خبير اقتصادى يكشف مكاسب القارة الأفريقية من عضويتها الدائمة بمجموعة العشرين
مجموعة العشرين، قال الدكتور علاء رزق الخبير الاقتصادى ومدير المركز الاستراتيجي للتنمية إن انضمام الاتحاد الأفريقي بصفة دائمة لعضوية مجموعة العشرين حقق نجاحًا كبيرًا للقارة الأفريقية التى تعانى الكثير من التحديات التقليدية التي تستطيع تجاوزها عبر استغلال خطوة الانضمام إلى مجموعة العشرين.
تحديات تواجه اقتصاد الدول الأفريقية
مجموعة العشرين، وأكد فى تصريح لفيتو أن أبرز تلك التحديات: الديون وتسريع خطوات التنمية المستدامة، وإحداث تغييرات هيكلية في اقتصادات تلك الدول خاصة فى القطاعات الصناعية والزراعية والخدمية، واستخدام التكنولوجيا الحديثة، فضلًا عن تحديث البنية التحتية وتطويرها فى ربوع القارة.
وفى نفس الوقت تمتلك القارة الأفريقية الكثير من المقومات. حيث يمكن للاتحاد الأفريقي -الذي بلغ حجم ناتجه الإجمالي ثلاثة تريليونات دولار في عام 2022- أن يشكل إضافة قوية للمجموعة، لا سيما في ظل ما تزخر به القارة من ثروات، تجذب أنظار المتنافسين الإقليميين والدوليين.
مجموعة العشرين تنظر لأفريقيا على أنها مصدر للمواد الخام
مجموعة العشرين، وواصل حديثه قائلا إن مجموعة العشرين، تنظر لأفريقيا على أنها مصدر للمواد الخام والمعادن الاستراتيجية، خاصة تلك التي تدخل في صناعات الرقائق والتكنولوجيا المستخدمة في صناعة الصواريخ والطائرات بدون طيار وأجهزة الاتصالات وغيرها من الصناعات الدقيقة.
فمحاولات الكثير من الدول والتجمعات لاستقطاب القارة الأفريقية كانت وما زالت، وتأتي نظرًا لما تملكه القارة من ثروات ضخمة متنوعة، فتعد تلك الثروات الآن مطلبًا أكثر من أي وقت مضى لعمليات النمو والتنمية بالنسبة لكل من تلك الأقطاب والقوى، التي يأتي على رأسها الولايات المتحدة الأميركية.
وقد تزايدت حدة تلك الهرولة مع التداعيات التي أفرزتها الحرب في أوكرانيا وأزمة التغيرات المناخية، إضافة إلى جائحة كورونا، فضلًا عن أزمتي الطاقة والغذاء.
مكاسب القارة الأفريقية
وتابع هناك عددا من المكاسب التى سوف يجنيها كل من مجموعة العشرين والاتحاد الأفريقي.
أولا المكاسب التي تسعى دول مجموعة العشرين لتحقيقها من القارة السمراء، على النحو التالي:
- إضافة 55 دولة تمثل القارة الأفريقية وبالتالي لم تعد مجموعة العشرين تعكس فقط اتجاهات الدول المنضمة لها، لكن أيضًا أصبحت تعكس اتجاهات أكبر.
- الاتحاد الأفريقي يمثل أكبر الكتل التصويتية في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية بما فيها المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي، وبالتالي هو إضافة كبيرة لمجموعة العشرين.
- الاتحاد الأفريقي يمثل حوالي 20 بالمئة من الناتج الإجمالي العالمي، وهي نسبة ليست قليلة من حيث التجارة الدولية والاقتصاد العالمي.
- الدول الأفريقية كانت في السابق ينظر لها كمخزن للمواد الأولية والموارد غير المصنعة، واليوم الاتحاد الأفريقي سوف يكون له دور كبير في القرارات الاقتصادية الدولية بما فيهم أكبر كتلة اقتصادية وهي مجموعة العشرين، وبالتالي انتهاء عصر التهميش الاقتصادي.
- الاتحاد الأفريقي يمثل سوقًا كبيرة تصل إلى حوالي مليار و300 مليون نسمة، وبالتالي هو يعد إضافة لمجموعة دول العشرين، بحيث تضيف سوقًا كبيرة لمنتجاتها أو الحصول على واردات من دول الاتحاد الأفريقي خاصة أن أفريقيا الآن أصبحت تمثل رقمًا مهمًا في معادلة الطاقة.
- أفريقيا جزء رئيسي في سلاسل الإمداد الدولية سواء من خلال الممرات البحرية، التي تشرف عليها ومرتبطة بها أو من خلال ما تقدمه من صادرات تتعلق بالغذاء وأمن الطاقة.
- لا يمكن أن يتحقق هدف العالم بالوصول إلى صفر كربون في العام 2050 دون مساندة دول الاتحاد الأفريقي.
- الاتحاد الأفريقي سيطبق منطقة التجارة الحرة الأفريقية الكبرى، والتي تضم كل الدول الأفريقية، وتطبيقها سوف يؤدي إلى سهولة ويسر في التعاملات الاقتصادية بين دول العشرين والاتحاد الأفريقي، خاصة وأن أية دولة من العشرين سوف تقوم بمشروع أو تصدر سلعة ما لأية دولة إفريقية تستطيع أن تصل إلى باقي دول القارة دون حواجز جمركية أو جمارك جديدة.
ثانيًا مكاسب دول الاتحاد الأفريقي من انضمامها إلى مجموعة العشرين، أهمها:
-الاتحاد الأفريقي في حاجة إلى المزيد من الاستثمارات، خاصة وأن أفريقيا تتلقى استثمارات قليلة مقارنة بباقي دول العالم.
-الاتحاد الأفريقي ينتظر أيضًا توطين التكنولوجيا الحديثة من الدول العشرين، خاصة وأن أفريقيا تبيع غالبية مواردها كمواد أولية، فإذا تحولت هذه المواد الأولية إلى مواد مُصنعة أو حتى نصف مُصنعة ستكون لها قيمة مضافة كبيرة على الاقتصادات الأفريقية.
- تأمل أفريقيا من خلال دخولها دول العشرين أن تكون لاعبًا مؤثرًا في القرارات الاقتصادية بما يحقق النتيجة العادلة، وهي نتيجة (رابح رابح) بحيث تكون العلاقة بين إفريقيا والدول الأخرى تقوم على المكاسب المتبادلة وليست علاقة يستفيد منها طرف أكثر من آخر بنسبة قد تتخطى الثمانين بالمئة.
- تأمل إفريقيا من الانضمام إلى مجموعة العشرين أن تؤخذ مصالحها في الحسبان خصوصًا ما يتعلق بالقروض والمنح التي تستخدم في التنمية والتنمية المستدامة، فالاتحاد الأفريقي دول فقيرة تحتاج إلى دعم وتمويل، لا يعتمد على نسب بسيطة من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ونادي باريس وغيرها، وبالتالي ربما الانضمام إلى مجموعة العشرين يُحسن وضعية الدول الإفريقية للحصول على قروض بشروط ميسرة تساعد على التنمية وليس الإفقار كما كان يحدث في الماضي.
الناتج المحلى الأفريقى لا يتجاوز 3 تريليونات دولار خلال عام 2022
وأضاف فرغم تواضع الناتج المحلي للاتحاد الأفريقي (يضم 55 دولة عضوًا) الذي لا يتجاوز 3 تريليونات دولار خلال عام 2022 مقارنة بدول المجموعة (يبلغ الناتج المحلي للصين وحدها 17.82 تريليون دولار عام 2021) فإن الأعوام الماضية فرضته كقبلة اقتصادية واعدة.
كما أن التحديات الاقتصادية القاسية التي تعرض لها العالم منذ عام 2019 وحتى اليوم وعلى رأسها جائحة كورونا والتغيرات المناخية وتعاظم الديون والتضخم المرتفع، جعلت من التعاون مع المناطق التي تمتلك ثروات وإمكانات اقتصادية جيدة مسألة لوجستية حيوية، ومن ثم كان هذا الإجماع أو شبه الإجماع على انضمام الاتحاد الإفريقي كعضو داخل مجموعة العشرين الكبرى.
من الاستعمار إلى الشراكة.. العالم يغير نظرته لأفريقيا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.