قمة أوكرانية في الرياض.. والسؤال: هل تنجح السعودية؟.. زيلينسكى يسعى لترويج خطته للسلام بحضور الصين.. وخبراء: فرص الوصول إلى حل «متواضعة».. المطالب بتسليم القرم وإعادة الأراضي وهم
بعد شهرين فقط من قمة كوبنهاجن للسلام، التي عقدت أساسا كمحاولة لاحتواء الأزمة الروسية الأوكرانية، يشهد المجتمع الدولي تحركا جديدا، لكن الأرض المضيفة هذه المرة هي المملكة العربية السعودية، وذلك لإجراء مباحثات دولية فى مدينة جدة ليومين متتالين أملا في التوصل لسلام بين الطرفين واحتواء الأزمة، وعلى غرار ذلك قالت الصين إن «لى هو» سيشارك في المباحثات كمبعوث خاص، موضحة أن بكين على أتم استعداد للعمل مع المجتمع الدولي لتواصل لعب دور بناء في دعم حل سياسي للأزمة فى أوكرانيا، كونها حليفا قويا لموسكو.
وسبق أن أعلن أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، عن عقد اجتماع في السعودية لمستشاري الأمن القومى من عدة دول بشأن خطة أوكرانية مقترحة للسلام مع روسيا، وأن كييف تعمل الآن على إشراك أكبر عدد ممكن من الشركاء الدوليين فى الاجتماع الذى سبق وأن أجرى مثله فى كوبنهاجن.
سيناريوهات القمة
وحول مدى نجاح تلك القمة وتداعيتها، خاصة أنها ليست الأولى، قال الدكتور أشرف كمال، مدير المركز المصرى الروسى للدراسات، إن الأمر ليس الأول من نوعه، فسبق أن عقد مؤتمرا فى كوبنهاجن نهاية يونيو الماضى، ولم تتوصل الدول المشاركة فيه إلى أي توافق حول "صيغة زيلينسكى للسلام"، مشيرا إلى أن مؤتمر السعودية هو المؤتمر الثانى لمناقشة نفس صيغة الرئيس الأوكرانى للسلام وهو ما يعرف بالصيغة الأوكرانية للسلام بعد شهرين فقط من مؤتمر كوبنهاجن، وهنا السؤال يطرح نفسه: لماذا تم اختيار السعودية دون غيرها من دول المنطقة ودول العالم الأخرى لعقد ذلك المؤتمر؟
وتابع، الهدف الأساسي هو جذب الصين للمشاركة فى المؤتمر كونها تعتبر من الشركاء الاقتصاديين المهمين فى روسيا فى هذا التوقيت، ونظرا لخصوصية العلاقة بين بكين وموسكو، لذا فإن توجيه الدعوة من جانب المملكة إلى الجمهورية الصينية للمشاركة فى المؤتمر ربما يمثل عاملا قد يدفع بكين للمشاركة بأي مستوى فيما أعلنت البرازيل والمكسيك موقفيهما بعدم الحضور رفضا لصيغة سلام زيلينسكى التى اعتبروها من طرف واحد.
وأضاف، أن هناك نقاطا أخرى يجب الإشارة إليها، وهى أن أي مبادرة للسلام لأى نزاع من النزاعات يجب فيها الاستماع لوجهات نظر طرفى الصراع، وأن تكون الأطراف المستضيفة أو المشاركة فى هذه المؤتمرات أطرافا محايدة وتملك إرادة حقيقية للسلام، ولكن يبدو أن الدول الـ30 الذين تمت دعوتهم فى المؤتمر هى دول تتعلق بأعضاء فى الاتحاد الأوروبى وحلف شمال الأطلسى وفى مناطق أخرى من العالم، ولها وجهة نظر مؤيدة لما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، وعدم دعوة روسيا للمشاركة وإبداء وجهة النظر فى المؤتمر يمثل عاملا سلبيا فى تحقيق أي نجاح أو تقدم فى القمة.
بالتالى القمة يمكن اعتبارها قمة تداول أو قمة تبادل الكلمات التى تعلو من قيم السلام واحترام السيادة إلى آخره، وبالتالى لن تسفر عن أي شيء خصوصًا أن أوكرانيا لن تبدى أي إرادة للسلام بالفعل، وما زالت حتى هذه اللحظة تتدفق المساعدات العسكرية لأوكرانيا، فهناك قانون من مجلس النواب الأوكرانى وصدق عليه الرئيس زيلينسكى بعدم التفاوض مع روسيا بأى شكل من الأشكال فيما يتعلق بوقف الحرب، وأن الصيغة التى يتم حولها مناقشة هذه المؤتمرات والمدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية هى صيغة تعتبر تنازل أو استسلام من جانب روسيا، وبالتالى روسيا بعد ما حققته من انتصارات وتقدم ميدانى وإنجازات سياسية واقتصادية فى مواجهة الغرب وآلة الحرب الاقتصادية والعسكرية لا يمكنها القبول بأى تنازل أو تراجع.
وأكمل بأن المؤتمر جاء بعد زيارة مستشار الأمن القومى الأمريكى جيك سوليفان للمملكة العربية واجتماعه مع ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، وبالتالى يمكن القوله إنه محاولة أمريكية لتسجيل نقطة مهمة لاستقطاب الجنوب العالمى للدول النامية، وتأييد وجهة النظر الأوكرانية والغربية، إضافة إلى عزل روسيا سياسيا، خاصة أن القمة الأفريقية أظهرت إجماعا أفريقيا واضحا، كما أن التكتلات الاقتصادية التى تشارك فيها روسيا أظهرت أيضًا أن هناك رفضا كاملا لعديد من دول الجنوب العالمى للمشاركة فى القيود المفروضة على روسيا.
شروط النجاح
من جانبه قال الصحفى والمحلل السياسى الروسى ديمترى بريجع، إن المؤتمر قد ينجح إذا ما تم التوافق على أن يكون هناك تفاهم بين الطرفين، ففى الوقت الحالى الطرف الروسى يرفض أن يكون هناك تفاهم مع الطرف الأوكرانى نظرًا لكون الأخير يريد استرجاع المقاطعات الأربعة وشبه جزيرة القرم، وهذه سياسة لن ترضاها روسيا، فهى ترى أن هذه المناطق جزء من روسيا وفقًا للتصويت الذى سبق أن حدث، وأن الجزء الأكبر من المواطنين الروس يرون أن هذه المناطق روسية، وهذه الرؤية الرسمية الروسية، لذلك من الصعب الاتفاق على أي مفاوضات فى الوقت الحالى.
وأضاف أن أي مفاوضات تحتاج أن يكون لها مبادئ وتفاهم بين الطرفين، فروسيا ترى أن الدول الغربية أفسدت كل محاولات التفاهم بين الطرفين لحل الأزمة الأوكرانية، لذلك روسيا تقول إن الطرف الأوكرانى ليس لديه أي استعداد للتفاوض، وأن الدليل على ذلك أن السياسة الأوكرانية لا تتفاوض على المناطق التى تمت الروس محاصرتها ومن ضمنها شبه جزيرة القرم التى ترفض روسيا التفاوض عليها نهائيا، ولا ننسى أن الغالبية من السكان فى مقاطعة حصلوا على الجنسية الروسية وأصبحوا تحت الحماية الروسية، ومن الصعب استرجاع هذه المناطق وفق أي تفاهم، لذا قد يمكن أن تستمر الأزمة لوقت طويل، فلا يمكن أن يكون هناك حل بدون أن يكون التفاهم واتفاقية سلام بين الطرفين، لذلك فأى مفاوضات فى الوقت الحالى غير واردة وغير ممكنة بسبب الدعم الغربى واستمرار السياسة الأوكرانية بالمطالبة بالتنازل عن المناطق الأربعة، ولكن أعتقد أنه يمكن أن يحدث وقف مؤقت لإطلاق النار، وتلك خطوة مهمة جدا، ووفقها يمكن أن تحدث تهدئة كما حدث فى ناجورنى كاراباخ بين أرمينيا وأذربيجان، وكما حدث فى سوريا.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.