"الكتب الخارجية.. صداع في رءوس أولياء الأمور".. خبراء: أزمة ضخمة تواجه المدارس بسبب ارتفاع أسعار الأحبار والورق
الكتب الخارجية، تحولت لصداع في رأس ولي الأمر بسبب الأسعارالفلكية التي أعلنتها بعض دور النشر لمنتجاتها من الكتب الخارجية الشهيرة في السوق المصري، وعلق عدد من أولياء الأمور على تلك الأسعار بأنها فوق الطاقة حتى أن مرحلة رياض الأطفال أصبحت ضمن المراحل التي يشتكي أولياء أمورها من أسعار الكتب الخارجية بجانب المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، وذلك بعد أن تجاوز الكتاب الخارجي الواحد مئات الجنيهات، الأمر الذي أصبح يمثل عبئًا جديدًا يضاف إلى أعباء المنظومة التعليمية.
قضية الكتب الخارجية
قضية الكتاب الخارجي من القضايا الشائكة في منظومة التعليم المصري، فقد كشف استطلاع للرأي أجرته " فيتو" أن أولياء الأمور يلجأون إلى الكتب الخارجية بسبب بعض جوانب القصور التي يرونها في الكتاب المدرسي، تتعلق بطرق الشرح وتبسيط المعلومات ونماذج التدريبات وتعددها والتي تختلف في الكتاب الخارجي عن كتاب المدرسة.
في حين رأى آخرون أن أسئلة الامتحانات تأتي بطريقة متشابهة مع نماذج التدريبات والامتحانات التي تتضمنها بعض الكتب الخارجية، وأكد هؤلاء أن الكتاب الخارجي يعتبر معينا لولي الأمر في استذكار الدروس لأبنائه، ورأى آخرون أن الكتب الخارجية يمكن الاستغناء عنها في الصفوف الأولى لأن الكتاب المدرسي المطور للصفوف الأولى يفي بالغرض.
لكن الأمر يختلف في الصفوف الدراسية التالية، وبخاصة لطلاب الشهادات مثل الاعدادية والثانوية العامة ويعتقد آخرون أن انتشار مراكز الدروس الخصوصية سببًا رئيسيًا في انتشار ظاهرة الكتب الخارجية وتعددها، وأن العديد من معلمي الدروس الخصوصية يعتمدون على كتب خارجية بعينها في الشرح والتدريب على الامتحانات، وكذلك بعض مراكز الدروس الخصوصية تفرضها على الطلاب، ومنهم من يتكسب من المسألة باتفاق مع ناشر الكتاب الخارجي على نسبة من التوزيع، الأمر الذي يدفع السنتر إلى فرض كتاب بعينه على طلابه.
ورغم تعدد وسائل نشر المحتوى التعليمي عبر شبكة الإنترنت فإن الكتاب الخارجي ما زال يحظى باهتمام ولي الأمر والطالب، وهو ما أكدته الدكتورة إيلارية عاطف، خبيرة المناهج وطرق التدريس وإحدى المشاركات في وضع الكتب الخارجية، والتي أوضحت أن أسباب انتشار الكتاب الخارجي تعود إلى ثقافة المجتمع بعد غياب طويل لتطوير محتوى الكتاب المدرسي وأشارت إلى أن الكتاب الخارجي وسيلة جذب للطلاب من خلال جودة الطباعة وشكل الإخراج الفني للكتاب، بالإضافة إلى شمولية الأسئلة به والتدريبات التي تراعي المستويات المختلفة للتفكير وتضمنه لأنماط مختلفة تفيد الطلاب في عملية التعلم.
شروط الكتب الخارجية
وقالت الدكتورة إيلارية عاطف إن المشارك في عملية وضع الكتاب الخارجي في أي مادة دراسية يشترط فيه الخبرة التربوية الميدانية وأن يكون عمل بالتدريس لسنوات طويلة، بالإضافة إلى امتلاكه للخبرة اللازمة في أساليب القياس والتقويم التربوي وأوضحت أن الكتاب الخارجي يتطلب إصداره الحصول على ترخيص من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ويصدر الترخيص اللازم بعد التأكد من صلاحية الكتاب.
وحول مراحل وضع الكتاب الخارجي، توضح أنها تبدأ باختيار الفريق المشارك وتدريبه وعقد ورش عمل للتأليف وأعمال المراجعة وإعداد بروفات للكتاب قبل الطبع، وأن عملية الإعداد للكتاب الخارجي قد تتطلب عامًا كاملًا من التجهيز قبل الاصدار الرسمي.
ورغم ذلك أكدت أنه يمكن الاستغناء عن الكتب الخارجية في حالة تطوير الكتاب المدرسي وأن يصل إلى يد الطالب قبل الكتاب الخارجي، موضحة أن تأخر استلام الطلاب للكتب المدرسية بعد بدء العام الدراسي هو من أسباب رواج وانتشار الكتب الخارجية، وتؤكد الدكتورة إيلارية عاطف أن أسعار الطباعة باتت مكلفة للغاية، وأن أسعار الورق من أسباب ارتفاع أسعار الكتب الخارجية بجانب حقوق التأليف والملكية الفكرية.
من جهته، كشف محمد أبوالفتوح صاحب مدرسة خاصة بإدارة العمرانية التعليمية أن هناك أزمة ضخمة تواجه المدارس تتعلق بارتفاع أسعار الورق والأحبار، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار طباعة الكتب بشكل مبالغ فيه.
وتحول ذلك إلى عبء إضافي على المدارس وأشار إلى أن المدارس التي كانت تعد مجموعات أوراق في شكل بوكليت كوسيلة مساعدة تساعد الطالب على الشرح وتوصيل المعلومة أصبحت تعاني من توفير الأوراق اللازمة وتكلفة طباعتها، وهو ما يمثل أزمة ضخمة تعاني منها المدارس.
في سياق متصل كشف الدكتور يسري ساويرس مستشار مادة العلوم بوزارة التربية والتعليم سابقًا أن انتشار الكتب الخارجية هو أزمة مجتمعية، متسائلاَ حول مبرر انتشار الكتب الخارجية في ظل تعدد وسائل الحصول على المعلومة، وكذلك تعدد الوسائل التي تنشر محتوى تعليمي متميز عبر شبكة الانترنت بدون مقابل.
ونفى ساويرس فكرة تأليف الكتاب الخارجي، مؤكدًا أن الكتب الخارجية لا يمكن أن يقال على واضعيها مؤلفون؛ لأنها ببساطة كتب تعتمد وتتوافق مع المنهج الدراسي للمادة الدراسية وهي تختلف فقط في طريقة العرض أو الشرح للدروس بحيث إن بها متسعا لشروح أكثر أو وضع تدريبات للطلاب ونماذج امتحانات أكثر، وهذا لا يعد تأليفًا؛ لأن شروط التأليف لا تنطبق على تلك الكتب.
وقال " ساويرس": لا يجرؤ شخص على أن يقول أنه مؤلف لكتاب خارجي؛ لأن واضعي تلك الكتب يأخذون إطار المنهج الدراسي ثم يقومون بوضع طرق عرض مختلفة للدروس، أو إضافة أشكال جديدة في الشرح للتوضيح، أو تجميع مجموعة من الاختبارات أو التدريبات، والكتاب الخارجي يسير في نفس اتجاه مجتوى الكتاب المدرسي، ولا يخالفه.
وأشار إلى أن الكتاب الخارجي لكي يصدر بطريقة رسمية لابد للناشر من التقدم بطلب إلى وزارة التربية والتعليم وكانت الجهة المسئولة عن الترخيص للكتاب الخارجي في السابق هى الإدارة العامة لشئون الكتب بوزارة التربية والتعليم، وكان يتقدم الناشر بالمادة العلمية للكتاب الخارجي مجردة من أسماء واضعيه أو أي شيء يدل عليه ثم يتم تحويلها إلى مستشار المادة لمراجعتها وإعداد تقرير صلاحية من عدمه ثم يصدر الترخيص.
وفي عهد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم السابق تحول الأمر من يد مستشاري المواد إلى مركز تطوير المناهج الذي تحول حاليًا إلى الإدارة المركزية لتطوير المناهج في الهيكل الإداري الجديد للوزارة.
الكتب الخارجية تاريخ من الأزمات
في سياق ذي صلة، أكد الدكتور محمد سعد المشرف الأسبق على قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني إن الكتب الخارجية أصبحت عبئًا إضافيًا على كاهل ولي الأمر، وأوضح أنه في عام 2010 في عهد وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور أحمد ذكي بدر كانت هناك أزمة ضخمة بين وزارة التربية والتعليم ودور النشر التي تصدر الكتب الخارجية؛ بسبب القرار الوزاري رقم 52 لسنة 2010 الذي أصدره الدكتور أحمد ذكي بدر وقتها لإعادة تنظيم إصدار التراخيص اللازمة للكتب الخارجية، وذلك بعد انتشار الكتب الخارجية.
وحدد ذلك القرار شروطًا جديدة في حينها لاستصدار ترخيص بطباعة ونشر أي كتاب خارجي، كما أصر " ذكي بدر " – وقتها – على أن تحصل وزارة التربية والتعليم على حقوق ملكية فكرية نظير استخدام دور النشر التي تعمل في الكتب الخارجية على المناهج الدراسية التي تضعها الوزارة، وهو ما رفضته دور النشر في بادئ الأمر ثم رضخت لقرارات الوزارة في ذلك الشأن، وقد جرى أكثر من تعديل على قرار الدكتور أحمد ذكي بدر منذ ذلك التاريخ حتى الآن، وكان آخرها التعديلات التي أدخلها الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم الفني السابق.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد، أخبارالمحافظات، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.