سر تحول مصر لأكبر مركز لوجستي لتخزين الحبوب في الشرق الأوسط، خطوة البريكس تعزز من الطموحات المصرية، وإضافة قدرات قوية للبنية التحتية للبلاد
البقاء في المربع صفر لا يليق بمصر، هكذا عالجت الدولة مشكلات القمح ولم تنتظر الفرج في الأزمة الروسية الأوكرانية، بل كانت تعمل منذ سنوات على الابتعاد عن مربع الأزمات والاعتماد على المنتج المحلي، بجانب التحول تماما لتصبح مركزا لتداول الحبوب في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، بما تملكه من إمكانيات ومؤهلات، ويدعم هذه الطموحات الآن انضمام مصر لمجموعة بريكس، وهي الخطوة التي تعكس قدرة البلاد على المضي قدما نحو تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الطموح.
مركزًا للحبوب الروسية
"ستصبح مركزًا للحبوب الروسية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا"، جميع الشروط تنطبق على مصر لتصبح مركزًا للحبوب الروسية لتوريد مجمع الصناعات الزراعي الروسي"، تصريحات سابقة أدلى بها نائب وزير الخارجية الروسي، ولكنها تؤكد أهمية مصر بالنسبة لروسيا ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وقدرتها على أن تكون مركزا عالميا لتخزين الحبوب.
حيث بدأ التفكير في إمكانية تحول مصر إلى مركز لتداول الحبوب في الشرق الأوسط منذ سنوات طويلة، ولكن الحرب الروسية الأوكرانية نبهت مصر للتحرك بوتيرة أسرع في ملف الأمن الغذائي، وأهمية توطيد العلاقات الروسية - المصرية التي ستجعل من القاهرة مركزًا استراتيجيًا لتخزين وتصدير الحبوب الروسية وعلى رأسها القمح، وتسعى مصر لتكون مركزًا لوجيستيًا لتخزين الحبوب وإعادة تصديرها للدول العربية والأفريقية.
خاصة أنها تتوفر لديها الشروط اللازمة لذلك، بدايةً من الصوامع التي زادت طاقتها من نحو 1.4 مليون طن في 2014 إلى 5.5 مليون طن مستقبلا، فضلا عن موقع مصر الجغرافي المميز الذي يؤهلها لذلك بقوة.
ودشنت مصر منذ عام 2015 المشروع القومي لإنشاء الصوامع الحديثة ومنحته اهتماما خاصا، ورصدت له تمويلا خاصا وكل أنواع الدعم لتحديثه وتطويره، وأنشأت الدولة صوامع حديثة أيضا في كل محافظات الجمهورية لتخزين الحبوب والقمح بصفة خاصة وحفظه على أحدث نظم تكنولوجيا التخزين وتطبيق النظام الحديثة في إدارتها ووصلت تكلفة الصومعة التي تتسع لـ90 ألف طن إلى 300 مليون جنيه، بإجمالي 50 صومعة موزعة على 17 محافظة.
وهي: برقاش بالجيزة، وميت غمر وشربين بالدقهلية والقنطرة شرق شمال سيناء، وطنطا بالغربية ومنوف بالمنوفية وههيا بالشرقية ودمنهور بالبحيرة والصباحية بالإسكندرية وقنا وشرق العوينات الوادى الجديد وبنها بالقليوبية وبنى سويف والفيوم وبهنسه والشيخ فضل.
تخزين الحبوب
والصومعة عبارة عن مبنىً مجهز لتخزين الحبوب وتحميلها وتفريغها قبل بيعها أو استعمالها، وتوجد الصوامع عادة في المزارع والطواحين ومحطات السكة الحديدية والموانئ، وتخزن فيها الحبوب كالشعير والقمح، وهي أهم أنواع مخازن الحبوب في العصر الحديث، ويعتبر التحول الرقمي ونظام ميكنة الصوامع صاحب دور حيوي في حوكمة منظومة القمح والحبوب وضبط إيقاعها، ويحدد بشكل واضح حجم الوارد والصادر والمنصرف، دون تدخل من العنصر البشري القابل للخطأ ما يجعل المعلومات الموجودة مستقبلًا أكثر دقة وإحكامًا.
وتضم مصر الآن 70 صومعة على مستوى محافظات الجمهورية، مصممة بأحدث تقنيات موجودة في العالم، بالإضافة إلى صوامع مركزية بالموانئ بطاقة 12 مليون طن قمح مستورد، وتصل مدة تخزين القمح في الصوامع إلى عام أو العام ونصف العام، مع الحفاظ على مدة تخزين القمح في الصوامع، ويجرى تخزينه بجودة عالية مع الحفاظ علي درجة رطوبة ودرجة حرارة وفقًا للنظم الآلية المتبعة داخل الصومعة، ووصلت الطاقات التخزينية الآن إلى 3.4 مليون طن سعة تخزينية، آى تخزين استهلاك ما يقرب من 4 أشهر ونصف الشهر، بخلاف التخزين فى الصوامع التابعة للمطاحن.
زراعة القمح في ضوء الحرب الروسية الأوكرانية
أدت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وخروج البلدين من سوق تصدير الحبوب إلى أعباء إضافية على اغلب بلدان العالم ومنهم مصر، لهذا جاءت التوجيهات العاجلة للرئيس السيسي للحكومة بمنح المزارعين حوافز إضافية للتوسع في إنتاج القمح، بالإضافة إلى تنفيذ خطة الحكومة في زيادة المساحات المزروعة بهذا المحصول بما يدعم استراتيجية مصر في تأمين إنتاج القمح.
كما اتخذت الدولة المصرية العديد من الإجراءات لتأمين المخزون الاستراتيجي من محصول القمح، حيث كان للدولة رؤية استشرافية، أوصلت الاحتياطي من القمح لاحتياجات 103 ملايين مواطن خلال من أربعة لـ خمسة شهور حتى الآن، مع العلم أنه سيصل إلى تسعة أشهر العام المقبل.
وأبدت مصر استعدادها لإعادة تصدير القمح الروسي إلى الدول المجاورة بعد إنشاء مركز توزيع لوجستي عالمي في قناة السويس، يكون مركزا لتخزين وتجارة القمح والحبوب الأخرى في مصر والمنطقة العربية وكذلك في دول شمال وشرق إفريقيا، إذ لم تكتف مصر بتطوير الصوامع، بل قامت أيضا ممثلة في وزارة التموين والتجارة الداخلية بتوقيع عقود أكبر مشروع قومي تخزيني لإنشاء المستودعات الاستراتيجية في محافظات الشرقية والسويس والفيوم والأقصر كمرحلة أولى، في إطار تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية بتكوين وتخزين مخزون استراتيجي من السلع الأساسية والمنتجات الغذائية على مدار العام.
ويعتبر مشروع المستودعات الإستراتيجية محورا من عدة محاور تعمل عليها الحكومة لتحقيق الأمن الغذائي، بجانب النهوض بالسياسات الزراعية وإطلاق المشروعات القومية العملاقة لتوفير السلع الغذائية وزيادة الإنتاج، إلى جانب تنويع مصادر الواردات، وتطوير سلاسل التوريد ولهذا حرصت مصر على تعدد مناشئ استيراد القمح، منها فرنسا وألمانيا ورومانيا وأمريكا وبلغاريا والتي تصل إلى نحو 23 منشأ، كما أن مصر لديها تجربة في توفير السلع الغذائية والأقماح طوال فترة جائحة كورونا وأيضا مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.