رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان جماعة إرهابية (3)


 أنبياء الغرب والسيسى!

أبشروا، فقد زارنا النبي بيرنز ومعه خيرة الصالحين من قطر ومن أوربا، وعلى رءوس الأشهاد رأينا أبواب السجون تفتح لهم، فأنبياء أوربا جاءوا لنيل البركة من أنبياء الشرق وحراس مصر العتيقة سجدوا أمام جمهرة الصالحين من أمريكا، وركعوا فى رحاب الست آشتون، ووجدوا أنفسهم أسري العشق الإلهى مع الرسول المخلص جون بن كيرى وأصبحت مصر كعادتها أرض الأنبياء والرسل وملتقى العشق الإرهابى!

هل تتابعون الزيارات الغربية لمحابيس الإخوان؟ وهل يعني ذلك تزايد حجم التبعية التى آلت إليها مصر بعد تحول محبس مرسى المتهم بالعمالة والتخابر إلى مزار لا يقل أهمية بالنسبة لقادة الغرب عن مزار سيدنا الحسين للمصريين، ولم لا وقد قال مرشدهم الكبير إن عزل مرسى أسوأ من هدم الكعبة حجرا حجرَ.

وزيارات المسئولين الغربيين لخيرت الشاطر ولمجموعة الإرهابيين الذين يقودون العنف ويسيلون الدم برابعة العدوية، يكشف ببساطة ودون اجتهاد كيف يفكر الغرب فى تربية وتنمية الإرهاب داخل دورنا، فقد تابعوا كيف امتلأت سيناء بأتباعهم وبأنصارهم وبكل أشكال الإرهابيين وكانوا على دراية بما يحدث علي أرضنا، وكأنما كانت خطتهم "تطريف مصر"، ومن ثم التداعى علينا بليل بدعوى أننا رعاة الإرهاب فى العالم .

ومن عجب، أن يصبح بين يوم وليلة مواطنا متهما في عدة قضايا جنائية واسمه خيرت الشاطر وكأنه مانديلا فى محبسه، فقد أتت الوفود الغربية تترى وكأننا أمام واحد من دعاة الحرية أو من أقطاب النضال من أجل التحرر الوطنى، رغم أن سيادته كان مهندس بيع مصر لدويلة تدعي قطر وتحولت إشارة رابعة بما تحمله من قادة للتخريب على رأسهم البلتاجى والعريان وحجازى وبديع وغيرهم ممن تورطوا فى الدم والقتل والتخريب إلى بقعة تستدعي الغرب للتدخل فى شئوننا .

والحقيقة، أننى حتي تاريخه لا أعرف من الذى يدير هذا الملف .. ملف الخنوع والخضوع والركوع لأمريكا والغرب ؟ .. قديما كنا نتقول علي نظام مبارك بأنه نظام عميل للغرب ولأمريكا، وللحق نقول إنه لم يجرؤ مسئول أمريكى ويطلب واحد على عشرة مما يفعلونه الآن رغم أن الفريق السيسى لديه تفويض شعبي أقدس من علاقاتنا بالغرب وأعظم من رضا أمريكا وليس في بنود هذا التفويض الخضوع لأمريكا أو الخنوع للقوى الغربية .

أما قصة تداعي الغرب دفاعا عن الإخوان، فإن التاريخ يثبت لنا أن الغرب لم يدافع في يوم من الأيام عن قوي وطنية أو عن أشخاص وطنيين، ويكفي أن نذكر الجميع بالتاريخ القريب لكي نعرف كيف تورط الغرب وأمريكا دوما فى دعم الأنظمة الديكتاتورية وكيف دافعوا عن عملائهم حتي اللحظة الأخيرة.

ويبدو أن الفريق السيسى قد أراد توجيه ضربة قاصمة لجماعة الإخوان، بقوله للصحافة الأجنبية إن للأمريكان نفوذا كبيرا على جماعة الإخوان، ما يدعونا إلي مطالبة أمريكا بالضغط على الجماعة .. صحيح في هذا التصريح مضمون الخيانة والعمالة لجماعة مصرية اختارت أن تعمل لصالح قوي أجنبية، ولكن ذلك يفرض علي الفريق السيسي أن يتصرف معها باعتبارها جماعة عميلة تمارس الإرهاب ضد الإرادة الشعبية .

وكان على سيادته أن يمنع زيارات المسئولين الغربيين لمحابيس الجماعة، خاصة أن كل واحد فيهم لديه من التهم ما يحبس معه عائلته وربما جيرانه، إذ لا يتصور أبدا أن تطلب مصر زيارة سجين إرهابي غربي وتطالب بالحوار معه.

إن خلط الأوراق وإهانة الدولة المصرية إلي هذا الحد لن يحقق استقرارا، ما يحدث لا علاقة له بثورة واستقلال وإرادة شعبية، وإدارة الملف بهذا الشكل المخزى إنما يعيدنا مرة أخري إلى مربع الدول المحتلة، وبالتالى فإن جماعة الإخوان غير المسلمين ستحقق بذلك كل أهدافها الخبيثة.
الجريدة الرسمية