رئيس التحرير
عصام كامل

"فيتو" تحقق فى روسيا على هامش القمة الأفريقية.. كواليس الحياة اليومية للروس على مدار الـ24 ساعة.. وموقف الشعب من المقاطعة الغربية وأسرار علاقته بالرئيس بوتين

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

>> قيمة الحياة تنتصر على أحاديث الحرب فى المدن الروسية.. و«المسيرات» تتصدر المشهد فى سان ‏بطرسبرج

>> السوبر ماركت الروسى يكشف هشاشة العقوبات الغربية ضد الإرث السوفييتى للبلاد.. وصمود روسى يجسده علامة ملابس رياضية باسم ‏بوتين

>> حماس أفريقى لروسيا ودعوات لاستقدام «فاجنر».. ومصر تنقل تجربتها بحكمة وعقلانية فى توطيد العلاقة مع شباب القارة السمراء

 

لماذا أنا هنا؟ كيف وافقت على خوض تلك الرحلة وتغطية هذا الحدث؟!.. كانت تلك هى الأسئلة ‏والأفكار التى تزاحمت فى ذهنى لحظة هبوط طائرة الخطوط الجوية الروسية "إيروفلوت" القادمة من ‏القاهرة، فى مطار شيريميتييفو الدولى بالعاصمة الروسية موسكو، حيث قمت بأداء مهام التغطية ‏الصحفية لوقائع قمة روسيا أفريقيا 2023 فى مدينة سان بطرسبرج بحضور 17 زعيما أفريقيا على ‏رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسى، وفى ضيافة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الذى يقود روسيا الآن فى ‏لحظات حرجة يعيشها العالم على وقع الحرب الروسية الأوكرانية المشتعلة منذ 18 شهرا.

استغرقت الرحلة من القاهرة إلى موسكو 6 ساعات، وهى مدة أكثر من تلك التى أظهرتها لى نتائج البحث ‏على جوجل، التى كانت تشير إلى أن المسافة بين العاصمتين المصرية والروسية 4 ساعات فقط بالطائرة، لكن على ما يبدو كانت ‏المعلومات غير محدثة بالشكل الكافى، لا سيما أن المجال الجوى الأوروبى مغلق أمام الطيران الروسى كأحد ‏الإجراءات العقابية الغربية ضد روسيا.

وتضطر طائرات الخطوط الوطنية الروسية "إيروفلوت" ‏للتحليق شرقا ناحية تركيا ودول آسيا الوسطى قبل دخول الأجواء الروسية، وهو ما يزيد الرحلات ساعتين ‏إضافيتين، وهى واحدة من آثار الحرب الروسية الأوكرانية التى أطالت المسافات وزادت من ساعات البعد ‏بين البشر.

المسافة الإضافية فى أبعادها الإيجابية، أتاحت لى أن أشاهد من نافذة الطائرة مشروعات السدود التركية ‏العملاقة فى منطقة جنوب الأناضول على منابع نهرى دجلة والفرات، والتى اقتطعت نسبة ليست بالقليلة ‏من حصص المياه الواصلة إلى العراق وسوريا، كما يمكنك من هذا المسار الذى اتخذته الطائرة أن تلاحظ ‏تجمعات قبائل دول وسط آسيا التى تعيش فى بيوت لها قباب مميزة وتقتات من رعى الأغنام وتربية ‏الخيول.

‏وصلت إلى أرض القياصرة "روسيا"، الدولة التى تحيا على صفيح ساخن، وتعيش حالة طوارئ قصوى ‏وتخوض حربا ضروسا ضد القوى الكبرى فى العالم وتتحايل على عقوبات غربية قاسية استهدفت ‏قلب الاقتصاد الروسى "الطاقة والحبوب والسلاح"، وتواجه آلة الحرب الحديثة "المسيرات الطائشة" التى ‏تنطلق من جبهات القتال فى أوكرانيا لتخترق المجال الجوى للمدن الرئيسية فى روسيا لدرجة استهداف ‏قلب موسكو بأكثر من مسيرة خلال أسبوع.

