المخرج حسين رزق: عروض المسرح مرهقة جدا وكل مسرحية بشتغلها «بموت بسببها».. وحذروني من «سيدتي أنا» بسبب فؤاد المهندس (حوار)
>> عروض المسرح القومى يجب أن تكون بمستوى قوته وعراقته
>> هذا سبب اعتذار أحمد أمين وحنان مطاوع عن المسرحية.. والبروفات استمرت عامين
>> الهجوم على «سيدتى الجميلة» لأحمد السقا وأيمن بهجت قمر وراء اختيار عنوان مسرحيتى
>> داليا البحيرى «اترعبت» لما عرضت عليها المسرحية.. ونضال الشافعى من عتاولة المسرح
>> "سيدتى أنا" أفضل عرض بالمهرجان القومى للمسرح
>> دورة المهرجان القومى للمسرح هذا العام أكثر تنظيما وتطورا
>> أعشق مسرح الطفل وعروضه أصعب وأهم لأنه يشاهدها أطفال وكبار
حصد العرض المسرحى «سيدتى أنا» من إنتاج فرقة المسرح القومى التابعة للبيت الفنى للمسرح العديد من الجوائز ضمن فعاليات المهرجان القومى للمسرح المصرى فى دورته السادسة عشرة، حيث كان على رأس الجوائز جائزة أفضل عرض مركز أول بالمهرجان.
حصل العرض أيضًا على جائزة أفضل مخرج لمحسن رزق، وأفضل ملابس لمروة عودة، وأفضل ديكور لحمدى عطية، وأفضل إشعار لعادل سلامة.
مسرحية «سيدتى أنا» بطولة الفنان نضال الشافعى والفنانة داليا البحيرى، والمأخوذة عن نص "بجماليون" للكاتب الأيرلندي الشهير جورج برنارد شو، حققت نجاحا جماهيريا كبيرا منذ عرضها على خشبة المسرح القومى، وذلك على الرغم من كون النص قد قدم قبل ذلك فى المسرحية الشهيرة للفنان الراحل فؤاد المهندس والفنانة شويكار.
«فيتو» أجرت حوارا مع المخرج محسن رزق الفائز بجائزة أفضل مخرج بالمهرجان القومى للمسرح عن العرض، حيث تطرق للعديد من الكواليس التى صاحبت العرض قبل انطلاقه مرورا بعرضه فى المهرجان، وجاء نص الحوار كالتالى:
*حصدت جائزة القومى عام 2018 عن عرض "سنو وايت" وهذا العام عن "سيدتى أنا".. ما الاختلاف الذى لمسته فى الدورتين؟
الدورتان كانتا مميزتين ومختلفين للغاية، فى الدورة الأولى كنت مشاركا بعرض يمثل المسرح القومى للطفل، وهذا العام كان عرضا عن المسرح القومى للكبار، فى عام 2018 كنت أريد تحقيق شيء بتقديم عرض للطفل وإيصال رسالة أن عروض الأطفال تسمى فى العالم كله بعروض العائلة والأسرة، ويحضرها جمهور من كل الفئات، وبالفعل حققت ما أريد، واستطاع الفوز بجائزة أفضل عرض مركز أول.
أما فى دورة هذا العام فشاركت بعرض للكبار عن فرقة المسرح القومى، وأردت أيضًا من خلال مسرحية «سيدتى أنا» والمأخوذة عن نص «بجماليون» للكاتب جورج برنارد شو، إيصال رسالة بأن العروض التى تقدم على خشبة المسرح القومى يجب أن تكون بقوة وجدارة وعراقة ذلك المسرح، والحمد لله كتب الله لنا به التوفيق وحصدنا 5 جوائز بدورة المهرجان هذا العام.
أما وجه الاختلاف بين الدورتين يتمثل فى أن دورة العام الحالى أكثر تنظيما وتطورا وبها العديد من التفاصيل المهمة، والتى كان يطالب بها المسرحيين والتى تحققت بالفعل، وهذا لا ينقص أبدا من دورة عام 2018.
*كيف تم التعامل مع النص الأصلى «بجماليون» لجورج برنارد شو لخروج «سيدتى أنا» بهذه الصورة؟
لا أخفى عليك، تعاملت مع نص بجماليون من وقت طويل وكنت أحلم بتقديمه منذ أن كنت فى مرحلة الجامعة، لكن كنت عندما أتحدث عن ذلك المشروع يقال لى "هتقدم نفس ما قدم فؤاد المهندس وشويكار فى السابق"، الكثيرون يعتقدون أن سيدتى الجميلة هى نسخة مصرية وهو غير صحيح، بل إن سيدتى الجميلة مأخوذة فى الأصل عن رواية جورج برنارد شو.
لكنى كان لدى تحدى فى تقديم المسرحية برؤية وبأسلوب مختلف تماما عما قدم فى السابق، وبالفعل تعاملت مع النص وفقًا لرؤية حديثة تواكب كوننا فى عام ٢٠٢٣ من حيث اللغة الحوارية والمعالجة الدرامية التى تكون مناسبة مع كل أفراد الأسرة حتى يفهموا مضمون العرض وتصل لهم رسائله.
ومن ضمن ما عملت عليه حتى أكون مختلفا تماما عما قدم قبل ذلك هو أن الأحداث كلها تدور فى العاصمة البريطانية لندن وليس كما دارت فى النسخة المقدمة سابقا، وطورت فى النص ذاته خاصة فى ما يتعلق بشخصية البروفيسور التى قدمها الفنان نضال الشافعى وشخصية الأب الذى قدمها الفنان فريد النقراشى.
كما استعنت بأحدث التقنيات المسرحية، والتى لم تكن موجودة فى المسرح القومى قبل ذلك، وأدخلتها وخرج العرض بشكل مختلف تماما عن ما قدم قبل ذلك.
*لماذا اخترت «سيدتى أنا» تحديدا عنوانا لهذه المسرحية؟
فى الحقيقة عنوان المسرحية لم يكن كذلك، بل كان "سيدتى الجميلة" عن "بجماليون" لكن الكثيرون نصحونى ألا أجعل عنوان المسرحية مشابها لما قدم قبل ذلك، فغيرت العنوان لـ"سيدتى الجميلة جدا"، ولأن بروفات العرض ظلت عامين كاملين، ففى تلك الفترة قدم الكاتب أيمن بهجت قمر "سيدتى الجميلة" ضمن موسم الرياض فى السعودية، من بطولة أحمد السقا وريم مصطفى، وتعرض وقتها لهجوم كبير قبل أن يشاهد أي شخص العرض أصلا.
فتحدثت مع المقربين منى وشرحت وجهة نظرى بأن سيدتى الجميلة هى لجورج برنارد شو بالأصل قبل النسخة المصرية أصلا، وقلت لهم جملة: "دى سيدتى الجميلة النسخة بتاعتى أنا" فقالوا لى إذن فاجعل العنوان "سيدتى أنا"، ومن هنا جاءت التسمية "سيدتى أنا".
*قدم بعض الفنانين اعتذارا عن العرض فى البداية.. احك لنا الكواليس؟
بالفعل فى البداية كان المشروع مع الفنان والصديق أحمد أمين والفنانة حنان مطاوع والدكتور الراحل أحمد حلاوة، لكن أثناء البروفات حدثت وفاة الدكتور أحمد حلاوة أستاذى.. وتوقفنا لفترة، ثم حدث ارتباط الفنان أحمد أمين بمسلسل جزيرة غمام والذى قدم رمضان ٢٠٢٢، وكذلك ارتباط الفنانة حنان مطاوع بأعمال رمضانية فتوقف المشروع فترة ثانية.
عقب ذلك عدنا بالفعل للبروفات، لكن تعاقد الفنان أحمد أمين على مسلسل الصفارة، وكذلك حنان مطاوع على أعمال درامية، وكان صعبا أن يكملا معنا، فاعتذر الفنان أحمد أمين وقال لى لا أريد أن أكون سببا فى تعطيل المشروع.
فبدأت التفكير فى تغيير فريق عمل المسرحية وتواصلت بداية مع الفنانة داليا البحيرى، والتى اترعبت فور علمها بأنى أريد تقديم "سيدتى الجميلة" من جديد، وقالت لى: "شويكار.. يانهار أبيض أنا بحبها جدا.. وبحب سيدتى الجميلة فقلت لها اقرى الورق، فلما قرأت تخوفت أكثر وقالت لى أنا همثل وأرقص واضحك.. قولتلها آه"، وبالفعل شاركت وكانت فى غاية الالتزام والرقى وكانت ملتزمة للغاية بالبروفات التى امتدت لعشرة أشهر بشكل شبه يومى، وكانت عاملة حالة حب وفرحة فى العرض.
أما الفنان نضال الشافعى عندما تواصلت معه قال لى: "أنت متأكد أنى أعمل دور البروفيسور بتاع فؤاد المهندس.. قولتله آه وهتغنى وترقص"، وبالفعل أبدع نضال الشافعى فى العرض وهو ممثل مسرح "تقيل جدا ومن العتاولة".
كما تواصلت مع الدكتور فريد النقراشى ليقدم دور الأب وجاء بالفعل مكان الراحل أحمد حلاوة والذى يعد أستاذا لى وأستاذا له بالمناسبة، فى الحقيقة فريق المسرحية كله كان رائعا وكل أبدع فى دوره.
*لما تم اختيار أحداث "المكان والزمان" فى مسرحية "سيدتى أنا" على عكس "سيدتى الجميلة"؟
بمنتهى البساطة لأننى لو أقدمت على تقديم النسخة المصرية من سيدتى الجميلة سيشبهونها على الفور بعرض الفنان الراحل فؤاد المهندس، لذلك اخترت تقديم النص فى لندن مكان مختلف عن ما قدم قبل ذلك، وزمان مختلف أيضًا عما قدم قبل ذلك، واستخدمت عناصر الإبهار المختلفة، وأردت القول إن مسرحية "سيدتى أنا" هى النسخة عالمية من نص جورج برنارد شو على أرض مصر.
*العرض اختلف فى المهرجان القومى للمسرح عما قدم للجمهور قبل المهرجان.. ما السبب؟
فى وجهة نظرى أن عروض المهرجان لها حيثية وطريقة مختلفة فى التعامل معى، فأنا أتعامل مع العرض بالمهرجان بطريقة مغايرة، لذلك كثفت "سيدتى أنا" وقمت بحذف بعض التفاصيل بما لا يخل بدراما العرض، وذلك لأن العرض سيقدم ليقيم من لجنة تحكيم مكونة من كبار الفنانين والأساتذة وعلى رأسهم الفنان الكبير أشرف عبد الغفور.
فكان لا بد أن أقدم عرضا يليق بنا وبفريق المسرحية وبالمسرح القومى، وأضفت بعض التفاصيل للعرض حتى يتضح للجنة التحكيم أننا مختلفون تماما عن أي تناول لـ"سيدتى الجميلة" قدم قبل ذلك، والحمد لله هذا ما حدث وحققنا المطلوب.
*قدمت عددا كبيرا من العروض المسرحية خلال مسيرتك.. أيهم كان أكثر إرهاقا بالنسبة لك؟
كل عروض المسرح مرهقة للغاية، أنا كل مسرحية بشتغلها "بموت فيها حرفيا"، وأقول لن أعمل مسرح بعد ذلك، كما أننى أتعب وأرهق كل من يعمل معى لكن عندما يرون النتائج يكونون سعداء، وأنا دائمًا أحيى كل من يعمل فى المسرح لأن "شغله متعب جدا".
*هل من الممكن أن تقدم عروضا للطفل من جديد؟
أنا فى الحقيقة أعشق مسرح الطفل للغاية، وقدمت فيه العديد من العروض سواء مسرح الدولة أو المسرح الخاص، لكن عندنا هنا أزمة فى تعريف ومفهوم مسرح الطفل، وفى وجهة نظرى العروض المقدمة للطفل أصعب وأهم، لأنه يشاهدها أطفال وكبار، والأطفال لا تجامل بالنسبة له العرض حلو أو سيئ لا يوجد وسط، ويجب عليك إبهاره حتى تجذبه إليك فى ظل التطور والإبهار فى كافة الأشياء التى يتعامل معها الطفل حاليا، بالتأكيد سأقدم عروضا جديدة للطفل.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد، أخبارالمحافظات، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.