الشرقية للدخان تأسست عام 1920 لمحاربة الإنتاج الأجنبي، قصة تدخل الرئيس جمال عبد الناصر لتصنيع السجائر الكليوباترا في مصر
على عكس المتعارف عليه من أن محمد علي باشا والي مصر هو من أدخل التدخين إلى مصر عبر تعاطيه النرجيلة، عرف المصريون صناعة التبغ والتدخين وشرب السجائر عام 1601، وتحديدا في عهد المماليك، حيث دخل التبغ إلى مصر لأول مرة، وكان يتم استعماله عن طريق المضغ، ومع تولي محمد علي باشا حكم مصر، احتكر زراعته بمحافظة الفيوم وكانت أول محافظة يتم فيها زراعته.
وذكر شيخ المؤرخين عبد الرحمن الجبرتي "إن الوالي العثماني أصدر أوامر بمنـع شـرب الـدخان فـي الشوارع وعلى الدكاكين وأبواب البيوت وشدد في النكـال بمـن يفعل ذلك ووصل الأمر لحد الإعدام واعتبرها الناس عادة بذيئة قبيحة.
وربما لا يعرف الكثيرون قصة الرئيس جمال عبد الناصر مع إنتاج السجائر الكليوباترا كما لا يعرفون أن المصريين مع أوائل القرن العشرين دخلوا هذا المجال وبقوة، ونافسوا الأرمن والإنجليز واستطاعوا قهرهم، حتى دانت لهم الشركات الأجنبية العاملة بالتدخين في مصر.
اقرأ أيضا:
تسببت في ترحيل المهاجرين من بريطانيا، اكتشاف سر البكتيريا الغامضة
الفيوم البداية
مع قدوم الحملة الفرنسية إلى مصر بدأ سكان الفيوم زراعة التبغ بدلا من استيراده بعد انتشار استعماله بشكل واسع بين المصريين، واحتكر محمد علي باشا زراعته في مصر، حيث كان في الأصل يتاجر فيه، ومع البعثات العلمية التي ابتعثها إلى الخارج وتحديدا إلى فرنسا انتشرت عادة تدخين السجائر حيث كان الفرنسيون أول من اخترعوها، وانتقلت منها إلى مصر.
ومع تزايد الإقبال عليها ورواجها انتشرت ماركات كثيرة منها في الأسواق، وفي العديد من البلدان ومن بينها مصر
التصنيع الأجنبي في مصر وأهم شركاته
مع تواجد الأرمن في مصر قاموا بتأسيس 20 مصنعا للسجائر منها 16 مصنعا في القاهرة، واثنان بالإسكندرية، ومصنع واحد بمدينة المنصورة، وآخر بمدينة الزقازيق، وكان أقدمها مصنع سركسيان ولبنائه قصة نرصدها في السطور التالية
مصنع سركسيان بشبرا ومنتجاته
في شارع شبرا الشهير بالقاهرة أسس كريكو سركسيان مصنعة، وأنتج ماركة "أبو فانوس" وبعد وفاته تولى الأمر ابنه كيفورك ثم أولاده الذين أنتجوا ماركات "معدن" و"لوكس" و"إكرام" و"باشا"..
نستور جياناكليز ومنتجاته
بعد ذلك وصل اليوناني نستور جياناكليز إلى القاهرة وفي 1871 افتتح مصنعه في قصر خيري باشا بالقاهرة، وبعد الاحتلال البريطاني لمصر، طوّر الإنجليز مذاق تلك السجائر، وأخذت في الانتشار بأوروبا، ومنها إلى المملكة المتحدة خصيصًا.
إخوان كيريازي ومنتجاته
في 1873، تأسست «كيريازي فريريز»،على يد الأخوة لوانيس، إستاسيوس، وإيبامينونداس كيريازي، وعاونهما أخوهما جورج وديميتريس فيما بعد، وكان إنتاج المصنع من السجائر يتم تصديره إلى الشرق الأوسط وأوروبا، ويصدر إلي كل من سويسرا، هنجاريا، أستراليا، لندن، كما تم افتتاح فروع أخرى في أمستردام، هولندا،هامبورغ، وألمانيا فيما بعد.
معمل الدخان الشرقي والسجائر الشرقية المصرية
في عام 1882، أسس الأخوان كريكور وجرابيد “محل ك.ق ملكونيان بمصر” معمل الدخان والسجائر الشرقية بالتوفيقية الذي تغير اسمه بعد ثورة 1919 إلى "معمل الدخان الشرقي والسجائر الشرقية المصرية"، وافتتح فروعا تجارية له في ميدان العتبة الخضراء ووجه البركة وميدان باب الحديد (رمسيس) وعابدين بالقاهرة، وكذلك في شارع شامبليون ووكالة مونفراتو بالإسكندرية.
وأنتج مصنع ملكونيان الأصناف التالية: "معدن"، "فلور معدن"، "فلور معدن مني"، سوبر معدن منشي"، " ياكا"، "ياكا منشي"، "سمسون".
ماتوسيان
تأسست شركة التبغ الكبرى في نهاية القرن الـ 19، على يد الإخوة ماتوسيان الأرمن، بورشة أسسها هوفهانيس في شارع فرنسا بالإسكندرية عام 1882، ثم أسس شقيقه جرابيد ورشة أخرى في العتبة الخضراء بالقاهرة عام 1886، وضمت تلك المؤسسة 70 ألف عامل، وغطى إنتاجها مصر والسودان ووصل إلى عاصمة إثيوبيا، أديس أبابا، ومدن أخرى.
في أوائل عام 1920 آلت إدارة مؤسسة ماتوسيان إلى جوزيف بن هوفانيس ماتوسيان الذي لقبته الصحافة المصرية بـ"ماتوسيان الصغير"، الذي اتخذ الكوبونات سلاحا للمنافسة مع العديد من الشركات الكبرى التي انتشرت في ذلك الوقت، فوضع في كل علبة سجائر كوبونا ينتفع به المدخنون في شراء بعض الأشياء من محل موروم، أو دخول سينما ماتوسيان الخصوصية، أو بعض التياترات والجوقات التمثيلية الأخرى.
واسْب وكوتاريللي
مع بداية الخمسينيات والستينيات انتشرت سجائر “كوتاريللي”، التي كانت تنتجها شركة«أطلس»، وسجائر«واسْب» الفرجينية لشركة «وتكس»، وغمرت الشركتان إعلاناتهما بالفنانين، فظهر على إعلانات «واسْب» فاتن حمامة، وأنور وجدي وزوجته ليلى مراد، كما احتلت فاتن حمامة أيضًا إعلانات «أطلس»، مع زوجها عز الدين ذو الفقار، وشاركتها بها الفنانة هدى سلطان.
وبعد تأميمهما تحولتا إلى شركة النصر للدخان التي أنتجت " فلوريدا " و" نفرتيتى " ثم اندمجت في الشركة الشرقية.
المصريون يدخلون المجال
دخل المصريون مجال إنتاج وتصنيع الدخان مع بداية القرن الـ19 وتحديدا مع قيام ثورة 1919 حيث أنتجت شركة سجائر محمود فهمي، وهي شركة مصرية ظهرت في ها المجال، وربما كانت من أوائل الشركات المصرية في هذا المجال سجائر تحمل اسم "بيت الأمة 1919".
كما ظهرت شركة الاتحاد، وأنتجت سجائر “أم الدنيا” للعمال، وكذلك سجائر “عباس حليم” و"يكن باشا" وهي للعظماء، كما أنتجت شركة البستانى وهي شركة مصرية أيضا ماركات عديدة أهمها كان "نبيل"، وأنتجت شركة عبد الرحمن فهمي سجائر "الأمراء".
عبد الناصر وإنتاج سجائر كليوباترا
كلنا يعرف سجائر الكليوباترا وهي تلك السجائر الموجودة حاليا بالأسواق ويتناولها المصريون، فما هي قصة إنتاج هذه السجائر وكيف بدأت وما علاقة الرئيس جمال عبد الناصر بها هذا ما سنتعرف عليه..
مع بدء عملية التأميم وخشية صاحب شركة ماتوسيان من قرارات التأميم يقال إنه، قابل «ماتوسيان» الرئيس عبد الناصر، والذي كان مُدخنا شرِها لسجائر «كينت»، في معرض للسجائر عام 1961 وقال لـ«ماتوسيان»، إنه لو أنتج سجائر مثل تلك التي يشربها من «كينت»، فإنه سيكون من عملائه!
وهو ما تلقاه "ماتوسيان" بالقبول، وبالفعل قام «ماتوسيان» بإنتاج ما يُعرف حاليًا بالسجائر الأرخص والأكثر انتشارًا في مصر، «سجائر كليوباترا» وإلى جانب مصانع ماتوسيان للسجائر ظهرت شركة مصر للدخان والسجائر وهى شركة تتبع بنك مصر وكانت تنتج سجائر ملك.
وبعد تأميم شركة كوتاريللى قامت شركة النصر للدخان والسجائر، وهى شركة حكومية مصرية ظهرت في ستينيات القرن الماضي بإنتاج سجائر نفرتيتي وفلوريدا بكل أنواعها ثم اندمجت في الشركة الشرقية.
الشركة الشرقية للدخان
التنافس التجاري بين مصر والإنجليز وربما المكاسب التي تحققها صناعة التبغ والدخان دفعت إلي تأسيس الشركة الشرقية للدخان والسجائر التي تأسست في 12 يوليو 1920 بمرسوم من السلطان أحمد فؤاد، وكان رأس مالها في ذلك الوقت 25 ألف جنيه، لمحاربة الإنتاج الأجنبي للسجائر، واستطاعت التغلب علي الشركات الأرمنية التي كانت منتشرة آنذاك.
وبعد التأميم، اندمجت “ماتوسيان” صاحبة سجائر “كليوباترا”، تحت لواء “الشرقية للدخان”، لتصبح حينها الشركة الرائدة للسجائر في مصر، وتُنتج حاليًا 13 نوعًا من السجائر، أشهرها «كليوباترا»، «كليوباترا بوكس»، و«سوبر ستار».
الشركات الخاصة لإنتاج المعسل والنشوق والمدغة والسجائر الشعبية
مع انتشار التدخين في مصر وزيادة عدد المدخنين بدأت المصانع الخاصة لإنتاج وتصنيع الدخان والمعسل وإليكم أشهر هذه المصانع الخاصة العاملة في مصر
- مصنع الحناوى للدخان والمعسل دمنهور، البحيرة، مصر
- ادخنة النخلة،مصنع منتجات تبغ [معسل،نشوق].شبين الكوم.المنوفية، مصر
- اولاد على كامل سعودى لتصنيع دخان معسل، القلعة.القاهرة، مصر
- مصنع أدخنة الوردة مصنع منتجات تبغ سجائر، معسل ونشوق. شبين الكوم.المنوفية، مصر
- حجازى للدخان انواع الأدخنة [المعسل]، المنصورة. دقهلية، مصر
- مصنع العربى للدخان،مصنع دخان معسل، المطرية.القاهرة، مصر
- الكلوب لصناعة وتجارة الدخان، مصنع تبغ،معسل،مدغة، الظاهر.القاهرة، مصر
- البريمو لصناعة وتجارة الأدخنة، مصنع مدغة ومعسل. التوزيع لتجارة الجملة، وسط البلد.القاهرة، مصر
- مصنع أبوتيج للأدخنة مصنع دخان [معسل]، ابوتيج.اسيوط، مصر
- الصعيد لصناعة وتجارة الدخان، تصنيع الدخان والمعسل [عادى وبطعم الفواكه]، المنصورة.دقهلية، مصر
- ابراهيم وجورج ابوسيف للدخان، مصنع [منتجات الدخان]،الفيوم.الفيوم، مصر
- مصنع الدفراوى للمعسل، تصنيع معسل، بلبيس.الشرقية، مصر
- الوجه البحرى لصناعة وتجارة الدخان والنشوق، تصنيع دخان معسل ونشوق ومدغة ودخان شعر، طنطا.الغربية، مصر
- شركة النحلة الألمانية المصرية لتصنيع المعسل شيشة
- الشركة العالمية لإنتاج الدخان المعسل , فيصل، الجيزة، مصر
- مونبوت لصناعة الدخان والمعسل، المنطقة الحرة العامرية
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.