زمن المعارك وساركوزي، كتاب رئيس فرنسا الأسبق يزعج الجزائر وأوكرانيا، ويكشف الجهة صاحبة قرار تصفية القذافي
زمن المعارك، أثار الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي حالة من الجدل على الساحة الدولة بعد التصريحات التي أدلى بها في معرض حديثه عن صدور كتابه الجديد "زمن المعارك".
وتحدث الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي عن العلاقات الفرنسية المغاربية، والحرب في أوكرانيا والانتخابات الرئاسية الفرنسية 2027 بالإضافة إلى كشف كواليس مقتل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي.
ساركوزي يتحدث عن المغرب والجزائر
ودعا ساركوزي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى عدم محاولة "بناء صداقة مصطنعة" مع القادة الجزائريين محذرا من أن ذلك قد يؤدي أيضا إلى تدهور العلاقات مع الرباط.
في حوار مع صحيفة "لوفيجارو" نشر الأربعاء بمناسبة كتابه الجديد "زمن المعارك" (دار فايار) الذي سيصدر قريبا، أعرب الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي عن قلقه من تأثير جهود تحسين علاقات باريس مع الجزائر على العلاقة مع المغرب التي تمر أيضا بصعوبات.
وقال ساركوزي "هذا التوجه يُبعدنا عن المغرب. نحن نجازف بخسارة كل شيء. لسنا نكسب ثقة الجزائر ونحن نفقد ثقة المغرب.. لقد دعمت الرئيس ماكرون في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. هذا لا يعني أننا نتفق في كل شيء".
وأضاف "دعونا لا نحاول بناء صداقة مصطنعة مع قادة جزائريين يستخدمون فرنسا بشكل منهجي كبش فداء لتبرير إخفاقاتهم وافتقارهم للشرعية.. سيرفضون على الدوام. إنهم بأمس الحاجة لتحويل الانتباه عن الفشل الذي أغرقوا فيه بلدهم من خلال تحميل فرنسا بانتظام كل الشرور".
ويسعى ماكرون إلى تحقيق تقارب مع الجزائر على شكل مصالحة تاريخية، كان من المقرر أن تتحقق في الربيع بزيارة دولة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى باريس. لكن هذه الزيارة لم يحدد موعدها حتى الآن، ما يشير إلى استمرار الخلافات بين البلدين.
وكان الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون أكد في 6 أغسطس الجاري للتلفزيون الجزائري أن الزيارة "لا تزال قائمة" لكنه ينتظر إعلان الرئاسة الفرنسية عن برنامجها.. مضيفا: "الأمر لا يتعلق بزيارة سياحية، ولكن لا بد لها من نتائج".
ساركوزي يتحدث عن حرب روسيا وأوكرانيا
وبخصوص الحرب في أوكرانيا، أثارت دعوات ساركوزي إلى إبقاء أوكرانيا "محايدة" وإجراء استفتاء يفضي إلى "الاعتراف" بضم شبه جزيرة القرم، موجة انتقادات من جانب سياسيين وخبراء اعتبروا أن مواقفه "مخزية" وروسيا "اشترته".
وأظهر ساركوزي معارضته للسياسة الخارجية الفرنسية من خلال الدفاع عن "حل وسط" مع موسكو، حتى لو حصل ذلك على حساب شبه جزيرة القرم التي رأى بشأنها أن "أي عودة إلى ما كانت عليه الأمور هو وهم".
وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن الموقف الرسمي لم يتغيّر قائلة "موقف فرنسا بشأن الحرب العدوانية الروسية في أوكرانيا معروف جيدًا".
وقال رئيس لجنة الشؤون الأوروبية في الجمعية الوطنية الفرنسية بيير ألكسندر أنجلاد "طالما كان ذلك ضروريا، سيكون كل من فرنسا والاتحاد الأوروبي حاضرين إلى جانب الأوكرانيين".
بدورها، علقت السلطات الأوكرانية بلسان مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك على مواقف ساركوزي، معتبرةً أنها تستند إلى "منطق إجرامي"، "يبرر حرب العدوان". واعتبر بودولياك أن مواقف ساركوزي ترقى إلى "تواطؤ مباشر" رافضًا أي تلميح بإجراء استفتاء.
وعلقت روسيا على كلام ساركوزي بنبرة مختلفة حيث أشاد الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف بـ "تصريحات شجاعة ومنصفة".
بدوره، قال جيروم بوارو مستشار شؤون الاستخبارات السابق لـ ساركوزي، لتلفزيون "إل سي إي" إن تصريحات الرئيس الأسبق "مخزية".
وتساءل "ما هي الخطوط الحمراء للرئيس ساركوزي؟ ما هي رؤيته لأمن فرنسا؟ مجرد الاستسلام لكل ما يريده فلاديمير بوتين؟".
رئيس فرنسا الأسبق يكشف الجهة صاحبة قرار تصفية القذافي
كما أدعى رئيس فرنسا الأسبق نيكولا ساركوزي أنه ليس الجهة التي اتخذت قرار تصفية الزعيم الليبي معمر القذافي، مشيرا إلى أن التصفية كانت نتيجة "عمل جماعي منسق لقيادة حلف الناتو".
وقال ساركوزي بمناسبة صدور كتابه الجديد:Le temps des combats (زمن المعارك)، إن "هذا الجدل المشين تلاشى أمام قوة الحقائق"، في إشارة لعملية تصفية القذافي، وهو الذي كان قد استقبله مرات عديدة في قصر الرئاسة "الإليزيه"، والذي تؤكد تحقيقات قضائية فرنسية أنه كان وراء تمويل الحملة الرئاسية لساركوزي.
الانتخابات الرئاسية الفرنسية 2027
وبخصوص الشخصية التي قد يساندها ساركوزي في الانتخابات الرئاسية 2027، أبدى رغبته في أن يرى وزير الداخلية الحالي جيرالد دارمانان في قصر الإليزيه.
وقال ساركوزي عن دارمانان إنه يملك خصالا "مؤكدة" مضيفا أنه سيكون سعيدا بنجاح أحد أصدقائه.
وبدأ دارمانان جس النبض لخوض الانتخابات الرئاسية في العام 2027 لخلافة ماكرون، بتحذيره من أن زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان قادرة على بلوغ الإليزيه في حال واجهت خصما غير مناسب.
وعلى رغم أنه لم يتجاوز الأربعين، بنى دارمانان مركزا وازنا في فرنسا، معولا على مواقف مثيرة للجدل وحيوية لا تعرف الكلل، في أسلوب يذكر بمرشده السياسي ساركوزي.
وقال دارمانان في تصريحات لصحيفة لوفيجارو الفرنسية "لم يعد النظر إلى ما جرى في 2017 و2022 يثير اهتمامي. ما يقلقني الآن هو ما سيحصل في 2027".
وحذر من "وضع مستقبلنا" بين يدي التكنوقراط و"استخدام مفردات لا يفهمها الفرنسيون على الدوام".
وأضاف "علينا التحدث من القلب الى القلب لا عبر الإحصاءات"، محذرا من أنه بحال تقدم مرشح غير مناسب "سيتم انتخاب مارين لوبان" رئيسة للجمهورية.
القضاء الإيطالي يدين رئيس فرنسا الأسبق
يشار إلى أنه رغم نفيه المستمر، فقد أدان القضاء الفرنسي، استنادا إلى أدلة قوية، الرئيس الأسبق ساركوزي، في عدة قضايا على صلة بالملف، حيث أدين بالسجن، لكنه استأنف الأحكام الصادرة بحقه.
وفي مايو الماضي، بناء على تحقيق قضائي دام 10 سنوات، طالبت النيابة العامة الفرنسية إحالة ساركوزي إلى محكمة الجنايات مجددا في قضية تمويل ليبيا لحملته.
وبذلك، توصل القضاء الفرنسي إلى أدلة جديدة حول تلقي الرئيس الفرنسي الأسبق من مقربين للقذافي مبالغ كبيرة للغاية لتمويل حملته الرئاسية الأولى في عام 2007، وأنه كان على علم مسبق بذلك.
وفتح القضاء الفرنسي في عام 2018 تحقيقا ضد رئيس البلاد الأسبق، بعد اتهامات بالرشوة والتمويل غير المشروع للحملة الانتخابية والمساعدة والتحريض على اختلاس الأموال العامة الليبية.
وفي عام 2020، تم اتهام ساركوزي أيضا بالوقوف وراء "منظمة إجرامية".
وبدأت الإجراءات عندما ظهرت مؤشرات على أن الأموال المخصصة لحملة ساركوزي الانتخابية في عام 2007 قد جاءت من تدفقات مالية غير قانونية من نظام الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.