خبير علاقات دولية يكشف نتائج قمة العشرين وتأثيرها على القضايا العالمية
اختتم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أمس الأحد قمة مجموعة العشرين التي قللت من أهمية الانقسامات العميقة بشأن الحرب في أوكرانيا والتغير المناخي، وعززت دور مودي على الساحة الدبلوماسيةـ، حيث انقسمت دول مجموعة العشرين بشأن الحرب في أوكرانيا منذ غزو موسكو العام الماضي، وتغيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن القمة لتفادي الانتقادات السياسية.
وواجه قادة دول مجموعة العشرين، التي تضم روسيا والصين علاوة على بعض أشد مؤيدي أوكرانيا، مؤخرًا، صعوبة الاتفاق على كثير من الأمور، وخصوصا في ما يتعلق بالغزو الذي بدأ قبل 18 شهرًا.
وتعليقا على القمة التي عقدت في الهند وسط تحديات كثيرة فى ظل استمرار الحرب الأوكرانية والتحديات العالمية الأخرى مثل التغيرات المناخية وأزمات النظام المالى العالمى وغيرها والتي ألقت بظلالها على فعاليات المجموعة ودورها فى النظام الاقتصادى العالمى، قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إنه في الواقع أن مجموعة العشرين بدأت بالأساس بالتركيز على القضايا الاقتصادية، خاصة بعد الأزمة المالية العالمية فى عام 2008 وهو ما كان دافعا لتطورها وانعقادها على مستوى رؤساء الدول تحت عنوان المنتدى الاقتصادى العالمى الأول فى عام 2009، ثم توسعت فى مجالات اهتمامها لتشمل القضايا الأخرى مثل التغيرات المناخية والتنمية المستدامة ومكافحة الفساد.
وقال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية: كان الهدف الأساسى من وراء إنشاء مجموعة العشرين التى تعتبر أكبر تكتل اقتصادى عالمى، يشمل 85% من حجم الناتج العالمى، و75% من حجم التجارة العالمية وأكثر من ثلثى سكان العالم وأكثر من نصف مساحة الكرة الأرضية، هو تنسيق السياسات المالية بين الاقتصادات الأكبر فى العالم من أجل تفادى وقوع أزمات مالية واقتصادية عالمية جديدة، والعمل على تعزيز التجارة الدولية والإسهام فى رفع معدلات النمو العالمية، غير أن هذه الأهداف تعثرت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة بسبب الخلط بين الاقتصادى والسياسى وانعكاس الاستقطاب الحاد فى النظام الدولى بين القوى الكبرى على المجموعة.
وأضاف الخبير في مركز الأهرام للدراسات، أن الاستقطاب والصراع الحالى بين أمريكا وحلفائها الغربيين وبين روسيا على خلفية الحرب فى أوكرانيا وفرض عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على روسيا، وبين أمريكا وحلفائها وبين الصين على خلفية قضية تايوان والتوترات فى بحر الصين الجنوبى ومضيق تايوان ومنطقة المحيطين الهادى والهندى، انعكس على التفاعلات داخل المجموعة وقلل من فاعليتها فى ضبط الأداء الاقتصادى العالمى، خاصة أن هذا الاستقطاب تزامن مع تزايد التحديات العالمية الأخيرة مثل جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وتفاقم التداعيات السلبية للتغيرات المناخية والتى ألقت بظلالها السلبية على الاقتصاد العالمى وتزايد معدلات الركود وتراجع معدلات النمو والتجارة العالمية.
اقرا ايضا: تصريح مفاجئ من الرئيس البرازيلي عن اعتقال بوتين بقمة G20 العام المقبل
وتابع: الصين وروسيا، العضوان البارزان فى مجموعة العشرين، تعتبران أن السياسات الأمريكية فى عسكرة العلاقات الدولية وإشعال الأزمات والحروب فى أكروانيا وشرق آسيا تمثل استفزازا واضحا للأمن القومى لكلتا الدولتين، كما تعتبران أن العقوبات الاقتصادية الغربية عليهما تمثل إحدى الحروب الاقتصادية ضدهما، إضافة إلى مطالبهما بإقامة نظام اقتصادى دولى أكثر تعددية، والخروج من هيمنة النظام الاقتصادى العالمى الأحادى الذى ساد بعد الحرب العالمية الثانية ويعرف باتفاقيات بريتون وودز التى تمثلها صندوق النقد الدولى والبنك الدولى ومنظمة التجارة العالمية ونادى باريس وغيرها، وإقامة نظام تعددى ينهى هيمنة الدولار الأمريكى كعملة دولية ويتيح إنشاء مؤسسات اقتصادية جديدة، مثل بنك التنمية الجديد التابع لبريكس، إلى جانب المؤسسات الاقتصادية العالمية التقليدية، ومن هنا كان رهان روسيا والصين على تعزيز وتفعيل دور تجمع البريكس ومنظمة شنغهاى كمؤسسات موازنة للمؤسسات الغربية ولمجموعة السبع الصناعية، ولذلك أخذ اتجاه روسيا والصين نحو توسعة البريكس وضم ست دول جديدة هى مصر والسعودية والإمارات وإيران والأرجنتين وإثيوبيا لتكون أكثر تمثيلا للقارات المختلفة على عكس مجموع السبع الغربية.
وأوضح أنه رغم التناقضات والاستقطاب بين بعض دول المجموعة، إلا أن هناك حرصا من أعضائها، خاصة أمريكا والصين على استمرار المجموعة وانعقاد قمتها بشكل دورى، فأمريكا والصين لا يستطيع كل منهما الاستغناء أو فك تشابكاته مع الطرف الآخر، فحجم التجارة بين أمريكا والصين يصل إلى 700 مليار دولار.
واشار الى أن حجم التجارة بين الصين وأوروبا يصل لـ800 مليار دولار، ولذلك تتبنى الأطراف الثلاثة، أمريكا وروسيا والصين فلسفة التعايش مع الاختلافات، ومحاولة إيجاد أرضية مشتركة فى بعض القضايا الاقتصادية، كذلك التوافق فيما بينها على ضم الاتحاد الإفريقى كعضو فى المجموعة بشكل رسمى خلال القمة وهو ما يعكس الأهمية الإستراتيجية لإفريقيا والتنافس الدولى عليها.
وأكد أن الدول الأخرى الأعضاء فى المجموعة 16 دولة، إضافة إلى الاتحاد الأوروبى يمثلون قوة ضامنة لاستمرار المجموعة وضبط تفاعلاتها وتقليل تأثير حدة الاستقطاب الدولى عليها. لكن فى كل الأحوال فإن مجموعة العشرين فى مفترق طرق وتواجه تحديات كثيرة ستؤثر على مستقبلها ودورها الاقتصادى مع استمرار الصراع بين بعض دولها، وتوجه بعض أعضائها إلى الرهان على التجمعات الاقتصادية الأخرى مثل بريكس ومجموعة السبع كبديل عن المجموعة، خاصة فى ظل أزمات اقتصادية عالمية طاحنة تتطلب توافق الدول الكبرى بدلا من الاستقطاب والصراع الذى يفاقم من تلك الأزمات.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.