أول مصرية تدخل الجامعة وأول رئيسة تحرير، 28 عاما على رحيل أمينة السعيد، أول فتاة تحمل كارنيه نقابة الصحفيين
أمينة السعيد هي أول مصرية تدخل الجامعة وأول رئيسة لتحرير صحيفة، وأول عضوة تحمل كارنيه نقابة الصحفيين، وترأست دار الهلال أعرق مؤسسة صحفية في مصر بعد مؤسسة الأهرام، ورغم كونها صعيدية إلا أن اجتهادها وتربيتها على يد أب يعمل طبيبًا مشهورًا ساعدها على أن تلتحق بكلية الآداب في أول دفعة نسائية لتصبح أول فتاة تتخرج، وتعمل صحفية دون أن تكون هي صاحبة المجلة أو الجريدة، رحلت فى مثل هذا اليوم عام 1995، منذ 28 عاما.
ولدت أمينة السعيد عام 1914، والتحقت بكلية الآداب في وقت كان خروج الفتاة وتعليمها عيبًا وتخرجت من قسم اللغة الإنجليزية عام 1935، ومن زملاء دفعتها؛ الدكتور رشاد رشدي، المذيع محمد فتحى، كروان الإذاعة.. الكاتب لويس عوض ومصطفى أمين الذى أخذ بيدها وهى طالبة، وقدمها إلى محمد التابعي لتنشر موضوعاتها الاجتماعية في مجلة “آخر ساعة” تحت اسم مستعار، كما عاونها محمد فتحي في العمل مترجمة في الإذاعة لإجادتها الإنجليزية، أيضًا تعرفت أمينة السعيد على الرائدة النسائية هدى شعراوى؛ مما كان له تأثير كبير على شخصيتها فتعلمت منها الإيمان بقضية المرأة والمحافظة على المكاسب التي حققتها.
اسألونى فى المصور
بعد تخرجها عام 1935 عملت أمينة السعيد بدار الهلال كأول صحفية تعمل بأجر ثابت، وتزوجت من الدكتور على زين العابدين الأستاذ بكلية الزراعة، حررت في مجلة المصور باب بعنوان (اسألوني) يرد على رسائل القراء استمرت تكتبه حتى رحيلها بعد أن أمضت 60 عامًا في بلاط صاحبة الجلالة.
في عام 1954 اختارها صاحب الهلال أميل زيدان رئيسة تحرير أول مجلة نسائية في مصر "حواء" ثم عملت رئيسا لتحرير المصور بعد رحيل الكاتب فكرى أباظة عنه، ثم رئاسة مجلس إدارة دار الهلال، كما انتخبت عضو مجلس نقابة الصحفيين ووكيلة للمجلس كأول سيدة تتولى هذا المنصب، كما عينت بمجلس الشورى دورتين متتاليتين، كما تولت منصب سكرتير عام الاتحاد النسائى الذى أنشأته هدى شعراوى.
ممارسة رياضة التنس
كانت أمينة السعيد أول من شجع الطالبات في المدرسة والجامعة على ممارسة الرياضة وبدأت هي تمارس رياضة التنس وهى ترتدى الشورت، وكانت محبة لحضور الندوات الثقافية حتى إنها حضرت ندوة لمناقشة مسرحية أمير الشعراء أحمد شوقى "مجنون ليلى" فخرجت الأصوات المعارضة للمرأة تقول "وداعا للحياء" لأن فتاة جامعية شاركت في الحديث عن مجنون ليلى.
وتحكى أمينة السعيد عن بداياتها وفضل والدها عليها وتقول: كنت في السابعة عشرة من عمرى عندما دخلت كلية الآداب جامعة فؤاد الأول، وكان والدى على غير المألوف من أهل جيله رجلا تقدميا بكل ما فى هذه الكلمة من معان كريمة فاضلة، تمتعنا في صغرنا بكثير من الحريات التي لم يكن يستمتع بها البنات إذ ذاك، وكان طبيعيًّا أن أمضى حياتى الجامعية على ما اعتدت من تحرر عظيم غير مبالية بتقاليد العهد الصارمة، فلم ألبث مثلا أن اشتريت مضربًا للتنس ومارست به رياضتى الحبيبة، وتدرجت في ذلك إلى الشيش فكنت أول مصرية تمسك السيف بيدها فتعرضت للهجوم الشديد.
وتضيف أمينة السعيد: كانت الفتيات في الجامعة يقابلن بالترحيب من فريق والاسنمكار من فريق آخر والرقابة والتربص من فريق ثالث ومع وصولهن إلى السنة الرابعة كانوا جميعا زملاء وأخوة حقيقيين .
تعرفت أمينة السعيد أثناء دراستها بالجامعة على زميلها مصطفى أمين الذى أوصلها إلى الكاتب محمد التابعى الذى نشر لها مجموعة من القصص الاجتماعية في مجلة آخر ساعة تحت اسم مستعار، ومن زملاء أمينة السعيد في دفعتها الدكتور رشاد رشدي، الكاتب لويس عوض، المذيع محمد فتحى الملقب في ذلك الوقت بكروان الإذاعة الذى عاونها في العمل مترجمة في الإذاعة لإجادتها الإنجليزية في بداياتها.
وبمجرد تخرجها عام 1935 عملت أمينة السعيد بدار الهلال، وتزوجت من الدكتور على زين العابدين الأستاذ بكلية الزراعة، حررت في مجلة المصور باب بعنوان (اسألوني) يرد على رسائل القراء.
رئيس تحرير المصور
في عام 1954 اختارها صاحب الهلال اميل زيدان رئيسة تحرير أول مجلة نسائية في مصر "حواء"، ثم عملت رئيسا لتحرير المصور بعد رحيل الكاتب فكرى أباظة ثم رئاسة مجلس إدارة دار الهلال، كما انتخبت عضو مجلس نقابة الصحفيين ووكيلة للمجلس كأول سيدة تتولى هذا المنصب، كما عينت بمجلس الشورى دورتين متتاليتين.
عندما عملت أمينة السعيد في الصحافة كانت نصيرة المرأة في كتاباتها فكان صوتها عاليا ضد المتطرفين والمتشددين، فطالبت بحرية المرأة وحقها في الانتخاب وتعديل قانون الأحوال الشخصية فتعرضت للهجوم والتهكم من الجماعات الإسلامية الى حد وصل إلى التهديد بالقتل وخطف ابناءها مما زادها إصرارا.
هجوم الشيخ كشك
اتهم المتشددون فوق منابر المساجد الصحفية أمينة السعيد بالكفر والتحرروالخروج على الدين وتزعم الهجوم عليها الشيخ عبد الحميد كشك الذى قام بالطعن في عرضها بسبب قيامها بانتقاد تعدد الزوجات بغير استطاعة وقد وجهت أمينة السعيد اللوم الى الرئيس أنور السادات خلال لقائه بالصحفيين بسؤالها له عن أي دين وأى خلق وأى دولة في الدنيا تسمح باستخدام منابر المساجد للطعن في امرأة متزوجة ولها أبناء وخمسة أحفاد.
60 سنة صحافة
كانت آخر كلمات الصحفية أمينة السعيد قبل الرحيل بأيام بعد مشوار صحفى امتد 60 عاما: أن أكبر عقاب نجازى به على سعادتنا الحاضرة، أن يمتد العمر بمثيلاتي إلى ما بعد خمسين سنة، وأصبح من العجائز الفانيات، هياكل بشرية محطمة، تعزيها ذكرى قديمة لمجد زائل، ومكانة انتزعتها مجاهدات جديدات، لقد أفنيت عمري كله من أجل المرأة، أما الآن فقد هدني المرض وتنازلت النساء عن الكثير من حقوقهن وصارت المرأة المصرية ضعيفة ولن ينقذها من ضعفها إلا العمل والنضال والإصرار على الحق.
تكريم رئاسى
من مؤلفات الكاتبة أمينة السعيد؛ آخر الطريق، الكهف الكبير، وجوه فى الظلام، مشاهداتى فى الهند، من وحى العزلة، كرمها الرئيس جمال عبد الناصر بوسام الاستحقاق من الدرجة الأولى عام 1963 ووسام الجمهورية عام 1970، وكان آخر تكريم لها يوم الصحفى عام 1981.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.