رئيس التحرير
عصام كامل

هدنة متعثرة!


من يريد أن يعرف مسار المفاوضات التى تدور منذ بضعة أيام للتوصل إلى هدنة أو تهدئة مع الإخوان، عليه أن يتتبع تصريحات قادتهم وتصرفاتهم .. فهذه التصريحات تتحرك مثل بندول الساعة تارة تشير إلى انفراجة فى المفاوضات التى يقوم بها نائب وزير الخارجية الأمريكى مع مبعوث الاتحاد الأوربى ويشاركهما وزير خارجية قطر، وتارة أخرى تعبر عن انسداد وتعثر فى المفاوضات.


يوم يتحدث مفاوضو الإخوان عن احترامهم لمن خرجوا يوم 30 يونيو يطالبون برحيل مرسى، ويطالبون فى المقابل باحترام أنصاره وفى اليوم التالى يتحدث هؤلاء المفاوضون وغيرهم من قادة الجماعة عن ضرورة عودة مرسى إلى منصبه وإعادة العمل بدستور 2012 ورفض الاكتفاء بالاعتصام فى منطقتى رابعة والنهضة ووقف الغارات اليومية التى يقوم بها المعتصمون على منشآت وطرق ومواقع أخرى.

وفى هذا الإطار، يمكن فهم تحديد موعد لمحاكمة عدد من قادة الإخوان بينهم مرشدهم وهو موعد قريب فى هذا الشهر، وكذلك يمكن فهم أيضا صدور قرار بحبس اثنين من مرافقى الرئيس السابق فى المكان المتحفظ عليه حاليا وهما أمين عام رئاسة الجمهورية السابق ونائبه. 

والسبب الحقيقى لتعثر التوصل إلى هدنة أو تهدئة، أن قادة الإخوان يدركون أنها ليست فى مصلحتهم، ولذلك يريدون صفقة سياسية تحميهم من المساءلة والملاحقة القانونية، وتتيح لهم التواجد سياسيا بذات الشروط السابقة التى ضمنت لهم ازدواجية الحزب والجماعة والاستثمار الدينى فى المنافسات السياسية، وهذا يفسر هجومهم الحاد على دعوات المحافظة على مدنية الدولة ويفسر إيضا إصرارهم على إعادة العمل بدستور 2012.. ونسى الإخوان أنه صار مستحيلا العودة للماضى مجددا .. الشعب لن يسمح بذلك حتى ولو قبل بعض المسئولين.
الجريدة الرسمية