رئيس التحرير
عصام كامل

معركة شرق الفرات، أمريكا تفجر الصراع المسلح في سوريا.. والهدف إرباك روسيا وتحجيم دور إيران في دمشق وبغداد

جنود أمريكان، فيتو
جنود أمريكان، فيتو

أعلنت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي وصول أكثر من 3000 جندي أمريكي إلى الشرق الأوسط، في إطار خطة لتعزيز قدراتها البحرية والجوية في المنطقة.

 

وقالت القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية:  إن هذه القوات تابعة لمجموعة باتان البرمائية والوحدة الاستكشافية البحرية السادسة والعشرين، وإنها تجلب معها أصولًا إضافية للأسطول الخامس الأمريكي.

 

 تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران

تأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، والهجمات التي تستهدف المصالح الأمريكية في المنطقة من قبل الميليشيات المدعومة من طهران، ويرى مراقبون أن هذه التعزيزات تهدف إلى إظهار قوة وحضور أمريكي في الشرق الأوسط، وإلى ردع أي تهديدات إيرانية محتملة. 

 

كما تشمل منطقة عمليات الأسطول الخامس الأمريكي ما يقرب من 2.5 مليون ميل مربع من المساحة المائية، بما في ذلك خليج عُمان والخليج العربي والبحر الأحمر، وثلاث نقاط حرجة هي مضيق هرمز وقناة السويس ومضيق باب المَنْدَب، وتعتبر هذه المنطقة حاسمة لضمان حرية الملاحة والتجارة.

 

وفي الوقت ذاته شهدت المنطقة عدة هجمات على الناقلات النفطية والمنشآت النفطية، والتي اتهمت بها الولايات المتحدة إيران أو حلفاءها، مثل الحوثيين في اليمن أو الحشد الشعبي في العراق، كما قامت إيران بإسقاط طائرة مسيرة أمريكية واعتقال ناقلة نفط بريطانية، في خطوات تصعيدية.

 

وردت الولايات المتحدة على هذه الهجمات بإرسال مزيد من القوات والصواريخ البالستية والطائرات المسيرة إلى الشرق الأوسط، وإجراء عمليات بحرية مشتركة مع حلفائها، وشن ضربات جوية على مواقع الميليشيات الموالية لإيران، كما أعلنت الولايات المتحدة عن خطة لبناء تحالف دولي لحماية الملاحة في المنطقة، والتي انضمت إليها بعض الدول الأوروبية والآسيوية.

 

اقرأ أيضا: حرب كبرى فى الشرق الأوسط.. سر التعزيزات العسكرية الأمريكية المفاجئة بالمنطقة (فيديوجراف)

وتقول الولايات المتحدة، إن هدفها من هذه الخطوات هو زيادة الضغط على إيران لإجبارها على التفاوض على اتفاق نووي جديد يشمل أيضًا برنامجها الصاروخي وسلوكها في المنطقة، وتؤكد أنها لا تسعى إلى حرب مع إيران، بل إلى حل سلمي، وتدعو إيران إلى الامتثال للقانون الدولي والامتناع عن التصعيد.

 

وتشهد سوريا مؤخرًا تحركات عسكرية أمريكية لافتة شرقي البلاد وجنوبها عند منطقة التنف السورية، تمثلت بوصول تعزيزات عسكرية أمريكية وتدريبات عسكرية إلى جانب الحديث عن نية واشنطن بتشكيل قوة ذات قوام عربي، وتزايدت وتيرة هذه التحركات إلى حد الحديث عن احتمال البدء بعملية عسكرية.

 

وفي هذا السياق، عبر محمد نور الدين أحد الكتاب لاحدي الصحف اللبنانية بـ أن هذه التحركات كانت إحدى مؤشرات التسخين الميداني الذي تتجه إليه سوريا، حيث قال: “ظهر التحرك في اتجاه التسخين في سوريا، في أكثر من مؤشر، منها غارات الطائرات الروسية على مواقع للمجموعات المسلحة في محيط إدلب، ووقوع اشتباكات بين الجيش السوري وتلك المجموعات في أكثر من نقطة على خط المواجهة، واقتراب الطائرات الروسية والأمريكية بعضها من بعض في السماء السورية، فضلًا عن تكرار القصف الإسرائيلي شبه اليومي لدمشق ومحيطها، كذلك، لا يمكن فصْل إرسال الولايات المتحدة ثلاثة آلاف جندي إلى منطقة الخليج، عن ضغوط واشنطن على طهران في سوريا، فيما بات معلومًا قيام الولايات المتحدة بتشكيل جيش من القبائل العربية في شرق الفرات يقارب عديده الـ 2500 عنصر، بهدف نشره في مناطق دير الزور، والمناطق الحدودية بين سوريا والعراق، وقطع خطّ الإمداد والتواصل الذي يستفيد منه محور المقاومة بين البلدَين”.

 

ومن جانبه قال أحد الكتاب السوريين أن “النشاطات العدوانية الأمريكية في الشرق السوري تزداد، وتتجدد خطط واشنطن الاحتلالية باتجاه البادية ودير الزور والحسكة والرقة، وفي الأسابيع الأخيرة، وواظبت قيادة قوات الاحتلال الأمريكي على استدعاء تعزيزات وحشود وأسلحة جديدة” موضحًا أنه “تقتضي الخطة الأمريكية الاعتماد على العناصر العربية بشكل أكبر، ودفعها باتجاه مدينتي البوكمال والميادين والقرى التابعة لهما، والتي يتمركز فيها الجيش السوري وقوات المقاومة الرديفة والصديقة، والهدف هو احتلال تلك المنطقة وربطها بقاعدة الاحتلال في التنف، وخلق جَيب كانتوني يمتد من الحدود الأردنية حتى أقصى الشمال الشرقي، تستطيع إسرائيل أن تتحرك فيه بحرية، وتضمن المساهمة العملية في قطع طريق محور المقاومة الممتد من طهران إلى بيروت عبر الحدود السورية – العراقية”، مضيفا الى جانب التأهب العسكري الكامل للجيش السوري وحلفائه الإيرانيين والروس، واستقدامهم كل التعزيزات المطلوبة على جبهات الشرق والبادية، وإجراء تدريبات ومناورات غاية في الأهمية العسكرية خلال الأسابيع الأخيرة، تسعى موسكو إلى إجراء الحوارات مع الكرد من جديد وتحييدهم عن المعركة المقبلة”.

 

وبعد مرور 13 عامًا على الحرب السورية، يعاد خلط الأوراق هناك في إطار خطّة أمريكية جديدة، ظهرت معالمها أولًا في نشر حوالي 3000 مسلّح على خط دير الزور – التنف في إطار قطع الطريق من العراق إلى سوريا”.

 

وسبق ان حذرت أجهزة الاستخبارات الروسية من تحركات ومشاريع عسكرية عديدة تقوم بها القوات الأمريكية في سوريا، حيث تزامنت هذه التحركات مع الانفتاح العربي على سوريا، وبدأت هذه التحركات الأمريكية بعد زيارة رئيس هيئة الأركان الأمريكية مارك ميلي، إلى القواعد الأمريكية في الشرق وفي التنف جنوبي سوريا.

 

ويأتي هذا التحول نحو المواجهة العسكرية الكبرى في سياق ما يجري من صراع كبير على أكثر من ساحة دولية، فكل الأطراف التي تحشد في هذه المنطقة تعيش أزمات تخصها، كنتيجة للصراع على بنية النظام الدولي والإقليمي، وخصوصًا القوى الإقليمية التي تتقلّب في اصطفافها، عدا عن الوضع الداخلي المتأزم لأكثر دول الإقليم.

 

وعلى الرغم من استمرار الولايات المتحدة في تربعها كقوة مهيمنة وحيدة القطب عالميًا، فإنها تتعاطى بشكل متسارع مع التهديدات المتزايدة لهذه المكانة وما تحمله من تهديدات اقتصادية، وخصوصًا مع الصين.

 

وتحتاج الولايات المتحدة إلى كسر روسيا في أوكرانيا لفكّ التحالف الصيني الروسي، وإلى هزيمة إيران ذات القيمة الجيوسياسية الأكثر أهمية في قلب آسيا وغربها، والتي تعد ضلع المثلث الأساسي مع الصين وروسيا كقوة مندفعة لإخراج الأمريكيين من غرب آسيا، وهي باستعداداتها الكبيرة للمعركة تسعى لقطع الطريق البري مع العراق، وما يعني ذلك من محاصرة إيران وإسقاط سوريا بخنقها اقتصاديًّا وعسكريًّا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية