رئيس التحرير
عصام كامل

توفيق صالح، ناظر المدرسة الواقعية في السينما المصرية، ونعيمة عاكف تتسبب في هجرته لفرنسا

المخرج توفيق صالح،فيتو
المخرج توفيق صالح،فيتو

المخرج توفيق صالح ، لقب بسندباد السينما العربية ومخرج سينما المثقفين، عشق السينما، ورغم أن أعماله السينمائية لم تتخط السبعة أفلام، كان أولها "درب المهابيل"  فهو يعتبر من أهم المخرجين الذين مروا بتاريخ السينما المصرية، وأعماله كانت تمثل سينما الواقع، كان صديقا حميما لنجيب محفوظ حتى أنه كان عضوا في شلة الحرافيش معه ورحل في مثل هذا اليوم عام 2013.

ولد المخرج توفيق صالح في أكتوبر 1926، بالإسكندرية، كان والده طبيبًا يعمل في الحجر الصحي في الموانئ وبحكم ظروف عمل والده قضى طفولته المبكرة متنقلًا بين عدة مدن ساحلية مختلفة إلى أن استقرت العائلة في الإسكندرية، تعلم في كلية فكتوريا زميل دراسة مع المخرج يوسف شاهين ثم درس الأدب الإنجليزي في جامعة الإسكندرية وتخرج عام 1949.

خلافات مع نعيمة عاكف

في السنة النهائية بالكلية قام المخرج توفيق صالح بإخراج مسرحية "رصاصة في القلب" وتم عرضها في جمعية الصداقة الفرنسية وعلى إثرها عرض عليه رئيس القسم الفرنسي في كلية الآداب بعثة لدراسة المسرح في فرنسا لكنه طلب أن يدرس السينما، كان يعمل قبل سفره مساعدًا للمخرج حسين فوزي إلا أن خلافات بينه وبين نعيمة عاكف - زوجة حسين فوزي - حالت دون استمراره في عمله هذا.

المخرج توفيق صالح مع نجيب محفوظ 

غادر المخرج توفيق صالح إلى فرنسا عام 1950 لدراسة السينما في باريس، قابل هناك عالم الجمال "ايتان سوريو" فتغيرت حياته حيث ترك السوربون ودرس الرسم والفوتوغرافيا وذهب إلى اللوفر وتعرف على الأدب الروسي فسحبت منه المنحة بعد سنة واحدة لعدم انتظامه في الدراسة، لكنه عاش في باريس لسنتين إضافيتين قام فيهما بتثقيف نفسه بالقراءة ومشاهدة الأفلام وحضور المعارض المختلفة كما عمل مساعد مخرج في ثلاثة أفلام فرنسية.

درب المهابيل 


تعرف المخرج توفيق صالح على الأديب نجيب محفوظ الذي عمل في تلك الفترة مؤلفًا للسينما وعرض عليه معالجة سينمائية كان قد ألفها أثناء إقامته في باريس، نصحه محفوظ بعدم تنفيذها "لئلا يتهم بالشيوعية" وقام محفوظ بإعادة صياغتها مغيرًا موقع الأحداث إلى حارة قاهرية وأعطاها عنوان "درب المهابيل" ثم عملا معًا على كتابة سيناريو الفيلم الذي أنتج عام 1955.

من أهم أعمال المخرج توفيق صالح السينمائية " المتمردون" الذي أنتج عام 1966 ولم يصرح بعرض الفيلم إلا عام 1968 بعد أحداث يونيو 1967، وفيلم " يوميات نائب في الأرياف" عام 1968، الذى أجيز عرضه كاملا بأمر من الرئيس جمال عبد الناصر بعد أن طلبت الرقابة حذف 17 مشهدا منه، و"السيد البلطي" عام 1967، "والمخدوعون" عام 1970 وفيلم صراع الأبطال الذى استكمل تصويره واخراجه بعد رحيل مخرجه عز الدين ذو الفقار.

الأيام الطويلة فى العراق 

في عام 1973 سافر المخرج توفيق صالح إلى العراق لتدريس السينما في معاهدها، حيث قدم هناك آخر أفلامه السينمائية عام 1980 بعنوان "الأيام الطويلة"، انتقل منها إلى سوريا، يقول توفيق صالح عن تلك الفترة: جاء قرار العودة الى مصر حيث واجهت فى سوريا مصاعب لا تختلف عما واجهتها فى مصر فرفضوا لى فيلما كتبه سعدالله ونوس ووصفونا بالشيوعية وأوقف سعدالله ونوس عن العمل، وطلب منى مغادرة سوريا خلال 24 ساعة وتدخل وزير الثقافة لابقائى، ومات جمال عبد الناصر فأعددت فيلم " المخدوعون"  الذى كتبه غسان كنفانى وفوجئت بوزير الثقافة يمنع عرضه لكنى عرضته فى باريس وحصل على عدة جوائز. 

اعتزال السينما حتى الرحيل 


عاد المخرج توفيق صالح إلى مصر عام 1984 مكتفيًا منذ ذلك الحين بعمله كأستاذ غير متفرغ لمادة الإخراج في المعهد العالي للسينما بالقاهرة وابتعد نهائيا عن السينما حتى الرحيل في مثل هذا اليوم عام 2013.

 

سينما هروبية مخدرة 

كان للمخرج توفيق صالح رأي في حال السينما المصرية الحالية يقول فيه: السينما اليوم هي السينما الهروبية المخدرة فهناك افلام تشاهدها وبعد ساعة تنساها وهناك ناس ثابتة يشاهدون هذه الافلام ويمتد أثرها إلى عقولهم ويخدرها على المدى الطويل.
 

الجريدة الرسمية