رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى رحيلها.. مفيدة عبد الرحمن أول محامية في مصر.. حصلت على 10 بيضات أتعاب في باكورة قضاياها.. واستمرت في عضوية البرلمان 17 عامًا

مفيدة عبد الرحمن
مفيدة عبد الرحمن أول محامية مصرية،فيتو

مفيدة عبد الرحمن، نموذج للمرأة المصرية الأصيلة، لقبت بشيخة المحامين، شغلت مناصب كثيرة في وقت كانت فيه المرأة المصرية تعيش عصر الحريم فكانت أول فتاة تلتحق بكلية الحقوق للدراسة لتصبح أول سيدة مصرية تمارس المحاماة وكذلك أول محامية بالنقض، حصلت على كرسى البرلمان بالانتخاب واستمرت في عضويته 17 عاما عن دائرة قسم الازبكية والضاهر، ورحلت في مثل هذا اليوم 3 سبتمبر 2002.

اقرأ أيضا: 

مفيدة عبد الرحمن وسر رفض عميد الحقوق قيدها بالكلية

ولدت عام 1914 المحامية المفوهة مفيدة عبد الرحمن بحى الدرب الأحمر، وهي أول محامية مصرية مارست المحاماة، كان أبوها عبدالرحمن محمد موهوبًا بجمال الخط فكتب المصحف بيده لنحو تسع عشرة مرة ثم نشره لملايين النسخ.

وكانت تود أن تصبح طبيبة مثل شقيقتها لكن لم يساعدها المجموع، فتقدمت بأوراقها إلى كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول ـ القاهرة حاليا ـ وكانت قد تزوجت.

اقرأ أيضا: 

زوجة مطيعة وأول محامية مصرية.. قصة حياة مفيدة عبد الرحمن رسالة للداعيات بثورة ضد الرجال

Advertisements

أول عضوة بنقابة المحامين 

التحقت مفيدة عبد الرحمن بكلية الحقوق عام 1928 اعترض عميد الكلية على انضمامها إلى الكلية بحجة أنها ربة بيت وزوجة وأم وقد اختارت أصعب الكليات،حتى انه استدعاها إلى مكتبه وكان معها زوجها وسألها كيف تجرؤ على ترك بيتها من أجل الدراسة فأجاب زوجها قائلا: العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة وطالما هي عاشقة للعلم ولبيتها في نفس الوقت فما المانع ؟ ان زوجتى مفيدة مسلمة عاشقة للعلم ولبيتها، ورأسمالها فى الحياة الكفاح والصبر والإصرار على النجاح فوافق العميد فورا على التحاقها بالكلية، وبعد التخرج قيد اسمها أول محامية في نقابة المحامين عام 1939، وبعد تخرجها لجأت إلى محمد على علوبة وقدمت التماسا للحصول على وظيفة حكومية راتبها ٧ جنيهات، لكنها لم تستمر بها طويلا حيث اتجهت الى عمل المحاماة.

اقرأ أيضا: 

مفيدة عبد الرحمن.. محامية مصر الأولى

مفيدة عبد الرحمن اول خريجة حقوق 

أيضا كانت مفيدة عبد الرحمن أول سيدة تشغل منصب عضو بمجلس إدارة بنك وكان ذلك عام 1962، وترافعت أمام المحاكم العسكرية والنقض، شغلت عضوية مجلس نقابة المحامين، استمرت في العمل العام تتصدى لمشاكل الأسرة لمدة تزيد عن ستين عاما حتى بلغت الثامنة والثمانين من عمرها.

اقرأ أيضا: 

19 سنة على رحيل مفيدة عبد الرحمن.. أول محامية مصرية وعربية

نائبة برلمانية 17 عاما 

استمرت نائبة برلمانية طيلة 17 عاما متصلة، وخاضت معارك طويلة أثناء عضويتها للبرلمان، فكان من أهم ما طالبت به رفع سن حضانة الطفل من 7 إلى 9 سنوات للولد ومن 9 إلى 11 سنة للبنت، ومن اشهر معاركها تعديل قانون يحمى الورثة المستحقين للمعاش من استيلاء الدولة على نصيب من يتوفى منهم.

اقرأ أيضا: 

مفيدة عبد الرحمن.. صفحات من حياة أول محامية مصرية

كما طلبت بإضافة مادة تمنح أبناء الزوجات المصريات المتزوجات من اجنبى الحق في الحصول على الجنسية المصرية كما أنشأت العديد من مكاتب توجيه الأسرة التي اهتمت بالتصدى لمشاكل الأسرة التي كان اهتمامها الأول.

اقرأ أيضا: 

طرائف في حياة مفيدة عبد الرحمن أول محامية بالنقض

وتحكى المحامية مفيدة عبد الرحمن عن بدايتها في عمل المحاماة فتقول:عندما انتهيت من دراسة الحقوق كنت متزوجة ولدى خمسة أبناء، عملت في مكتب محاماة في الجمالية ـ مكتب أحمد نجيب برادة المحامى ـ حيث موطن عائلة زوجى فقال الجميع زوجة محمد عبد اللطيف الذى كان يمتلك مطبعة بجوار المكتب ولم يحصل الا على الابتدائية تعمل محامية وشاع الخبر.

في ذكرى ميلاد «المناضلة النسائية».. 6 معلومات عن مفيدة عبد الرحمن أول محامية في مصر


10 بيضات فى منديل أول الأتعاب 

وأثناء عملها تحت التمرين كانت أول ترافع لها أمام النيابة عن قضية نجار اعتدى على سيدة بالضرب ـ وهى من فتوات الجمالية السابقين ـ وسط حى الصاغة أمام الناس وكسبت القضية وأثبتت حق السيدة وعقاب النجار وسط زغاريد أهل الحى وكان اتعابها 10 بيضات في منديل، ثم قضية نزاع على سكن وكسبتها مقابل أتعاب وكان أول أجر نقدى لى 40 قرشا.

اقرأ أيضا: 

مفيدة عبد الرحمن تكتب: حب الأم خالد

المحامية مفيدة عبد الرحمن 

تقدم نفسها المحامية الأولى في مصر مفيدة عبد الرحمن في المنتديات المحلية والدولية وتقول: أنا مفيدة عبد الرحمن المحامية التي تتنقل بين جميع دور المحاكم في الإقليم الجنوبي من أسوان حتى الإسكندرية، وتزيد ساعات عملها عن 16 ساعة في اليوم الواحد تقضيها في دراسة القضايا وحضور التحقيقات والمرافعة في الجلسات ثم إدارة مكتب به خمسة محامين وسبعة موظفين آخرين، أول قضية ترافعت فيها كانت قضية مخدرات وكان المتهمين أربعة، وأخذ موكلى في القضية البراءة وتقاضيت من موكلى في القضية عشرة جنيهات كان أول أتعابى الحقيقية.

وتضيف: تطلعت بعد ذلك إلى شقيقات العشرة جنيهات التى لم تستقر معي أكثر من ربع ساعة فضاعفت جهودي ونشاطي وصادفت نجاحا طيبا في القضايا.

مفيدة عبد الرحمن وزوجها أول من شجعها فى حياتها 

وأضافت مفيدة عبد الرحمن:حدث لي موقف آخر في المحكمة الشرعية حيث كنت موكلة لسيدة مطلقة تطلب زيادة النفقة من أربعة جنيهات فقال القاضى لى: كان يجب أن تُعلمى الزوج، فقلت: الزوج موجود بالفعل، فقال القاضى: ألا تفهمين؟ يجب أن توكلي محاميا، قلت: لستُ في حاجة إلى محامٍ، فقال: إن لسانك طويل، فطلبت من كاتب الجلسة تسجيل الإهانة لمفيدة عبد الرحمن المحامية الأهلية والشرعية.. فأوقف القاضي الجلسة وطلب لقائي في مكتبه فقد كان يظنني المدعية ولست محامية وضحك الجميع واعتذر القاضي.


كما أضافت مفيدة عبد الرحمن في مجلة المصور عام 1971: حينما تزوجت ارتبطت بإنسان مفكر وأديب وشاعر يعشق العلم ويشجع على أن يكون العلم قبلة الإنسان من المهد إلى اللحد هو عبد اللطيف بن الخطيب رحمه الله، كان نعم الزوج فهو الذى ساعدنى وتحملنى وأخذ بيدى فكان أهم عامل نجاحى في عملى وحياتى، قامت حياتنا على الحب والاحترام المتبادل، انجبنا تسعة أبناء هذا غير خمسة أبناء لزوجى من زيجة سابقة، اعتبرهم أولادى فأقمنا على تربيتهم وعشت أسعد زوجة في العالم.

اقرأ أيضا: 

مفيدة عبد الرحمن.. أول محامية مصرية

مفيدة عبد الرحمن فى بداياتها 

شغلت مفيدة عبد الرحمن منصب رئاسة جمعية نساء الإسلام منذ عام 1960 مدافعة عن الحقوق واستمرت في العمل العام تتصدى لمشاكل الأسرة، كما شغلت عضوية الاتحاد النسائى ولجان الاتحاد القومى ثم الاتحاد الاشتراكى عام 1957 وعضوية المجالس المحلية ومجلس الامة عن دائرة الازبكية والضاهر، وكانت أول امرأة تترافع أمام المحاكم العسكرية في مصر. 

اقرأ أيضا: 

ذكرى وفاة مفيدة عبد الرحمن..أول محامية مصرية

رحيل فى الثامنة والثمانين 

استمرت مفيدة عبد الرحمن في عمل المحاماة وواجبات البرلمان والعمل فى المنظمات النسائية والسياسية حتى آخر دقيقة في حياتها فهى لم تعتزل الحياة العملية التي امتدت ستين عاما في مجال المحاماة، حتى رحلت في الثامنة والثمانين من عمرها عام 2002.

طريق السعادة الحقيقية 
تقول المحامية مفيدة عبد الرحمن:عرفت السعادة الحقيقية مع زوجى، فلا أذكر أنه وبخني يوما، ولا أغضبته يوما فقد كنت زوجة مطيعة، أسعد أوقاتى كانت هي التي أقضيها يوم الجمعة بين أولادي وأحفادي وأحس بالعرفان لزوجي الذى منحنى الفرصة ومهد لى الطريق لكى أثبت ذاتى وأحقق طموحاتى، وأتذكر جيدًا مواقفه معي ولذلك فإننى أؤمن أن وراء كل امرأة ناجحة زوجًا متحضرا.

 ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية