في ذكرى رحيل راهب الصحافة.. محمود عوض حارب الكيان الصهيوني بالكلمة.. أطلق مسابقة جوائز الصحافة المصرية وكتب المسلسل الوحيد للعندليب.. وهذا سبب اعتقاله 6 أشهر
محمود عوض، كاتب صحفى كبير، لقب بعندليب الصحافة وراهب الصحافة.. بدأ العمل ببلاط صاحبة الجلالة منذ كان طالبا بكلية الحقوق، قلمه ساحر سهل وممتع، عرف بحبه للوطن ولم يفارقه حتى أصبحت مقالاته شوكة ضد العدو الصهيوني ومنع من الكتابة في عهد السادات، ورحل في مثل هذا اليوم 28 أغسطس 2009.
درس الحقوق وعمل محررا اقتصاديا
ولد محمود عوض عام 1942، في مدينة طلخا الدقهلية، وهو الابن الثالث وسط 7 أطفال، لكنه كان أحبهم لوالديه، رحل والده وهو في الثانوية، وجاء إلى القاهرة وسكن شبرا في منزل يملكه والد الملحن بليغ حمدى ودرس بكلية الحقوق وفى نفس الوقت عمل محررا اقتصاديا في أخبار اليوم، وبعد تخرجه تم تعيينه في النيابة فرفض وفضل عليها العمل الصحفي حيث عمل سنوات طويلة بصحف أخبار اليوم حتى أنه تولى منصب نائب رئيس تحرير أخبار اليوم وهو لم يصل إلى الثلاثين من عمره.
اقرأ أيضا:
محمود عوض يكتب: فيروز عندما احترمت نفسها
أفكار ضد الرصاص
وخلف محمود عوض وراءه العديد من المؤلفات بلغت 15 مؤلفا منها: أفكار ضد الرصاص، ممنوع من التداول، سري جدا، متمردون لوجه الله، بالعربى الجريح، الحرب المستحيلة، حرب الاستنزاف، وعليكم السلام، من وجع القلب، أم كلثوم التي لا يعرفها أحد، محمد عبد الوهاب الذى لا يعرفه أحد، مصري بمليون دولار، سياحة غرامية، الدنيا التي كانت، شخصيات.
وجاءته الفرصة الكبرى حينما تأخر الصحفي أنيس منصور في كتابة مقال الصفحة الأخيرة في أخبار اليوم وكان إحسان عبد القدوس رئيسا للتحرير فقرر تكليف عوض بكتابة المقال عقابا لأنيس منصور على التأخير وثقة في قدراته الصحفية، فكتب عوض مقالا عن أم كلثوم فاشتعلت المنافسة بينه وبين أنيس منصور فأوكل إليه رئيس التحرير كتابة صفحة أسبوعية بعنوان (شخصيات ) يحاور فيها رموز الفكر والأدب والفن والسياسة والدين بطريقة غير معهودة من قبل في الكتابة فأطلق عليه إحسان عبد القدوس لقب عندليب الصحافة.
اقرأ أيضا:
أزمات «الجورنالجية»
ارجوك لا تفهمنى بسرعة
اقترب محمود عوض من المشاهير أمثال طه حسين وتوفيق الحكيم وأم كلثوم والشيخ الباقوري وتسابق إليه النجوم ليكتب مذكراتهم وأصبح صديقا لأغلب المشاهير، فارتبط بصداقة كبيرة مع عندليب الغناء عبد الحليم حافظ حتى عرف بكاتم أسرار عبد الحليم حافظ وكتب له مسلسله الوحيد بالإذاعة "أرجوك لا تفهمنى بسرعة ".
تم إلقاء القبض على عوض في قضية الجاسوسية لأمريكا التي اتهم فيها مصطفى أمين، ويحكى محمود عوض عن هذا اليوم ويقول: عندما تم القبض علي كنت يومها شابا في العشرينات واستدعوا عشرات الزملاء من أخبار اليوم عام ١٩٦٥ وكانوا يأخذون أقوال كل واحد منهم لمدة ساعة أو ساعتين ثم يعود دون أن ينطق بحرف واحد عما دار خلال مدة استدعائه، لكن مصطفى أمين لم يعد وجاء الدور على فأخذوني من مكتب رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم قالوا لى: نريدك في كلمتين.
محمود عوض يكتب: رحلة أم كلثوم مع العذاب
واضاف: بدأوا يسألونني عن علاقتي بمصطفى أمين وأنا أجيب بطريقة عادية لأنني لا أرى في علاقتى به شيئا.. وسألوني بخصوص نشر خبر كذا.. فسألوني عن مصدر الخبر فرفضت وقلت:هذا سر المهنة، فقالوا لى:هذا في الصحافة فقط فقلت: وهل تتغير الأخلاق بتغير المكان ؟ قالوا: لقد بدأت الفلسفة.. ولم أكن أهتم أنني بعدم إفصاحي عن مصدر الخبر جنيت على نفسي فقد ترتب على ذلك أنني اعتقلت خمسة أشهر.. في الوقت الذي لم أكن أعلم فيه شيئًا عن سبب القبض على مصطفى أمين.
محطة رئاسة تحرير الأحرار
منع محمود عوض من الكتابة عدة مرات فلجأ إلى الكتابة في الصحف العربية مثل الحياة اللندنية والقبس الكويتية والرياض السعودية، وفي عام 1986 تولى رئاسة تحرير جريدة الأحرار الحزبية ونجح في الوصول بأرقام توزيعها إلى 170 ألف نسخة خلال ثلاثة أشهر.
اقرأ أيضا:
محمود عوض يكتب: اغتيال حليم ثلاث مرات
كيف أطاح به صلاح أبو إسماعيل
شرط واحد وضعه محمود عوض لقبوله رئاسة تحرير جريدة الأحرار الجريدة الحزبية الليبرالية وهو الا يتدخل أحد من الحزب وللحزب صفحة واحدة فقط وأصدر من الجريدة 13 عددا تحمل اسمه كرئيس للتحرير، وكان اعتماده على محررى الجريدة يخطط معهم للعدد كمدرب لهم فخرجت الجريدة تعبر عن رؤية صحفية مختلفة.
ناصر محمود عوض حرية الرأي في الأحرار حين وقف في صف الكاتب أحمد بهاء الدين في معركته ضد الشيخ علال الفاسى بعد منع الأهرام نشر مقاله الذى كان يحمل نقدا لوزير الأوقاف وللدولة التي تحتفى بشيخ مدعى على اعتبار أنه رئيس المجلس العالمى للصوفية اشترى البعض بأمواله ـ حسب ما كتب بهاء ـ ففتح عوض لبهاء صفحات الأحرار للدفاع عنه ضد سطوة الدين والمال فتزعم الإخوانى الشيخ صلاح أبو إسماعيل الهجوم على محمود عوض وصدر قرار بفصله من رئاسة الأحرار.
اقرأ أيضا:
في ذكرى رحيل "عندليب الصحافة".. محمود عوض فتح بيته لسهرات "عبد الحليم ومصطفى أمين"
مسابقة الصحافة المصرية
أسس محمود عوض مسابقة جوائز الصحافة المصرية بنقابة الصحفيين رغبة في التفوق في الأداء المهنى الصحفى لمصلحة القارئ أولا، واشترط أن تكون المسابقة حرة تمول من كبار الكتاب لكى لا تكون خاضعة لهوى جهة أو مؤسسة صحفية او حكومية حتى عندما عرض عليه رئيس الوزراء كمال حسن على تمويل المسابقة الثانية بنصف مليون جنيه رفض عوض الطلب معللا أن المسابقة ستستمر مهنية ومستقلة حتى عن نقابة الصحفيين ذاتها وكانت النتيجة أن شهدت المسابقة ولأول مرة حضور رئيس الوزراء لتسليم الجوائز.
اقرأ أيضا:
الأربعاء.. "محمود عوض في بلاط أم كلثوم" بقصر المانسترلي
خالد محيى الدين عضو نقابة الصحفيين
الطريف أن خالد محيى الدين ـ وكان رئيسا لحزب التجمع ـ عرض المساهمة في جوائز مسابقة الصحافة ورفض محمود عوض بحجة أنهم لا يقبلون تبرعات من غير الصحفيين، حتى ذكره خالد محيى الدين أنه عضو قديم في نقابة الصحفيين.
اقرأ أيضا:
محمود عوض:اعتقلت في قضية مصطفى أمين بسبب خبر
حرب حتى النهاية
ونتيجة للحروب التي تعرض لها من أبناء مؤسسته الصحفية فبمجرد بلوغه سن الستين أي سن المعاش أصدر رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم إبراهيم سعدة قرارا بإحالة عوض الى المعاش مخالفا لزملائه الذين خرجوا في سن الخامسة والستين ولأنه كان راهبا للصحافة فلم يتزوج وعاش وحيدا ورحل وحيدا وهو في السبعين من عمره.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.