رئيس التحرير
عصام كامل

شبح الدروس الخصوصية يخيم على أولياء الأمور.. السناتر تفتح أبواب الحجز.. والمعلمون يجبرون الطلاب على شراء كتبهم الخاصة (فيديو)

سناتر الدروس الخصوصية،
سناتر الدروس الخصوصية، فيتو

باتت الدروس الخصوصية تشكل  جزءً أصيلا من واقع الطالب وولي الأمر معا.. الأول يعقد عليها آماله في تحصيل أعلى الدرجات النهائية والثاني يتحسس محفظته عند قدوم العام الدراسي الجديد، الأمر أشبه بسرطان استقر بأجسادنا واعتدنا العيش معة وعلينا أن نقبل بفرضية وجودة فأي تدخل جراحي لإزالته قد يؤدي إلى الوفاة.."فيتو" في جولة ميدانية لها تستعرض اللحظات الأولى لحجز الطلاب في سناتر الدروس الخصوصية.

الحجز أولا

حلمية الزيتون واحدة من أكثر المناطق ازدهارًا بسناتر الدروس الخصوصية.. تجري الآن عمليات إصلاح وتجديد بداخل تلك المراكز تأهبا لاستقبال الطلاب.. عمال ناشطون وفنيون بارعون تختلط رائحة دهان الحوائط والأبواب برائحة برفانات الطلبة الوافدون فكل ما عليك هو أن تصعد سلم يؤدي بك إلى الطابق العلوي حيث عليك انتظار دورك ودفع المبلغ المقرر واستلام تذكرة صغيرة مدون بداخلها أسمك والمادة التي ترغب في تدريسها إليك.

بداخل ذلك السنتر التقينا بـ"مروان محمد " طالب في الصف الأول الثانوي قال: إنه أتى إلى هنا فقط لحجز معقده قبل اكتمال العدد الذي يقرره المدرس وكان عليه دفع 100 جنيه مقابل الحصول على تذكرة مادة اللغة العربية التي سيدرسها. 


وعند سؤاله أين يذهب مبلغ المائة جنيه أجاب "السنتر بياخد جزء والمستر بياخد جزء ".

وأضاف" المبلغ ده ملهوش علاقة بتمن الحصة ده لوحده أنت بتحجز بيه بس إنما تمن الحصة المستر هو اللي بيحددها وبتتراوح ما بين 90 لـ 100 جنيه". 

 

وقال" كل مستر ولية الكتب بتاعته اللي بيعملها هو وبيطالبنا أننا نشتريها عشان بتكون أفيد لينا والامتحان بيجي منها "

إن سل الطالب من وسط الزحام وهو يتصبب عرقا لوح رافعا بيديه مبتسمًا وتذكرة الحجز في يده وكأنه ظفر بانتصار عظيم يقول إن اسمه مصطفى وهو طالب بالصف الثاني الثانوي الشعبة العلمية وأتي لحجز مقعده في مادة الأحياء".


وأضاف:" أنا باخد أربعة دروس خصوصية في ثلاثة سناتر وأقل حجز فيهم هو الـ 100جنيه إلى هنا، في سناتر بتحجز بـ 200 و250 جنيها "

 

وقال:" كويس جدا إني لحقت الحجز لأن الست بتاعت صالة الاستقبال قالتلي إن في 2500 طالب جايبن يحجزوا أحياء النهاردة"


وعند سؤاله عما إذا كان يعلم إلى أين تذهب أموال تلك الحجوزات أجاب"بصراحة معرفش بس تقريبًا السنتر بياخد 40٪ والمستر بتاع المادة بياخد الباقي" 

ميرهان طالبة بالصف الأول الثانوي تقول هي الأخرى: إنها أتت لحجز مقعدها في مادة اللغة الإنجليزية وأنها أيضا دفعت مبلغ الـ100جنيه.. لتدخل والدتها والتي كانت برفقتها" أنا بنتي دي بتاخد ثلاثة دروس خصوصية إنجليزي وفرنساوي وعربي وكل مادة دفعت ليها 100 جنيه كحجز بس عشان تضمن كرسي ليها في السنتر".

 

وأضافت" دة غير كتب كل مادة واللي بيببعها المدرس على شكل ملحظات وزيها زي الكتب الخارجية"

 

لا ضمانات مهنية

تقول إحدى الموظفات بداخل السنتر إن الطريقة المتبعة في إعطاء الدروس الخصوصية لا تعتمد علي الكيف بقدر اعتمادها على الكم بمعني أكثر وضوحا:" أنا مش هسال الشخص اللي بيقول أنا عايز أدى مادة معينة عندكم، شهادتك أي أو كليتك أي هو بيكون معاه الطلبة بتاعتة والسنتر ملهوش علاقة بشهادتة العلمية أو قدرته التعليمية إحنا لينا النسبة بتاعتنا وبس". 

 

وعند سؤالها عما إذ كان هناك فعلا أشخاص غير مقيدون في نقابة المعلمين  أو ليسوا خريجي كليات تربوية يعطون دروس خصوصية أجابت" في كتير جدا كمان أنا حضرتك مش هسأل واحد جاي بـ50 طالبا مهنتك أي أو شهادتك أي دة رزق للسنتر لأننا بنتحاسب على الطالب". 

الكتاب أولا
جولة أخرى بداخل إحدى السناتر أيضا ثمة عمليات صيانة تحدث بداخل القاعات لم تمنع أبدا توافد الطلاب على حجز مقاعدهم. 

 

رفعت هاتفها على أذنها وبكلمات تبدو منهكة أبلغت والدها أنها أتمت عملية الحجز بسلام “مها ”طالبة بالصف الثالث الثانوي الشعبة الأدبية تقول إنها دفعت 150جنيها كحجز مسبق للمادة التي ستدرسها  إلا وهي التاريخ.


وعن سؤالها بناء على أي شي يتم إقرار سعر الحجز الذي يبدو متفواتا من مركز إلى آخر أجابت"على حسب شهرة السنتر والمدرس يعني أنا اعرف وحدة صحبتي بتاخد في سنتر مشهور الحجز فيه بيكون 400 جنيه ". 


وأضافت:"أنا باخد دروس خصوصية من تانية إعدادي ومفيش أي حاجة اتغيرت وهو ده الطبيعي لازم نحجز للمادة ولازم نحجز كمان الملخصات إللي بيكتبها المستر ويبيعها لينا وبندفع نص تمنها مقدما لحد ما هو ينتهي من كتابتها وطبعها". 


 وعند سؤالها عما إذا كان هناك إجبار من جانب المدرسين على شراء كتب خارجية بعينها أجابت" هو مش بيكون إجبارا بس المدرس بيقولنا اشتروا مثلا الأضواء لأنه  أحسن من الامتحان ومن المكتبة المعينة  ومعرفش أي مصلحته في كدا بس أكيد ليه مصلحة مع المكتبة". 

 

حسام يقول هو الآخر إنه اضطر لحجز ثلاث مواد بداخل ذلك السنتر، المادة الواحدة علي 150جنيها 
مضيفًا"انا حجزت تاريخ وعربي وانجلش كل مادة دفعت فيها 150 جنيها والحمدلله إني لحقت". 

 

وعند سؤاله عما إذا كان هناك إجبار من ناحية مدرسي تلك السناتر على شراء كتب خارجية بعينها أجاب" ساعات بيبقي، مثلًا يعني مدرس المادة بيقولنا اشتروا كتاب مادتي من المكتبة الفلانية ومن ماركة معينة ليكن مثلا الإمتحان " . 


وأضاف" أهم حاجة نشتري الملخصات أو الكتب الشخصية لمستر المادة ومش هنكر بتبقي مفيدة لينا يعني برغم تمنها المرتفع بتساعدنا علي تلخيص المادة". 

 

وعن سؤاله عن ثمن تلك الكتب الشخصية وأسعارها بالسوق أجاب " هي ملهاش سوق هي بتبقى من المستر للطلبة بتوعه بس وتمنها بيكون من 300 لـ 400 جنيه للملخص الواحد وفي ملخصات بتوصل لـ1000جنيه كمان على حسب شهرة المدرس إلي عاملها". 

 

“ أنا بشتغل هنا Reception supervisor مع مستر مادة الأحياء في السنتر دة ليا سبع شهور بجانب تلاتة تاني بيشتغلوا نفس شغلتي مع نفس المستر لكن في سناتر تانية ”.. تقول ر.ج والتي أخبرتنا أنها طالبة بكلية الآداب وعند سؤالها عن طبيعة عملها أجابت" أنا شغلي هنا إني بنظم وقت الحصص للمستر إلي شغالة معاه ويشرف علي دخول الطلاب إلي يخصونا والي بكون مسجلة أسماؤهم علي حسب كل حصة لأن الإعداد بتختلف من حصة للتانية". 

 

وعند سؤالها عما إذا كان يلجأ جميع مدرسي الدروس الخصوصية إلى تشغيل من يشرفون على أعمالهم أجابت" أكيد مش كلهم بس الأغلبية والي بيكونو مشهورين وبيشتغلوا في أكثر من سنتر في وقت واحد فبيحتاجون ناس تساعدهم وتضبط لهم وقتهم وشغلهم وارتباطاتهم يعني مثلًا أنا النهاردة بسجل عدد الطلاب الذين حجزوا لمادة المستر وأبلغوا بالعدد عشان يعرف نسبته كام من السنتر على الحجز ده ". 

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية