رئيس التحرير
عصام كامل

24 عامًا على رحيل نوال المحلاوي.. خذلت عبد الناصر وهيكل وتعاونت مع السوفيت.. وميكرفونات سرية في شقة لطفي الخولي كشفتها

نوال المحلاوي تتوسط
نوال المحلاوي تتوسط ليلى رستم وخريجات الجامعة الأمريكية،فيتو

نوال المحلاوى، درست بكلية رمسيس وأتقنت اللغة الإنجليزية، ثم التحقت بالجامعة الأمريكية بالقاهرة قسم الصحافة، هي زميلة دفعة للمذيعة اللامعة ليلى رستم عام 1957، بعد تخرجها التحقت بالعمل في وكالة انباء الشرق الأوسط قسم الاخبار التي كان يرأس مجلس ادارتها الصحفى الكبير جلال الدين الحمامصى، فعملت مندوبة للوكالة في وزارة الشئون الاجتماعية.

 

عندما تولى الأستاذ محمد حسنين هيكل رئاسة الأهرام اختار الحمامصى الصحفية الشابة نوال المحلاوي لتعمل مع الأستاذ هيكل مديرة في مكتبه، وما هي إلا شهور قليلة حتى أصبحت نوال المحلاوي تنوب عن هيكل في كل أعماله في أقسام التحرير وقائمة على أسراره بعد ان حازت ثقته لما تتمتع به من شخصية قوية حازمة مع دماثة في الخلق يعمل لها ألف حساب.

معرفة الرئيس عبد الناصر 

تعرفت نوال المحلاوي على الرئيس جمال عبد الناصر من خلال تلقيها اتصالاته التليفونية بهيكل حيث كانت ترد عليه أثناء غياب الأستاذ، وكانت تقرأ جميع رسائل الوكالات الأجنبية الاتية الى الاهرام وتكتب تقريرا بأهم ما يجرى في العالم من أحداث وتضع التقرير على مكتبه قبل وصول الأستاذ هيكل في العاشرة صباحا.

اقرأ أيضا: 

جمال عبد الناصر يعجب بمكتب «هيكل» في الأهرام

تقرير الى الاستاذ ليلا 

كانت نوال المحلاوى متابعة لأقسام التحرير والسياسة والحوادث وكذلك الأخبار المحلية فكانت تحضر اجتماع الصباح واجتماع الخامسة عصرا الذي كان يختار فيه رئيس التحرير المانشيت، وكانت تعليماتها نافذة في الأهرام حتى ما يجري في المطبعة كان ضمن مسؤولياتها حتى ترسل الطبعة الأولى مساءا الى الأستاذ هيكل في بيته.

نوال المحلاوي

باب معنى الاحداث 

لم تتخل نوال المحلاوى عن عملها الصحفى بجانب إدارة مكتب الأستاذ، فكانت تحرر بابا أسبوعيا في ملحق الجمعة بعنوان (معنى الاحداث ) تتناول فيه حدثا من أحداث الأسبوع، وكانت مهمتها تقديم صورة أمينة وواقعية عن زملائها وزميلاتها في الصحيفة الى الأستاذ هيكل حتى أطلق عليها السيدة الأولى.

تأسيس مركز الترجمة بالاهرام 


بعد خروج هيكل من الأهرام استمرت الأضواء مسلطة عليها فأسست مركز الأهرام للترجمة والنشر عام 1975 وقت إن كان الكاتب أحمد بهاء الدين رئيسا لتحرير الاهرام، كما احتفظت برئاسة المركز حتى رحيلها في 17 أغسطس 1999.


تزوجت نوال المحلاوى من عطية البندارى الضابط السابق بالقوات المسلحة الذي عمل في بدايته بمكتب المشير عبد الحكيم عامر، وتعرفت عليه في منزل زميلتها إنجى رشدى الصحفية بالأهرام زوجة رؤوف اسعد الضابط بالقوات المسلحة أيضا وصديق زوجها عطية البندارى، حدث التعارف وتم الزواج والسكن بحى الدقى.

القبض على نوال المحلاوى فى بيت الخولى 


وفى يوم دعاها الكاتب لطفى الخولى الكاتب بالأهرام وزوجته الى العشاء هي وزوجها في مسكنهم في الدقى أيضا، وأثناء العشاء دار الحديث تحليلا للأوضاع السياسية كدردشة أصدقاء، كان نتيجته القبض على نوال البندارى وزوجها، والسبب في ذلك أن شقة لطفى الخولى الكاتب اليسارى زرع في حوائطها أجهزة تنصت دون علم أصحاب الشقة، كما القى القبض على لطفى الخولى وزوجته، ولم يتحرك هيكل للافراج عنهم لتنتهى تماما علاقته بها.

نوال المحلاوى مع الاستاذ 

وكان لطفى الخولى من القريبين من هيكل، ويعد عضوًا رئيسيًا فى الجبهة الوطنية التى حرص رئيس تحرير الأهرام على إنشائها، لتكون كتجربة رائدة فى الصحافة المصرية، حيث تتاح لكل القوى السياسية التعبير عن نفسها على صفحات الأهرام الجريدة وباقى المطبوعات الصحفية التي تصدر عن المؤسسة.
وكان يمثل اليسار الشيوعى الماركسى اللينينى والتروتسكى مصطفى الخولى وميشيل كامل ولويس عوض ورمسيس يونان ومحمد سيد أحمد، ويمثل اليمين الدكتور بطرس غالى رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية، والدكتور لطفى عبد العظيم رئيس تحرير مجلة الأهرام الاقتصادى، والدكتور فؤاد إبراهيم الكاتب بالمجلة وعضو مجلس الإدارة المنتدب، ويمثل التيار السياسى الإسلامى صلاح جلال.

وكثيرًا ما دار الحوار بين الجميع حول الجريدة والأوضاع بمصر بصورة لا تغضب أحدًا حتى وإن مالوا إلى الحدة فى انتقاداتهم.

نوال المحلاوي


ولكن شكل الحوار تغير بصورة جذرية بعد أن تقدم وليام روجرز وزير الخارجية الأمريكى بمبادرة لوقف إطلاق النار على جبهة قناة السويس، وذلك خلال عام 1970.


ولأن عبد الناصر كان قد ضاق ذرعًا بمماطلات السوفييت وتأخرهم عمدًا فى الوفاء بالتزاماتهم خاصة صفقات السلاح التى كانت حيوية جدًا لدعم قدرات القوات المسلحة التى خسرت النسبة الأكبر من سلاحها الجوى وباقى ترساناتها العسكرية خلال نكبة يونيو 1967، بجانب الضغوط العاتية والمستمرة للحصول على قواعد برية وجوية وبحرية، ولإحساسه أن السوفييت يتلاعبون به ولا يعنيهم إحراز أى تقدم فيما يتعلق بتحرير أراضى مصر المحتلة فى سيناء، قرر قبول المبادرة الأمريكية، ولأنه لا يعرف ما يمكن أن يسفر عنه هذه الخطوة، رأى إخفاء الأمر عن السوفييت.


وطلب الرئيس من هيكل كتابة رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكى ليخطره بقبول مصر للمبادرة، وكتابة رسالة أخرى لإبلاغ السوفييت أن مصر قد رفضت المبادرة.


وكتب هيكل الرسالتين، وتم إرسالهما من خلال القنوات الرسمية.


وتبينت نوال المحلاوى بعد أن قرأت الرسالتين أن مصر بدأت فى الانتقال من المربع السوفييتي إلى المربع الأمريكى، وإن هذه الخطوة الجذرية المصرية سيتبعها خطوات داخلية مهمة قد تطيح بكل رجال السوفييت وغيرهم من أهل اليسار من مواقعهم، وإحلال آخرين محلهم.


وتحول الأمر إلى حوار شديد السخونة داخل الشقة، وسيطر الغضب على الجميع فتحولوا إلى الهجوم على عبد الناصر وتوجيه أقسى الاتهامات ووصف هذه الخطوة بالغدر بالصديق السوفيتى الذى قدم لمصر الكثير جدًا وساندها فى كل قضاياها وفى خططها التنموية.


وتطور النقاش إلى وضع خطة عمل تتضمن ضرورة إبلاغ السوفييت بحقيقة الأمر، ووضع الرسالة الموجهة لوزير الخارجية الأمريكى أمام القيادة السوفيتية، وتطوع سفير عربى مشهور لحمل الرسالة إلى السفير السوفييتي فى باريس، ومنه ستنتقل فورًا إلى موسكو.


وخلال لقاء قمة بين عبد الناصر والقادة السوفييت فى موسكو فى مايو 1970 بحضور محمد حسنين هيكل وزير الإعلام وقتذاك بجانب عمله كرئيس لتحرير الأهرام، تحدث عبد الناصر عن مبادرة روجرز وعن رفضه لها، وعندما جاء الدور على القادة السوفييت للحديث، اختاروا أن يضعوا أمامه صورة الرسالة التى أرسلها لوزير الخارجية الأمريكى، وكانت المفاجأة بالغة القسوة عليه وعلى هيكل وباقي أعضاء الوفد المصرى الذى لم يكن يعلم شيئًا عن الأمر.


وقد استنتج كل من عبد الناصر وهيكل حقيقة ما جرى من خيانة نوال للثقة والأمانة وعلى الفور أمر عبد الناصر السلطات المصرية المسئولة باتخاذ اللازم.


وفى نفس الوقت اضطر لإبلاغ السوفييت بقبول مصر للمبادرة على مائدة المفاوضات، ويوم 12 مايو 1970 تم إلقاء القبض على كل من نوال المحلاوى وزوجها عطية البندارى بشقتهما، وعلى لطفى الخولى أمام مبنى الأهرام، وعلى ليليان قرقش بمنزلها.


وأثناء التحقيق معهم تبين أن هناك تسجيلات صوتية لهم جميعًا وهم يهاجمون عبد الناصر ومصر وسياساتها الخارجية والداخلية، بالإضافة إلى اتفاقهم على إرسال الوثائق بالغة السرية إلى السوفييت.


وتقرر سجن الجميع على ذمة قضية التخابر مع دولة أجنبية.


وكانت فجيعة هيكل فى نوال أكبر من أن توصف، وكان عليه أن يعالج الأمر أولًا مع عبد الناصر وخيبة أمله فى مديرة مكتبه، وندمه على ثقته بها على امتداد سنوات.


أصاب نوال المحلاوى المرض اللعين ورحلت بعد أربعة وأربعين  عاما من العمل فى الأهرام فى مثل هذا اليوم  17  اغسطس 1999؟.


 نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية