"دواعش إسرائيل".. كواليس صعود أحزاب دينية ترعى الإرهاب والتطرف تحت حماية الحكومة الصهيونية.. والهدف تصفية القضية الفلسطينية وتدمير العرب
ليس سهلا مشاهدة صعود التطرف الدينى فى إسرائيل بشكل غير مسبوق دون النظر فى الأمر وتحليله باستفاضة، إذ يعنى ذلك تهديدا شاملا بإعادة عصر الحروب الدينية إلى المنطقة، بعد أن أعلن متطرفو الكيان الصهيونى الذين صعدوا مؤخرا لسدة السلطة عن أفكارهم دون مواربة، وشرعوا فى تحقيق الأوهام الإسرائيلية باسترداد المنطقة تحت راية العلم اليهودى من النيل للفرات.
قتل الفلسطينيين
ومن هذا المنطلق أصبح قتل الفلسطينيين واقعة تتكرر كل يوم على أيدى جنود الاحتلال تحت حماية وزير الأمن القومى إيتمار بن غفير الذى علق على حادثة قتل فيها مستوطن إسرائيلى شابًا فلسطينيًا بعد أن أطلق النار عليه فى رقبته خارج بلدة برقة بالضفة الغربية القريبة من رام الله، على أرض فلسطينية خاصة، حيث طالب بتكريمه ومنح أي إسرائيلى يقتل فلسطينى وسام شرف، بزعم أنه يدافع عن نفسه من إلقاء الحجارة!
يقول الدكتور أحمد فؤاد أنور، الخبير فى الشأن الإسرائيلى: إن الكيان الصهيونى لا يزال يتخبط حول طبيعته وضوابطه الحاكمة وصورته المستقبلية، فهناك من يرى المستقبل مع القوى الدينية المتحالفة مع اليمين والمستوطنين وهم يمثلون أقل من ثلث عدد السكان لكن صوتهم زاعق وعنفهم مروع، ويسوقون لأهمية أن تكون إسرائيل دولة دينية تستطيع عمل “ترانسفير” (ترحيل جماعى للسكان الفلسطينيين وتفريغ الضفة والقدس الشرقية وقطاع غزة من كثافاته السكانية).
وأضاف: هؤلاء يسوقون لأساطير الأحلام التوسعية التى قد تستدعى بالضرورة رد فعل عنيف من العالم الإسلامى وليس المحيط الفلسطينى أو العربى فقط.
وفى المقابل هناك أغلبية ترفض هذا التوجه، وترى أن الحل يكمن فى بقاء الدولة الإسرائيلية كما هى تعيش على الأسس العلمانية وفق النموذج الغربى ما يضمن أمن إسرائيل، وهناك مجموعة يسارية ترى أن الحل يكمن فى دولة لكل مواطنيها.
وتابع: اندلاع الحرب الدينية وفق هذه المعطيات أمر محتمل وغير مستبعد فى سياق انفجارات صغيرة واستفزازات تجاه المقدسات قد تؤدى لمواجهات شاملة واسعة النطاق، وهو ما تخشاه قيادات المعسكر الرافض لنتنياهو وجرى التعبير عن ذلك باحتجاجات واسعة رفضت تكبيل السلطة القضائية بوصفها الرقيب الوحيد على الحكومة فى ظل كنيست تسيطر عليه الحكومة وتوظفه للتشريع الذى يصب فقط فى مصلحتها.
نيران الحرب الدينية داخل إسرائيل
وتابع: قد تشتعل نيران الحرب الدينية داخل إسرائيل نفسها، فى ظل تصاعد نبرة التكفير لأعداد كبيرة ممن لا يلتزم بتعاليم الشريعة اليهودية، إذ تعتبرهم قيادات دينية وسياسية متطرفة "أغيار يتحدثون العبرية"، وهو وصم يطول نحو مليون وربع مليون نسمة يمثلون مهاجرين من أصول روسية وإثيوبية وستتضرر منه المرأة الإسرائيلية بشكل خاص فى ظل تفسيرات للنصوص المقدسة التى يسيطر عليها الرجال، وبالطبع ستؤثر بالسلب على الاقتصاد وهروب رءوس الأموال وكل من حضر لإسرائيل مهاجرا سعيا فى تحسين أوضاعه الاقتصادية وسبل حياة أفضل.
وأضاف: خطورة الحرب الدينية أيضًا أنها إذا نشبت ستدور حول المقدسات وسيتضرر منها الجميع فى المنطقة، ولن تتدخل فيها الولايات المتحدة بشكل مباشر نظرا لانشغالها بترتيب أوضاع شرق أوروبا والشرق الأقصى فى مواجهة الطموح الروسى والصينى.
هوية الدولة
واستطرد: أتوقع أن تكون بداية الشرارة فى الحرم القدسى والحرم الإبراهيمى أو حتى باستهداف كنائس ورجال دين مسيحى، فى ظل هوس من بن جفير وسموتريتش بتأسيس ميليشيات الحرس الوطنى، والتوسع فى التصريح بحمل السلاح لكل الإسرائيليين، حيث يرى أنصار حركة كاخ الذين تولوا مناصب وزارية فى حكومة نتنياهو بعد أن كان محظورا عليهم حتى دخول الكنيست، أنه حان الوقت لتغيير الوضع الراهن فى الحرم الشريف وبسط السيادة اليهودية الكاملة عليه.
ومن جانبها، قالت الدكتورة هبة جمال الدين، أستاذ العلوم السياسية بمعهد التخطيط القومى وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أنه منذ تأسيس الكيان الصهيونى والصراع حول هوية الدولة قائم بين المعسكر العلمانى ومعسكر المتدينين، وهذا الصراع أحد أسباب عدم وضع دستور للدولة الناشئة فى المنطقة أملا فى الوصول للحلم الصهيونى من النيل للفرات.
وأضافت: فى عام ٢٠١٨ حُسم هوية الكيان الصهيونى بعد إقرار قانون القومية الذى أكد على يهودية الدولة وتهويد القدس كاملة، ومنذ صدور القانون وبدأت الجماعات الدينية المتطرفة فى التحرك بشكل معلن بحماية الجيش الإسرائيلى لتهويد القدس وتهجير الشعب الفلسطينى عبر إرهاب المستوطنين وتسليح الإسرائيليين بحجة التصدى للشعب الفلسطينى الأعزل، وتمت بالفعل خطوات تهويد القدس ومضاعفة أعمال الحفر تحت المسجد الأقصى وتجريف مقابر الشهداء وتقاسم أوقات الصلاة بالحرم الإبراهيمى.
واستكملت: مع تغول نتنياهو على القضاء أصبح ملف الاستيطان أمرا مربحا سياسيا، فأطلق العنان لجماعات دينية متطرفة على شاكلة فرسان الهيكل وجماعة حماية الهيكل وكاخ وأبناء كهانا وغيرها من التيارات المتطرفة التى تتشابه فى تشددها الفكرى مع داعش والقاعدة مع الفارق أن هذه الجماعات الأصولية تحميها الدولة فى إسرائيل مما لا يدع مجال للشك أنها أدوات فى يد دولة الاحتلال لاستكمال مخططاتها التهويدية للاستيلاء على الأرض وتصفية القضية الفلسطينية وإحياء سايكس بيكو جديد فى المنطقة.
واختتمت: المتطرفين فى إسرائيل يضعون فى برامجهم علنا مقولات من النيل للفرات كحزب كتلة الكتاب المقدس القريب من نتنياهو، مؤكدة أن هؤلاء يؤمنون بحتمية قتل العرب للاستيلاء على الأرض العربية.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد، أخبارالمحافظات، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.