رئيس التحرير
عصام كامل

عصر الميليشيات في ليبيا.. الاقتتال القبلي سيد الموقف ببلد عمر المختار.. وطرابلس خارج السيطرة.. ومصير الانتخابات الرئاسية في يد المقاتلين

الأزمة الليبية،فيتو
الأزمة الليبية،فيتو

لا تريد الأطراف الفاعلة في الأزمة الليبية منذ عام 2011 إنهاء الأزمة السياسية الطاحنة في البلاد والمستمرة دون أمل في بدء حياة جديدة لبلاد تقف على حافة الحرب الأهلية، إذ في الوقت الذي تقترب فيه البلاد من إنهاء قوانين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، اندلعت اشتباكات بين الميليشيات المسلحة المنتشرة فى العاصمة طرابلس، الأمر الذى يشكل تهديدا كبيرا للمشهد السياسى فى البلد الأفريقى الذى يعانى من انفلات أمني مستمر.

 

 

الميليشيات غرب ليبيا

وحسب خبراء، تعتبر الميليشيات المنتشرة فى غرب ليبيا، بمثابة قنبلة موقوتة تهدد استقرار البلاد، في وقت تفقد حكومة الدبيبة السيطرة على هذه الميليشيات ولا ترغب في الصدام معها لتمديد سلطتها دون أزمات وجودية قد تقضي عليها.

 

إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية 

ومن جانبه، يقول حسام أبو العلا الباحث فى الشئون السياسية العربية إن الاشتباكات التى وقعت فى العاصمة طرابلس قطعا ستؤثر على الأوضاع فى ليبيا خاصة فيما يتعلق بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وأيضًا من الممكن أن تتسبب فى توقف المسار السياسى والديمقراطى.

 

وأكد حسام أبو العلا، أنه لا يمكن إجراء أي انتخابات فى ظل تردى الأوضاع الأمنية وانتشار الفوضى، مضيفا أن الميليشيات كانت أحد أسباب توقف الانتخابات التى كانت مقررة فى نهاية عام 2021، والتى دعمها تنظيم الإخوان وبعض الدول الأوروبية التي تستفيد من استمرار هذا الوضع فى الأراضى الليبية أملا في بقاء تهريب النفط لأطول فترة ممكنة مقابل أموال زهيدة.

 

وأضاف أبو العلا، أن الغرب الليبى فقط هو من يعانى من الأزمات الأمنية بسبب انتشار الميليشيات المسلحة هناك، موضحا أن شرق ليبيا مستقر نظرا لوجود قوات الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر، مشيرا إلى ضرورة أن يصل الجيش لكل ربوع ليبيا وتوحيد المؤسسة العسكرية وتفكيك الميليشيات وذلك من أجل إنشاء حكومة موحدة وبرلمان ليبى موحد وهو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة التى استمرت لسنوات طويلة.

 

عوائد الموارد النفطية

ونوه أبو العلا إلى أن الميليشيات تستفيد من خيرات ليبيا، خاصة عوائد الموارد النفطية، بالإضافة إلى أنها تستفيد من موقع ليبيا الاستراتيجي على البحر المتوسط وقربها من سواحل أوروبا من خلال عمليات تهريب البشر والهجرة غير الشرعية وغيرها من العمليات الإجرامية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها وهو ما يحقق لها مكاسب مادية كبيرة.

 

وشدد أبو العلا على أن خطورة الميليشيات المسلحة المتواجدة فى غرب ليبيا لا تقتصر فقط على طرابلس وإنما تمثل تهديد للأمن العالمى بأكمله، مضيفا: هذه الميليشيات تنفذ أعمال إجرامية أخرى من بينها الهجرة غير الشرعية وتهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود وتتدخل فى النزاعات المسلحة بالدول المجاورة.

 

وطالب الباحث فى الشئون الأفريقية بتدخل دولي لإنهاء الأزمة فى ليبيا، لافتا إلى دور مصر الفعال فى هذه الأزمة والدعوات التى أطلقتها القاهرة للمصالحة بين الفرقاء فى ليبيا، وأيضًا التخطيط لإقامة منطقة لوجيستية فى السلوم لخدمة بالقرب من حدود الليبية مما يساعد على زيادة التعاون بين البلدين الشقيقين.

 

وتابع: "السيطرة الأمنية للميليشيات المسلحة على الأوضاع والمناطق الحيوية فى طرابلس وغياب الدولة هو السبب فى أحداث الفوضى الأخيرة التى شهدتها البلاد، لافتا إلى أن حكومة الدبيبة منتهية الولاية تحتمي بهذه الميليشيات للبقاء فى منصبها".

 

عرقلة أي مفاوضات

وقال حسام أبو العلا، أن الدبيبة ومن وراءه تنظيم الإخوان ودول خارجية تحاول بشتى الوسائل عرقلة أي مفاوضات من شأنها توحيد مؤسسات الدولة أو إجراء انتخابات فى البلاد، موضحا أن الدبيبة يسيطر على مؤسسات الدولة فى غرب ليبيا من خلال قادة الميليشيات المعروفين باسم أمراء الحروب، مقابل مكاسب مادية كبيرة يتحصلون عليها من أموال الشعب الليبى.

 

وأوضح أبو العلا أن الاشتباكات المسلحة تهدد بعودة شبح الحرب من جديد للأراضى الليبية، مشيرا إلى أن العملية السياسية فى ليبيا معطلة إلى حد ما بسبب الدور الأممى المتخاذل والذى يسترضى حكومة الدبيبة.

 

وشدد حسام أبو العلا على أن الدبيبة يسيطر على الميليشيات فى غرب ليبيا، ولكنه مستفيد من الإضرابات أن لم يكن هو من أحدثها لأنه يروق له هذا الأمر، وهو قادر على إنهاء الأزمة، لكنه والدول الداعمة له يرفضون ذلك.

 

ونوه أبو العلا بأن التدخل الأممى لحل أزمة انتشار الميليشيات المسلحة المتواجدة على الأراضى الليبية ضعيف ومقتصر فقط على قرارات الإدانة والرفض والمطالبة بتفكيك هذه الميليشيات لكن لا يوجد تحرك حقيقى على أرض الواقع، على الرغم من قيام بعض الدول بنقل ميليشيات بطريقة علنية من سوريا إلى الأراضى الليبية.

 

الأزمة الليبية

وأكد الباحث أن الحل الوحيد لإنهاء الأزمة الليبية يكمن في سيطرة الجيش على كافة الأراضى بالغرب والشرق، مشيرا إلى أن الميليشيات تتحصن بالمدنيين، لذلك أوقف الجيش عملياته ضدهم حرصا على أرواح المدنيين ما شجع كثير من الدول لإرسال ميليشيات أكثر إلى الغرب لنهب خيرات البلاد.

 

في نفس السياق، قالت الدكتورة صابرين الجلاصى، الأستاذ بجامعة سوسة التونسية، أن الميليشيات المتواجدة فى غرب طرابلس هدفها الأساسى إبقاء الصراع الداخلى فى ليبيا ودعم حكومة الدبيبة ولا تضع عينها على حدود الدول المجاورة مثل مصر أو تونس.

 

وأكدت الجلاصى أن الميليشيات المتواجدة فى غرب ليبيا جزأ منها متورط فى عمليات تهريب المهاجرين غير الشرعيين عبر حدود ليبيا وتونس لافتة إلى أن وجود أي ميليشيات مسلحة فى ليبيا سيشكل خطر على دول الجوار عاجلا أم آجلا، لأنها ستحاول فيما بعد مد جذور لها فى دول الجوار لخدمة أجندات خارجية، على حد قولها.

 

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)،  تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم،  أسعار الدولار،  أسعار اليورو،  أسعار العملات،  أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد،  أخبارالمحافظات،  أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي،  الدوري الإيطالي،  الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا،  دوري أبطال أفريقيا،  دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية