اتحاد الجمهوريات العربية، سر فشل دستور الوحدة قبل تطبيقه
اتحاد الجمهوريات العربية، هو بيان واتفاق وحدة تم توقيعه بين مصر وسوريا وليبيا فى عهد الرؤساء الثلاثة محمد أنور السادات وحافظ الأسد ومعمر القذافي في بنغازي فى 18 أبريل 1971.
دستور اتحاد الجمهوريات العربية
كان الهدف من دستور اتحاد الجمهوريات العربية، هو تعميق الوحدة والتكامل فى المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية بين الدول الثلاث مصر وسوريا وليبيا، ونص دستور اتحاد الجمهوريات العربية الذى صدر فى دمشق، على وحدة علم الدولة ونشيدها وعاصمتها، وكفالة الحريات العامة وحقوق المواطنين، كما نص على اتخاذ القرارات بالاجماع وعلى التنسيق في التمثيل الدبلوماسي والقنصلي وتنظيم الدفاع والتكامل في مشاريع التنمية.
وأشارت عدد من التقارير إلى أن بداية التفكير فى إقامة الاتحاد بدأت فى 27 ديسمبر 1969، بعد اجتماع الرئيس جمال عبدالناصر والعقيد معمر القذافي، قائد الثورة الليبية، جعفر النميري رئيس مجلس قيادة الثورة السودانية، فى مدينة طرابلس، ووقعوا ميثاقًا للتحالف بين الجمهوريات الثلاث، لكن الأمر انتهى بوفاة جمال عبد الناصر فى سبتمبر 1970، وخرج السودان من التحالف.
نص كلمة السادات بعد التصديق على اتفاق اتحاد الجمهوريات العربية
وعقب التصديق على اتفاق اتحاد الجمهوريات العربية، أصدر الرئيس محمد أنور السادات بيانا أعلن فيه عن قيام اتحاد الجمهوريات العربية قائلا:
"أيها الإخوة المواطنون:
أحمد الله سبحانه وتعالى الذى أتاح لى شرف أن أعلن إليكم الليلة قيام اتحاد الجمهوريات العربية الذي اتفقت الجمهورية العربية المتحدة والجمهورية العربية الليبية والجمهورية العربية السورية على إقامته بينها. خطوة عظيمة على طريق الوحدة الكبرى لأمتنا العربية وتدعيما هائلا لقدرة هذه الأمة على خوض صراع المصير الذى تواجه تحديه وتكريما للشهداء والأبطال الذين خاضوا معارك هذه الأمة على طول تاريخها النضالى المجيد من أجل الحرية والاشتراكية والوحدة ثم تحقيقا لأمل كبير عمل من أجله واستشهد فى سبيله بطل هذه الأمة جمال عبد الناصر.
أحمد الله سبحانه وتعالى الذى جعل قيام اتحاد الجمهوريات العربية حقيقة واقعة أسفر عنها اجتماعنا مع الإخوة معمر القذافي والرئيس حافظ الأسد في مدينة بني غازى التي سوف يظل اسمها إلى الأبد توأما لمدينة طرابلس التى تم فيها إعلان قيام ميثاق طرابلس الذى كان إطارا ومنطلقا لاتحاد الجمهوريات العربية.
أحمد الله سبحانه وتعالى الذى أعز كفاح أمتنا فى مرحلة من أصعب وأدق المراحل بهذه القاعدة العربية الهائلة تخوض منها وتخوض بها حربها العادلة والشريفة ضد أفدح خطر واجه مسيرتها، لقد أراد العدو أن يضعفنا فزادنا الله إيمانا وقوة وأراد العدو أن يمزقنا ويعزلنا فزادنا الله ترابطا ووحدة وأراد العدو أن يبث اليأس في قلوبنا فزادنا الله ثباتا ويقينا وأملا.
أيها الإخوة:
فى نفس هذه اللحظة يتولى الرئيس معمر القذافي بنفسه فى الجمهورية العربية الليبية إعلان قيام اتحاد الجمهوريات العربية.
وفى نفس هذه اللحظة أيضا يتولى الرئيس حافظ الأسد بنفسه فى الجمهورية العربية السورية إعلان قيام اتحاد الجمهوريات العربية.
وإنه لمن دواعى اعتزازى أن أقوم بهذه المهمة هنا فى الجمهورية العربية المتحدة.
وقبل أن أتلو عليكم إعلان قيام اتحاد الجمهوريات العربية الذى اتفقنا عليه ووقعناه صباح اليوم وقبل أن أتلو عليكم الأحكام الأساسية لاتحاد الجمهوريات العربية. وقبل أن أنهى إليكم اتفاقنا على الموعد الذى نطرح فيه للاستفتاء الشعبى العام إقامة هذا الاتحاد، قبل ذلك كله أسمح لنفسي بأن استرجع صدى ذلك الصوت العظيم الذى أعلن فيه جمال عبد الناصر قيام دولة الوحدة بقوله: لقد قامت دولة كبرى فى هذا الشرق ليست دخيلة فيه ولا غاصبة ليست عادية عليه ولامستعدية دولة تحمى ولا تهدد تصون ولا تبدد تقوى ولا تضعف تسالم ولاتفرط تشد أزر الصديق ترد كيد العدو ولاتتحزب ولاتتعصب.. لاتنحرف.. ولا تنحاز تؤكد العدل وتدعم السلام توفر الرخاء لها ولمن حولها للبشر جميعا بقدر ماتتحمل وتطبق".
أهداف دستور اتحاد الجمهوريات العربية
جرى ثلاث استفتاءات متزامنة بشأن اتحاد الجمهوريات العربية يوم 1 سبتمبر 1971 في مصر، وليبيا، وسوريا، واعتمد الاقتراح في الاسفتاء المصري بنسبة 99.9%، وفي الاستفتاء الليبي وافق على المقترح 98.6% من المصوتين، بينما صوت في سوريا 96.4% لصالح الاتحاد.
وبعد الاستفتاء فى ثلاث دول فى الأول من سبتمبر، جاء إعلان الاتحاد رسميا، وكانت الأهداف الأساسية لتأسيسه هو النضال المشترك ضد العدو الإسرائيلى وتحرير الأراضى العربية، والنضال ضد الإمبريالية ومحاولاتها لاستعادة مواقعها فى العالم العربى.
فشل اتفاقية اتحاد الجمهوريات العربية
على الرغم من قوة أهداف اتفاقية اتحاد الجمهوريات العربية،ودعوتها إلى الترابط العربي، إلا أنه هذه الاتفاقية لم يتم تطبيقها عمليا وبشكل فعلي بين الدول الثلاث،وكان السبب الرئيسى لعدم نجاح الاتفاق والذى أعلن وقتها، هو اختلاف الدول الثلاثة على بنود الاتفاقية، فقد اعترض الاتحاد الاشتراكى بمصر على القرار،ورفض الجيش الليبي أيضا الاتفاق، أما بالنسبة لسوريا هذا الاتفاق يمثل أملا كبيرا للرئيس حافظ الأسد للخروج من عزلته الإقليمية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.