رئيس التحرير
عصام كامل

متخصص في الشأن الأفريقي يكشف السيناريوهات المتوقعة للجنة إيكواس في النيجر

محمد الجزار، فيتو
محمد الجزار، فيتو

قال الدكتور محمد الجزار، المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية إن إعلان المتحدث باسم برلمان المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)  أن البرلمان يعتزم إرسال لجنة إلى النيجر لعقد لقاء مع قادة الانقلاب العسكري الذين استولوا على السلطة الشهر الماضي ويرفضون حتى الآن الضغوط الدبلوماسية لإعادة الحكم المدني تجعلنا أمام عدد من السيناريوهات. 
 

التفاوض لإطلاق سراح الرئيس المعتقل محمد بازوم


انقلاب النيجر، وأكد فى تصريح لفيتو أن اللجنة هى استمرارا للجهود المبذولة إقليميا ودوليا لتسوية الأزمة السياسية في النيجر، فقد قام برلمان المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إيكواس بعقد اجتماع مساء السبت الماضي لمناقشة تطورات الأزمة في النيجر، وقد أسفر هذا الاجتماع عن تشكيل لجنة تتمثل مهمتها في العمل على لقاء قادة الانقلاب للتفاوض معهم لإطلاق سراح الرئيس المعتقل محمد بازوم ، واستعادة الحكم المدني، وذلك تجنبا لتنفيذ قادة الإيكواس تهديداتهم بالتدخل العسكري في النيجر، خاصة بعدما قرر زعماء الإيكواس في قمة أبوجا الخميس الماضي تفعيل قوة احتياطية لاستعادة النظام الدستوري في النيجر إذا ما فشلت الحلول الدبلوماسية.

الاستعداد لخيار الحرب من جانب مجموعة ايكوس 

وتابع: مجموعة ايكوس استعدت لخيار الحرب بعد دعوة رؤساء أركان دول الإيكواس لإجتماع مقبل في غانا، حيث يعد مقر قيادة الجيش في غانا هو مختبر للعمليات العسكرية المشتركة للإيكواس. 

ورغم تلك الاستعدادات والتهديدات فإن قادة الإنقلاب مستمرون في رفضهم للضغوط الخارجية، والحلول الدبلوماسية، محاولين الحصول علي دعم شعبي داخلي وإقليمي من دول الجوار

اللجنة إلى النيجر  لن تسفر عن حلحلة الأزمة 

وواصل حديثه قائلا: السيناريوهات المتوقعة من زيارة هذه اللجنة إلي النيجر يبدو أنها لن تسفر عن حلحلة الأزمة، وذلك في حالة قبول قادة الإنقلاب للقائهم أصلا، حيث رفض قادة الانقلاب الثلاثاء الماضي مقابلة وفد الإيكواس، والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، بدعوى وجود أسباب أمنية تمنعهم من مقابلتهم، ومع استمرار العقوبات المفروضة من قبل الإيكواس علي النيجر، وزيادة العقوبات، واستمرار التلويح بالتدخل العسكري، فإن رد فعل قادة الانقلاب كان متشددا أيضا، حيث حاولوا نقل تلك العقوبات إلي الرئيس بازوم وأسرته، حيث أفادت الأنباء عن قيامهم بقطع الكهرباء والماء عنهم، وحبسهم في قبو داخل القصر، وحرمانهم من الطعام إلا الفتات، مما أدى إلى سوء حالة الرئيس الصحية، وتم استدعاء الطبيب للقيام بفحصه، مما جعل الأمين العام للأمم المتحدة يعرب عن قلقه إزاء الظروف المعيشية المزرية التي يعيش فيها الرئيس بازوم وأسرته. 

السيناريو الأكثر تفاؤلا من أجل تسوية هذه الأزمة

وأضاف: يمكن أن يكون هناك سيناريو أكثر تفاؤلا تسفر عنه زيارة هذه اللجنة إذا سمح لها بدخول البلاد , يتمثل في لقائهم بعض قادة الإنقلاب , والتفاوض معهم من أجل تسوية هذه الأزمة ,  تجنبا لخيار الحرب. 
وفيما يتعلق بفكرة قبول قادة الإنقلاب بعودة الرئيس بازوم إلى السلطة، فهي فكرة مستبعدة تماما , وذلك لكون الإنقلاب أصبح حقيقة واقعية , مدعومة شعبيا , ويتم التسويق لها بخطاب شعبوي جذاب , تحت ادعاء أن الإنقلاب جاء للتخلص من سيطرة النفوذ الفرنسي علي موارد البلاد , كما أنه قد وجدت تصريحات منسوبة إلي قادة الإنقلاب تشير إلي أنه في حالة التدخل عسكريا لتحرير الرئيس بازوم يمكن أن يتم قتله من قبل بعض الضباط ردا علي خطوة التدخل العسكري , بالإضافة إلي أن مسألة قبول قادة الإنقلاب بعودة بازوم إلي السلطة تعني اعترافهم ضمنيا بجريمة الإنقلاب علي الرئيس , والتي سيتم معاقبتهم عليها وفقا للقانون , ولهذا لن يسلموا أنفسهم إلي العدالة بأيديهم , وغاية ما يمكن أن يحدث من قادة الإنقلاب مع الرئيس بازوم هو الوصول إلي اتفاق إقليمي يسمح لهم بالبقاء في السلطة بعد توقيع الرئيس بازوم علي قرار استقالته مقابل السماح له بالخروج هو وأسرته إلي المنفي , مثل السيناريو الذي حدث في بوركينا فاسو مع الكولونيل هنري داميبا بعد الإنقلاب عليه في سبتمبر 2022 واستقالته ومغادرته إلي توجو , ودخول النيجر في مرحلة انتقالية كغيرها من دول الجوار التي حدثت بها انقلابات خلال الأعوام السابقة. 

مساعدات عسكرية  لقادة الانقلاب من دول الجوار

انقلاب النيجر،وهذا السيناريو الأخير يمكن أن يكون هو الخيار الوسط لأطراف الأزمة , خاصة بعد تراجع فكرة التدخل العسكري وإدراك مخاطرها علي المنطقة، وعلى منظمة الإيكواس نفسها حيث صرح بعض القادة عن إمكانية تفككها علي خلفية احتمالات التدخل العسكري في النيجر، كما أن مسألة التدخل العسكري كلما تأخر تنفيذها عمليا تجعل الأمور تتعقد أكثر لأن قادة الإنقلاب يعززون من استعدادهم العسكري , وقد حصلوا بالفعل علي مساعدات عسكرية من دول الجوار , بل هناك تصريحات عن وجود لقوات فاجنر الروسية في النيجر تعمل علي تقديم الدعم لقادة الإنقلاب ومساعدتهم في تثبيت دعائم حكمهم بالقوة , والتصدي لتدخل قوات إيكواس في حالة حدوثه , وهو ما دعي عبدالفتاح موسي مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن لدي إيكواس إلي القول أن الإيكواس ستحمل روسيا  المسؤولية إذا انتهكت شركاتها العسكرية حقوق الإنسان بالمنطقة , مشددا علي أن الإيكواس لن تسمح أن تكون منطقة غرب أفريقيا ساحة حروب بالوكالة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية