معلومات عن مدينة بورتوسودان، وهل تتحول إلى العاصمة الاضطرارية للسودان بعد دمار الخرطوم؟
في ظل التغيرات السريعة التي تشهدها الساحة السودانية ببالتزامن مع احتدام المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، ظهرت تقارير تتحدث عن إمكانية تحول العاصمة اضطراريا إلى مدينة بورتسودان.
نقل العاصمة من الخرطوم إلى بورتوسودان
واستندت التقارير إلى قيام العديد من الدول بنقل بعثاتها الدبلوماسية وموظفيها إلى مدينة بورتسودان التي تشهد حالة من الاستقرار نظرا وبعدها عن مواقع الاشتباكات والجيش السوداني يفرض سيطرته عليها بشكل كامل.
مجلس السيادة السوداني يعلن عودة البرهان إلى بورتسودان بعد زيارته لمصر
وأصبحت بورتوسودان منطلق الرحلات الجوية من وإلى السودان، بالإضافة إلى استخدام ميناءها ومنفذ حيوي للبلاد في ظل الاضطرابات الأمنية التي تشهدها العاصمة الخرطوم.
وكشفت إحصاءات غير رسمية عن نزوح قرابة ٤ ملايين مواطن من العاصمة السودانية الخرطوم بسبب الحرب، ناهيك عن تحول المدينة إلى مدينة أشباح بسبب القصف المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وما أكد احتمالية نقل العاصمة إلى بورتوسودان هي الزيارة التي أجرتها رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان إلى المدينة ثم اتجه بعدها إلى مصر ليعود إليها مرة أخرى ليس إلى الخرطوم.
الأهمية الاقتصادية لمدينة بورتوسودان
ومدينة بورتسودان مدينة ساحلية تقع شمال شرق البلاد على الساحل الغربي للبحر الأحمر وتبعد عن العاصمة الخرطوم مسافة 675 كيلومتر ( 419 ميل ).
وتعتبر مدينة بورتسودان الميناء البحري الرئيسي في البلاد وحاضرة ولاية البحر الأحمر السودانية. وهي واحدة من المدن الكبيرة بالسودان وبمنطقة البحر الأحمر، وتعتبر البوابة الشرقية للبلاد.
وتجدر الإشارة إلى أنه بدأ تطوير بورتسودان كمدينة حديثة في وقت مبكر من القرن العشرين، في حين يرجع تاريخ إنشاء المدينة كميناء في موقع محمي إلى فترات زمنية أبعد بكثير.
بدأ الإنجليز في بناء المدينة بتأمين ربطها بمناطق الداخل في السودان من خلال خط للسكة الحديدية تم افتتاحه في عام 1906 م، ويتجه غربًا عبر الصحراء ليربط الميناء بمدينة عطبرة في شمال السودان، حيث يمر خط القادم من وادي حلفا والمتجه نحو الخرطوم.
وتم أيضًا مد الخط جنوبًا إلى سواكن على بعد 60 كيلومترًا والتي تقرر التخلي عنها كميناء بمجرد الانتهاء من تشييد بورتسودان. كما تم بناء منشآت ومرافق الشحن والتفريغ، بما في ذلك الرافعات الكهربائية.
كان الوصول إلى الميناء يتم من خلال خليج طبيعي بمسافة خمس كيلومترات نحو البر ويضيق البحر كلما اتجه المرء نحو الداخل حتى نقطة أرضية حيث تقع أرصفة ميناء الحاويات. ويتالف الميناء من سلسلة من القنوات والأحواض الطبيعية أكبرها طوله 900 ياردة (6 كيلومتر) وعرضه 500 ياردة (2.5 كيلومتر).
وتم افتتاح الميناء أمام التجارة الدولية في احتفال رسمي في 4 ابريل 1909 م، حضره خديوي مصر عباس حلمي الثاني واللورد كرومر القنصل البريطاني في مصر وصاحب المبادرة ببناء الميناء وتم تثبيت هذا الحدث في لوحة برونزية تذكارية وضعت على جدران مخزن بالرصيف الشمالي للميناء.
وشهدت المدينة نموًا سريعًا خاصة في مطلع خمسينيات القرن الماضي حيث تم تشييد المخازن داخل الميناء وخارجه وظهرت مدينة حديثة تخللها الشوارع الواسعة والأحياء المختلفة.
وشملت أول الواردات عبر ميناء بورتوسودان الأقمشة القطنية من الهند، والخشب والأسمنت. في حين تمثلت الصادرات آنذاك في الصمغ العربي والقطن والدخن، والسمسم وجلود الحيوانات والبن من الحبشة. وكان عدد سكان بورتسودان آنذاك حوالي 4289 نسمة.
واكتسبت بورتسودان أهمية استراتيجية كبرى إبّان الحرب العالمية الثانية. ففي عام 1941 م، ألحق البريطانيون هزيمة ساحقة بسفن حربية إيطالية خلال معركة بحرية قبالة الساحل السوداني، فضلًا عن استخدام مينائها القريب من الجبهة الإيطالية في إريتريا في نقل الجنود والعتاد والتموين.
نقل الحكومة السودانية من العاصمة الخرطوم
وفي وقت سابق ذكرت تقارير إعلامية ان الزيارة التي قام بها البرهان إلى مدينة بورتسودان فسرها البعض بأنها استعدادا لنقل كامل مقرات الحكم، حيث تداول بعض الأنباء عن نقل الحكومة السودانية وقوات المسلحة مقراتها من العاصمة الخرطوم إلى بورتسودان، وهو ما تزامن مع زيارة البرهان إلى المدينة.
ولكن حتي الآن لم يتم الإعلان رسميا عن إذا كانت هناك نوايا حقيقية لدي الحكومة السودانية بنقل مقرات الحكم إلى ميدينة بورتسودان الساحلة والتابعة لمحافظة البحر الأحمر.
الطيران المصري إلى بورتسودان
ومن ضمن الفرضيات التي رجحت نقل المقرات الحكومية في السودان من العاصمة الخرطوم إلى ميدنة بورتسودان، هي زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إلى مصر، ولقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهي الزيارة التي تعتبر الأولي له منذ بداية الحرب في السودان.
وحملت الزيارة العديد من المضامين السياسية، كما اعتبر البعض أن الزيارة كانت عبارة عن ترتيب لما سيجري من نقل المقرات الحكومة إلى بورتسودان، وتم التدليل على ذلك بقرار شركة مصر للطيران الحكومية تسيير أولى رحلاتها الجوية المباشرة من مدينة القاهرة إلى مدينة بورتسودان اعتبارا من أول سبتمبر القادم وبواقع رحلة واحدة يوميا، حيث جاء القرار بعد انتهاء المفاوضات بين الرئيس السيسي والفريق أول عبد الفتاح البرهان.
وخلال الزيارة، قال عبد الفتاح البرهان في كلمة له، الجيش السوداني ملتزم ويسعى إلى إقامة فترة انتقالية حقيقية يستطيع بعدها الشعب السوداني أن يؤسس دولته من خلال انتخابات حرة نزيهة، يختار فيها الشعب السوداني من يريد أن يحكمه.
وأضاف البرهان، أن هناك بعض الأكاذيب التي تروج من النظام السابق والجماعات الإسلامية والإرهابية بأن القوات المسلحة أصبحت حاضنة له، وهذا كلام مردود على كل من يروجه وأصبح فزاعة يستعين بها كل من يريد أن يستأسد على الشعب ويريد تدميره.
وتابع: "نؤكد أن القوات المسلحة السودانية قوات قومية، وليس لديها أي نزعة للاستيلاء على السلطة أو أن تحكم السودان، ونطمئن كل جيران السودان وأصدقائه، ونؤكد أننا ماضون إلى إيقاف هذه الحرب ونهايتها واستمرار المسار الانتقالي الديمقراطي، ونسعى إلى إقامة انتخابات حرة ونزيهة في نهاية المسار الانتقالي حتى يختار الشعب السوداني من يحكمه".
وبعد انتهاء زيارته إلى مصر، لم يعد رئيس مجلس السيادة السوداني إلى العاصمة السودانية الخرطوم بل عاد إلى مدينة بورتسودان، في إشارة إلى مزيد من التكهنات التي تفيد بنقل المقرات الحكومة إلى المدينة الساحلية.
كما تعتبر بورتسودان وخاصة مطار المدينة هو الأمثر تشغيلا منذ بدء الأزمة ترسل من خلاله الدول الأخري المساعدات الإنسانية إلى السودان، وتجلي من خلاله رعاياها، حيث خصص مجلس الوزراء السوداني مطار وميناء بورتسودان ومطار وادي سيدنا ومطار الخرطوم الدولي بعد إصلاحهم لاستقبال المساعدات الإنسانية القادمة للبلاد.
وأيضا أعلنت كل من تركيا وروسيا والعديد من الدول الأخرى نقل سفاراتها من العاصمة الخرطوم إلى مدينة بورتسودان منذ بداية الاشتباكات المسلحة بين القوات السودانية ومليشيا الدعم السريع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.