محمد الجبالي يكتب: الزمالك أمام مفترق طرق.. والتاريخ لن يرحم هؤلاء
يخطئ من يظن أن رحيل مجلس وتعيين لجنة وبعدها إجراء انتخابات بمنزلة حلول سريعة لمشاكل الزمالك، كما يخطئ من يعتقد أن مشاكل الزمالك الإدارية والمالية يمكن حلها بين يوم وليلة، وأيضًا لا يمكن تصور أن هناك عصا سحرية ستعيد الزمالك بالشكل الذي يليق به خلال شهر أو شهرين أو حتى سنة.
مشاكل وأزمات الزمالك متراكمة منذ سنوات طويلة، والمسؤولية مشتركة بين الجميع سواء من جلسوا على كرسي مجلس الادارة أو من كانوا في الخارج أو حتى من كانوا يجلسون بين الحدائق يتحدثون فقط، ولذلك من يركز في الحديث عن الماضي ومشاكله وأسباب ما وصل إليه النادي لن يقدم أي جديد، وبالتالي الزمالك يحتاج من أبنائه المخلصين من جميع الأجيال الحديث عن كيفية وضع حلول سريعة لمشاكل الحاضر والتخطيط الممزوج بالحب للكيان للمستقبل.
وأعتقد أن مسؤولية النهوض بالنادي من جديد وحل مشاكله يتحملها الجميع وخاصة الفئة التي تندرج تحت مسمى رجال الأعمال المخلصين وذلك لحاجة النادي الشديدة لضخ المزيد من الأموال خلال هذه الفترة بعيدًا عن الدولة، لأنه لا يعقل أن تكون مديونيات نادي الزمالك تصل إلى هذا الرقم الرهيب والذي يصل إلى مئات الملايين.
أيضًا لا بدَّ من وجود مساندة حقيقة وقوية من الخبرات القديمة التي لها باع طويل داخل نادي الزمالك في الإدارة الرياضية وهو ما ينطبق أيضا على رموز الكرة القدامى وإن كنت أعلم بأن كثيرين منهم يعملون بالفعل بعيدًا عن وسائل الإعلام من أجل هذه المهمة ولكن الوضع يتطلب المزيد والمزيد من الشخصيات المخلصة والمحبة للنادي.
مزيد من الهدوء والتكاتف والتضحيات
أما الحديث عن الانتخابات خلال هذه الفترة الفارقة من عمر النادي فهي من وجهة نظري خطيئة كبرى يقع فيها من يصر عليها، فالزمالك حاليًّا وحتى موعد فتح باب الترشيح للانتخابات الجديدة يحتاج إلى مزيد من الهدوء والتكاتف والتضحيات ولذلك فمن يتحدث عن الانتخابات حاليا فهو لا يجب سوى نفسه ويعتبر بمنزلة خنجر مسموم في جسم الكيان من وجهة نظري، “فلا قعدات الجناين هتفيد الزمالك بحاجة دلوقتي ولا بيانات السوشيال ميديا هتحل المشاكل المالية ولا تويتات النجوم هتفك الحجز وهترفع القيد”.
ورغم علمي بأن هناك خطوات جادة وحثيثة من أجل إعلان قرارات جديدة تعيد شعاع الضوء من جديد لجماهير وأعضاء الزمالك، ورغم يقيني التام بأن هناك مجموعة كبيرة من أبناء الزمالك المخلصين سيتكلفون بالكثير من الملايين لحل مشاكل الزمالك المادية، إلا أنني أخشى من تصرفات ضعاف النفوس وأصحاب المصالح الباحثون عن الكراسي والحالمون بالحصول على نصيبهم من التورتة بعدها رحل من كان يجبرهم على الاختفاء التام، فظهورهم خلال هذه المرحلة خطر كبير على كيان نادي الزمالك، لأنه سيكون بمنزلة الظهور بعد الاختفاء الإجباري وبالتالي فلن تكون مصلحة الزمالك هدفهم.
والغريب والعجيب أنه منذ رحيل المجلس السابق بتقديم الاستقالة ظهرت أبواق تتحدث عن البطولات الزائفة الوهمية التي كانوا يقومون بها في وجود المجلس السابق، فهي وهمية وزائفة لأن الجميع كان يعلم جيدًا بأنها كانت في الخفاء وليست في العلن – إن كانت موجودة أصلًا – ولذلك ومن وجهة نظري إن كان هناك بطل حقيقي فهو جمهور الزمالك الوفي الذي يعطي دائمًا بلا مقابل ويضحي بدون الانتظار لأي مصلحة.
وأخيرًا.. وبعيدًا عن ذكر أسماء، فالتاريخ سيذكر كل من وقف بكل حب وإخلاص مع الزمالك خلال هذه الفترة ولن يرحم من يصر على طعنه في الخفاء.
وللحديث بقية...