رئيس التحرير
عصام كامل

حظر العباءة في مدارس فرنسا، أزمة جديدة تثير غضب الشارع الفرنسي، ماكرون يهدد بمنع الرموز الدينية، وموظفون متخصصون لإقناع الطلبة

ماكرون، فيتو
ماكرون، فيتو

حظر العباءة في مدارس فرنسا، عاد نحو 12 مليون تلميذ، اليوم الاثنين، إلى المدارس في فرنسا، في ظل حظر ارتداء العباءة والقميص، وفق قرار بررته الحكومة بوجوب احترام العلمانية، غير أنه أثار الجدل وطغى على تغطية وسائل الإعلام.

 فرنسيات يعارضن قرار حظر العباءة بارتدائها عنوة  

 

وقالت رئيسة الوزراء الفرنسية  إليزابيت بورن، إن عددًا من الفتيات الصغيرات وصلن إلى المدارس صباح اليوم مرتديات العباءة، لكننا شرحنا لهن أننا لا نقبل هذه العلامات التي تُظهر الانتماء الديني"، وفقا لـ"يورو نيوز".

 

وصرح وزير التربية والتعليم الفرنسي غابريال أتال أنه "بفضل التزام الموظفين والأولوية المعطاة للحوار، تم احترام القاعدة التي وضعتُها بشأن العباءات والقمصان الطويلة منذ هذا الصباح، دون أي صعوبات تُذكر. ترحب المدرسة بجميع طلابها دون استثناء، لكن مع الالتزام بقواعد الجمهورية".

وكانت الحكومة بأكملها، قد دعت باسم الدفاع عن العلمانية، إلى  التكاتف من أجل هذا الحظر الذي ينطبق أيضًا على ارتداء القميص الطويل بالنسبة للذكور.

ووفقًا لقانون 15 مارس 2004 الذي يحظر ارتداء العلامات أو الملابس التي تُظهر الانتماء الديني، يُسمح للطلاب المخالفين بدخول المدرسة لا الصف، على أن يجري حوار بين الأسرة ووزارة التربية.

وقال أتال في وقت سابق إنه سيتم تدريب 14 ألف موظف في مجال التعليم في مناصب قيادية بحلول نهاية هذا العام للتعامل مع هذه القضية بغية دعم العلمانية، وسيتم تدريب 300 ألف موظف بحلول عام 2025.

 

 
وبعد أن أعربت الأمينة العامة لنقابة الاتحاد العمالي العام، صوفي بينيه عن استنكارها "بدء العام الدراسي بهذا الإعلان"، قالت لقناة فرانس 2 التلفزيونية العامة إن هذا " أمر خطير جدًا لأنه يحجب القضايا الحقيقية ويَصِمُ جزءًا من السكان. يبدو أنها تراجعت عن تصريحاتها وقالت في آخر ظهور لها إن ثمة جدلًا حول ما إذا كانت العباءة لباسًا دينيًا أو مجرد تقليد ثقافي، أنا مع منع الرموز الدينية، لكن ليس من صلاحيات وزير التربية والتعليم أن يقرر ما هي العلامات التي تُعبّر عن الانتماء الديني في البيئة المدرسية".

في المقابل، أعرب طيف واسع من الفرنسيين عن استنكارهم قرار حظر العباءة وعلى رأسهم المعارضة اليسارية داخل البرلمان وخارجه، لكن بعد شهرين من أعمال الشغب التي هزت البلاد، ترغب الحكومة في اعتماد سياسة الحزم في القضايا التعليمية، لا سيما في ما يتعلق بالعلمانية أو المعرفة الأساسية.

وإذ رحب مديرو المدارس بالحظر، إلا أن العديد من المعلمين يعتبرون أن قضية العباءة "لا ينبغي أن تخفي القضايا الحقيقية" مثل نقص الموظفين في قطاع التعليم أو الأولوية التي يجب إعطاؤها لمكافحة التحرش أو الفصول المكتظة.

وانتقد السياسي اليساري الفرنسي البارز جان لوك ميلانشون القرار بشدة، ودعا المسؤولين إلى تجنب إثارة النزاعات ذات الطابع الديني. وقال إنه "من المحزن أن نرى بداية العام الدراسي تُوظّف سياسيًا من خلال حرب دينية جديدة سخيفة ومصطنعة تمامًا حول ملابس النساء. متى سنرى سلمًا أهليًا وعلمانية حقيقية تُوحّد بدلًا من أن تُفرّق وتُحبط".

اقرأ أيضا: من بينها العباءة، الرئيس الفرنسي يدعو لمنع ارتداء الملابس الإسلامية في المدارس

 

وقبل وقت سابق جدد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، من جانبه التأكيد على أن قرار الحكومة منع العباءة في المدارس يهدف إلى الدفاع عن العلمانية ومبادئ الجمهورية، مذكرا في الوقت نفسه بالهجمات الإرهابية التي شهدتها البلاد ولا سيما مقتل الأستاذ، صامويل باتي، ذبحا بيد جهادي قرب مدرسته.

وفي مقابلة أجراها معه اليوتيوبر "أوغو ديكريبت" على قناته، قال ماكرون: "نحن نعيش أيضا في مجتمعنا مع أقلية، مع أشخاص يغيرون وجهة ديانة ويأتون لتحدي الجمهورية والعلمانية".

وأتى تصريح الرئيس الفرنسي ردا على سؤال طرحه عليه المذيع بشأن قرار الحكومة أخيرا حظر العباءة في المدارس والثانويات والمعاهد، علما بأن هذا الثوب الذي ترتديه بعض الفتيات المسلمات يُنظر إليه من قبل كثيرين على أنّه وسيلة للدعوة إلى الإسلام.

 

وأضاف ماكرون: "في بعض الأحيان حصل الأسوأ.. لا يمكننا التصرف كما لو أنه لم يقع هجوم إرهابي ولم يكن هناك صامويل باتي".

وفي 16 أكتوبر 2020، قُتل أستاذ التاريخ والجغرافيا صامويل باتي (47 عاما) أمام مدرسته في المنطقة الباريسية طعنا بيد الجهادي الشيشاني، عبد الله أنزوروف، الذي قطع رأس المعلّم قبل أن ترديه الشرطة.

وقُتل هذا الأستاذ بعد أيام من عرضه على تلامذته خلال حصة حول حرية التعبير رسوما كاريكاتورية للنبي محمد. وقال الجهادي في تسجيل صوتي إنّه ارتكب فعلته "انتقاما للنبي".

وتابع الرئيس الفرنسي في معرض شرحه عن مبررات قرار منع العباءة "أنا أقول فحسب إن هذا النظام موجود".

وأضاف "لقد حدث ذلك لأن مدرسا كان يعطي درسا عن العلمانية في فصله، ومن ثم حصل هياج على شبكات التواصل الاجتماعي أعقبه إقدام أشخاص على ارتكاب الأسوأ".

اقرأ ايضا: وزير التربية الفرنسي يعلن حظر ارتداء العباءة في المدارس

 

الزي الأحادي 

وردا على استفسار المذيع، قال ماكرون "أنا لا أقارن" بين أعمال الإرهاب والزي الذي ترتديه بعض الفتيات المسلمات.

وأضاف "أنا فقط أقول لك إن مسألة العلمانية في مدرستنا هي مسألة جوهرية".

وفي المقابلة نفسها، قال ماكرون إنه يؤيد إجراء تجارب وتقييم لارتداء زي مدرسي موحد في المدرسة، مشيرا إلى أنه يفضل في هذا الإطار "زيا أحاديا" كونه "أكثر قبولًا" من قبل المراهقين.

وأوضح أن "هناك الزي الرسمي، وهناك أيضا الزي الأحادي. أي من دون أن يكون لدينا زي موحد، يمكننا أن نقول (للتلامذة) +ارتدوا بنطلون جينز وقميصا وسترة+".

وأضاف أن "مسألة الزي الأحادي هي برأيي أكثر قبولا، وقد تبدو أقل صرامة من وجهة نظر انضباطية".

 والجمعة الماضية  ايضا قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون  إنه لن يسمح لأي طالب فرنسي بدخول المدارس في حال ارتدائهم ملابس طويلة "العباءة".

وأكد ماكرون أن السلطات ستتعامل بحزم شديد مع جزئية تطبيق القانون الجديد عند استئناف الدراسة الأسبوع المقبل، مشيرا إلى أن القانون الجديد لا ينطبق على طلاب الجامعات.

ووفقا لوكالة "أسوشيتد برس" فقد تحدث ماكرون عن قواعد اللباس الجدي لأول مرة علنا بعد زيارته لمدرسة مهنية في منطقة فوكلوز في جنوب فرنسا.

وقال خلال الزيارة: "نعلم أنه ستكون هناك حالات لطلاب يختبرون مدى الالتزام بالقاعدة، بما في ذلك حالات ستحاول تحدي نظام الجمهورية"، مؤكدا أنهم لن يتمكنوا من التسلل إلى الفصول، وأنه سيتم التعامل معهم بحزم.

وفي حديثه عن كيفية تطبيق الإجراء الجديد، قال ماكرون إنه سيتم إرسال موظفين محددين إلى المدارس "الحساسة" لمساعدة مدراء المدارس والمعلمين على إجراء حوار "بناء" مع الطلاب والأسر، إذا لزم الأمر.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية