إن شاء الله ــ بإذن الله، كم ورد ذكرهما في القرآن
يستخدم الكثيرون منا مصطلحي (إن شاء الله ــ بإذن الله) إلا أنهم يجهلون كم ورد ذكرهما في القرآن الكريم وماهو عدد الآيات التي وردت فيها هذه الكلمات ومتى يجب أن نقول (إن شاء الله) ؟ومتي يحرم وهل هناك فرق بينهما ومتى نقول (بإذن الله) ؟
كل هذا واكثر سنتعرف عليه من خلال هذا التحقيق.
عدد ذكر مصطلح “إن شاء الله” في القرآن الكريم
من المعلوم يقينا أن استخدام كلمة (إن شاء الله) تكون عندما نقوم بأنفسنا بعمل حاجةٍ ما أو نتدخل بها شخصيًا.. وقد ورد لك في العديد من الآيات منها
1-قوله تعالى في سورة البقرة: "إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون"، أي أنهم هم سيقومون بذبح البقرة بأنفسهم.
2- وقوله تعالى: "قال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، أي أنهم هم سيدخلون.
3- وقوله تعالى في سورة الكهف: "ستجدني إن شاء الله صابرًا ولا أعصي لك أمرًا".
4- وكقوله تعالى في سورة الكهف أيضا: "ستجدني إن شاء الله من الصابرين"، أي هو الذي سيصبر.
وغيرها كثير في القرآن.
وبلك يتبين لنا ان تكرار كلمة ان شاء الله ورد في 4 أيات من القرآن الكريم اثنتان منها في سورة الكهف
عدد ذكر مصطلح “إن شاء الله” في القرآن الكريم
من المعروف يقينا أن كلمة (بإذن الله) تكون لعمل ليس لنا أي تدخل أو يدٍ فيه، بل هو بتدبير خارج عن إرادتنا..
1- قوله تعالى: "من كان عدوًا لجبريل فإنه نزّله على قلبك بإذن الله"، فنزول القرآن على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليس له دخلٌ أو يدٌ فيه، هو من عند الله.
2- وكقوله تعالى: "كم من فئةٍ قليلةٍ غلبت فئةً كثيرةً بإذن الله"، انتصر القلة بتدبير إلهي، وإلا فالمنطق يقول أنهم يهزمون.
3- وكقوله تعالى في سورة البقرة عن جيش طالوت: "فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت"، فالنصر كان من عند الله تعالى فقط.
4- وكقوله تعالى في سورة البقرة: "وما هم بضارين به من أحدٍ إلا بإذن الله"، فالسحر لا يضر الناس إلا بقضاء الله وإذنه فقط.
وبلك يتبين لنا ان تكرار كلمة “ بإذن الله” وردت في 4 آيات من القرآن الكريم اثنتان منها في سورة البقرة
الفرق بين (إن شاء الله ــ بإذن الله)
قال أهل العلم بعدم وجود فرق بين قول "إن شاء الله" وقول "بإذن الله"، فكلاهما يُفيد نفس المعنى والاستعمال، ويجوز استخدام كلا اللّفظيْن في تعليق مشيئة الأمر بالله -سبحانه-، وقد علّل العلماء عدم وجود فرقٍ بينهما بالعديد من النقاط، أُجمِلُها لك فيما يأتي:
تقارب المعنى
قال أهل العلم بعدم وجود فرق بين هذين اللّفظيْن بسبب تقارب معناهما، فالتعليق على مشيئة الله لا يختلف عن التعليق على إذنه -عز وجل-، وكلاهما يدلّ على المشيئة العامّة.
السياق القرآني
عند التأمّل في هذين اللّفظيْن في القرآن الكريم نجد أن استخدام القرآن لهما متقارب أيضًا، فمثلًا قال الله -تعالى-: (تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا)، [الفرقان:10] وقال -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ). [الرعد:38]
سياق استخدام العلماء لهما
عند النّظر في استخدام أهل العلم والمفسّرين لكلا اللّفظين نجد أنّهم لم يُفرّقوا بينهما في الاستعمال، بل على العكس فقد فسّر العديد منهم المشيئة بإذن الله، فمثلًا قال ابن عاشور -رحمه الله-: "المراد بالمشيئة إذن الله له"
متى يجب أن نقول إن شاء الله
من باب الأدب مع الله تعالى، ألا يجزم الإنسان، لأنه لا يملك في هذا الكون إلا ما أراده الله تعالى، وليس ما أراده هو، ففي الحديث القدسي «عبدي يريد وأنا أريد، والله يفعل ما يريد».
من أجل ذلك فإن العلماء قالوا بأن لفظة إن شاء الله تكون واجبة مرة، ومرة لا تجوز، ومرة أخرى لا تكون في خانة الجواز ولا في خانة الوجوب، بل تعد من اللغو تمامًا.
أما الوجوب فيكون في حال إذا أراد الإنسان أن يستحدث عملًا في المستقبل، وجب عليه من باب الأدب مع الله تعالى أن يذكر «إن شاء الله تعالى»، فيقول مثلًا: «سأزورك يوم السبت المقبل إن شاء الله تعالى»، لأنه لا يدري هل هو يعيش إلى ذلك الوقت، أو هل هو يتمكن من ذلك الفعل أم لا؟، فالقرآن الكريم قال: «وما تشاؤون إلا أن شاء الله رب العالمين» (الآية 29 (الأخيرة) من سورة التكوير).
وقال أيضًا: «ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدًا، إلا أن يشاء الله». (الآيتان، 23،24 من سورة الكهف).
متى يحرم قول إن شاء الله
يحرم ذكر إن شاء الله تعالى في الدعاء كأن يقول أحدنا لصاحبه الذي صنع له معروفًا: «الله يجزيك الخير إن شاء الله تعالى» كأنه يكره الله تعالى أو يخرجه والعياذ بالله على أن يفعل ذلك الشيء لعبده، وفي هذا قلة أدب مع الله تعالى، وورد النهي عن ذلك، ففي الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دعا أحدكم فلا يقل اللهم اغفر لي إن شئت، وارحمني إن شئت، وارزقني إن شئت، وليعزم مسألته، أنه يفعل ما يشاء ولا مكره له». (رواه البخاري).