رئيس التحرير
عصام كامل

كيف بدأ نجيب محفوظ مشوار الكتابة؟

الاديب الراحل نجيب
الاديب الراحل نجيب محفوظ

وضع الكاتب الأديب نجيب محفوظ خطا فاصلا بين الأدب والصحافة، فاختار الأدب ورفض العمل بالصحافة بعد أن طلب منه يوسف السباعى كتابة مقالات صحفية، حتى أنه ارتبط أدبيا بالأهرام 1959 وليس صحفيا، يعرف نفسه دائما ويقول: أنا أديب قصاص، مكانى الطبيعى في المكتب وعلى الورق اكتب ما أحس به ليصل إلى الناس ولست صحفيا ولا سينمائيا وأتمنى على الله أن يحفظ لى حيويتى ونشاطى لأسخرها للأدب فقط.

وفى مقال كتبه نجيب محفوظ  ــ رحل فى مثل هذا اليوم عام 2006 ــ بعد أن ترك العمل في الرقابة وفى مؤسسة السينما عام 1963 حيث ترك خلال فترة عمله بالوظيفة الحكومية الكتابة للسينما ولا تقديم أفلامه لإنتاجها وعرضها فكتب يقول:
فى مرحلة انتقالى من الجمالية إلى العباسية عانيت أول حب حقيقى كنت أحس بالجمال فى الجمالية لكن عرفت أول  حب فى العباسية وكانت تجربة مجردة نظرا لفوارق السن والطبقة ولم تعرف العلاقة التواصل (وتظهر فى حب كمال عبد الجواد لعايدة فى الثلاثية).

Advertisements

إعادة كتابة الرواية 

بدأت التأليف لكن كان تأليف من نوع غريب كنت اقرأ الرواية ثم أعيد كتابتها بنفس الشخصيات مع تعديلات فى الأحداث ثم اكتب على غلاف الكشكول تأليف نجيب محفوظ واختار اسما لناشر وهمى.

 

فناء المدرسة كان البداية 

وفى مدرسة فؤاد الأول الثانوية تذوقت فيها السياسة واشتركت فى حزب الوفد وكنا فى حوش المدرسة الوفديين يتحدثون عن المعارك والمبادئ والزعيم سعد زغلول ومنتمى حزب الأحرار يتحدثون عن مسرحيات يوسف وهبى وجو أوروبا وسقوط حكومة النحاس.. وقتها جاء محمد محمود مرشح الإنجليز إلى الوزارة فكتب التابعى مقالا بعنوان ( سخام البرك ) اعجبنى جدا.

وفى كلية الآداب قسم الفلسفة عشت مع سقراط وأرسطو وابن سينا، وكانت أخطر مرحلة فى حياتى كنت امسك بيدى كتاب الفلسفة وفى اليد الأخرى قصة من قصص توفيق الحكيم أو يحيى حقى أو طه ثم حصلت على الليسانس عام 1934 ولم استفد مثل جيلى من الجامعة نصف ما استفدناه من قراءة كتب طه حسين والعقاد والمازنى وكتابات التابعى وقتها.

 

صراع بين الأدب والصحافة 

ووجدت نفسى فى صراع رهيب بين الفلسفة والأدب وكان على أن أقرر شيئا أو اجن ومرة واحدة قامت فى ذهنى مظاهرة بين أبطال الروايات التى اقرأها فقررت أن أهجر الفلسفة وأسير مع أبطال الروايات أهل الكهف أو الأيام أو غيرها وهنا بدأت إنتاجى الأدبي فكتبت أول مرة عام 1936 حوالى 100 قصة نشر حسن الزيات معظمها فى مجلة الرواية ونشرت الباقى فى مجلة الرسالة.


كان أول أجر تقاضيته عن قصة قصيرة نشرت لى فى مجلة الثقافة التى كان يرأس تحريرها الكاتب أحمد أمين، هو جنيه مصري، وجربت اكتب الرواية الطويلة وكنت اذهب الى سلامة موسى فيقول جرب تانى وبعد اربع محاولات كتبت عبث الاقدار ونشرها لى سلامة موسى لتتوالى بعدها رواياتى الطويلة التى اعتز بهم جميعا.

 

19 سيناريو لا غير 

اتجهت للكتابة للسينما فكتبت عددًا من سيناريوهات الأفلام التى قدمت فى الخمسينيات والستينيات بدأتها منذ أن التقى مخرج الواقعية صلاح أبو سيف الذى عرض علي أن أكتب للسينما حتى أصبحنا ثنائيًا رائعًا وكانت باكورة وأول كتابتنا  فيلم "مغامرات عنتر وعبلة "عام 1945.

نجيب محفوظ يجلس على احد المقاهى يستلهم الافكار 

جاء بعدها 19 سيناريو شاركت في كتابتها منها: ( المنتقم، لك يوم يا ظالم، ريا وسكينة، الوحش، فتوات الحسينية، جعلوني مجرما، درب المهابيل، شباب امرأة، النمرود، الطريق المسدود، الفتوة، ساحر النساء، الهاربة، مجرم في إجازة، جميلة، أنا حرة، إحنا التلامذة، وبين السما والأرض.

الجريدة الرسمية