حكاية إعصار قتل 500 ألف وأدى لظهور دولة جديدة 2023
عاشت مناطق بنجلاديش، المعروفة أيضا بباكستان الشرقية، في القرن الماضي على وقع العديد من الأعاصير المدمرة، في سنة 1911، شهدت المنطقة، التي كانت حينها قابعة تحت الانتداب البريطاني، على وقع إعصار أسفر عن سقوط نحو 120 ألف قتيل.
وبعدها بستة سنوات، شهدت المنطقة إعصارا آخر أدى لوفاة ما لا يقل عن 70 ألفا، وسنة 1962، ضرب إعصار هاريات (Harriet) مناطق تايلاند وبنجلاديش وأودى بحياة أكثر من 50 ألفا.
وعام 1970، اهتزت بنجلاديش، التي كانت حينها جزء من باكستان، على وقع إعصار بولا (Bhola) المدمر الذي خلّف أضرارا جسيمة متسببا بمقتل مئات الآلاف.
يوم 1 نوفمبر 1970، ظهرت العاصفة الاستوائية نورا (Nora) فوق بحر الصين الجنوبي. وقد استمرت هذه العاصفة 4 أيام قبل أن تتدهور لبقايا منخفض فوق خليج تايلاند وشبه جزيرة مالايو يوم 5 نوفمبر من العام نفسه. إلى ذلك، ساهمت بقايا هذا النظام الجوي في تطور منخفض آخر عند خليج البنغال بحلول صباح يوم 8 نوفمبر. وقد استمر هذا المنخفض في التطور وتحرك ببطء نحو الشمال. وبتلك الفترة، رجّح معهد الأرصاد الجوية الهندي تحوّل هذا المنخفض الجوي لإعصار مدمر.
يوم 11نوفمبر 1970، بلغت شدة الإعصار ذروتها حيث تراوحت سرعة الرياح أحيانا بما بين 185 و240 كلم بالساعة كما قدر الضغط المركزي بنحو 960 هيكتوباسكال. مساء يوم 12 نوفمبر 1970، بلغ الإعصار الساحل الشرقي لباكستان. وعلى بعد نحو 100 كلم من مدينة أجارتالا (Agartala) الهندية، بدأت حدة الإعصار بالتراجع يوم 13 من الشهر نفسه قبل أن يتلاشى تدريجيا ليتحول لبقايا منخفض فوق جنوب ولاية أسام الهندية.
سبب حالة العداء بين الدولتين، لم تتمكن الهند وباكستان من التنسيق حول خطورة هذا الإعصار. إلى ذلك، أصدر مكتب الأرصاد الجوية الباكستاني تحذيرا متأخرا يوم 12 نوفمبر 1970 حول إعصار مدمر ودعا لتأمين ومساعدة المناطق الساحلية.
من جهة ثانية، لم تكن باكستان مستعدة لمواجهة مثل هذه الأعاصير. فعقب إعصارين بالستينيات، طلبت إسلام آباد مساعدة واشنطن لمجابهة الأعاصير المستقبلية. وعقب جملة من الأبحاث، قدّم غوردون دون (Gordon Dunn) رئيس المركز الوطني الأميركي للأعاصير تقريرا حول مخاطر الأعاصير بباكستان. وفي الأثناء، اتجهت السلطات الباكستانية بالسنوات التالية لتجاهل هذا التقرير متسببة في حالة من التخبط عند وقوع إعصار بولا سنة 1970.
أسفر هذا الإعصار الذي ضرب مناطق بنجلاديش، باكستان الشرقية حينها، والبنغال الغربية الهندية عن مقتل نحو 300 ألف شخص. وفي الأثناء، رجحت مصادر أخرى سقوط عدد أكبر من الضحايا قدر بنحو نصف مليون شخص. وبسبب ذلك، صنف إعصار بولا ضمن قائمة أعنف الكوارث الطبيعية بالتاريخ.
بالفترة التالية، تعرضت حكومة الرئيس الباكستاني يحيى خان لانتقادات لاذعة، من المسؤولين بباكستان الشرقية ووسائل الإعلام العالمية، بسبب تعاملها السيئ مع الكارثة وتدخلها الضئيل لمساعدة الضحايا. وبالانتخابات التي أجريت بالشهر التالي بباكستان، حققت رابطة عوامي المعارضة فوزا ساحقا على حزب الشعب الباكستاني بباكستان الشرقية. ومع تزايد حدة التوتر بالمنطقة، اندلعت حرب تحرير بنغلاديش، أواخر مارس 1971، التي شهدت إبادة جماعية راح ضحيتها مئات الآلاف من البنغلاديشيين.
وبحرب التحرير، لم تتردد الهند في التدخل لصالح بنجلاديش. وبسبب ذلك، أخذت الحرب منحا آخر انتهى بإعلان استقلال بنجلاديش بشكل رسمي عن باكستان.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.