موديز تتوقع نمو الاقتصاد الأمريكي وتراجع الصيني.. وخبراء يوضحون تأثير البريكس على الاقتصاد العالمي

رفعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني توقعاتها بشأن نمو الاقتصاد الأمريكي خلال العام الجاري، بنسبة 1.9% بعدما انخفضت المعدلات في مايو الماضي إلى 1.1%، فيما خفضت الوكالة في الوقت ذاته معدلات النمو الاقتصادي الصيني حيث صنفت الوكالة الاقتصاد الصيني عند A1 وهي أقل من درجة التصنيف الأعلى AAA، نظرا لكثرة التحديات التي يواجهها على كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية خلال الفترة الحالية، مما أثار التساؤلات حول الوضع الاقتصادي لمجموعة"بريكس" خلال الفترة القادمة، خاصة وأن الصين تعد من أقوى وأكبر الدول الاقتصادية الموجودة بالمجموعة، وكذلك الوضع الاقتصادي بمختلف دول العالم خلال الفترة القادمة.

الفيدرالي الأمريكي ودوره في رفع معدلات النمو

قال الدكتور عادل عامر الخبير الاقتصادي، إن أهم الأسباب الرئيسية التي دفعت وكالة موديز إلى رفع التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الأمريكية مرة أخرى، هي السياسات المالية التي اتخذها البنك الفيدرالي الأمريكي خلال الفترة الماضية برفع سعر الفائدة لجذب الأموال الساخنة، واستثمارها داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

تحفيز الاستثمارات أمر هام 

وأوضح خلال تصريحات خاصة لـ فيتو، أن الولايات المتحدة قامت أيضا بتقديم العديد من المحفزات الاقتصادية لهذه الاستثمارات لتسهيل جذبها للسوق الأمريكي بدلا من ضخها لدول العالم الثالث أو الدول الناشئة، ورفع معدلات النمو، خاصة بعد اجتماع جاكسون هول الأخير، والذي حضره رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ومحافظي البنوك المركزية الأمريكية، حيث لوح "باول" خلال هذا الاجتماع بأنه من الممكن رفع الفائدة مرة أخرى لتعافي اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية.

مجموعة بريكس والتأثير عليها 

وأشار عامر، إلى أنه بالنسبة لمدى تأثير نمو اقتصاد أمريكا على الدول الأعضاء لمجموعة "بريكس" فإن هذا النمو الاقتصادي للولايات المتحدة يجب أن يكون محفزا لأعضاء المجموعة، للبحث عن الحلول التي تجذب الاستثمارات بأسواق دول المجموعة، خاصة بالنسبة للدول التي  تأثرت بالقرارات الأمريكية، وكذلك الدول التي تتعافى اقتصاديا من المشكلات التي يواجهها العالم خلال الفترة الحالية، بسبب العديد من الأحداث الجارية والتي المؤثرة على الاقتصاد العالمي بشكل عام. 

حجم التجارة العالمي الذي تسيطر عليها الولايات المتحدة

ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى المجموعة الأوروبية الاقتصادية التي تتحالف معها، تتحكم في 65% من إجمالي حجم التجارة العالمية، مقارنة بدول مجموعة البريكس، والتي لا تتحكم إلا في 35% من حجم التجارة العالمية، فلن تستطيع الصين التحكم في الاقتصاد العالمي إلا من خلال رفع معدلاتها الاقتصادية على الأقل إلى النصف، وزيادة دول أعضاء مجموعة بريكس.

من جانبه، قال الدكتور علي الإدريسي الخبير الاقتصادي، إن الصراع الاقتصادي قد بدأت ذروته خلال الفترة الحالية، خاصة بعد التحركات التي تسعى إليها مجوعة "البريكس" لزيادة عدد الدول الأعضاء، وكذلك سعي المجموعة وتطلعها لمنافسة الولايات المتحدة الأمريكية اقتصاديا على أرض الواقع.

هدف مجموعة بريكس

وأوضح خلال تصريح خاص لـ فيتو، أن هناك نوعا من المنافسة الجادة التي نشهدها، خاصة مع انضمام دول اقتصادية كبيرة لمجموعة بريكس، على رأسهم الصين وروسيا والهند، إضافة إلى إنشاء بنك التنمية التابع للمجموعة والعمل على استقطاب وانضمام الدول ذات النفوذ والتأثير على مستوى العالم، لزيادة فاعلية وتأثير المجموعة لتحقيق المصالح المشتركة بين الدول الأعضاء، لافتا إلى أن الهدف  الرئيسي من تأسيس مجموعة "بريكس" يعتمد في الأساس على المعايير السياسية وليست الاقتصادية، نظرا للفروق الاقتصادية بين دول الأعضاء.

أمريكا تظل متصدرة قمة الاقتصاد العالمي

وأضاف، أن الولايات المتحدة الأمريكية والدولار الأمريكي، تظل متصدرة على رأس الاقتصاد العالمي، حتى لو تأثر الدولار أو الاقتصاد الأمريكي بعض الوقت بسبب أزمة ما، فإنه يعاود التعافي مرة أخرى، فالدولار هو صاحب الكلمة الأولى، حيث بلغت حجم التعاملات الدولية بالدولار 89% تقريبا  كما أن التصنيف الائتماني للولايات المتحدة هو الأعلى عالميا، فانهيار اقتصاد أمريكا أمر غير وارد وفقا للمؤشرات الاقتصادية على أرض الواقع.   

لماذا تتراجع معدلات النمو بالاقتصاد الصيني

وأشار الإدريسي إلى أن هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى تراجع التوقعات الخاصة بنمو الاقتصاد الصيني، ومن أهمها تراجع سعر الصرف بالعديد من الأسواق التي تعتمد عليها الصين خاصة في أفريقيا، مما أدى إلى تأثر حجم الصادرات بها، إضافة إلى العديد من المشكلات السياسية والتحديات الأخرى التي تواجهها، علاوة على أن الولايات المتحدة تنظر إلى الصين على أنها منافس اقتصادي قوي.  

تحديات ومواجهات أمام الاقتصاد الصيني

وكانت وكالة موديز للتصنيف الائتماني قد أصدرت تقارير تفيد بزيادة توقعاتها لنمو الاقتصاد الأمريكي خلال الفترة القادمة بنسبة تصل إلى 1.9% بعدما وصلت إلأى 1.1% في مايو الماضي، كما أشار التقرير إلى انخفاض معلات النمو الاقتصادي الصيني خلال الفترة القادمة بسبب العديد من التحديات التي يواجهها، وقد أرجعت سبب خفض توقعاتها لمعدلات نمو الاقتصاد الصيني، إلى المشكلات التي تواجه الصين في قطاع الاستثمار العقاري وكذلك حالة عدم الثقة التي تشهدها الصين من جانب الشركات الاستثمارية بسبب عدم اليقين في القرارات السياسية والاقتصادية، بجانب المشكلات السياسية والاقتصادية الأخرى.   

العلاقات الاقتصادية والتجارية بين دول البريكس والعالم (فيديوجراف)

بعد انضمام مصر، أمريكا تكشف موقفها من الدول الأعضاء في بريكس

ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.