زي النهاردة، تصوير أول فيلم لأم كلثوم وعلاقة جد أحمد السقا بأغنية على بلد المحبوب
فيلم وداد، أول عمل سينمائي يقدمه ستديو مصر بعد افتتاحه بعد أن قام بتأسيسه رجل الاقتصاد طلعت حرب إيمانا منه بدور الفن في رقي الأمم وتنميتها، ففي مثل هذا اليوم 15 أغسطس عام 1935 بدأ تصوير أول عمل سينمائي في استديو مصر من إنتاج شركة مصر للتمثيل والسينما وكان يمثل البطولة السينمائية الأولى للسيدة أم كلثوم وعرش في شهر أكتوبر من نفس العام بسينما رويال.
وكان استديو مصر الذي تم فيه تصوير فيلم وداد في ذلك الوقت هو الاستديو الوحيد الذي يجمع بين جميع الإمكانيات الفنية ومجهزا بأحدث الأجهزة من صوت وتصوير وإضاءة ومعامل للطبع والتحميض وغرف الممثلين، وكان يعمل فيه 99 عاملا على تخصصاتهم.
وعلق الفنان طلعت حرب على ذلك اليوم بقوله لقد أصبحت السينما قوة هائلة من قوى العصر الحاضر وقد تناطح الصحافة وتنافسها بل إنها قد تسبقها بعد حين.
قصة فيلم وداد
وتدور أحداث فيلم وداد في عهد المماليك وتعرض قصته قصة حب في أبلغ معانيها بتصوير علاقة التاجر الثري بجاريته التي تتمتع بصوت ملائكي وتضحية الجارية من أجل حبها حتى أنها توافق على بيعها بسوق الجواري لإنقاذ حبيبها، شارك في بطولته كل من أحمد علام، مختار حسين، فتوح نشاطي، منسي فهمي، زوزو نبيل، كوكا، ومحمود المليجي في بداياته وكتب السيناريو أحمد بدرخان مشاركة مع الشاعر أحمد رامي في بداية تعارفه مع أم كلثوم كما قام رياض السنباطي بتلحين الموسيقى التصويرية للفيلم.
فيلم وداد بطولة أم كلثوم كأول أفلامها وأول ظهور سينمائي لها، وأول تعاون لها مع الملحن رياض السنباطي وتقاضت عنه ألف جنيه أجرا بالإضافة إلى 40% من أرباح الفيلم بعد تغطية النفقات وأجور الممثلين، وقد اشترطت أم كلثوم على أحمد سالم مدير ستوديو مصر ألا يضم الفيلم مشاهد غرام أو قبلات أو صورا تمس قدرها أو تتعارض مع تقاليدنا الشرقية.
هزيمة أحمد بدرخان
كان المخرج أحمد بدرخان مرشحا لإخراج فيلم "وداد" خاصة وهو صاحب فكرة تأسيس استديو مصر، ومشارك للشاعر أحمد رامي في كتابة سيناريو الفيلم، ولذلك أرسله طلعت حرب إلى الخارج للتعرف على فنون صناعة السينما هناك، إلا أن أحمد سالم وكان مديرا لاستديو مصر ومقربا ممن طلعت حرب ومحل ثقته، ومن هنا كان لديه غيرة شديدة من نجاح أحمد بدرخان المستمر في السينما، فأسند إخراجه إلى مخرج ألماني موظف فني بالاستديو هو فرتيز كرامب ووافقت أم كلثوم، فتقدم بدرخان باستقالته من الشركة.
وعندما أحست أم كلثوم بالذنب لعدم تأييد أحمد بدرخان في موقفه أسندت إليه في العام التالي مهمة إخراج فيلمها الثاني "نشيد الأمل" 1937، تبعه إخراج أربعة من أفلامها الباقين، ليكون هو مخرج جميع أفلام أم كلثوم فيما عدا فيلمها الأول.
8 أغنيات بالفيلم
إلى جانب السيناريو والحوار كتب الشاعر أحمد رامي 7 أغنيات من أغاني الفيلم وكتب شريف الرضي الأغنية الثامنة وهي أغنية (أيها الرائح المجد) ولحنها زكريا أحمد، وباقي الأغنيات هي: (يابشير الأنس، يا ليل نجومك شهود) وهي من تلحين زكريا احمد أيضا، (حبو الربيع) من تلحين رياض السنباطي، ( ليه يازمان كان هوايا، ياللي ودادك صفالي، يا طير يا عايش أسير) تلحين محمد القصبجي.
على بلد المحبوب وديني
أما أغنية " على بلد المحبوب وديني " التي كتبها أحمد رامي فلها قصة كتب عنها النقاد في الثلاثينات، حيث كان أول من غناها هو المطرب عبده السروجي، جد الفنان أحمد السقا من جهة الأم، وكان في بداية ظهوره على الساحة الفنية، لكن طلبت منه أم كلثوم أن تغنيها بصوتها وتسجلها للإذاعة فأعاد السنباطي تلحين الأغنية وسجلتها أم كلثوم بإسمها في الإذاعة.
وداد في مهرجانات عالمية
فيلم وداد هو أول فيلم روائي طويل، شارك في مهرجانات سينمائية عالمية منها مهرجان فينيسيا السينمائي ومهرجان البندقية في إيطاليا، وقد اختار نادي الوداد الرياضي المغربي اسمه من فيلم أم كلثوم "وداد" بعد زيارة قامت بها أم كلثوم إلى المغرب.