في ذكرى ميلاد الملحن محمود الشريف.. وضع لحن الله أكبر فوق كيد المعتدي وسط غارة جوية.. وهذه حكايته مع أول أوبرا غنائية مصرية
محمود الشريف، موسيقار من الزمن الجميل، ملحن وموسيقى مصري ذاعت ألحانه منذ الثلاثينات فغنى له أغلب المطربين والمطربات، بدأ ظهور ألحانه في منذ كان طفلا في الخامسة عشرة حيث ظهرت موهبته في الغناء والتلحين على مسارح الإسكندرية، ولد الملحن الفنان محمود الشريف فى مثل هذا اليوم 2 سبتمبر 1912 بمدينة البرلس محافظة كفر الشيخ ورحل 1990.
عاش محمود الشريف بين شقيقين الأول إسماعيل عازف الترامبون في فرقة الأمير عمر طوسون، وهو الذى علم محمود النوتة الموسيقية، والثانى مصارع كبير في الإسكندرية دفعه لتعلم المصارعة وهو صغير حتى حصد فيها على بطولات وزن الريشة، اتهم شقيقاه بمعاداة الانجليز وأصيب الأول برصاص الإنجليز في قدمه وأودع الثانى السجن لاعتدائه على أحد الكونستبلات الإنجليز.
اقرأ أيضا:
ذكرى ميلاد محمود الشريف.. الله أكبر والدنيا أرزاق أشهر ألحانه
بدأ حلاقا ثم اتجه للفن
بعد وفاة والده تنقل محمود الشريف للعمل بين محلات الحلاقة والبقالة وانتهى به الحال إلى توصيل طلبات الفاكهة والخضار إلى المنازل، ثم انتقل إلى العمل في مجال الفن.
بدأ مغنيا في الكورال بفرقة أحمد المسيرى التي كانت تقدم عروضها على مسرح بلدية طنطا عشق الموسيقى وتعلم العزف على العود وهو فى الثانية عشرة من عمره، حيث اشترى أول عود بعشرة قروش، وبدأ ممارسة هواية الغناء والتلحين في السهرات الخاصة وعلى مسارح الإسكندرية، ونظرا إلى قوة صوته عرف باسم محمود الراديو.
أول لحن لعبد المطلب
وفى عام 1928 حضر الى القاهرة وبدأ الغناء والتلحين والتمثيل في فرقة بديعة مصابنى ومن هنا جاءت معرفته بالمطرب محمد عبد المطلب ليقدم له أول ألحانه بتسألينى بحبك ليه عام 1938 من خلال فرقة موسيقية كان الفنان محمد عبد الوهاب عازفا للعود فيها، انتقل الشريف الى فرقة ببا عز الدين للعمل فى صالتها حتى أنه تزوج من شقيقتها.
الدندورمة أول صورة غنائية بالإذاعة
اشتهر الملحن محمود الشريف في مجال الأفلام الغنائية فقام بتلحين أغلب هذه الأفلام، كما كان أيضا أول من تبنى فكرة البرامج والصور الغنائية في الإذاعة عام 1943 فقدم البرنامج الغنائى "الدندورمة" ثم "عذراء الربيع "و"قطر الندى" و"أرزاق" التي غنى فيها الدنيا أرزاق قسمها الخلاق سبحانه الرزاق، من كلمات عبد الفتاح مصطفى.
والتحق بالإذاعة فى نفس العام وقام بتلحين أول أوبرا غنائية مصرية قدمتها الإذاعة باسم (روما تحترق ).
اقرأ أيضا:
ذكرى ميلاد محمود الشريف..أستاذ النغم الأصيل
ألحان محمود الشريف الشهيرة
من الألحان التي قدمها محمود الشريف ظهرت أنجح الأغنيات وأشهرها: رمضان جانا التي غناها محمد عبد المطلب وأصبحت أيقونة رمضان كل عام، كما لحن له أيضا أغنية " بياع الهوى راح فين "، إضافة إلى تلحينه الأغنية الشهيرة (حبيبي هو) من كلمات بيرم التونسي وأداها العديد من المطربين أبرزهم صالح عبد الحي وميادة الحناوى، وغنى له عزيز عثمان أغنية "بطلوده واسمعوده ياما لسه هنشوف وياما"، شمس وقمري رب يخلى لصباح، على الحلوة والمرة لعبد الغنى السيد، اوصفولى الحب لنجاة الصغيرة، يا حسن ياخولى الجنينة لشادية، عينى بترف يا حبة عينى لكارم محمود، يا سيدى أمرك أمرك يا سيدى لعبد الحليم حافظ، تلت سلامات يا واحشنى لمحمد قنديل وغيرها.
نشيد الله اكبر هز قلوب الملايين
لحن محمود الشريف معظم المونولوجات لكل من شكوكو وإسماعيل يس وثريا حلمى وسعاد مكاوى، كما قدم ألحانه التي اشتهرت شهرة واسعة لجميع مطربى ومطربات جيله فقدمت له المجموعة نشيد الله أكبر فوق كيد المعتدي الذى هز قلوب الملايين والذى وصفه الملحن كمال الطويل أنه أقوى نشيد قيل في معركة 56 ووصفه عبد الوهاب بأنه النشيد الوحيد الذى مس قلبه من أول لحظة.
عندما سجل الملحن محمود الشريف نشيده الأول (من الشرقية للغربية) عام 1956 عاد إلى منزله، وبمجرد أن استقر حتى انطلقت صفارة إنذار معلنة غارة جوية فأخذ يردد الله أكبر.. الله أكبر وصاغ منها بعد ذلك لحنًا.
بعد انتهاء الغارة اتصل بالشاعر عبدالله شمس الدين وطلب منه أن يضع نشيدًا دينيًا يتفق مع الظروف التى تمر بها البلاد، وأعطاه اللحن الذى وضعه.
وبعد عشر دقائق كان عبدالله شمس الدين قد وضع الكلمات، التى ما إن قرأها الشريف حتى أصبح فى حالة غير طبيعية، يدور فى أرجاء المنزل ويخرج من حجرة ليدخل الأخرى حتى أتم اللحن وذهب به إلى دار الإذاعة وقدمه للمسئولين فى مراقبة الموسيقى والغناء.
جلس مع عطية شرارة واتصلا بالموسيقيين وعملا البروفات، وتم تسجيل النشيد فى نفس اليوم، وأثناء التسجيل لاحظ الشريف وكما نشرت مجلة الإذاعة 1956 أن العازفين وكان عددهم يزيد على الثلاثين عازفًا قد اندمجوا مع المجموعة يرددون الله أكبر.. الله أكبر.
عاد محمود الشريف إلى منزله ليستمع إلى النشيد وهو يذاع فى نفس الليلة فشعر وكأنه فى قلب بورسعيد.
الألحان المسروقة والمقتبسة
يقول الموسيقار محمود الشريف ان الجمهور المصرى فنان بطبعه فهو يغنى فى كل المناسبات فى الحزن والفرح، فهو شعب ذواق للفن لكن المشكلة فى بعض الملحنين المقتبسين فهم باقتباسهم يزورون أحاسيس ومشاعرالناس.ويزيفونها، ومن هنا فهو لا يعترف في التلحين الا بأربعة ملحنين فقط هم القصبجى، أحمد صدقى، زكريا أحمد والسنباطى وما دون ذلك فهو اما سارق أو مقتبس.
ويضيف محمود الشريف: أما الاذاعة فالمشكلة أكبر لانها تفرض آراء أعضاء لجان الاستماع بما يتنافى وابسط مبادئ الفن، وتأتى الخطورة من الملحنين المزيفين الذين يبحثون عمن يكون رئيس اللجنة وعما يحبه ليضمنوا ألحانهم حتى لو كانت زمامير وكلاكسات، وتأتى المعاهد الموسيقية التي لا أعترف بها لأنى أرى أن الفن موهبة لا تدرس ولا تورث، ولكن يجب تبنى المواهب الموسيقية حتى ان موسيقي عبد الوهاب ليست تطويرا للموسيقى الشرقية.
يرى محمود الشريف انه لكى نخرج من المحلية الى العالمية يجب وجود مسرح غنائى نقدم عليه اعمالنا المصرية الشرقية الخالصة وهذا ليس بإحياء التراث القديم لأن ألحان محمد عبد الوهاب وسلامة حجازى أصبحتا تاريخا نعتز به لكن اليوم اختلفت الأحاسيس، وعواطفنا المتطورة تختلف عما سبق والحل فى دعم الدولة لبناء مسارح لتذوق الأوبرا والأوبريت.
في عام 1946 تزوج محمود الشريف من كوكب الشرق أم كلثوم بعد أن رفضت الأسرة المالكة زواج شريف باشا صبري أخو الملكة نازلى من أم كلثوم ويحكى محمود الشريف قصة تعارفه مع أم كلثوم فيقول: “كان اللقاء الأول في مكتب الإذاعي محمد فتحى، ثم كنا في نقابة الموسيقيين ودعتنا للعشاء في بيتها وأخذتنى معها في عربتها، وكان العشاء كباب وشواء ومرطبات وغنت أم كلثوم وكانت مرحة خفيفة الروح تلقى النكات، بعد ذلك اليوم صار الحب ثم الزواج وأعترف أننى ولدت مرتين يوم أن ولدتنى أمي ويوم أن أحببت أم كلثوم”.
كان زواج محمود الشريف من أم كلثوم سريا في البداية ثم كان قصيرا، ولم يستمر إلا عامين، وتم الطلاق بأمر ملكى بسبب حب شريف صبرى شقيق الملكة نازلى لها.
جنازة فى حب أم كلثوم
ويوم الطلاق كتب مصطفى أمين الخبر في أخبار اليوم تحت عنوان (جنازة حب)، ولم يجمعهما لحن واحد بعد ذلك، بل إنه كتب في الصحف يقول تحت عنوان "حفلات أم كلثوم سبب انتشار تناول الحشيش والخمر " يقول فيه: معظم المستمعين يحرصون على تهيئة جو خاص لا يطيب لهم الاستمتاع بالغناء إلا بعد إعداده والترتيب له بالحشيش والخمر والدليل على ذلك كثرة من يقبض عليهم في تلك الليلة.
كرمت الدولة الموسيقار الفنان محمود الشريف بوسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1958، وجائزة الجدارة 1978 وجائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 1989 ليرحل بعدها بعام 1990.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
