رئيس التحرير
عصام كامل

لقاء الفرصة الأخيرة لإنقاذ اتفاق تصدير الحبوب.. تفاصيل مباحثات بوتين وأردوغان فى سوتشى.. الرئيس التركي يطرح حلولا بديلة.. وموسكو تحدد شروط الموافقة

لقاء بوتين وأردوغان،
لقاء بوتين وأردوغان، فيتو

لقاء بوتين وأردوغان، وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإثنين إلى منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود لإجراء محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تركز على إحياء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية.

ويأتي لقاء أردوغان وبوتين وسط توتر متزايد في منطقة البحر الأسود عقب إنهاء روسيا العمل باتفاق أتاح لسفن شحن تصدير الحبوب الأوكرانية السفر عبر ممر بحري آمن، مشترطة أخذ مصالحها في الاعتبار لإعادة العمل بها.

 

توتر متزايد في منطقة البحر الأسود

وقال أردوغان بعد وصوله إلى المدينة الروسية: "أعتقد أن الرسالة التي سننقلها خلال المؤتمر الصحافي الذي سيلي اللقاء ستكون بالغة الأهمية للعالم، خصوصا الدول الإفريقية النامية التي تمكنت من تلقي حبوب أوكرانية بموجب الاتفاقية قبل أن تنهي روسيا العمل بها في يوليو.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية، أن وفدا كبيرا يرافق أردوغان يضم وزراء الدفاع والخارجية والطاقة والمالية.

ويأتي اللقاء الأول بين بوتين وأردوغان منذ أكتوبر الماضي، في وقت تسعى كييف لتحقيق اختراقات إضافية على الجبهة الجنوبية ضمن هجوم مضاد تشنه منذ أشهر.

 

لماذا تخلت روسيا عن اتفاقية الحبوب؟

واعتبر بوتين في تصريحات سابقة، أنه لم يتم الالتزام ببنود الاتفاقية لناحية السماح لروسيا بتصدير الأسمدة والمنتجات الزراعية، معتبرا أن دول الغرب التي تفرض عقوبات على روسيا منذ بدء الغزو، سعت لاستغلال الاتفاقية لأغراض "الابتزاز السياسي".

وسمحت الاتفاقية التي تمّ التوصل إليها في صيف 2022 برعاية تركيا والأمم المتحدة، بتصدير الحبوب من أوكرانيا وتهدئة المخاوف عالميا حيال ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وتأمل تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، في إحياء الاتفاق بشكل يؤسس لمفاوضات سلام أكثر شمولا بين موسكو وكييف، معوّلة على العلاقة بين بوتين وأردوغان التي بقيت وثيقة رغم الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.

وقال أردوغان الشهر الماضي: "تتواصل اتصالاتنا من أجل إعادة تنفيذ المبادرة التي تم تعليقها اعتبارًا من 17 يوليو وتوسيع نطاقها".

وأضاف أردوغان في تصريحات أوردها الموقع الالكتروني للرئاسة التركية بالعربية قوله: "بمشيئة الله تعالى سنتمكن من إيجاد أرضية مشتركة بشأن هذه المسألة. لا شك في أن حل هذه المشكلة دون مزيد من العقبات يتوقف على الوفاء بالوعود التي قطعتها الدول الغربية. لكن مع الأسف الشديد لم يتم مراعاة الوفاء بالعهد في الفترة السابقة".

 

لماذا تمثل تركيا دور الوسيط؟

وبحسب شبكة «يورو نيوز»، جمعت علاقة خاصة بين الرئيسين اللذين يحكم كل منهما بلاده منذ زهاء عقدين. ونجحت أنقرة منذ بدء الحرب في الحفاظ على توازن في علاقاتها بموسكو وكييف.

وسمح قرار بوتين بخفض وتأجيل سداد دفعات تركيا لقاء واردات الغاز الروسي، بتجنيب أنقرة تداعيات إضافية لأزمة اقتصادية، ما ساهم في فوز أردوغان بولاية جديدة في مايو. من جهتها، رفضت تركيا الالتحاق بركب العقوبات على روسيا وبقيت منفذا رئيسيا لها في مجال السلع والغذاء.

كذلك حافظ أردوغان على العلاقة مع أوكرانيا ورئيسها فولوديمير زيلينسكي، من خلال تزويدها بأسلحة ومعدات أبرزها الطائرات المسيّرة التركية الصنع، ودعم طموحاتها للانضمام الى حلف الناتو.

وترتبط علاقات تركيا وروسيا في ميادين عدة، مثل الدفاع والطاقة والدبلوماسية والسياحة والتجارة، رغم تعارض تموقعهما في نزاعات مثل سوريا وليبيا وناغورنو كاراباخ.

وتبدو تركيا حاليا الطرف الوحيد القادر على التحدث مع روسيا وأوكرانيا بشأن إحياء اتفاقية الحبوب لاسيما مع اقتراب موسم الحصاد.

 

مطالب روسيا من أجل العودة لاتفاقية الحبوب

زار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان موسكو الأسبوع الماضي للتحضير لزيارة إردوغان ولقائه ببوتين. وأكد فيدان أهمية إعادة العمل بالاتفاقية، بينما طالب نظيره الروسي سيرغي لافروف بالحصول على "ضمانات".

وقال فيدان خلال مؤتمر صحافي مع نظيره "كررنا قناعتنا بأن استئناف الاتفاق سيتيح إعادة الاستقرار". وأوضح لافروف أن بلاده لن تكتفي بـ"وعود" بالنسبة الى صادراتها الزراعية، بل تريد "ضمانات مع نتيجة ملموسة" تدخل حيّز التنفيذ سريعا، وقال: "في حال كهذه، سيستأنف تنفيذ (الاتفاق) برمته اعتبارا من الغد"، متهما الغربيين بـ"التدخل" في موضوع صادرات روسيا من المنتجات الزراعية والأسمدة، علما أنها منتج عالمي رئيسي مثل أوكرانيا.

ومنذ انتهاء العمل بالاتفاقية، صعّد طرفا النزاع من هجماتهما في البحر الأسود. وحذّرت موسكو من أنها ستعتبر أي سفينة تبحر من أوكرانيا أو إليها هدفا عسكريا محتملا.

وباتت كييف تعتمد إجمالا على الطرق البرية ومرفأ نهري غير عميق ما يحد كثيرا من كميات الحبوب المصدرة، لكنها لجأت أيضا الى ممر جديد عبر البحر الأسود رغم التهديد الروسي.

وأعلنت أوكرانيا هذا الأسبوع أن أربع سفن شحن إضافية أبحرت عبر الممر الذي يتفادى بمعظمه المياه الدولية ويبقى ضمن نطاق سيطرة دول منضوية في حلف الأطلسي، ما يجعل السفن التي تستخدمه أقل عرضة لاستهداف روسي محتمل. والأحد، بحث زيلينسكي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون "عمل" هذا الممر.

وكثّفت موسكو هجماتها على منطقتي أوديسا وميكولايف حيث موانئ ومنشآت لتصدير الحبوب منذ انهيار الاتفاقية المبرمة برعاية تركيا والأمم المتحدة.

 

أردوغان يرفض الاقتراحات البديلة وبوتين يحدد شروط

وبعد لقاء بوتين وأردوغان، اكد الرئيس التركي مساء اليوم الاثنين رفضه "الاقتراحات البديلة" من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود والذي انسحبت منه موسكو في يوليو، مؤكدا إعداد "اقتراحات" لإحياء الاتفاق.

بدوره، أعلن الرئيس الروسي أن روسيا مستعدة لاحياء اتفاق تصدير الحبوب في البحر الأسود "ما إن يتم" رفع القيود عن صادراتها.

وقال بوتين في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان في سوتشي بجنوب روسيا، "سنقوم بذلك ما أن يتم التطبيق الكامل لكل الاتفاقات الواردة فيه بشأن رفع القيود عن صادرات المنتجات الزراعية الروسية".

من جانبه أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رفضه "الاقتراحات البديلة" من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.

وقال إردوغان إن "الاقتراحات البديلة التي وضعت على جدول الأعمال لا يمكن أن تشكل نموذجا مستداما وآمنا يستند إلى التعاون بين الأطراف على غرار مبادرة البحر الأسود".

وأوضح أن تركيا تعد "رزمة جديدة من الاقتراحات بالتشاور مع الامم المتحدة" بهدف إحياء الاتفاق الحيوي بالنسبة إلى الإمدادات الغذائية العالمية.

وتؤكد روسيا أن العقوبات الغربية تحول دون تصدير منتجاتها الزراعية وأسمدتها إلى السوق العالمية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية