رئيس التحرير
عصام كامل

متخصص بالشأن الأفريقي يكشف السيناريوهات المتوقعة بعد الانقلاب على رئيس الجابون

قادة انقلاب الجابون،
قادة انقلاب الجابون، فيتو

انقلاب الجابون، قال الباحث محمد الجزار،المتخصص في الشئون الإفريقية، إن انقلاب الجابون بواسطة مجموعة من ضباط الجيش والإعلان عن عزل الرئيس علي بونجو ووضع حد للنظام الحاكم في البلاد، بدعوى تزوير الإنتخابات العامة التي جرت في الجابون يوم السبت الماضي الموافق 26 أغسطس، وأسفرت عن إعادة فوز الرئيس علي بونجو بولاية رئاسية ثالثة بحصوله على 64% من الأصوات وهو ما رفضته المعارضة يأتي استكمالا وتكرارا لحالة الانقلابات التي تشهدها القارة الافريقية بدءا من تشاد والنيجر ومالى. 

التشكيك في نتائج الانتخابات 

انقلاب الجابون ، وأكد في تصريح لفيتو، أن المعارضة في الجابون تدعي انتشار التزوير والتلاعب بالانتخابات من قبل الحزب الحاكم وأعوانه، حيث كانت الحكومة قد قطعت الإنترنت وفرضت حظر التجوال ليلا منعا لحدوث أعمال عنف في الجابون علي خلفية الانتخابات ونتائجها.

كما أن مرشح المعارضة ألبرت أوندوأوسا الذي حصل علي نسبة 30.77% في الانتخابات مقابل حصول الرئيس المعزول علي بونجو علي نسبة 64.27% من الأصوات الإنتخابية, كان قد صرح بفوزه في هذه الإنتخابات مشككا في النتائج الرسمية , قائلا أن الانتخابات قد تم تزويرها الامر الذى ادى الى حدوث الانقلاب عقب إعلان نتائج الانتخابات  كما أعلنوا عن عزلهم الرئيس وحل جميع المؤسسات في البلاد بما فيها الحكومة , والجمعية الوطنية , ومجلس الشيوخ، والمحكمة الدستورية , مؤكدين التزامهم بالمعاهدات الدولية للجابون، وأعلنوا أيضا عن غلقهم الحدود وحظرهم للتجوال حتي إشعار آخر. 


 اعتقال الرئيس علي بونجو

انقلاب الجابون، وتابع أن قادة الإنقلاب أعلنوا عن اعتقالهم الرئيس علي بونجو، ووضعه تحت الإقامة الجبرية، بجانب اعتقال أحد أبنائه، بتهمة الخيانة العظمي، بينما احتفل قادت الانقلاب بنجاح خطتهم ليظهر معهم قائد الانقلاب، الجنرال برايس كلوثير أوليجوينجويما، رئيس الحرس الجمهوري الذي تم تعيينه منذ عامين لحماية الرئيس علي بونجو، ولكنه انقلب علي الرئيس. 

السيناريوهات المحتملة لهذا الانقلاب

وواصل حديثه قائلا: فيما يتعلق بالسيناريوهات المحتملة لهذا الانقلاب فإنها تتمثل في اثنين من السيناريوهات أولهما نجاح الإنقلاب بصورة تامة , ودخول الجابون في مرحلة انتقالية كغيرها من الدول التي وقعت فيها انقلابات في غرب أفريقيا , بينما السيناريو الثاني يتمثل في فشل الانقلاب وتدخل فصيل عسكري يدعم الرئيس علي بونجو ويعيده إلى السلطة، وهو أمر مستبعد حدوثه بصورة كبيرة. 
وقال: فيما يخصص بمدى احتمالية أن تكون موجة الانقلابات الحالية تمت بصورة مخططة، فهذا الأمر وارد نوعا ما بسبب صراع النفوذ المشتعل بين روسيا من جانب، وفرنسا ومن خلفها القوى الغربية من جانب آخر، حيث تعد الجابون أحد المستعمرات الفرنسية القديمة , والتي مازالت فرنسا تستفيد من مواردها المعدنية , والنفطية الضخمة , كما ترتبط معها بشبكات فرانس آفريك ذائعة الشهرة والتي تعرف بحمايتها ورعايتها لصفقات الفساد التي تتم بين فرنسا والنخب الأفريقية. 

وأضاف:  نجد أن هذه الانقلابات تأتي لعوامل داخلية تتعلق بالواقع الأفريقي أهمها فشل النظم السياسية الأفريقية في الالتزام بقواعد الممارسة السياسية الصحيحة، مع رفضها لعملية التداول السلمي للسلطة , ورعايتها لإنتخابات تعمل علي استمرارها في السلطة، بجانب تلاعب الحكام الأفارقة بالمدد الدستورية , وكسرها من خلال الانقلاب علي الدساتير وتعديلها للبقاء في السلطة، حيث نجد أن الجابون تحكم منذ نحو 56 عاما من قبل أسرة بونجو حيث حكم الرئيس عمر بونجو الجابون منذ عام 1967 حتي وفاته في 2009 , ثم تلاه ابنه علي بونجو في السلطة حتى الآن، كما أنه كان يجهز مشروع توريث لولده نورالدين بونجوليتولي السلطة خلفا له. 

وقال: لهذا فمع عجز الإنتخابات في أفريقيا عن أحداث تداول سلمي للسلطة , فقد تدخل شباب الضباط لوضع حد لتلك النظم التي لا تحظى بالشعبية لكونها أخفقت عن تحقيق أدنى متطلبات شعوبها، ولهذا نجد أن تلك الإنقلابات مدعومة شعبيا , بل ويمكن وصفها بالانقلابات العسكرية التصحيحية التي تضع حدا للنظم الاستبدادية.

الجريدة الرسمية