رئيس التحرير
عصام كامل

كريمة يكشف حكم زيارة المسجد الأقصى تحت الاحتلال الصهيوني

حكم زيارة المسجد
حكم زيارة المسجد الأقصى

حكم زيارة المسجد الأقصى تحت الاحتلال،  كشف الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف صراعات السلطة على الصراع العربي الإسرائيلي، وكذلك حكم زيارة المسجد الأقصى تحت الاحتلال الصهيوني

واستعرض الدكتور كريمة قائمة ونماذج وعينة من اعتداءات أثيمة معلنة – وما خفى كان أخطر – من عصابة بنى صهيون على المقدسات الإسلامية الكبرى بفلسطين المحتلة وأبرزها المسجد الأقصى المبارك، وسط استهانة العالم المعاصر بمؤسساته الحقوقية والسياسية.
وجاءت هذه الاعتداءات وسط صمت العالم الإسلامى بعربه وعجمه  وانشغال جماعات وفرق عبء على الإسلام بصراعات السلطة (وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) !!.


قبة الصخرة

وجاءت اعتدءات العدوان الصهيوني على المسجد الأقصى -وفقا لما ذكره كريمة كالتالي:
• 7 يونيو 1967 دخل الجنرال موردخاي جور وجنوده المسجد الأقصى المبارك في اليوم الثالث من بداية حرب 67، ورفعوا العلم الإسرائيلي على قبة الصخرة وحرقوا المصاحف، ومنعوا المصلين من الصلاة فيه، وصادروا مفاتيح أبوابه.

الاعتداء على المسجد الأقصى


• 15 يونيو 1967: أقام الحاخام الأكبر للجيش الإسرائيلي شلومو غورن وخمسون من أتباعه صلاة دينية في ساحة المسجد.
• 21 أغسطس 1969: إحراق المسجد الأقصى واعتقال سائح أسترالي على خلفيته.
• 28 يناير 1976: المحكمة المركزية الإسرائيلية تقرر أن لليهود الحق في الصلاة داخل الأقصى.
• 13 يناير 1981: اقتحم أفراد حركة “أمناء جبل الهيكل” وجماعات أخرى الأقصى ورفعوا العلم الإسرائيلي مع التوراة.
• 28 أغسطس 1981: الكشف عن نفق يمتد أسفل الحرم القدسي يبدأ من حائط البراق.


جبل الهيكل

• 20 يناير 1983: تشكيل حركة متطرفة في إسرائيل وأميركا مهمتها إعادة بناء جبل الهيكل في موقع المسجد الأقصى.
• 26 يناير 1984: يهوديان يدخلان الأقصى بحوزتهما كميات كبيرة من المتفجرات والقنابل اليدوية بهدف نسف قبة الصخرة.
• 11 مارس 1997: المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية يسمح لليهود بالصلاة في الأقصى بعد التنسيق مع الشرطة الإسرائيلية.
• 31 أغسطس 1997: الكشف عن مخططات إسرائيلية لهدم القصور الأموية المحاذية للمسجد الأقصى المبارك، وتوسيع حائط البراق.
• 11 يناير 2000: المحكمة العليا الإسرائيلية تقرر أن المستوى السياسي هو المسؤول عن البت في قضايا المسجد الأقصى.


انتفاضة الأقصى
 

• 28 سبتمبر 2000: أرييل شارون يقتحم ساحات المسجد الأقصى المبارك، وكان الاقتحام شرارة انطلاق انتفاضة الأقصى.
• 29 سبتمبر2000: قوات الاحتلال ترتكب مجزرة جديدة بحق المصلين في المسجد الأقصى المبارك راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.
• 2 مارس 2001: أعضاء حركة “أمناء جبل الهيكل” يتقدمون بالتماس إلى المحكمة الإسرائيلية العليا يطالبون فيه بإلزام الأوقاف الإسلامية بوقف أعمال الترميم في المسجد الأقصى المبارك.
• 18 أبريل 2001: إقامة متحف يهودي قرب المسجد الأقصى.

المسجد الأقصى تحت الاحتلال


• 7 يوليو 2001: السلطات الإسرائيلية تمنع دخول مواد البناء إلى المسجد الأقصى وترميمه. 
• 31 يناير 2003: شركة إسرائيلية تضع ملصقًا يحمل صورة الأقصى على زجاجات الخمور. 
• 8 فبراير 2006: وزارة التربية والتعليم التابعة للاحتلال والوكالة اليهودية يوزعان آلاف النسخ لخرائط البلدة القديمة في القدس وضعت فيها صورة لمجسم الهيكل المزعوم مكان قبة الصخرة. 
• 12 أكتوبر 2008: الاحتلال يفتتح كنيسا يهوديا بأرض وقفية على بعد خمسين مترا من الأقصى.
• 7 يونيو 2011: عضو الكنيست ميخائيل بن آرى يقتحم المسجد ومعه خمسين مترًا من الأقصى. 
• 9 أغسطس 2012: قد عضو الكنيست أرى ألداد مقترح قانون لتقسيم الأقصى والسماح لليهود بالصلاة فيه فى أيام معينة، ويمنع المسلمون خلالها من دخوله. 
• 9 سبتمبر 2012: مرشح حزب الليكود السابق برئاسة الحزب موشيه فيجلين يقتحم المسجد الأقصى برفقة مجموعة من المستوطنين. 


المنظمات اليهودية
 

• 31 مارس 2014: نشرت منظمات يهودية صيغة بيان ورسالة بعثت بها لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تطالبه بالعمل وتسهيل الإجراءات والمساعي بهدف بناء كنيس يهودي في الأقصى.
27 أكتوبر 2014: الكنيست يناقش مقترحا لسحب السيادة الأردنية على الأقصى.
8 أغسطس2015: طالبت منظمات وجماعات الهيكل المزعوم في مذكرة رسمية رفعتها لرئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بإغلاق المسجد الأقصى المبارك في وجه المسلمين خلال الفترة الصباحية.
• 17 سبتمبر 2015: نشرت صحيفة إسرائيل اليوم مقالة دعت من خلالها إلى إغلاق المسجد الأقصى ومنع المسلمين من دخوله. 

اقتحام المسجد الأقصى


• 12 سبتمبر 2015 قررت حكومة نتانياهو تنفيذ قرار تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا على مرحلتين المرحلة الأولى هى ملاحقة التواجد الديموغرافى الفلسطينى داخل المسجد الأقصى من خلال اعتقال واستهداف العلماء والخطباء وطلاب مصاطب العلم والمرابطات واعتبارهم ملاحقين من الأمن الإسرائيلى، والمرحلة الثانية تحديد مواعيد يومية إلزامية تسمح لليهود بدخول المسجد الأقصى ومنع الفلسطينين من دخول الأقصى فى تلك الساعات تمامًا كما حدث مع المسجد الإبراهيمى فى مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. 
17 سبتمبر 2015 صادقت الحكومة الإسرائيلية على السماح لجنودها وشرطتها فى القدس بإطلاق النار من بنادق قنص من طراز روغر على الشبان الذين يتصدون لاقتحامات المستوطنين وقوات الاحتلال المسجد الأقصى وفى مناطق مختلفة من القدس المحتلة ().
يجب الاستنفار العلمى بعقد دورات للدراسات المقدسية، والجهاد السلمى بدعاوى قضائية عالمية، والسياسى بالتوثيق لممارسات العدوان الصهيونى والاجتماعى والاقتصادى بنصرة المقدسيين ( وإن استنصروكم فعليكم النصر ) بزيارتهم ودعم اقتصادهم وتفقد أوضاعهم، أما هجرهم بزعم عدم التطبيع مع المحتل فشبه واهية ممن يريدون غسل أيديهم من أم القضايا !! 


مشروعية زيارة المسجد الأقصى وفلسطين 
 

من المقرر شرعًا أنه لا يحكم على شئ بحكم تكليفى ( واجب، مندوب، حرام، مكروه، مباح) إلا بنص شرعى من آية قرآنية محكمة، أو سنة نبوية صحيحة، أو إجماع معتبر، والأصل فى الأشياء الإباحة ما لم يرد دليل معتمد معتبر ومسألة زيارة الأماكن فى غير حكم المسلمين فلا مانع حيث لا مانع، حتى لو كانت الأماكن لمسلمين واحتلها غاصبون كالأراضى الفلسطينية وما يماثلها من أماكن فى مناطق فى العالم المعاصر، وزيارة المسجد الأقصى ومكانة القدس الشريف، ومزارات أخرى، ومعالم دينية لا حرج فى القدوم إليها وإن كانت تحت الاحتلال الصهيونى، ولا يعد هذا كما يتعلل مانعون تطبيعًا مع العدو الإسرائيلى، لأن المعقول على فرص صحته لا يناهض المنصوص الشرعى، فزيارة السجين ليست رضا أو مودة لسجانه !.
وقد تواترت وتوافرت أدلة نصية وعقلية على مشروعية زيارة فلسطين بما فيها من مزارات فمن ذلك: 
1- أخرج الشيخان – البخارى ومسلم – بسندهما أن رسول الله -  - قال: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدى هذا، والمسجد الأقصى " – فتح البارى 3/63، مسلم 2/976. 
وجه الدلالة: جعل الشرع المطهر المسجد الأقصى أحد ثلاثة مساجد تشد إليها الرحال – إعلام الساجد ص 288، تحفة الراكع والساجد ص 187. 
2- حدوث معجزة " الإسراء " بدءً من مكة وهى تحت السيطرة القرشية الوثنية، و" المعراج" والقدس تحت الحكم الرومانى.
3- أداء رسول الله -  - عمرة القضاء فى ذى القعدة سنة 7 هجرية ومكة والمسجد الحرام قيد الهيمنة القرشية الأصنامية الشركية: 
فتح البارى 7/571، الروش الأنف مع سيرة ابن هشام بالهامش 4/76 وما بعدها.
4- زيارة المسلمين صحابة أخيار لمكة وهى تحت السيطرة القرشية الشركية مثل زيارة عثمان بن عفان – رضى الله عنه – لها وقت صلح الحديبية – صحيح البخارى 7/87 وما بعدها، مسند أحمد 1/59 -، أما عدم طوافه بالبيت الحرام وقتها تقدير منه لسيدنا رسول الله -  - والصحابة – رضى الله عنهم – الذين أحصروا وقتها عن البيت الحرام.

زيارة المسجد الأقصى


5- لما حصل اجتياح القرامطة لمكة ونزعهم للحجر الأسود من مكانه سنوات، فإن المسلمين لم يمتنعوا عن أداء المناسك للحج والعمرة.
6- من المقرر شرعًا أنه " إذا كانت المصلحة فثم شرع الله " ومؤازرة أهل فلسطين بالقدس وغيرها وتفقد أحوالهم على أرض الواقع، ومشاورتهم ومناصحتهم، وتكثير أعدادهم، ضد الاحتلال الصهيونى والعدوان الاسرائيلى، كل ذلك مصالح شرعية معتبرة.
7- الأصل فى الأشياء الإباحة، فلا مانع حيث لا مانع، وزيارة مقدسات الإسلام ( المسجد الأقصى ) ومعالم ومزارات كلها بركات ( باركنا حوله ) من القربات التى يحض عليها الشرع المطهر.
8- معروف أنه لا يحرم على الناس شئ إلا بنص حاظر مانع من آية قرآنية محكمة، أو سنة نبوية صحيحة، أو إجماع معتبر معتمد، ودعاوى هجر المسجد الأقصى والقدس خالية من هذه الأدلة والأصول الشرعية المعتمدة، فلا يعتد بآراء عقلية تجابه المنصوص.
تأسيسًا على ما ذكر: شد الرحال إلى المسجد الأقصى تشرفًا وتبركًا، وزيارة معالم إسلامية مشروعة ومهمة، ولا يعتد بآراء سياسية فاقدة لفقه المقاصد والواقع والأولويات.

الجريدة الرسمية