رحل منذ 12 عاما، كمال الشناوي يتحدث عن حي السيدة وخان الخليلي ويكشف سر "ويسكي الصالحين"
في مقال كتبه الفنان كمال الشناوي.. رحل في مثل هذا اليوم عام 2011، في مجلة “فن”، يحكي فيه قصته مع حي السيدة زينب وخان الخليلي، فكتب يقول: ولدت في حي السيدة وعشت فيه أحلى أيام طفولتي، وارتبطت بذكريات جميلة بمنزلنا، وبهذا الحي الذي كانت له صبغة دينية كجزء رئيسي من القاهرة الفاطمية.
كان ميدان السيدة زينب يعرف فيما قبل باسم قنطرة السباع، حيث كان يطل على الخليج الذي يخرج من النيل فيما عرف بفم الخليج، وعندما تم ردم الجزء الأوسط من الخليج وخلال عمليات التطوير ظهر على الميدان واجهة مسجد السيدة زينب حفيدة الرسول، صلى الله عليه وسلم، في القرن التاسع عشر فأطلق اسم السيدة على الميدان وعلى الحي كله.
وأضاف كمال الشناوي: منذ كنت طالبًا كانت لي حجرة بالقلعة أرسم فيها وكان إيجارها عشرين قرشًا في الشهر، وكنا ثلاثة شركاء فيها، وكان لي غرام خاص مع هذه المنطقة.
يقول كمال الشناوي: عشت في منطقة السيدة زينب أحلى مراحل العمر، ورسمت المآذن والمساجد والحواري والأزقة التي تقع في قلب القاهرة وفي حي الحسين الشهير بالقرب من الأزهر الشريف، وفي ذلك الجو الذي ينطق بالتاريخ الممتزج بالحاضر، وحيث يزدحم المكان وتختلط الأصوات من مختلف الجنسيات، ووسط رائحة البخور المنبعثة من الممرات الضيقة يوجد المزار التاريخي خان الخليلي بسحره وغموضه الذي يشع من خاناته وبناياته العريقة.
قصة خان الخليلي
وقد بدأت قصة الخان منذ مايزيد على 700 عام، ففي عام 1382، أثناء حكم السلطان زهير البرقوقي أمر الأمير شركس الخليلي ببناء خان كبير بالقرب من ميدان بين القصرين بشارع المعز يكون قريبًا من مسجده سلطان الظاهر برقوق، وشيد الخان على شكل قصر كبير ضخم خصصت حجراته لأثرياء التجار ليستقبلوا فيه زبائنهم ويبيعون لهم بضائعهم الثمينة.
وفي عام 1511 وفي عهد السلطان قنصوة الغوري بدأ الخان يتسع تدريجيًّا ليشمل بنايات وخانات عدة تتصل ببعضها عن طريق الشوارع والأزقة.
ويعتبر خان الخليلى حاليًّا خانًا عصريًّا يحتوي على ما يزيد على ألف بازار سياحي وسط المساكن والبنايات الأثرية، وهي تبيع مختلف أنواع البضائع، فبجانب المشغولات الذهبية والفضية والعطور الشرقية يوجد المطاعم العديدة التي تبيع أشهى المأكولات أشهرها مسمط الكوارع، الله عليه، يقدم الكوارع ولحمة الراس واللسان و"ويسكى الصالحين"، وهو عبارة عن مية السلطة واللفت المخلل والدقة والتوابل الحريفة بيسموها هناك ويسكي علشان حامية، وعموما هم أحرار فيما يسمون.
حي ملهم للأدباء والفنانين
وأضاف كمال الشناوى: ورغم عوامل الزمن لم يتأثر خان الخليلي وظل ملهمًا للأدباء والفنانين، يشجعهم على الإبداع، فكتب أديبنا نجيب محفوظ روايته "خان الخليلي" من وحي أجواء الحي القديم، واصفًا العمارات ذات القوائم والحوانيت وازدحام الممرات بالسائحين والبائعين المتجولين للتحف والأنتيكات والسجاد جانبية تقاطع الشارع الأصلى، وتزحُم جوانب الممرات والشارع نفسه بالحوانيت (أى الدُكان)، فدُكان للساعاتي وخطاط وآخر للشاي، ورابع للسجاد، ناهيك بالمقاهي الصغيرة المنتشرة في الخان التي لا يزيد حجم الواحدة منها عن دكان صغير حيث تدور فيها أكواب الشاي والقهوة والبخور.
حى الغورية
ويتابع الفنان كمال الشناوى: بالقرب من الخان يقع حي الغورية الذي قدمت مسلسلًا عنه في دور تاجر أخشاب من الغورية، ذلك الحي هو مقصد السائح الأجنبي الذي تعود زيارته مرة واثنين باحثًا عن عبق التاريخ والأحياء القديمة ذات الشهرة الضاربة في معالمها وحوائطها ومبانيها وأزقتها وحواريها التي شهدت كثيرًا من الأحداث على مر التاريخ.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.