بدائل قناة السويس تثبت عدم جدواها.. محاولات صينية وروسية وإسرائيلية لشق طرق جديدة والفشل مصيرها
قناة السويس، بين الحين والآخر تحاول دول العالم خلق طرق جديدة للتجارة، في محاولة لتقليل دور قناة السويس، أو خلق طرق بديلة لها، منهم من يريد إحياء طرق قديمة ثبت عدم جدواها الاقتصادية وأيضًا في إطار التأمين لهذه الطرق.
الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا
تصدر الحديث عن قناة السويس، بعد إعلان قادة العالم في قمة العشرين التي أقيمت في 9 سبتمبر 2023، بالهند عن الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وتم توقيع اتفاق لمشروع الممر، الذي يربط بين الهند وأوروبا عبر الشرق الأوسط.
ووصف الرئيس الأمريكي بايدن الاتفاق بأنه "سيغير قواعد اللعبة"، ويضم عدة دول، ويشمل مشروعات للسكك الحديدية وربط الموانئ البحرية، إلى جانب خطوط لنقل الكهرباء والهيدروجين، وكابلات نقل البيانات.
وتم التوقيع على الاتفاق المبدئي الخاص بالمشروع، بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، ويهدف المشروع إلى إنشاء خطوط للسكك الحديدية، وربط الموانئ البحرية، لتعزيز التبادل التجاري وتسهيل مرور البضائع.
أطلقت أمريكا على المشروع بأنه "الممر الكبير بين الهند وأوروبا"، من خلال إطلاق حقبة جديدة متصلة عبر شبكة سكك حديد، وربط الموانئ في أوروبا بالشرق الأوسط وآسيا.
عدم جدوي مشروع الممر الاقتصادي
فور الإعلان عن المشروع بدأت الأنظار تتجه نحو قناة السويس، البعض أشار إلى أن مشروع الممر الاقتصادي يهدد الملاحة والنقل في قناة السويس، وأن المشروع سيأخذ مسار النقل من الهند للعراق إلى الإمارات والسعودية ثم إسرائيل، متجهًا إلى دول أوروبا.
وهنا أكد المستشار باليونسيف رشاد حامد عدم جدوي المشروع قائلًا: "يستحيل أن يؤثر خط سكة حديد على قناة السويس، الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.. أولا: أثبت إن الصفقة الكبيرة الحقيقية التي يتحدث عنها بايدن هي ربط الامارات والسعودية والاردن مع اسرائيل بخط سكة حديد."
وقال رشاد حامد: "ثانيا: سوف أنفي وجود سبب آخر. نفرض أن ناقلة حاويات واحدة فقط تبحر يوميا من مومباي إلى دبي وتحمل 20000 حاوية. سوف تفرغ حمولة الناقلة وتحمل على 100 قطار، كل قطار من 20 عربة، وكل عربة تحمل 10 حاويات؛ معدل التقاطر يجب ان يكون قطار كل ربع ساعة حتى لا تتراكم الحاويات في الميناء."
وأضاف مستشار اليونسيف "بعد رحلة طويلة عبر الإمارات والسعودية والأردن وجماركهم تصل القطارات لإسرائيل. في الميناء الاسرائيلي تفرغ حمولة القطارات المائة وتحمل على ناقلة. وفي الميناء الايطالي تفرغ حمولة الناقلة وتحمل على مئة قطار بمعدل تقاطر واحد كل ربع ساعة لتسير على شبكة سكك حديد أوروبا الكثيفة الحركة. قارن بين التكلفة والزمن لهذا الممر وبين انتقال الناقلة المبحرة من مومباي مباشرة إلى الميناء الايطالي عبر قناة السويس."
أقرأ أيضًا.. هل تتأثر قناة السويس بالممرات البديلة؟ مستشار الهيئة يحسم الجدل
إحياء طريق الحرير القديم
لم يكن مشروع "الممر الكبير بين الهند وأوروبا"، هو المشروع الوحيد الذي فكرت فيه عدد من الدول في الشرق والغرب، في محاولة للتقليل من أهمية قناة السويس، كمجري ملاحي مهم وقليل التكلفة في نقل البضائع والحاويات من الشرق والغرب، وخاصة أن المجري الملاحي لقناة السويس يقلل وقت النقل.
بداية التفكير في الابتعاد عن قناة السويس وتقليل دورها، جاءت في تسعينات القرن الماضي، عندما فكرت الصين في إحياء طريق الحرير الصيني القديم، بدأت محاولات الصين لإحياء طريق الحرير بداية تسعينيات القرن الماضي، عبر ما عُرف بالجسر البري الأوروبي الآسيوي الذي يصل بين الصين وكزاخستان ومنغوليا وروسيا، ويصل إلى ألمانيا عبر سكك حديدية.
طريق الحزام والطريق مشروع صيني بتكلفة باهظة
وفي عام 2019، افتتح الرئيس الصيني شي جين بينج قمة "طرق الحرير الجديدة" بمشاركة ممثلين عن 150 بلد، للتسويق للمبادرة التي ستجعلها محورا للعلاقات الاقتصادية العالمية.
ويعرف مشروع الصين رسميًا باسم "الحزام والطريق"، وهذه المبادرة الصينية قامت على أنقاض طريق الحرير القديم، لربط الصين بالعالم عبر استثمار مليارات الدولارات في البنية التحتية على طول طريق الحرير الذي يربطها بالقارة الأوروبية، وتهدف الصين لأن يكون أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ البشرية، ويشمل ذلك بناء موانئ وطرق وسككًا حديدية وأماكن صناعية.
وبرغم أن تاريخ طريق الحرير القديم يعود للقرن الثاني قبل الميلاد، لكن الصين تريد إحياءه مرة أخرى، لربط الصين بأوروبا مرورًا بالشرق الأوسط، بطول يزيد عن 10 آلاف كيلومتر.
123 دولة تشارك في مشروع طريق الصين
يشارك في مشروع طريق الصين 123 دولة، وتريد الصين من خلاله تسريع وصول منتجاتها إلى الأسواق العالمية، بما في ذلك آسيا وأوروبا وأفريقيا وأميركا الجنوبية والوسطى.
ووفقًا لتقديرات البعض فإن طريق الحزام والطريق قد يكون له تأثيرات سلبية على قناة السويس متعلقة بتمرير صادرات الصين إلى أوروبا مباشرة بعيدًا عن قناة السويس. لكن ذلك نفاه خبراء النقل واللوجستيات، الذين يروا أن طريق الحرير قد يخدم مصر، لأن تجارة الصين التي تخرج إلى الدول العربية والإفريقية ستمر عن طريق قناة السويس مرة أخرى، وذلك يؤكد عدم جدوي المشروع وزيادة تكلفة النقل فيه، عكس النقل المباشر عن طريق قناة السويس.
منذ إطلاق الرئيس الصيني للمشروع، استثمرت بلاده 80 مليار يورو في مشاريع متعددة، كما قدمت المصارف قروضا بقيمة تتراوح بين 175 و265 مليار يورو، لكن المشروع لم يكتمل بعد.
الطريق البحري الشمالي الروسي بديل القناة
أما الطريق الثالث فهو مشروع روسي، يطلق عليه "الطريق البحري الشمالي"، وفي إبريل 2021، أطلقت روسيا حملة دعاية للترويج لمشروعها، الذي تريد منه إبعاد نقل البضائع عن المجرى الملاحي في قناة السويس، ويُعتبر مشروع "الطريق البحري الشمالي"، هو حلم روسيا المؤجل.
وذكرت وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية، عن نيكولاي كورتونوف، المسؤول عن ملف الطريق البحري الشمالي، تصريحاته بأن روسيا تعمل على تطوير الممر البحري عبر القطب الشمالي، الذي بات يمكن استخدامه في شكل متزايد بسبب التغير المناخي، وأنه من الضروري التفكير في كيفية إدارة مخاطر النقل بكفاءة وتطوير طرق بديلة لقناة السويس.
ومن المعروف أن روسيا بدأت عمليًا في استخدام ذلك الخط الملاحي، عندما أعلنت شركة "نوفاتك"، أكبر الشركات الروسية المنتجة للغاز في روسيا، عن استمرار نقلها الغاز فائق التبريد عبر هذا المسار على مدار العام.
موسكو تراهن على طريق سيبريا والحرب الأوكرانية تفشله
كما دعم وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو فكرة إنشاء ممرات تجارية بديلة لطريق الحرير وقناة السويس، وأطلق الملياردير الروسي أوليج ديريباسكا، على أحد المشاريع الداعمة للبنية التحتيه في روسيا عبارة المشروع البديل لقناة السويس، ويعرف المشروع الروسي باسم "طريق سيبيريا الجديد".
وذكرت بعض المصادر الروسية "إن موسكو تراهن على هذا المسار، الذي يتطلب كاسحات جليد وناقلات نفط خاصة، لنقل الشحنات إلى كل من أوروبا وآسيا"، مشيرة إلى أن هذا الطريق يوفر مسافة أربعة آلاف ميل بحري، مقارنة مع البديل عبر قناة السويس.
وكانت شركة "غاز بروم نفط" الروسية أرسلت في يوليو 2021، عبر هذا المسار أول شحنة من نفط القطب الشمالي إلى الصين، وبلغت شحناتها نحو 33 مليون طن عام 2020، لكن الطريق ثبت عدم جدواه الاقتصادية بعد إندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، واكتشف العالم أن هناك عوامل أخري تهدد عملية النقل عبر هذا المسار.
وذكرت صحيفة Dagens Nyheter السويدية أن روسيا كانت تطلق على طريق سيبريا اسم "البديل الأخضر"، بسبب "التكلفة الأقل للوقود، والانبعاثات الأقل". ليؤكد الصحيفة في تقريرها على سلبيات الطريق، ومنها أنه يمكن أن يؤدي إلى تفاقم تغير المناخ وزيادة الاحتباس الحراري"، وأنه لا يصلح للملاحة إى 5 أشهر فقط في العام
نقل الطريق 10.7 مليون طن من البضائع على طول الطريق في عام 2017، وفي عام 2020، ارتفع الرقم ليزيد حتى 33 مليون طن، وهي أرقام تقل كثيرًا عما يمر عبر قناة السويس من بضائع تقدر بثلاثة ملايين طن يوميًا، أي ما يزيد على المليار طن سنويًا، بحسب الصحيفة السويدية.
محور إيلات- أسدود ينتهي بالفشل
أما الطريق الرابع، الذي كانت تفكر فيه إسرائيل بجديه، فهو محور إيلات- أسدود، حيث كشفت وسائل إعلام إماراتية عن وثيقة اسرائيلية، منذ عشرات السنين، تؤكد وجود مخطط أميركي لفتح ممر بحري بديل لقناة السويس في إسرائيل، من خلال ربط البحر المتوسط بخليج العقبة. وهو مشروع بتمويل دولي قيمته 5 مليارات دولار مقابل غاز من البحر المتوسط.
وسيكون الميناء داخليًا خلف إيلات، وخط سكة حديد يبلغ طوله حوالي 300 كيلومتر، ويبدأ من إيلات على البحر الأحمر جنوبًا، ويتجه حتى ميناء أسدود على البحر المتوسط.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ودولة الإمارات يعملان على إنجاز المشروع، يتم من خلاله نقل النفط والمنتجات البترولية من الإمارات إلى إسرائيل ثم إلى أوروبا، عبر خط ممتد من ميناء إيلات على البحر الأحمر إلى ميناء أسدود على البحر المتوسط.
وبالفعل تم الإعلان عن شراء شركة "مبادلة الإماراتية للبترول"، حصة شركة "ديليك دريلينج" الإسرائيلية في حقل تمار للغاز، في أكبر صفقة بين إسرائيل والإمارات، لنقل البترول الخليجي عبر الطريق المزعوم.
في الوقت الذي أكد فيه خبراء النقل أن مسار قناة السويس سيظل الأقصر والأكثر أمنًا للربط بين الشرق والغرب، حيث تتمكن الحاويات عبر القناة من نقل كميات أكبر من البضائع، وبتكلفة أقل من أية مسارات برية.
بدائل قناة السويس تثبت عدم جدواها
وأعلنت إسرائيل عن محادثات لمد خطوط من الإمارات تمر عبر السعودية والأردن حتى إيلات على البحر الأحمر، ثم إلى ميناء عسقلان على البحر المتوسط. ويعني ذلك، أن منافسا في قطاع النفط سيشارك قناة السويس بإيرادات عبور الخام، وفي الربع الأخير من 2020، وقعت شركة خطوط "أوروبا- آسيا" الإسرائيلية، وشركة "أم إي دي- ريد لاند بريدج ليمتد" الإماراتية، مذكرة تفاهم للتعاون في مجال نقل النفط الخام بين دول الخليج، لنقل نفط دول الخليج إلى أسواق الاستهلاك في أوروبا، والذي يمر معظمه عبر قناة السويس.
وفكرت إسرائيل في إدخال السفن القادمة من الجنوب ومن الشمال عن طريق خليج العقبة، لتقوم بشق قناة من إيلات حتى حيفا وأسدود على البحر المتوسط، بمسافة 522 كيلو متر، لكن وزارة المالية الإسرائيلية رفضت المشروع بسبب تكلفته التي قد تصل إلى مليارات الدولارات، ففكرت في محطة للحاويات وإنزال البضائع في إيلات ثم نقلها عن طريق السكك الحديدية إلى حيفا وأسدود، ومع ذلك تبين أن العملية باهظة التكاليف، لينتهي أمر الطريق.
وهنا علق الخبير الاقتصادي راجي عمار " كلمه اخيرة فى موضوع قناة السويس ودول العالم، روسيا تقولك هانشغل طريق سيبريا بديل للقناة والهند والخليج تقولك طريق الحرير والصين عملت قطر سربع وطلع فاشل؟ قوانين الفيزياء والطبيعة والدنيا كلها بتقول ان مافيش بديل عن قناة السويس حتى لو اسرائيل قالت هعمل قناة ونحرق أسعار المرور ونخليها ماتجيب تكلفه حفرها، احنا من امتى منعنا حد يمر منها والرسوم زهيدة والا ماكانت السفن تعدى منها وكانت راحت رأس الرجاء الصالح لكن هايدفعو ديزل اكثر ووقت اطول..."
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.