رئيس التحرير
عصام كامل

متخصص بالشأن الأفريقي يكشف نتائج التدخل العسكري في أزمة النيجر

محمد الجزار،فيتو
محمد الجزار،فيتو

الايكواس، قال الدكتور محمد الجزار المتخصص في الشؤون الأفريقية  أنه رغم تراجع احتمالات تدخل الإيكواس عسكريا في النيجر لاستعادة النظام الدستوري على المستوي العملي، بسبب العديد من الصعوبات والمعوقات التي تحول دون ذلك، فإنه لا تزال احتمالات التدخل واردة على المستوى النظري، لاستمرار القوى الغربية في دعمها للإيكواس بضرورة التدخل العسكري، وخاصة فرنسا، التي لا يزال المجلس العسكري الحاكم في النيجر يضعها نصب عينها، ويوجه لها الضربات المتتالية التي آخرها طلبه من سفير فرنسا في النيجر مغادرة البلاد، ودعمه للتظاهرات الشعبية الرافضة للتواجد الفرنسي في النيجر، والتي تتم أمام القواعد العسكرية الفرنسية في النيجر مصحوبة بأعمال تخريب وإهانات للعلم الفرنسي.

وأضاف: جاء رد فعل فرنسا رافضا لمطالب المجلس العسكري , حيث أعلنت الخارجية الفرنسية أنه ليس مؤهلا لمطالبة السفير الفرنسي بمغادرة البلاد لأنه لا يمثل السلطات الشرعية في البلاد.


 
تزايد مخاوف التدخل العسكرى فى النيجر 

الايكواس، وأكد فى تصريح لـ فيتو أنه مع ارتفاع حالة التوتر بين الإيكواس وحلفائها الغربيين من ناحية، والمجلس العسكري الحاكم في النيجر ومؤيديه من ناحية أخرى  فقد ازدادت المخاوف من حدوث تدخل عسكري في النيجر، سوف يكون له العديد من التداعيات والآثار السلبية وعلى رأسها ما يلي: 
اندلاع حرب مفتوحة بين دول غرب أفريقيا، وذلك بعدما قام المجلس العسكري في النيجر بمنح جيشي  مالي وبوركينا فاسو تفويضا للتدخل العسكري لحماية بلاده في حالة حدوث تدخل عسكري ضدها من قبل قوات الإيكواس , ليمنحهم بذلك غطاء شرعي وقانوني لصد أية هجوم محتمل تجاه النيجر، الى جانب . 
واشار الى احتمالات حدوث انقسامات سياسية وصراعات عرقية داخل دول مجموعة الإيكواس في حالة اندلاع الحرب , حيث  أن العديد من المؤسسات السياسية الرسمية داخل دول الإيكواس ترفض خيار الحرب ومن بينها مجلس الشيوخ في نيجيريا التي تتبني خيار الحرب وتجعله خيارا يمكن اللجوء إليه بعد فشل جميع المفاوضات، وكذلك يوجد في غانا وتوجو وساحل العاج قوى سياسية وشعبية ترفض خيار التدخل العسكري في النيجر.

الايكواس ، وواصل حديثه قائلا إن المجموعات الإثنية والعرقية التي تعيش في النيجر , تمتد إلي دول الجوار وخاصة نيجيريا , حيث أن مجموعة الهوسا التي تشكل أغلبية السكان في النيجر , تمتد كذلك إلي نيجيريا , وبنين , وغانا , وساحل العاج , وجامبيا , وغيرها من دول المجموعة , وهم يرفضون حدوث تدخل عسكري لمقاتلة أخوتهم في النيجر، مما يشير إلى مخاطر حدوث صراع عرقي بين العرقيات المختلفة التي تعيش في دول الإيكواس علي خلفية التدخل العسكري , فضلا عن وجود أحاديث عن احتمالات قيام الهوسا في نيجيريا بالتصدي للقوافل العسكرية للإيكواس والتي من المحتمل أن تمر من المناطق الحدودية التي يعيشون فيها والملاصقة للنيجر.

زيادة الانقسام فى الاتحاد الافريقى 

وأضاف إلى أن التدخل العسكرى سيؤدى أيضا لزيادة الانقسام بين الإتحاد الأفريقي ودول الإيكواس , حيث إن الاتحاد الأفريقي لا يزال مواقفه المعلنة غير مؤيدة للتدخل العسكري في النيجر، ورغم تعليقه مؤخرا للنيجر من عضوية الإتحاد الأفريقي , فإن مجلس السلم والأمن الأفريقي يخشي من حدوث تداعيات سلبية خطيرة علي دول غرب أفريقيا ومنطقة الساحل نتيجة للتدخل العسكري في النيجر , ولهذا لا يدعم خيار الإيكواس في الحرب , وفي حالة قيام الإيكواس كمنظمة إقليمية بمخالفة رؤية الإتحاد الأفريقي المنظمة القارية وشنه حرب بصورة منفردة , فقد تؤدي حالة الإنقسام إلي تفكك الإيكواس أو الحد من فاعليته علي الأقل ليكون دوره أشبه بدور اتحاد المغرب العربي. 

واشار الى احتمالية سقوط المئات من القتلي والمصابين علي خلفية اندلاع الحرب , مما يضع المنطقة في مأزق حقيقي ويزيد من تداعيات الأزمة السياسية في النيجر وانتقالها لباقي دولالإيكواس , بل من الممكن حدوث تعاطف من قادة جيوش دول الإيكواس مع قادة الإنقلاب في النيجر أو حتي تعاطف وحدات عسكرية ما أو صغار الضباط ومحاولة التمرد علي رؤساء الإيكواس المصممين علي خيار الحرب مما قد يزيد من التداعيات السلبية للتدخل. 

وقال انه يمكن استغلال الجماعات الإرهابية والمتطرفة , والحركات الإنفصالية , والكيانات العرقية المسلحة لحالة الحرب والقيام بعمليات نوعية داخل دول المنطقة , والسيطرة علي مناطق نفوذ جديدة في منطقة الساحل،فضلا عن السماح للقوي الدولية بالتغلغل في المنطقة , وخاصة الشركات العسكرية الخاصة لروسيا , وغيرها من شركات , في خطوة لاندلاع حرب بالوكالة بين الروس والقوي الغربية الأوروبية في أفريقيا يكون لها تداعيات سلبية , وترسخ من التواجد العسكري الأجنبي في القارة والذي يرعي عمليات سلب الثروات المعدنية والنفطية للقارة.

 

الجريدة الرسمية