سمير فرج خبيئة أسرار حرب أكتوبر.. يكشف صاحب خطة الخداع وكواليس كراسة ابنة العقيد صلاح فهمي المنسوبة للجمسي.. وحملة إبراهيم سعدة لإجهاض مشروع فيلم عن الحرب
استعرض اللواء سمير فرج، الخبير العسكري وأحد المشاركين في حرب أكتوبر، والمحافظ الأسبق للأقصر، يوميات وأبرز المعارك المصيرية التي خاضها المصريون في الذكرى ٥٠ لحرب أكتوبر المجيدة.
دفعة الحرب مع عمر سليمان
وقال «فرج»: "كنت طالبًا في الدورة رقم ٢٥ للكلية الحربية، وفجأة أخبرونا أننا سنتخرج يوم الخميس لوجود الحرب، ولم نلتقط صورة التخرج ونحن الدفعة الوحيدة التي لم يكن لها صورة تخرج جماعية، وكنت الأول على دفعتي التي ضمت اللواء عمر سليمان".
مقترح المضخات لعبور خط بارليف
وأشار إلى أنه عند عبور خط بارليف كان يقف الساتر الترابي بارتفاع ٢٠ مترا حائلا دون العبور، وكانت هناك صعوبة كبيرة في عبور الدبابات، حتى اقترح المهندس زكي باقي، فكرة المضخات، حيث كان يشتريها العقيد معمر القذافي لمصر، بهدف استخدامها بمشروع النهر العظيم على سبيل التمويه، وتم من خلال هذه الخطة حفر ٦٦ فتحة في الساتر الترابي، موضحًا أن التحدي الآخر كان امتلاء الساتر الترابي بأنابيب النابالم، ومن ضمن التضحيات أن أحد الجنود استشهد وهو يسد بصدره واحدة من هذه الأنابيب وكان يعلم وهو يقوم بذلك أنه سيستشهد.
كراسة ابنة العقيد صلاح فهمي
قال الخبير العسكري: "إن الرئيس الراحل محمد أنور السادات، كلف العقيد صلاح فهمي، والفريق محمد الجمسي حينها، بتحديد الموعد المناسب للهجوم وبدء الحرب على إسرائيل، وبدأ العقيد « فهمي» في دراسة دقيقة واستراتيجية لأنسب توقيت للحرب، ووجد أن السبت هو أفضل توقيت حيث يحتفل اليهود بعيد الغفران في ذلك اليوم، فضلا عن تزامنه مع شهر رمضان، وعوامل أخرى كثيرة عددها العقيد صلاح فهمي، وعكف على سردها وتفرغها في إحدى كراسات ابنته.
حقيقة كراسة الجمسي
وأضاف:" أبلغ الفريق الجمسي الرئيس السادات بما جاء في كراسة العقيد صلاح فهمي، وهنا أطلق الرئيس السادات عليها خطأ كراسة الجمسي، وهي في حقيقة الأمر خطة ودراسة العقيد فهمي".
خطة الخداع الاستراتيجي
وأشار "فرج" إلى أنه :في شهر يونيو ١٩٧٣ الرئيس السادات، طلب الفريقين أحمد إسماعيل ومحمد الجمسي، إعداد دراسة لخطة الحرب، وأكدوا له أن لديهم خطة خداع، وطالبوا من الرئيس أن يبعث برسالة إلى إسرائيل بأن مصر لن تحارب، وبالفعل وصلت الرسالة من خلال هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، عندما قابله الفريق أحمد حافظ إسماعيل، كمبعوث من «السادات» بأن مصر لن تحارب إسرائيل، لعدة أسباب منها رفض الروس إعطاء مصر سلاحا هجوميا وطرد الخبراء الروس من مصر، وانتفاضات الجامعات وغيرها، وسريعًا ما أخبر «كيسنجر» جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل حينها، مؤكدًا أن الخطة نسبت لـ«إسماعيل» و«الجمسي» وحقيقة الأمر هي خطة العقيد أحمد نبيه.
المزرعة الصينية
تطرق «فرج» إلى معركة المزرعة الصينية، كان قائدها المشير محمد حسين طنطاوي، وكانت قبل ٦٧ يطلق عنها المزرعة الصينية، لأن الصينيين كانوا يرغبون في استزراعها، وهو ما يفعله الرئيس عبد الفتاح السيسي الآن، على أربعمائة ألف فدان، لأنها أصلح منطقة للزراعة في سيناء".
طلب شارون مقابلة المشير طنطاوي
وأضاف «فرج» المشير طنطاوي، كان قائدًا للكتيبة ١٦ مشاة ( المرزعة الصينية ) كانت من أوائل الكتائب التي حققت العبور قبل عبور الكتائب الرئيسية، وكانت القوات الإسرائيلية بقيادة «شارون» يحاول أن يصل للغرب ويصنع الثغرة ففشل، وهي معركة استمرت من يوم ٦أكتوبر وحتى وقف إطلاق النار.
وقال:"في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك زار شارون مصر في شرم الشيخ، وطلب من الرئيس أن يلتقي بالمشير طنطاوي، فأخبره الرئيس مبارك بذلك فتساءل المشير:" هل الأمر يتعلق بمهامي الوظيفية؟!" وعندما علم أنها رغبة شارون اعتذر، وقال حينها شارون:" كنت أود أن أقابل قائدًا عسكريًا حاربته بذكاء".
وتساءل الكاتب الصحفي عصام كامل، رئيس تحرير فيتو، عن السبب وراء غياب إنتاج ضخم يرصد ما حدث في حرب أكتوبر حتى الآن؟!، قال:" في ظني أن هناك نوعًا من التقصير، وبالتالي لابد من أن يكون هناك عملًا فنيًا من إنتاج الدولة، يصبح بمثابة وثيقة حامية للأجيال القادمة والأجيال التي لم تعاصر حرب أكتوبر المجيدة.
عمل ضخم يوثق حرب أكتوبر
ورد اللواء سمير فرج، على سؤال الكاتب الصحفي عصام كامل، إنه بالفعل كانت هناك بعض المحاولات التي لم تكتمل لإنتاج عمل ضخم عن حرب أكتوبر، وبالفعل وافق المشير محمد حسين طنطاوي، ووجدوا أن أنسب من يكتب عن الحرب حينها المؤلف أسامة أنور عكاشة، وبالفعل بدأ «عكاشة» في لقاءاته مع ما يقرب من ألف ضابط وعسكري داخل الشئون المعنوية، وأطلع على كافة الوثائق، وكان مخرج العمل شريف عرفة وبالفعل تعاقدنا معه، ومع طاقم إخراج من هيوليود، وكانت هناك ٢٤ قيادة عسكرية لتصحيح الرتب والملابس العسكرية وغيرهما.
حملة إبراهيم سعدة ضد الفيلم
وأضاف:" شن الكاتب الصحفي إبراهيم سعد، حملة صحفية ضدي وضد العمل، وهنا تدخل الرئيس الراحل محمد حسني مبارك وتوقف العمل، بعدها حاولت إنتاج فيلم وثائقي عن الحرب ولحسن الحظ، كانت قيادات أكتوبر لا تزال على قيد الحياة، صورت منهم حلقة عن النكسة في ٦٧ وست حلقات عن حرب الاستنزاف و٦ أخرى عن حرب أكتوبر والعبور، رغم اعتراضات الرئيس مبارك على إجراء مقابلة مع الفريق سعد الدين الشاذلي، ولكن وافق المشير طنطاوي على المقابلة بشرط أن أكون معي كاميرا واحدة فقط، وبالفعل ذهبت للفريق الشاذلي في مصيفه بالمنتزه ومعي كاميرا واحدة، وهو التسجيل الوحيد لدينا مع الفريق".
فيلم وثائقي عن الحرب
وتابع:" الجميع وافق على التسجيل معي، إلا الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل وهو شاهد عيان على نكسة ٦٧ والمشير محمد أبو غزاله، وكلاهما أعتذر لسبب واحد وهو صفوت الشريف، رغم أن الفيلم الوثائقي لم يكن له علاقة به تمامًا، ولكن احترمنا رغبتهما، وللأسف لم تُعرض الحلقات وهي تراجع الآن من المخابرات وأتمنى أن تُعرض هذا العام".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الأدبية والفنية والثقافية.