رئيس التحرير
عصام كامل

"ديلي ميل": الأيام كلها متشابهة في "جوانتنامو" سواء للسجين أو الحارس..وعود كثيرة قطعها أوباما لغلق المعتقل بلا جدوى..السماح للمعتقلين بإجراء المكالمات والاطلاع على الصحف بعد حكم قضائي في 2004


قالت صحيفة ديلي ميل البريطانية إن كل يوم يمر في معتقل جوانتنامو يشبه سابقه سواء للسجناء أو للحراس.

ونقلت الصحيفة عن أحد الأفراد الذين يؤدى الخدمة العسكرية في المعتقل الأكثر شهرة في العالم قوله: "في جوانتنامو لا يهم كثيرا إذا كنت حارسا أو معتقلا. كل يوم هو ذاته اليوم السابق، ليس هناك مفر".


ولفتت الصحيفة إلى أن المعتقل لا يزال في حالة من الصراع منذ عام 2003، هذا الصراع الذي يؤدي إلى المزيد من الإحباط الناجم عن طول البقاء هناك.

وأضافت الصحيفة أنه في مايو الماضي أي بعد أربعة أعوام ونصف العام من تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإغلاق معتقل جوانتنامو خلال 12 شهرا - كرر أوباما تعهده مرة أخرى، ولكن إلى الآن فإن التقدم في هذا الصدد لا يزال بطيئا.

وأشارت الصحيفة إلى أنه ولسنوات فإن اوباما بالكاد ذكر معتقل جوانتانامو، وأضاف أنه حتى يناير 2013 لم يغلق المعتقل بالكامل ولكنه أغلق قسما خاصا أنشأه هو عام 2009 من أجل إنجاز المهمة، وكان الرد إضراب السجناء عن الطعام.

وفي أبريل الماضي بعد قيام المعتقلين بتعطيل معظم الكاميرات التي كان من المفترض أن تراقبهم وجمع الأسلحة المؤقتة - اقتحم الحراس واحدا من اثنين من المجمعات الرئيسية بالسجن.

ووصف الكابتن لونيشيا ريد طريقة الاعتداء الأكثر شيوعا، والذي يكون بالرش، وهذا الهجوم يتم برش مزيج من الحليب والبول والبراز، يلقى من أكواب من خلال بوابات تقديم الطعام أو يسكب من زجاجات مياه الشرب البلاستيكية.

ونقلت الصحيفة عن اندرو ستارك، أحد حراس جوانتانامو منذ يناير الماضي قوله "تلقيت هجوم رش في أحد الأيام عندما كنت في ساحة الترويح عن النفس. حيث ضربت على صدري وذراعي".

وقال المتحدث باسم قوات المهام المشتركة الكابتن روبرت دوراند أنه عبر تكرار الرئيس لوعود الإغلاق خفف من حدة التوتر قليلا، كما أن بعض المضربين عن الطعام يعتقدون أنه يتوجب عليهم 'تحقيق هدفهم الإستراتيجي".

ومنذ خطاب أوباما، أعلنت إدارة تكنولوجيا المعلومات الافراج عن اثنين فقط من بين 166 سجينا لا يزالون في جوانتانامو،
على الرغم من أنه تم إخلاء 86 من معسكر النقل في عام 2009.

وأشارت الصحيفة أنه في عام 2003، سمح لمعظم السجناء بالخروج من زنازينهم في "دلتا كامب" لبضع ساعات في الأسبوع. حيث كانوا معزولين تماما، مع عدم إمكانية إجراء المكالمات الهاتفية مع الأقارب والوصول إلى المحامين، وكذا الصحف أو التليفزيون تلك الامتيازات التي منحت فقط بعد أن أصدرت المحكمة العليا في الولايات المتحدة حكما في عام 2004 بأن جوانتانامو ليس "ثقب أسود قانوني"، وأن القوانين والدستور الامريكي لا بد أن تطبق هناك.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بصرف النظر عن ضغوط العمل، فإن هناك تكاليف عاطفية عالية يتكبدها الحراس، حيث أن الكثير منهم لديهم أطفال في الوطن.
وقالت مجندة شابة أن زوجها - وهو من جنود الاحتياط والذي كان قد خدم في العراق، عاد إلى الوطن وتوجه لشرب الكحوليات والمخدرات، وأن خدمتها في جوانتنامو سيئة حقا". وأن هذا كان أحد الأسباب في هذه الوحدة الذي جعل 40 بالمائة من رفاقها عاشوا تجربة الطلاق أثناء أو بعد توزيعهم على الوحدات.

وذكرت الصحيفة أن الجنرال جون كيلي أدلى خطابا أمام 500 جندي، شاكيا من المحامين والصحفيين الذين ذكروا وجود انتهاكات لحقوق الإنسان في المعتقل، وصفهم فيها بأنهم "ثيران" بالإضافة إلى ألفاظ أخرى " وأنهم ينشرون الأكاذيب التي تدفعها أجندة
الطبقة الثرثارة.

وفي مقابلة بعد ذلك، اعترف كيلي قائلا: "إذا قلت للمعتقلين، أنتظروا، انكم ستخرجون من هنا قريبا، فإنهم على الأرجح سوف يتصرفون على انهم باقي لهم عام أو عامين، وهذا من شأنه أن يجعل حياة الحراس أسهل بكثير. ولكني لا أريد أن أعطي لهم آمال كاذبة".

وقال مسئول كبير في واشنطن - حسب الصحيفة - "إنني آمل في أن تغلق إدارة أوباما المعتقل الآن، وأخشى ما أخشاه هو أن تمضي فترة ولاية أوباما الممتدة لثماني سنوات دون أن يغلق المعتقل"، الأمر الذي يمكن يطيل فترة الأيام المتشابهة في المعتقل خلال الفترة المقبلة.
الجريدة الرسمية