د. كريمة خطاب: التفكك الأسري أفرز أطفالًا يدمنون الأفلام المخلة ويمارسون المساكنة الجنسية بلا زواج.. والسوشيال "ونسهم" الوحيد (حوار)
>> التفكك الأسري يحطم نفسية الطفل ولا بد من تعليمه حرفا يدوية وصنعة
لم يعد الأطفال هم صغار السن الذين لا نلتفت كثيرًا إلى شكواهم، أو على الأقل نعتبرهم لا يفقهون ولا يحسّون بما يجرى، فعلم النفس الحديث أثبت أن الأطفال يتعرضون مثل الجميع إلى أمراض نفسية، خاصة بعد أن تتعرض أسرهم إلى التفكك أو الانفصال، كل ذلك وأكثر تكشفه لنا الدكتورة كريمة خطاب، أستاذ علم النفس الإكلينيكي، فى حوار لـ "فيتو" والتي تغوص بنا إلى أعماق الأطفال وسلوكياتهم، وإلى نص الحوار:
*بداية ما أنواع التفكك الأسري الذي يمكن أن يؤثر على نفسية الأطفال؟
التفكك الأسري أنواع، منه الخلافات الأسرية والطلاق والانفصال دون طلاق، وأيضا حالات الكراهية بين الأم والأب تعتبر من أنواع التفكك الأسري التي بإمكانها أن تؤثر على الأطفال نفسيا، كما أن فكرة الاستخدام أيضا من أنواع التفكك، والمقصود استخدام طرف منهم الطرف الآخر ماديا واستخدام الزوجة للصمت من أجل الأولاد، كل هذه الأشكال من التفكك الأسري تؤثر علي الأولاد.
*وما الآثار السلبية التي تصيب الأطفال نتيجة ذلك؟
التفكك الأسري من أخطر الأسباب التي تحطم نفسية الطفل وتؤثر عليه بالسلب، وتجعله يشعر بأمراض نفسية عديدة مثل القلق والتوتر واضطراب في التركيز وسرعة الحركة وعصبية مفرطة، وهذا بدوره له تأثير على القدرات البحثية عند الطفل، ويصبح عرضة للأمراض الجسمانية مثل الشكوى من انسداد في الأذن والإحساس بالدوخة، وظهور علامات التهاب على الجلد، مع زيادة الشكوى بالرفض من كل ما يحيط به وشكوى متكررة بالإحساس بالفشل، وهذا سببه الأول والوحيد التفكك الأسري.
*هل يمكن معالجة ذلك على المدى البعيد؟
للأسف، من المستحيل أن يتعافى الطفل تماما بل تظل معه طيلة حياته عقدة ووصمة نفسية وإحساس بعدم النجاح في جميع علاقاته، ويصبح الطفل رد فعل لكل ما مر به من أزمات نفسية، بسبب التفكك الأسري، ويمارس بوحشية كل العنف الذي مر به ورآه من ضرب وإهانة وإهمال.
*ما أخطر الأمراض النفسية شيوعا بين الأطفال بسبب العنف والتفكك الأسري؟
التبول اللا إرادي وفرط الحركة وتشتت التركيز، القلق المستمر، العصبية المزمنة، قلة الثقة في النفس، العنف، الكذب، السرقة، وكل هذه الأمراض النفسية تتحول علي المدى البعيد لأمراض أخطر.
*هل يلجأ الأطفال إلى السوشيال ميديا هربًا من التفكك الأسري؟
نعم السوشيال ميديا أصبحت الونس الوحيد في حياة الأطفال ضحايا التفكك الأسري، في ظل اختفاء ونس البيت والعيلة والأم والأب، لأن الأطفال في مثل هذه الحالات يعتقدون أن الموبايل هو الشيء الوحيد الذي يقبله دون إهانة أو عنف.
*وما نتيجة ذلك؟
الضرر خطير، هناك أطفال أصحاب 6 سنوات أصبحوا مدمني مشاهدة الأفلام المخلة والمقاطع الجنسية، وهناك مراهقون أصبحوا يمارسون عادة المساكنة الجنسية بدون زواج، بسبب الانفتاح علي السوشيال ميديا، ونتيجة التفكك الأسري والسبب الرئيسي في الانحراف النفسي والسلوكي عند الأطفال والمراهقين.
*هل أضحت الأموال هي أولوية الأسر المصرية؟
العمل أصبح “نمبر وان” في حياة 99 % من الأسر المصرية، وهذا سبب رئيسي في إصابتهم بمرض نفسي يسمى الفصام، وهو عبارة عن أن كل طرف وفرد من أفراد الأسرة أصبح في معزل عن الآخر، ومن النادر أن تجمعهم طاولة غداء أو يجمعهم مناقشة في حديث عن أمر ما، ولهذا الأب والأمهات كل سعيهم وراء الجانب المادي، وإهمال الجانب النفسي والمعنوي للطفل، وفي هذه الحالة يصبح الطفل مريضا نفسيا بسبب البعد الأسري.
*كيف الخروج من عنق زجاجة المرض النفسي؟
بالفن والرياضة فقط يصبح الإنسان سوي نفسيا، لأن الرياضة الشيء الوحيد الذي تمكن الإنسان من التخلص من الطاقة السلبية لديه، والفن أيضا علاج سحري للشعور بالانتماء والإحساس عامل الوقت والشغل، لأن كل طفل ضحية تفكك أسري هو ضحية لضحية أكبر منه تسمى الأم والأب، فعلينا جميعا أن نتعافى نفسيا لكي نتوقف عن إنتاج مزيد من الضحايا الآخرين.
*هل الزواج بدون نضج نفسي كاف له دور في التفكك الأسري بعد الزواج ؟
بالطبع هو الأساس من البداية، عدم النضج في اختيار شريك حياة مناسب وعدم القدرة علي تحمل مسؤولية الإنجاب والتعامل مع مبدأ الزواج علي أنه عادة اجتماعية لا بد منها بدون حسابات أو تفكير وفي النهاية يصبح الأطفال هم الضحايا.
*ما الآثار المترتبة علي الخلل النفسي للتفكك الأسري للأطفال والمراهقين؟
كثيرة وذات خطورة بالغة ومن أخطرها هي إقبال الأطفال والمراهقين علي الإدمان ولجوء المراهقين والمراهقات إلى أسلوب المساكنة وكثرة الانحراف الأخلاقي.
*كيف نعالج الأطفال نفسيا من الضرر النفسي الناتج عن التفكك الأسري؟
لا بد من تعليم الأطفال حرف يدوية وصنعة مثل الميكانيكا والخياطة والنجارة ولعب كرة القدم والسباحة كرياضة لتعزيز الشعور بقيمته إنه ذات أهمية في الحياة، وأيضا لكي نشغل وقته بمزيد من العمل ولا يملك وقتها فرصة للاتجاه إلى السوشيال الذي تعد قنبلة موقوتة.
*ما الروشتة النفسية للآباء والأمهات بعد الانفصال في التعامل مع أطفالهم؟
أولا: التعامل مع بعضهم البعض كأصدقاء وليسوا أعداء
ثانيا: التفكير في مصلحة الأطفال وليس في مصلحة الأم أو الأب الشخصية
ثالثا: تجنب الظهور أمام الأطفال بشكل غير حضاري في النقاش
رابعا: احترام بعضهم في غياب كل طرف منهم مع الأطفال
خامسا: الاستماع الجيد لمشاكل الأطفال والعمل على حل تلك المشاكل بشكل حضاري
سادسا: متابعة الأطفال في أدق التفاصيل ومشاركتهم في جميع خصوصياتهم.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو".
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبارمصر، أخبار اقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
