيمن سمير، أن خسارة فرنسا على المستوى السياسى ليس فقط خسارة النفوذ والقواعد العسكرية وأنظمة سياسية ونخبة كانت موالية لها، ففرنسا اليوم تخسر هذه المنطقة كنفوذ لصالح دول أخرى مثل الصين وروسيا، فعلى سبيل المثال تسعى الصين لبناء سلسلة من القواعد العسكرية فى الساحل الغربى لأفريقيا بداية من جنوب موريتانيا وصولا لجنوب أفريقيا، وهذا سوف يشكل نوعا من التحدى الجديد على النفوذ الفرنسى فى أفريقيا، ونفس الأمر بالنسبة لروسيا فيما ترحل فرنسا من هذه الدول يحل محلها النفوذ الروسى فكل المظاهرات التى جرت فى النيجر تهتف باسم روسيا، وذلك نتيجة لشعور هذه الدول بالمظلومية، ونفس الأمر بالنسبة للجابون، فهى دولة يفترض أن تكون سويسرا أفريقيا ودولة عضو فى الأوبك منذ 1975 تصدر حوالى 100 ألف برميل من النفط يوميا عدد سكانها لا يزيد على 2 مليون نسمة، ورغم ذلك هناك 40% تحت خط الفقر وحوالى 10% تحت خط الفقر المدقع.
خسارة اقتصادية لباريس
من جانبه قال الدكتور أحمد سيد أحمد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن الانقلاب العسكرى فى الجابون خسارة اقتصادية واستراتيجية لفرنسا، فمن الناحية السياسية والاستراتيجية كل معاقل فرنسا فى الساحل والصحراء تساقطت وفقدت باريس كل أوراقها ومناطق نفوذها التقليدى، وذلك نتيجة للسياسة الفرنسية خلال العقود الماضية، فهذه الدول رغم تحررها لكنها ظلت تحت الاستعمار الفرنسى من خلال استنزاف الموارد الطبيعية لهذه الدول من نفط وخام ومنجنيز ومعادن ويورانيوم وغيرها، بينما تعانى هذه الدول من الفقر الشديد وتراجع مستويات التنمية وارتفاع مستويات البطالة.
وتابع أن خسارة فرنسا أيضًا فى الجابون، تأتى فى مقابل صعود قوى اقتصادية أخرى كالصين وروسيا، وهو ما يفسّر نظرة باريس لأمريكا بأنها حليف خائن وطعنتها من الظهر، بعد أن رفضت أخذ موقف متشدد ضد الانقلابات، وأمسكت ألعصا من المنتصف ولم تدعم الخيارات العسكرية التى كانت تدعمها فرنسا سواء من جانب الإيكواس أو من جانب قوة أخرى، واعتمدت على الحوار وفتح قنوات اتصال مع الأنظمة العسكرية سواء فى النيجر أو الجابون، فواشنطن تعاملت بسياسة واقعية تعتمد على تحقيق التوازن ما بين الديمقراطية والشرعية الدستورية ومصالحها الاستراتيجية والاقتصادية، خاصة أن أمريكا لديها مصلحة فى محاربة الإرهاب فى هذه المنطقة ولديها قاعدة عسكرية مهمة ووجود عسكرى فى النيجر، وبالتالى هى لا تريد أن تتخذ سياسات متشددة، تجاه هذه الأنظمة العسكرية الجديدة، مما يدفعها للارتماء فى حضن روسيا والصين.
ظهور نخبة سياسية جديدة
من ناحية أخرى، يوضح صالح خليل الباحث فى الشئون الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنه خلال الفترة الأخيرة بدأت انقلابات فى دول أفريقيا بهدف التخلص من التبعية لفرنسا، وعلى المستوى الخارجى يبدو واضحا فشل المخابرات الفرنسية فى اكتشاف انقلاب الجابون بعد أقل من شهرين من انقلاب النيجر، مما يفسر بأن الولايات المتحدة والمخابرات الأمريكية (CIA) ينفذون السياسة الجديدة فى القارة الأفريقية للحد من أى نفوذ غربى حتى لوكانت فرنسا التى تعتبر حليفا استراتيجيا، للولايات المتحدة، كما فعلت من قبل عندما دفعت أستراليا، إلى إلغاء صفقة الغواصات النووية، والتى كانت تعمل أستراليا على امتلاكها من فرنسا، حيث ألقت بظلالها على الساحة الدولية، بعد أن تسببت فى أزمة دبلوماسية بين باريس وواشنطن.
وأضاف أن أفريقيا تمتلك أكبر قوة اقتصادية سوف تقود العالم فى السنوات القادمة، وهو الأمر الذى يدفع القوى الكبرى على التنافس من أجل تحقيق مصالحها حتى إن كان ذلك على حساب الشعوب الأفريقية، وذلك من خلال عدة أدوات من بينها عملية التحول الديمقراطى وحقوق الإنسان، التى يستخدمها الغرب كذريعة لنهب ثروات القارة الأفريقية.
وأكد صالح خليل أن الانقلابات التى شهدتها الدول الأفريقية تسببت فى ظهور نخبة سياسية جديدة، تسعى للحد من هيمنة الغرب على الثروات، كما دفعت الاحتجاجات الشعبوية على مدى الثلاثة سنوات الماضية فى منطقة الساحل إلى التحرر من التبعية للدول الغربية وأصبحت عدوى تأثر بها الجيل الجديد من السياسيين الذين يسعون لخلق رؤية مغايرة للرؤى التى كانت يتبناها سلفهم مع الدول الغربية.
وشدد الباحث فى الشئون الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية على أن بكين وموسكو تعملان بصمت داخل القارة الأفريقية، وهو الأمر الذى يزعج كثيرا كل من الولايات المتحدة وحلفائها من الأوروبيين، خاصة أن السياسة الخارجية لكل من الصين وروسيا فى أفريقيا، تنأى بنفسها عن التدخلات فى الشئون الداخلية.
وتابع: «إن ذلك عكس ما تمارسه كل من الولايات المتحدة وحلفائها من الاتحاد الأوروبى، يعملان من خلال جماعات الضغط وسواء كان عبر منظمات المجتمع المدنى، وفرض العقوبات كما حدث فى الانقلاب التى حدثت فى مالى، النيجر، بوركينا فاسو، ساحل العاج، غينيا بيساو. مشيرا إلى أنه ما يعيب السياسة الخارجية لموسكو وبكين معا فى أفريقيا، هو عدم استخدامه الفيتو لصالح دول القارة».
وفى السياق ذاته قال السفير أحمد حجاج، الأمين العام المساعد الأسبق لمنظمة الوحدة الأفريقية، أن الانقلابات التى شهدتها القارة الأفريقية خلال الفترة الأخيرة لم تعد على البلاد بالنفع كما يصور البعض، مشيرا إلى أنها تفتح الباب أمام الطامعين فى السلطة للجوء إلى مثل هذا القرار الذى يهدم القيم الديمقراطية والتشريعات والقوانين التى تسير عليها البلاد.
وأوضح السفير أحمد حجاج أن الانقلابات دائمًا ما تعرض البلاد لمخاطر كبيرة أهمها العزلة الدولية والعقوبات التى تفرضها عليها المنظمات الدولية والدول الكبرى التى ترفض مثل هذا الإجراء فى التعامل مع القادة أو الساسة الفاسدين.
وأشار إلى أنه بالرغم من أن هناك بعض الانقلابات الحميدة التى تهدف إلى الإصلاحات السياسية والاقتصادية إلا أن مثل هذا الإجراء يضع النظام الدستورى والقوانين فى هذه الدول فى مهب الريح ويشجع الطامعين فى السلطة إلى اللجوء للانقلابات.
وأكد السفير أحمد حجاج أن أغلب الانقلابات التى شهدتها القارة الأفريقية جاءت بدافع السيطرة على الحكم وليس الإصلاح السياسى والاقتصادى، بدليل أنه لم يحدث أى تقدم أو تطور فى البلدان التى شهدت انقلابات، ولكنها أصبحت أكثر عرضة للتفكك السياسى والصراعات بين الحركات المسلحة وهو ما يعرض الأمن والسلم للخطر.
بدوره قال توفيق إكليمندوس، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الفرنسية ورئيس وحدة الدراسات الأوروبية بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن الحرب الروسية الأوكرانية استنفذت موارد العديد من الدول الأوروبية ومن ضمنها فرنسا التى قدمت دعما عسكريا كبيرا لكييف، وتسبب ذلك فى تراجع مخزونها العسكرى ناهيك عن الأزمة الاقتصادية التى تسببت بها الحرب للدول الأوروبية.
ونوه إكليمندوس إلى أن الداخل الفرنسى يشهد أزمات كبيرة، وهذا السبب لن يسمح لباريس فى التدخل فى أزمات جديدة فى أفريقيا، مؤكدا أن الجميع يعلم أن فرنسا فى أضعف أوقاتها خلال تلك الفترة، وهو ما أعطى الفرصة للدول الأفريقية للانقلاب على الحكومات المدعومة من باريس، وهو ما تسبب فى تقلص نفوذها فى القارة السمراء لصالح روسيا والصين.
وأكد إكليمندوس أن السياسة الخاطئة التى اعتمدها عدد من زعماء فرنسا وآخرهم ماكرون فى التعامل مع القادة الأفارقة والدول الحليفة تسبب فى حالة غضب شعبى لدى هذه الدول، ناهيك عن الدعاية الروسية المضادة لفرنسا والتى تتهمها بسرقة موارد دول القارة السمراء، مما عجل بالانقلابات المتعاقبة فى دول غرب أفريقيا.
صراع نفوذ داخل القارة
بدورها، قالت الدكتورة غادة فؤاد مديرة المركز الأفريقى للأبحاث والدراسات الاستراتيجية أنه لا يمكن تفسير الانقلابات العسكرية التى حدثت فى أفريقيا منذ 2020 وكان آخرها انقلاب الجابون فى 30 أغسطس 2023 بأن جميعها ذات أجندة واحدة، فهناك انقلابات من أجل تصحيح أوضاع ظلت لسنوات منذ الاستقلال فى غير صالح المجتمعات الأفريقية مثلما حدث فى مالى وبوركينا فاسو ثم النيجر، حيث عانت الشعوب هناك من استنزاف القوى الاستعمارية القديمة وتحديدا فرنسا لثرواتها وفقًا لاتفاقيات اقتصادية ذات شروط مجحفة لم تقدم أى تنمية أو تطوير حقيقى للبنية الاقتصادية أو الاجتماعية فى تلك الدول.
«هناك انقلابات عسكرية أخرى كانت من أجل ترسيخ نظام حاكم مؤيد للقوى الغربية وللمصالح الفرنسية كما حدث فى تشاد التى تقبل المجتمع الدولى ما حدث فيه من تولى رئيس المجلس العسكرى الانتقالى الحالى محمد إدريس ديبى لحكم تشاد عقب اغتيال والده الرئيس الراحل إدريس ديبى ولم تبدِ الإدارة الفرنسية اعتراضا على ذلك بالرغم من أنه جاء للسلطة بانقلاب عسكرى، ليس هذا فحسب، بل لم يتم وقف عضوية تشاد فى الاتحاد الأفريقى، وتم الترحيب بالفترة الانتقالية وبرئيس السلطة الانتقالية العسكرى الجديد».
وأضافت: «الأزمة الحقيقية التى تواجهها أفريقيا الآن أنها أصبحت ساحة لصراع القوى الدولية على أراضيها وامتدادا للحرب الدائرة على الأراضى الأوروبية بين روسيا وأوكرانيا بدعم القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة، فقد جاءت السلطات العسكرية الحاكمة الجديدة فى أفريقيا بدعم ومساندة من روسيا سواء بشكل علنى أو سرى من خلال قوات فاجنر الخاصة، مما أثار حفيظة وغضب القوى الغربية وعلى رأسها فرنسا التى ترى فى ذلك تهديدا لاقتصادها المعتمد على كثير من ثروات تلك الدول التى حدثت بها الانقلابات، لذلك سعت لفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية ضد مالى وبوركينا فاسو وغينيا، ووصل الأمر إلى الضغط على تجمع إيكواس والاتحاد الأفريقى من أجل الدفع بالتدخل العسكرى فى النيجر».
وتابعت مديرة المركز الأفريقى: «هناك أيضًا جانب مهم لا يمكن إغفال الحديث عنه عند تفسير مواقف القوى الدولية من الأحداث الجارية سواء الانقلابات العسكرية أوالصراعات المسلحة التى تدور حاليا فى أفريقيا، وهو التنافس الدولى بين مصنعى وموردى السلاح، إذ يمثل عاملا مهما فى تحديد الأولويات والدعم للأنظمة الحاكمة.. فقد كانت فرنسا من أهم موردى السلاح لأفريقيا والمورد الأول لدول مستعمراتها القديمة ولكن فى السنوات الأخيرة أصبح لها منافسين جدد أهمهم روسيا وتركيا والصين».
واختتمت مدير المركز الأفريقى: «من المتوقع أن تشهد أفريقيا مزيدا من الانقلابات العسكرية الفترة القادمة سواء المناهضة أو المؤيدة للقوى الاستعمارية القديمة وفقًا للتحالفات التى ستحدث من قبل القوى الخارجية مع الأنظمة الحاكمة أو بعض عناصر الجيوش الأفريقية، ولعل فشل النظام الديمقراطى وفقًا للمفهوم الغربى الذى تم فرضه على الدول الأفريقية فى أن يحقق تداولا سلميا حقيقيا للسلطة أو تنمية ونمو اقتصادى ملموس فى المجتمعات الأفريقية هو ما سيزيد من استعداد الشعوب لتقبل السلطات الحاكمة الجديدة حتى وإن كانت عسكرية انقلابية».
من جانبه، قال الدكتور كرم سعيد الخبير فى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن التغيرات السياسية التى حدثت فى عدد من الدول داخل قارة أفريقيا ستدفع نحو تراجع النفوذ الغربى خاصة الفرنسى، وصحيح أن الولايات المتحدة بذلت خلال الفترة الماضية عدة محاولات من أجل استعادة حضورها فى القارة السمراء كان أبرزها عقد القمة الأمريكية الأفريقية نهاية العام الماضى، ولكن رغم ذلك لم يستطع الغرب اختراق القارة فى ظل ظهور قوى إقليمية ودولية منافسة للقوى الغربية على رأسها روسيا والصين وتركيا وإيران الذين استطاعوا تحقيق حضور كبير من خلال مجموعة من الأدوات والآليات تمثلت فى القروض والمنح الاقتصادية بفائدة مخفضة أو بدون فوائد، بالإضافة إلى تكثيف التعاون العسكرى.
وبشأن موقف تركيا من التطورات الأخيرة فى أفريقيا، أشار الخبير فى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية إلى أن أنقرة لم تبدِ موقفا منحازا، مشيرا إلى أنها أصدرت بيانات دبلوماسية تؤكد على ضرورة الحفاظ على المسار الديمقراطى والعملية السياسية، ولكنها لم تنحز.
وتابع بأن الرئيس التركى فى آخر تصريحات أعرب عن مناهضته لأى تدخل عسكرى خارجى فى النيجر، وهذا كان نفس السلوك الذى اتخذه تجاه ما حدث فى مالى وغيرها من دول القاره السمراء»، مشيرا إلى أن هذ الموقف يأتى نظرا لارتباط أنقرة بعلاقات عسكرية واقتصادية وثيقة بهذه الدول.
وبشأن إيران، أوضح سعيد أن طهران استفادت من هذه التطورات التى شهدتها دول غرب أفريقيا وأدت إلى تراجع النفوذ الغربى والأمريكى فى هذه المنطقة، لافتا إلى أن الجمهورية الإسلامية استطاعت عبر الطرق الصوفية والجماعات الشيعية الموجودة فى أفريقيا أن تمد أذرعا لها فى هذه الدول لتشكل أوراق ضاغطة على أمريكا.
وبشأن موقف إسرائيل، أشار الخبير فى مركز الأهرام إلى أنه فى ظل العلاقات التى تربط تل أبيب بعدد من الدول الأفريقية وبالنظر أيضًا إلى علاقاتها القوية مع الدول الغربية، يمكننا القول إنها استفادت فى كل الأحوال بدرجة أو بأخرى من تراجع النفوذ الفرنسى بالأخص داخل القارة السمراء فمثل هذا التطور سيسمح بتمدد نفوذها داخل أفريقيا.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد، أخبارالمحافظات، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.