رئيس التحرير
عصام كامل

صحيفتان بريطانيتان: مراسم تنصيب روحاني رئيسا لإيران فرصة استغلها لإرسال رسائل للغرب


ذكرت صحيفة " الجارديان" البريطانية أن مراسم تنصيب رئيس جديد لإيران تعتبر فرصة لإرسال رسائل للعالم، وهي فرصة لم يفوتها الرئيس الجديد حسن روحاني، حيث قال لأمريكا أمس في خطاب تنصيبه "إنه يجب عليها الابتعاد عن استخدام لغة العقوبات على بلاده في حال أرادت الحصول على استجابة إيجابية من إيران".


وأضافت الصحيفة البريطانية - في مقال افتتاحية أوردتها على موقعها الإلكتروني اليوم الإثنين - أن روحاني سعى لينأى بنفسه عن سياسات سلفه،محمود أحمدي نجاد، حيث وعد بأن حكومته ستكون معتدلة ومليئة بالأمل، وقال إنه أسير لمفهوم الاعتدال، كما
امتنع عن استخدام كلمة "العدو" في خطابه.
وأشارت الصحيفة إلى أن روحاني الذي يعتبر معتدلا وليس اصلاحيا يحاول إبقاء علاقاته جيدة مع معظم مراكز القوى المتنافسة في إيران، ومنها الحرس الثوري، ورجال الدين والمجلس والبرلمان، ووفقا لرئيس المجلس الوطني الإيراني الأمريكي تريتا بارسي
فإن روحاني لن يكرر خطأ نجاد ويتحدى المرشد الأعلى.

ولفتت الصحيفة إلى أنه بالرغم من استخدام روحاني مفردات لغة التيار الإصلاحي خلال حملته الانتخابية، إلا أنه كان من الواضح إعلان ولائه لآية الله على خامنئي، فروحاني يأمل في تحقيق توازن بين ولائه وسياسته البراجماتية التي ينتهجها.

ودللت الصحيفة على ذلك بترشيح محمد جواد الظريف لمنصب وزير الخارجية، والذي درس في الولايات المتحدة وهو سفير سابق لإيران في الأمم المتحدة، ودبلوماسي معروف من قبل مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأمريكية.

وأكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن نجاح روحاني أو فشله لا يعتمد فقط على مراكز القوى المتنافسة في إيران، بل أيضا على التيار السائد في دوائر صنع السياسات في الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي التي ترى بزوغ نجم المعتدلين مثل روحاني بوصفه نتاجا للضغوط الدولية والعقوبات.

وفي السياق ذاته، قالت صحيفة "دايلي تليجراف" البريطانية أن الرئيس الإيراني حسن روحاني يسعى لبناء جسر من الثقة والتفاهم بين إيران والغرب، الأمر الذي ظهر خلال خطابه الذي ألقاه خلال تنصيبه رئيسا لإيران أمس.

وأضافت الصحيفة - في تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الإثنين - أن روحاني أشار خلال خطابه إلى "إن الإيرانيين يرفضون التطرف، وهذا واضح من خلال تصويتهم لي في الانتخابات الرئاسية التي جرت في يونيو الماضي، وناشد الغرب من خلال خطابه رفع العقوبات عن بلاده.

كما أكد روحاني على أن الطريقة الوحيدة للتعامل مع إيران ستكون على أساس الاحترام المتبادل، وليس فرض العقوبات، الأمر الذي من شأنه أن يجعل بلاده تقدم التنازلات النووية التي تسعى إليها القوى الغربية، قائلا "إن الطريقة الوحيدة للتعامل مع إيران هي الحوار المتكافيء والتعامل البناء على أساس الاحترام المتبادل الذي سيكون أساس التعامل مع سائر الدول، فضلا عن الحد من العداء المتبادل والهجوم، وكان رد الولايات المتحدة أنها مستعدة للتعامل مع إيران، حال اختارت الأخيرة العمل على محمل الجد وبدون أي مراوغات.

وفي علامة أخرى على مساعي روحاني للتقارب مع الغرب، لفتت الصحيفة إلى ترشيح الظريف لمنصب وزير الخارجية، مستشهدة بقول على الفائز، أحد المحللين الإيرانيين "إن الظريف يتمتع بمهارات تسمح له بردم الهوة العميقة من المفاهيم الخاطئة بين إيران والغرب".

والمحت الصحيفة إلى أن روحاني سعى، كما يبدو،لإرسال رسالة ضمنية تهدف إلى تخفيف حدة التوتر مع إسرائيل - العدو الإقليمي لبلاده- بالقول "إن إيران لا ترغب في "تغيير الخطوط الفاصلة والحدود" في أي بلد في منطقة الشرق الأوسط.

وتابعت قولها "وبالرغم من أن روحاني لم يذكر إسرائيل بالاسم، إلا أن عدم توجيهه أي انتقاد مباشر يمثل تناقضا صارخا لما كان يقوم به نجاد، الذي كثيرا ما هاجم الدولة اليهودية وتوقع سقوطها الوشيك" واعتبرت صحيفة "دايلي تليجراف" البريطانية أن هذا الأمر بمثابة محاولة واضحة من قبل روحاني لينأى بنفسه عن سياسات نجاد، الذي لطالما أثارت خطاباته الإستفزازية المعادية للغرب ضجة عالمية عنيفة وانذرت بتزايد عزلة إيران على الصعيد الدولي.
الجريدة الرسمية