رئيس التحرير
عصام كامل

16 عامًا على رحيل جبرتي الدراما محفوظ عبد الرحمن.. سر رفض الرقابة لـ ليلة سقوط غرناطة.. وهل أجبره السادات على ترك مصر؟

السينارست محفوظ عبد
السينارست محفوظ عبد الرحمن،فيتو

السيناريست محفوظ عبد الرحمن، أستاذ الدراما والكاتب المسرحى الكبير، لقب بجبرتي الدراما، وحلوانى الدراما، أبدع فى مجال الدراما التليفزيونية والعمل السينمائى والمسرحى وكتابة القصة والمقال وحصل على جوائز متعددة عن مجمل أعماله منها جائزة الدولة التشجيعية ومن أهم أعماله الفيلم التلفزيونى ناصر 56.

اقرأ أيضا: 

من رواد الدراما.. محفوظ عبد الرحمن كما رآه أبناء مهنته

واختار محفوظ عبد الرحمن مائة يوم من حياة جمال عبد الناصر صنع منهم أحداث فيلم ناصر 56 الذي أخرجه محمد فاضل وانتجه قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون وذلك حتى لا يتحول من كاتب درامى إلى كاتب سيرة ذاتية أو مؤرخ وهو ما يرفضه، يقول محفوظ عبد الرحمن: دائما كنت اكتب بهدوء بلا توتر وبلا حساب فقط اكتب ما أريد حتى في الأعمال الدرامية فلم اكتب إلا ما أريده.

السيناريست محفوظ عبد الرحمن 

ولد المؤلف محفوظ عبد الرحمن عام 1941 بالبحيرة، وتخرج في كلية الآداب قسم التاريخ عام 1960 يقول عن هذا الاختيار: كنت دارسا للتاريخ باختيارى ودائما ما يصاحبنى فى السفر كتاب عن التاريخ ورغم أن التاريخ يتحدث دائما عن الملوك وحكاياتهم لكنى أضفت إليها طبقة الفقراء والشحاذين اضافة الى البعد الإنساني فى التاريخ.

 

مرحلة الكتابة الصحفية 

وأضاف محفوظ عبد الرحمن: اتجهت إلى الكتابة الصحفية وكنت أراسل مجموعة من المجلات وأنا ما زلت طالبا ومنها مجلة الهدف التي كان يرأسها أحمد حمروش والمساء التي يرأسها خالد محيى الدين..ونشرت المجلات مقالاتى وقصصى، وبعد التخرج عملت في دار الهلال إلا أنه تعذر حصولى على عضوية نقابة الصحفيين فتركت الصحافة لأعمل في دار الكتب والوثائق القومية عام 1963 حيث كانت فرصتى للتفرغ لقراءة الآداب القديمة والتراث.

كما شارك الراحل محفوظ عبد الرحمن كسكرتير تحرير في إصدار ثلاث مجلات متوالية، وهي مجلة السينما، مجلة المسرح والسينما، مجلة الفنون، وبالإضافة إلى كل ما سبق استمر الراحل يكتب القصة القصيرة والنقد الأدبي والمقالة في عدد من المجلات. 

 

العودة من المنفى 

أما الكتابة للتليفزيون فكانت بدايتها مع السهرة التليفزيونية "ليس غدا" عام 1966، وكان أول مسلسل تليفزيوني يقدمه الكاتب الراحل هو مسلسل عن عبدالله النديم  باسم "العودة إلى المنفى"، عن قصة أبو المعاطي أبو النجا وذلك عام 1971، وحول دخوله التليفزيون قال محفوظ عبد الرحمن: دخلت التليفزيون بعد إلحاح من صديقى المخرج إبراهيم الصحن الذى طلب منى كتابة سهرة للتلفزيون وكتبت سهرة بعنوان (ليس غدا) وتحمس لإخراجها وتقاضيت عنها أعلى أجر ككاتب تليفزيونى، وقيل لى وقتها إنى دخلت التليفزيون من باب السهرات.

 

حرافيش محفوظ عبد الرحمن 

كان السيناريست محفوظ عبد الرحمن من اشد المعجبين بالكاتب الراحل كامل الشناوي إلى جانب إعجاب طاغى بحرافيش نجيب محفوظ حتى أنه تأثر بهم وكون مجموعة من الذين يتعاملون معه يلتقون في لقاءات ثابتة بمقهى ريش استمرت حتى الرحيل برغم تطور ظروفه الصحية وصعوبة حركته في أواخر أيامه ومن رواد مجموعته المخرج خالد يوسف وإيمان البحر درويش ومحسن بدوى ابن شقيق عبد الرحمن بدوى، صلاح المعداوى، محمود الوروارى وأيمن الحكيم.

 

الكتابة لتليفزيون الكويت 

سافر محفوظ عبد الرحمن إلى الكويت وعمل في الفترة من 1974-1978 في تليفزيون الكويت وخلال هذه الفترة تمكن من تقديم  العديد من الأعمال القيمة مع المخرج الكويتى صفر الرشود، فقدم للمسرح أعمالًا عن أحداث وأساطير تاريخية كمسرحيتى "عريس لبنت سلطان" عام 1978 و"حفلة على الخازوق" عام 1975، والتى قدمهم على المسرح الكويتى وروايات مأخوذة عن حكايات ألف ليلة وليلة، وفي عام 1982 استقال من وزارة الثقافة ليتفرغ للكتابة.

اقرأ أيضا: 

سميرة عبد العزيز: أهديت 3 آلاف كتاب من مكتبة محفوظ عبد الرحمن لمكتبة الإسكندرية

يقول محفوظ عبد الرحمن عن نفسه: لم أتخيل يوما أنني سأصبح كاتب سيناريو، فقد كنت مهموما بكتابة القصة فقط وكنت أظن أن الكتاب فى برج عاجى من الصعب الوصول إلى مكانتهم أو أكون واحد منهم. 

 

أول صدام مع الرقابة 

اتجه محفوظ عبد الرحمن إلى المسرح فكتب مسرحيته "اللبلاب"، ليقدمها على خشبة المسرح القومى، إلا أن الرقابة وقفت تترصده ومنعت المسرحية قبل الافتتاح بيومين فتوقف عن الكتابة المسرحية، 
حول هذه الصدمة يقول عبد الرحمن عبد الرحمن: "كانت محنة قاسية فى أولى مسرحياتى التى نفذت إلى مسرح الدولة تزاحم كبار الكتاب ثم توقفها الرقابة فتوقفت بعدها 11 عاما عن الكتابة للمسرح الذي أعشقه، فعملت مع الكاتب سعد الدين وهبة فى مجلة البوليس عام 1959 وكتب أول قصة بعنوان (بلا حدود) وقال فى مذكراته "التقيت بسعد وهبة وكان شابا قويا طويل القامة وشد على يدى وطلب منى العمل معه فى مجلة البوليس لكن لم يتقبل العاملون فيها وجود محفوظ عبد الرحمن بينهم، إلا أن سليمان فياض استطاع تذويب هذا العداء وأصبحت معه أكثر صداقة ومودة.

اقرأ أيضا: 

سر القطيعة بين محفوظ عبد الرحمن وحسين فهمي

وأضاف: أذكر أول قصة كتبتها عنوانها "بلا حدود" لكنى كنت فعلا أسير الحدود وعندما تقابلت مع سليمان فياض بعد عشر سنوات من نشر القصة قال لى "أنت لست جريئا بشكل كاف، اخرج عن الحدود" وتغيرت تماما بعد هذا اللقاء ثم نشر لى أولى رواياته "اليوم الثامن" عام 1974.

اقرأ أيضا: 

في ذكرى ميلاده.. تعرف على وظيفة محفوظ عبد الرحمن قبل تفرغه للكتابة

ليلة سقوط غرناطة 

فى عام 1974 ترك محفوظ عبد الرحمن مصر إلى أكثر من بلد عربى وقدم أول أفلامه من إنتاج عراقي وهو فيلم القادسية عام 1974 إخراج صلاح أبو سيف، وكان العمل الثاني "ليلة سقوط غرناطة " فعانى فيه مع الرقابة مرة ثانية حيث اعتبره المسؤولون يرمز فيه إلى السادات بعد زيارته للقدس فمنعت الرقابة عرضه فى مصر بالرغم من عرضه فى جميع البلاد العربية. 

اقرأ أيضا: 

في ذكرى وفاته.. محفوظ عبد الرحمن شيخ الدراما الذي اضطهدته الرقابة بسبب السادات

تفرغ للدراما قبل الرحيل 

عاد إلى القاهرة وتفرغ لكتابة السيناريوهات التليفزيونية فقدم محفوظ عبد الرحمن أول مسلسلاته التاريخية سليمان الحلبى، وبعدها بوابة الحلوانى، أم كلثوم، مسلسل عنترة، ناصر 56، أهل الهوى، وغيرها، وكانت آخر أعماله السينمائية فيلم " حليم" عن قصة حياة عبد الحليم حافظ، عام 2005 لتنتهي حياة استمرت 76 عاما تاركا تراثا كبيرا من الكتابة الجادة والأعمال الفنية الرفيعة بعد رحيله في مثل هذا اليوم 19 أغسطس عام 2017. 

سميرة عبد العزيز وزواج فنى طويل 

تزوج محفوظ عبد الرحمن من الفنانة سميرة عبد العزيز الفنانة القديرة التي تعرف عليها بالمسرح القومى ثم حدث الإعجاب والزواج وكان الزواج الثاني بالنسبة له ولها مع عدم إنجاب أولاد بينهما وشهد على العقد الكاتب سعد الدين وهبة في وجود فنانة المسرح سميحة أيوب.

اقرأ أيضا: 

في ذكرى رحيله.. هل السادات وراء ترك محفوظ عبد الرحمن مصر؟ ولماذا تعنتت الرقابة في عرض أعماله؟

قالوا بعد الرحيل 

قال عنه المخرج السينمائى على بدرخان: محفوظ عبد الرحمن خطف محفوظ عبد الرحمن جمهور السينما الى الدراما، فقدم أعمالا درامية لمست وعى وفكر المصريين الذين وجدوا ضالتهم في هذه المسلسلات.

كما قال السيناريست بشير الديك: ابسط ما يقال عن محفوظ عبد الرحمن إن قلبه كان  واكله على المهنة وأنه عشق الكتابة لدرجة غيرته الشديدة عليها يكره الانحدار بمستواها، تميز بالثقافة لدرجة انك تعتقد انه موسوعة، ميوله الأدبية خلقت منه مفكرا عاشقا للوطن وليس ترزيا للسيناريوهات.


 ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية