احتجاجات السويداء تدخل اليوم الثاني عشر والنظام يراقب في صمت.. ماذا يحدث في سوريا ؟
احتجاجت السويداء، واصلت محافظة السويداء، جنوب سوريا، احتجاجاتها، لليوم الثاني عشر على التوالي، وتجمع المحتجون، اليوم الجمعة، في ساحة السير بوسط مدينة السويداء.
وشهدت مدينة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، الجمعة، احتجاجات حاشدة طالب فيها المتظاهرون برحيل نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتحسين الأوضاع المعيشية، وفق ما أظهرته مقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام محلية.
وبعد أيام من انخفاض حجم المشاركة من قبل قرى السويداء في الاحتجاجات التي يشهدها وسط المدينة، انتشرت دعوات مطالبة جميع القرى بالانضمام إلى مظاهرة حاشدة الجمعة، حسبما ذكرت صفحة "السويداء 24" على فيسبوك.
وفي سياق تدهور كبير لظروف العيش في البلاد، اندلعت هذه الاحتجاجات بعدما قررت السلطات رفع الدعم الحكومي عن المحروقات. لكن التحركات سرعان ما أخذت طابعا سياسيا.
احتجاجات حاشدة في جنوب سوريا تطالب برحيل بشار الأسد
وتشهد سوريا أزمة اقتصادية خانقة، فاقمها زلزال مدمر في فبراير والعقوبات الاقتصادية المفروضة من الدول الغربية، فقدت معها العملة المحلية أكثر من 99 في المئة من قيمتها.
في المقابل، تؤكد دمشق العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها سببا أساسيا للتدهور المستمر في اقتصادها. فيما تشير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 90 بالمائة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر.
صمت مريب من النظام السوري علي مظاهرات السويداء
ولم تقدم السلطات الرسمية في سوريا ردا رسميا أو تعليقا على هذه المظاهرات.
ويطلق "الصمت المريب" للنظام السوري حسب وصف مراقبين "سؤالا صعبا"، يتعلق بالنقطة التي سيصل إليها الحراك في الأيام المقبلة، والتطورات التي قد تطرأ على "المطالب" المعيشية، أو السياسية التي باتت أكثر ما يردده المحتجون.
وينادي المحتجون منذ الأسبوع الماضي، ومن كافة الفئات المجتمعية بـ"إسقاط النظام السوري ورئيسه بشار الأسد"، ويحملون في الشوارع لافتات تؤكد على ضرورة تطبيق القرار الأممي الخاص بالحل في سوريا، والمعروف بـ 2254 الذي أصدره مجلس الأمن عام 2015.
وحتى الآن، لم تصدر أي بادرة أو تعليق من جانب النظام السوري بشأن المطالب أو المشاهد التي توازت معها، وتمثلت بحرق صور الأسد في الساحات الرئيسية، وتلك المعلقة على أفرع "حزب البعث العربي الاشتراكي" ومبنى الدوائر الحكومية، من بينها مجلس المدينة، ومبنى البريد.
احتجاجات السويداء في جنوب سوريا
وعلى مدى السنوات الماضية شهدت السويداء، ذات الغالبية الدرزية، بين فترة وأخرى، احتجاجات شعبية، لكنها سرعان ما توقفت من دون أن تتحقق المطالب الدافعة لها. ومع ذلك يرى مراقبون وصحفيون من المدينة أن ما يحصل الآن يختلف من زاوية "زخم المشاركة" وطول أمد البقاء في الشارع.
والاحتجاجات الحالية هي الأكبر من نوعها التي تشهدها السويداء منذ عام 2011، وتتميز الأصوات التي تعلو منها مطالبة بإسقاط النظام السوري بأنها تخرج من منطقة خاضعة لسيطرته.
بشار الأسد يكشف سيناريوهات صناعة الحرب في سوريا ومسألة تنحيه عن السلطة
وفي وقت سابق من أغسطس الماضي، أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أن مسألة تنحيه عن السلطة لم تكن مطروحة، مشيرًا إلى أن تلك الخطوة كانت تعني الهروب بسبب الحرب، موضحًا: “رئيس الدولة يجب أن يرحل عندما تكون ثمة مطالب داخلية بحصول ذلك، وليس بإيعاز من الخارج”.
وبحسب شبكة “سكاي نيوز” عربية، قال بشار الأسد ، إنه من الناحية النظرية، كانت هناك إمكانية لتفادي ما حصل في سوريا، لو جرى الإذعان لمطالب تعاكس مصالح الدولة، والتخلي عن الحقوق السورية، وعندئذ، كان الثمن سيكون أكبر بكثير.
وأوضح أن من طالبوا برحيله داخل سوريا عددهم محدود، مشيرا إلى أنهم لم يتجاوزوا مئة ألف، في مقابل عشرات الملايين من السوريين، بحسب تعبيره.
وعند حديثه عن الخسائر التي وقعت وسط المدنيين، قال الأسد إن الإرهاب هو الذي كان يقتل ويحرق، وليس الدولة السورية "ليست ثمة دولة تقوم بتدمير الوطن، حتى وإن كانت دولة سيئة".
وأضاف أن مسؤولية الخسائر التي وقعت تقع على عاتق من قدم الدعم للإرهاب، "ومن نوى وخطط للحرب، أي المعتدي وليس المعتدى عليه".
واستطرد أن التعامل مع الوضع يحتمل عدة طرق، لكن ما جرى اتباعه بعد 2011 كان يجري في إطار سياسة الدفاع عن سوريا واستقلالية قرارها "فلو عدنا بالزمن إلى الوراء، كنا سنتبع نفس السياسة".
وأردف "كنا نعرف بأن هناك شيئا يحضر لسوريا، وبأن الحرب ستكون طويلة، وليست أزمة عابرة"، ثم قال "كنا نخوض معركة وجودية".
وتحدث الرئيس السوري عن سيناريوهات لصناعة الرعب في بلاده، بحسب قوله، على غرار ما حصل مع الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، والرئيس العراقي السابق، صدام الحسين، والاثنين أطيح بهما عقب تدخل بمباركة غربية.
وأكد الأسد أن بلاده تمكنت من تجاوز قانون العقوبات الذي فرضته الولايات المتحدة وعُرف باسم "قيصر"، موضحا أن ذلك تم عبر عدة طرق.
وعلى صعيد آخر، قال الأسد في المقابلة التي أجريت في قصر المهاجرين بدمشق، إن قانون "قيصر" لم يعد العقبة الأكبر.
وفي حديثه عن عودة دمشق إلى الجامعة العربية، تحدث عما وصفه بالطابع الشكلي للعلاقات العربية، "مشكلة العرب أنهم لم يبنوا العلاقات عبر مؤسسات"، والجامعة العربية لم تتحول إلى مؤسسة بالمعنى الحقيقي.
ولدى حديثه عن التعامل مع المعارضة، قال الأسد إنه يعترف بالمعارضة المحلية، وليست المعارضة "المصنعة خارجيا"، فيما كانت دمشق قد اتهمت مرارا جهات خارجية بالتآمر لأجل تأجيج الصراع بالبلاد.
ولدى تطرقه إلى العلاقة التي تجمعه بابنه حافظ، قائلا إن الأمر يتعلق بعلاقة عائلية، وهو لا يناقش معه قضايا الحكم.
عودة سوريا إلي جامعة الدول العربية
يشار إلي أن التحركات الاحتجاجية في سوريا تأتي بعد استعادة النظام السوري نوعا من الاعتراف الخارجي باسترجاع مقعد سوريا في الجامعة العربية وزيارة الأسد للإمارات ومشاركته في القمة العربية الأخيرة بجدة.
وفي مايو الماضي، أعلن مجلس جامعة الدول العربية في اجتماعه على المستوى الوزاري استئناف مشاركة الوفود السورية فى الاجتماعات العربية ومنظماتها المتخصصة.
وكان المجلس اتخذ قرارا فى نوفمبر 2011 بتعليق مشاركة الوفود السورية باجتماعات الجامعة العربية وأصبح مقعدها شاغلا منذ هذا التاريخ.
إليكم نص القرار:
أعلن مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، برئاسة جمهورية مصر العربية، في دورته غير العادية التي ُعقدت يوم الأحد 7 مايو 2023،
- بعد اطلاعه: ▪ على مذكرة المندوبية الدائمة لجمهورية مصر العربية رقم 1335 بتاريخ 3 مايو 2023، ▪ وعلى مذكرة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية رقم 5/484 بتاريخ 3 مايو 2023.
- وانطلاقًا من حرص الدول الأعضاء على أمن واستقرار الجمهورية العربية السورية، وعروبتها.
- وإذ يرحب بالجهود المبذولة من أجل تهيئة الظروف الملائمة الرامية إلى تحريك مسار التسوية السياسية الشاملة في سوريا، والحرص على تفعيل الدور العربي القيادي في جهود حل الأزمة السورية لمعالجة جميع تبعاتها الإنسانية والأمنية والسياسية مع وضع الآليات اللازمة لهذا الدور.
- وفي ضوء مداخلات السادة رؤساء الوفود، يقرر:
تجديد الالتزام بالحفاظ على سيادة سوريا،ووحدة أراضيها،واستقرارها،وسلامتها الإقليمية،وذلك استنادًا إلى ميثاق جامعة الدول العربية ومبادئه، والتأكيد على أهمية مواصلة وتكثيف الجهود العربية الرامية إلى مساعدة سوريا على الخروج من أزمتها انطلاقًا من الرغبة في إنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق الممتدة على مدار السنوات الماضية، واتساقًا مع المصلحة العربية المشتركة والعلاقات الأخوية التي تجمع الشعوب العربية كافة، بما في ذلك الشعب السوري وما
له من إسهام تاريخي بالحضارة والثقافة العربية. 2- الترحيب بالبيانات العربية الصادرة عن اجتماع جدة بشأن سوريا يوم 14 أبريل 2023.
واجتماع عمان بشأن سوريا يوم الأول من مايو 2023، والحرص على إطلاق دور عربي قيادي في جهود حل الأزمة السورية يعالج جميع تبعات الأزمة الإنسانية والأمنية والسياسية على سوريا وشعبها، ومعالجة انعكاسات هذه الأزمة على دول الجوار والمنطقة والعالم، خصوصا 5- استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، اعتبارا من يوم 7 مايو 2023. ً
الطلب من الأمين العام متابعة تنفيذ ما ورد في هذا القرار، وإحاطة المجلس بالتطورات.
(ق: رقم 8914 - د.غ.ع - ج 2 – 2023/5/7).
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.