أضف لذلك محاولة تمرد فاشلة بقيادة أكثر رجال بوتين ‏إخلاصا، قائد قوات فاجنر شبه العسكرية يفغينى بريغوجين، وهى المحاولة التى هزت أركان النظام فى ‏موسكو لساعات قبل أن تعود الأمور إلى نصابها من جديد، لكنها تركت جرحا غائرا فى نفس قائد روسيا ‏الاتحادية لحد وصفه لها بـ"طعنة فى ظهر كل روسي".

من اللحظة الأولى داخل مطار مطار شيريميتييفو الدولى تدرك أن الشعب الروسى يعيش أيامه بالطول ‏والعرض وأن حديث الحرب لا يسيطر على الحياة هنا.

مئات الرحلات الدولية والداخلية تظهر على ‏الشاشات فى المطار، ومظاهر التكنولوجيا والبهاء فى التصميم والتنظيم تسيطر على المطار الذى بدا ‏مبهرا بكافة مرافقه، بعد أن خضع لعملية تجديد قريبة، وهى نفس المظاهر النابضة بالحركة التى وجدتها ‏فى مطار بولكوف بمدينة سان بطرسبرج والذى يعج بالمسافرين من كل مكان فى أطراف الاتحاد ‏الروسى وتنطلق منه كل ساعة عشرات الرحلات إلى المدن الروسية المختلفة، وهى رسالة الطمأنة التى ‏وجدتها فى انتظارى، وجعلتنى أستكمل الرحلة دون قلق، خاصة أن الشعب الروسى يعلى قيمة الحياة على ‏الحرب رغم العقوبات ومحاولات الحصار الغربية.

تبدو سان بطرسبرج كغابة عملاقة تحتضن فى أطرافها العمران، شوارع متسعة وعمران قيصرى مبهر ‏فى وسط المدينة، وتجمعات سكنية عملاقة وشاهقة على الأطراف، وللوهلة الأولى تشعر فيها بمسحة ‏اشتراكية لا تغيب عن أغلب مظاهر البلد، ولا عن مسئوليها الذين التقيناهم داخل مكان انعقاد القمة خلال ‏أيام 27 و28 يوليو.

عقوبات غربية وتحد روسي

زيارة قصيرة إلى متاجر سان بطرسبرج كافية أن تكشف لك انعكاس مظاهر العقوبات الغربية، إذ فرغت ثلاجات ‏المشروبات الغازية من كافة الماركات الأمريكية المعروفة مثل كوكاكولا وبيبسى ومنتجاتهم ‏الفرعية المختلفة، والتى انسحبت من السوق الروسية كنوع من العقوبات الغربية ضد موسكو، وحل محلها ‏مجموعة من المشروبات لشركات روسية مختلفة بطعم الكوكا والبرتقال والرمان وغيرها.

كما أغلقت ‏سلاسل أمريكية شهيرة أبوابها فى روسيا مثل ماكدونالدز الذى حوله الروس إلى علامة تجارية جديدة ‏تحمل اسم "فكوسنو أي توتشكا" لكن بنفس قائمة الطعام، بينما فشلت علامات تجارية مثل دجاج كنتاكى ‏وبرجر كينج فى الخروج من روسيا وظلت تفتح أبوابها أمام الجمهور، والسبب فى ذلك أن النسبة الأكبر من ملكية السلسلتين ‏فى روسيا تعود إلى رجال أعمال روس.

علامات الملابس الأمريكية أيضًا أغلقت أبوابها وتركت خلفها المحال فارغة وموصدة، لكن الصمود ‏الروسى يأبى إلا أن يبتكر علامة ملابس رياضية تحمل اسم "فريق بوتين روسيا" فى رسالة واضحة على ‏تماسك الجبهة الروسية الداخلية فى مواجهة العقوبات الغربية.

فى الشوارع تسير الحياة على طبيعتها، تظل الدروب عامرة بالحركة طوال اليوم وحتى الـ7 مساء، وهنا يهدأ ‏كل شيء وتبدأ الأضواء فى الانخفاض إيذانا بالإغلاق، لكن النهار لا ينطفئ فى تلك البلاد، فالسماء بيضاء ‏حتى العاشرة مساء وربما حتى الحادية عشرة، ويقال إن سماء سان بطرسبرج لا تعرف الليل خلال أسابيع ‏فى مايو ويونيو، فيما يعرف بظاهرة الليالى البيضاء، وهو الاسم الذى تلقب به المدينة أيضًا.

سنعيش على البطاطس والخبز

يختلف الروس بشكل كبير عن الأوروبيين والأمريكيين، فرواسب الحقبة الشيوعية خلقت داخل هذا الشعب ‏مزيجا من الرضا والجلد فى مواجهة المصاعب، وبالتأكيد لا توجد مصاعب أكبر من الشتاء المتجمد الذى ‏يضرب البلاد طولها وعرضها لشهور، حسب ما يقوله محمد حسنين أحد الأصدقاء المصريين المتزوج من ‏سيدة روسية ويقيم فى روسيا على فترات.

حسنين يكشف أن الشعب الروسى لا يميل إلى الرفاهية رغم ‏مستوى معيشته الجيدة مقارنة بدول كثيرة فى العالم، لافتا إلى أن الشعب الروسى يمتلك من الجلد ‏والصبر الكثير لدرجة أن أسر كاملة مستعدة أن تتواءم مع أي ظروف تتعرض لها بلادهم بالاكتفاء بالعيش ‏على البطاطس والخبز فقط تعبيرا عن قوة التحمل التى يتحلى بها هذا الشعب.

وعلى ذكر البطاطس فهى أكلة رئيسية فى روسيا، التى تعد ثالث أكبر منتج للبطاطس فى ‏العالم بما يقرب من 31 مليون طن، إلا أنها تضطر إلى استيراد كميات منها خلال فترات الشتاء، وتعتبر مصر من ‏أكبر مصدرى البطاطس إلى روسيا، وتستوعب أسواقها قرابة 400 ألف طن من صادرات ‏البطاطس المصرية بنسبة 41% من احتياجاتها.

ومن المثير معرفة أن أكثر ما يعبر عن جودة البطاطس المصرية هو المواطن الروسى نفسه، ‏الذى كان يحمل عبوة كبيرة من البطاطس المصرية بمطار القاهرة خلال انتظارنا للطائرة المتوجهة إلى ‏موسكو واصطحبها معه على متن الطائرة.

الحياة تحت الأرض

تحت الأرض هناك حياة أخرى فى سان بطرسبرج، مترو الأنفاق وما أدراك ما هو فى روسيا، خطوط ‏كثيرة تتطلب خريطة وخبيرا دارسا لكل كبيرة وصغيرة حتى لا تتوه فى خطوط مترو سان بطرسبرج المتداخلة.

وفى أنفاق المشاة داخل المترو يتجلى الجانب الفقير من ‏روسيا، حيث العجائز يفترشن الأرض بالزهور وبعض الخصروات والفواكه وخاصة التوت البرى ‏والكريز، ورغم أن لا أحد منهن يمارس فعل التسول، لكن يكفى أن تنظر إلى عيون إحداهن لتجد فيها ‏الكثير من الطلب والاستجداء الصامت بأن تشترى أي شيء لتنقذ مخطط وجبة عشاء أسرة من الانهيار.

وعلى الرغم من عدم إجادة الغالبية العظمى من الروس لأى لغة غير الروسية، إلا أن الرغبة فى مساعدة ‏الغرباء والسياح متأصلة داخل نفوس هذا الشعب، فيلجأون إلى الإشارة ومحاول تقريب الكلمات إلى ‏الإنجليزية أحيانا، بل قد يصطحبك أحدهم إلى أقرب مكان يمكنك أن تصل من خلاله إلى وجهتك، وحدث ‏هذا معى بالفعل بينما كنت أبحث عن "فيشة" للاب توب قبل يوم من انطلاق القمة.

كواليس انطلاق القمة

اليوم الأول لانطلاق القمة كان كل شيء على ما يرام فى كل إرجاء المدينة، مع إجراءات أمنية مشددة ‏فى التفتيش وفحص تفعيل الهويات الإلكترونية التى تسلمها الحضور فور وصولهم إلى سان ‏بطرسبرج، والتأكد من إجراء الجميع لتحليل ‏PCR‏ للكشف عن الإصابة بفيروس كوفيد 19، وهو ما آثار ‏استغراب الغالبية.

وتبدأ فى روسيا إجراءات التشديد على فيروس كورونا، فى الوقت الذى ودع فيه العالم كله الجائحة ‏وأعلنت منظمة الصحة العالمية انتهاء هذا الكابوس، وعودة الحياة إلى طبيعتها فى إرجاء المعمورة، ‏لكن روسيا تفعل ما يحلو لها وقتما تشاء. ‏

فى الساحة الخارجية لمنتدى إكسبو فى سان بطرسبرج، حيث تعقد القمة ويلتقى الزعماء الأفارقة مع ‏الرئيس بوتين، كان لافتا استعراض الشركات الروسية منتجاتها من الطائرات الهليوكوبتر متعددة المهام سواء ‏العسكرية أو المدنية، وفى الواجهة قسم لشركة روس أبورون إكسبورت خاص لاستعراض المسيرات –‏الطائرات بدون طيار- الروسية بأنواعها المختلفة، سواء المخصصة للقتال أو للمهام الاستخباراتية ‏والاستطلاع.

وربما اختار المسئولون عن القمة وضع المسيرات فى الواجهة لتلفت نظر الجميع فى رسالة ‏مفادها "نحن الآن فى عصر الحرب بالمسيرات" التى تخترق كافة الجبهات رغم تحصينها وتضرب ‏الأهداف بدقة أو تجمع المعلومات من داخل معسكرات العدو وتوجه الأسلحة الأخرى إليها.

تمتلك شركة روس أبورون أكسبورت مكاتب فى العديد من عواصم العالم، وهى الزراع التجارية للحكومة ‏الروسية بجانب شركة روستك، الكيان الأكبر فى صناعة السلاح الروسى، ومن خلال روس أوبورون أكسبورت ‏نجحت موسكو خلال قمة روسيا أفريقيا الأولى عام 2019 فى توقيع عقود مع الدول الأفريقية لتوريد أسلحة ‏ووسائل تكنولوجية مختلفة بقيمة 11 مليار دولار وفقًا لما كشف عنه ألكسندر مخييف المدير العام ‏للشركة خلال المنتدى.

يسقط الاستعمار الغربي

اعتمد الخطاب الروسى الموجه إلى دول أفريقيا خلال القمة، على مهاجمة النموذج ‏الاستعمارى الغربى والإرث الكلونيلى فى أفريقيا، والترويج لنموذج معاكس تتبناه روسيا يقوم ‏على التعاون المشترك مع أفريقيا، باعتبارها قطبا عالميا فى ظل السياسة الروسية التى تعمل تكوين حشد ‏دولى ضد النظام العالمى الحالى الذى تتزعمة الولايات المتحدة الأمريكية والدعوة إلى نظام جديد متعدد ‏الأقطاب.

وشهدت القمة تنظيم أكثر من فعالية للتذكير بمساوئ فترات الاستعمار الغربى وجرائمه فى أفريقيا وتذكير ‏المشاركين بالإرث الكبير للاتحاد السوفييتى فى أفريقيا وبناء المصانع ومنح المساعدات لدول القارة بشكل غير مشروط، لدرجة إعلان مارسا زخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية فى المؤتمر ‏الصحفى المنعقد على هامش القمة أن كل ما يتردد عن أطماع لروسيا فى أفريقيا هو مجرد "هراء" مؤكدة أن بلادها ستواصل تقديم الدعم غير المشروط لأفريقيا، وستعمل على دفع القارة لتكون قطب عالمى جديد ‏وشريك للأقطاب الأخرى فى تحقيق المصالح المشتركة.

وعود روسية وأمال أفريقية

وخلال القمة أطلقت روسيا عددا من الوعود إلى أفريقيا على لسان الرئيس فلاديمير بوتين وعدد من ‏المسئولين الروس وأهمها منح عدد من الدول القمح مجانا، وهى: بوركينا فاسو، وزيمبابوى، ‏ومالى، والصومال، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وإريتريا، إلى جانب فتح أبواب الجامعات الروسية ‏لاستقبال مزيد من الطلاب الأفارقة للدراسة فى روسيا عبر منح كاملة وتسهيلات مادية أخرى.

و‏يدرس الآن فى روسيا أكثر من 35 ألف طالب أفريقى وترغب موسكو فى زيادة هذه الأعداد ضمن ‏استراتيجية روسية لاستيعاب الشباب الأفارقة، إلى جانب الحديث عن تأسيس مجموعة مدارس فى ‏العواصم الأفريقية ومراكز لتعليم اللغة الروسية واستعادة النشاط الثقافى الروسى فى أفريقيا.

كلمات الزعماء خلال القمة عبرت عن ترقب النظام العالمى الجديد الذى تنشده أفريقيا لتحقيق العدالة والمساواة ‏فى العالم، ولعل أبرزها كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى التى أكدت أن مصر هى بوابة أفريقيا التاريخية ‏لا سيما أن الدور المصرى فى إنجاح تلك القمة كان كبيرا.

وأكد الرئيس السيسى أن مصر تسخر ‏كافة إمكاناتها لإنجاح جهود تعميق الشراكة الاستراتيجية مع روسيا من خلال تسخير الأدوات ‏والإمكانات المصرية وتفعيل التعاون القائم بين الشركات المصرية ونظيرتها الروسية.

كلمة الرئيس السيسى عبرت بقوة عن الشراكة الاستراتيجية الكبيرة مع روسيا والتى تبرز الآن فى ‏مشروعات عملاقة على رأسها محطة الضبعة النووية التى تشيدها شركة روساتوم فى الساحل الشمالى بتكلفة 20 ‏مليار دولار وطاقة 4800 ميجا وات، إلى جانب تأسيس أكبر منطقة صناعية فى محور قناة السويس ‏بشراكة بين الحكومة المصرية وتحالف من رجال الأعمال والمصنعين الروس، وهو النموذج الذى ترغب ‏روسيا فى تكراره مع غالبية الدول الأفريقية.

وبالفعل روسيا فى تفعيل شراكة استراتيجية مع ‏الجزائر فى الطاقة والمجالات العسكرية، إلى جانب توثيق علاقاتها بجنوب أفريقيا كونها ‏مؤسس لتجمع دول بريكس الذى تتطلع مصر والجزائر إلى الانضمام إليه بعد خطوة الانضمام إلى بنك ‏التنمية التابع للتجمع والذى أعلنت رئيسته ديلما روسيف رئيسة البرازيل السابقة عن سعى البنك لأن يكون ‏‏30% من حجم التعاملات التجارية الدولية فى العالم بالعملات الوطنية كسرا لاحتكار الدولار الأمريكى ‏للأسواق الدولية منذ عقود ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وما كادت فعاليات القمة الروسية الأفريقية 2023 أن تنتهى حتى أعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ‏عن أول نتائجها الفاعلة على المستوى الاقتصادى من خلال إعداد اتفاقيات لإنشاء مناطق تجارة حرة مع ‏مصر والمغرب وتونس والجزائر.

وقال الرئيس بوتين إن هناك الكثير مما يسمى بنقاط التنمية فى القارة، وهناك بلدان مثيرة للاهتمام للغاية ولا ينبغى بأى حال أن نفوِّت مناطق أخرى.

وأضاف: رأينا جميعًا معكم أنهم يشعرون بأنهم أصدقاء روسيا، إذ نتعامل مع الدول الأفريقية ‏كأصدقاء، ونحن بحاجة إلى تحويل هذا المستوى من الثقة السياسية إلى تعاون اقتصادي".

حماس أفريقى نحو روسيا

خلال جلسات قمة روسيا أفريقيا برز الحماس الأفريقى تجاه روسيا فى كلمات بعض الحضور إلى حد ‏مطالبته بإحلال المناهج الروسية محل المناهج الغربية فى بلدانهم، وفتح مساحة أكبر للتعليم ‏الروسى فى البلدان الأفريقية على حساب التعليم الوطنى.

الناشط السياسى الذى يتبع دولة بنين، أبدى أيضًا رغبة فى التخلص من الهيمنة الغربية على الدول الأفريقية، وتحطيم إرثها الاستعمارى داخل ‏القارة عبر جذب روسيا لتقوم بهذه المهمة.

ورغم التطرف فى الرأى لكنه لم يلق أي معارضة من الحضور ‏الأفارقة، بل ضجت القاعة بالتصفيق للمقترح، وشجعت الحماسة للمقترح الأخير، على ظهور آراء ومطالب ‏أكثر تطرفا، كان منها مقترح من أحد المشاركين النيجيريين فى فعاليات القمة، بضرورة نشر قوات فاجنر ‏الروسية داخل المزيد من الدول الأفريقية وتكثيف تواجدها وتأثيرها فى الدول الاستراتيجية ‏للغرب على مستوى الثروات لقطع أرجل الاستغلال الغربى للقارة السمراء.

ورغم الحماس الأفريقى الكبير، ظهر الصوت المصرى بعقلانية وقوة فى جنبات القمة، ودعا إلى اضطلاع ‏الجانب الروسى على كواليس التجربة المصرية فى استيعاب الشباب الأفريقى وتوطيد روابط ‏التواصل مع الأفارقة، وهى التجربة التى عرضها المهندس أحمد برانى مساعد رئيس الإدارة المركزية ‏للتسويق بالأكاديمية الوطنية للتدريب، وشرح جوانب تدريب ‏وتأهيل الشباب الأفريقى من خلال البرنامح الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى للقيادة.

وقال برانى إن مصر تمتلك تجربة ناجحة ورائدة فى استيعاب الشباب الأفريقى وتطوير مهاراته، من ‏خلال البرنامح الذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى عام 2019، بالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد ‏الأفريقى، موضحا أهمية نقل التجربة المصرية فى تدريب وتأهيل الشباب المصرى إلى القارة الأفريقية.

وأوضح أن نقل تجربة مصر فى مجال تأهيل وتمكين الشباب للقارة الأفريقية سيساعد كثيرًا الجانب الروسى فى ‏استيعاب الشباب الأفارقة، ولفت فى الوقت نفسه الأنظار إلى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى للقيادة، وكذلك البرنامج الرئاسى لتأهيل التنفيذيين الأفارقة، الذى استهدف تدريب القيادات التنفيذية والموظفين ‏الأفارقة وتأهيلهم لصناعة القرار فى بلادهم.

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)،  تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم،  أسعار الدولار،  أسعار اليورو،  أسعار العملات،  أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد،  أخبارالمحافظات،  أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي،  الدوري الإيطالي،  الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا،  دوري أبطال أفريقيا،  دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية