رئيس التحرير
عصام كامل

كنز الصين العظيم.. بكين تسيطر على منجم الجينات البشرية.. وأمريكا تتخوف من صراع علمي يهدد التركيبة الوراثية لسكان الكوكب (صور)

البيانات الجينية،
البيانات الجينية، فيتو

البيانات الجينية، يبدو أن الصين تسعي للسيطرة علي أدوات القوي خلال القرن الـ 21، فبعد التقارير التي تحدثت عن ريادة بكين في مجال الذكاء الاصطناعي، ظهرت تقنيات جديدة في الأفق أظهر العالم اهتمامه بها إلا أن الدولة الآسيوية تفضل التكتم وترفض مشاركة المعلومات.

ووفقا للتقارير، تتربع الصين على "منجم ذهب" من البيانات الجينية التي من شأنها أن تساهم بخدمات جليلة للبشرية إلا أنها تتحفظ على مشاركة تلك البيانات.

وتحدثت التقارير عن امتلاك الصين لكميات هائلة من البيانات الجينية بالفعل في البنوك الحيوية ومراكز الأبحاث، كما أنها تطلق الان ايضا "مسحا جينيا وطنيا" لجمع المعلومات حول هذه الموارد، وتأكيد المزيد من الرقابة عليها.

ويرى خبراء أن عدد سكان الصين الهائل، الذي يبلغ 1.4 مليار شخص، "يمنح البلد كنزا من البيانات".

الصين ترفض المشاركة العالمية للبيانات الجينية

وبحسب شبكة «CNN» الإخبارية، شددت السلطات الصينية خلال السنوات القليلة الماضية، الضوابط حول وصول الأجانب إلى هذه البيانات - على عكس العديد من الدول الغربية التي تعهدت بفتح المعلومات للمشاركة العالمية.

وقالت مديرة مركز العلوم العالمية والعدالة المعرفية التابع لجامعة "كنت" بالمملكة المتحدة، جوي واي تشانج: "تريد الحكومة الصينية أن يكون لها اليد الطولى في هذا المجال؛ لأنها تدرك أن هذا ينطوي على إمكانيات اقتصادية ضخمة، لكن بكين بحاجة إلى تعاون دولي لتحقيق هذه الإمكانيات".

وأضافت: "لديك حاليا منجم ذهب عند باب منزلك، لكنك في الواقع لا تعرف كيف تستخرجه".

استخدامات وأهمية البيانات الجينية

ووفقا للتقارير، يمكن لهذه البيانات الجينية أن تمهد الطريق لاكتشافات ذات تأثيرات واسعة النطاق، من الرعاية الصحية والاقتصاد إلى الدفاع الوطني والسلامة البيولوجية.

وفي السنوات الأخيرة، أكد العلماء والسلطات الصينية كيف يمكن أن تكون المادة الوراثية مفيدة في دراسة الأمراض وعلاجها، لتطوير المستحضرات الصيدلانية والأجهزة الطبية.

 

اقرأ ايضا: زراعة اللحوم، علماء يكشفون أسرار تجارب المختبرات ودور إسرائيل فى المشروع

 

علاوة على ذلك، توفر فهما أفضل لكيفية تشكل العيوب الخلقية، أو كيفية مساهمة الجينات في إطالة عمر الشخص - وهو أمر مهم بشكل خاص نظرا للأزمة الديموغرافية التي تلوح في الأفق في الصين، حيث ينخفض معدل المواليد ويتقدم سن القوى العاملة.

ولا تمتلك العديد من المؤسسات الصغيرة في الصين البنية التحتية المناسبة لرعاية وتحديد وتخزين المواد الجينية بطريقة تجعلها "قابلة للاستخدام في البحث العلمي"، بحسب تشانج.

وقالت: "إن تشغيل بنك حيوي يكلف الكثير من المال، وعدم القدرة على استخدام البيانات أو المواد التي تم جمعها يعد إهدارا للموارد".

وتأمل الصين في إجراء تقييم أفضل لهذه البيانات مع قواعد سُنت مؤخرا، والتي تتوسع ضمن مجموعة سابقة من اللوائح التي تم استحداثها عام 2019. 

ومن أهم التطورات، تحديد "مسح وطني للموارد الوراثية البشرية"، والذي يهدف وفق تشانج، إلى مركزية وتوحيد البيانات الموجودة من المعاهد ومراكز البحوث.

وسيجرى الاستطلاع كل 5 سنوات، حيث تقوم سلطات المقاطعة بجمع المعلومات في مناطقها، ثم تقديمها إلى وزارة العلوم الوطنية، وفقا للقواعد الجديدة. 

الحمض النووي مصدرا طبيعيا ثمينا مثل النفط

ومع تزايد اعتبار الحمض النووي مصدرا طبيعيا ثمينا مثل النفط، تحرص الصين على حماية جينات شعبها، مما أثار قلق بعض العلماء، الذين يخشون فقدان التعاون الدولي.

وقالت كاثرين وانج، الشريكة المؤسسة في مكتب المحاماة العالمي "روبس آند جري"، والتي تركز على علوم الحياة، إن اللوائح الأولية لعام 2019 "منعت الكيانات الأجنبية من جمع المواد الوراثية الصينية، أو توفير تلك المواد في الخارج إلى حد كبير، لمنع استخدامها "لأغراض تجارية نموذجية" مثل خدمات التسلسل الجيني.

وعلى الرغم من أن التعاون البحثي مثل الدراسات السريرية لا يزال مسموحا به، فإن الأجانب يواجهون تدقيقا أكثر صرامة، حيث يتعين على "الأطراف الأجنبية وشركائهم الصينيين" إخطار السلطات والحصول على الموافقة الحكومية - مع اللوائح الجديدة - بما في ذلك تقديم تفاصيل إضافية حول هذه العملية، وشروط الأمان الإلزامي المتبعة.

وتأتي التغييرات جنبا إلى جنب مع التركيز المتزايد على الأمن القومي في عهد الزعيم الصيني، شي جين بينج، مع تكثيف بكين للقوانين عبر مجموعة من الاهتمامات ذات الأولوية، من التجسس المضاد إلى الأمن البيولوجي.

تنظيم استخدام ونقل بيانات المواد الجينية

وقالت تشانغ إن "نهج الموارد الوراثية البشرية صارم للغاية، لدرجة أنه يمنح بشكل أساسي وصولا حصريا للمواطنين الصينيين المقيمين في الصين، لإجراء هذا البحث".

وفي حين أن العديد من البلدان الأخرى لديها أيضا قوانين تنظم استخدام ونقل بيانات المواد الجينية لسكانها، إلا أن القليل منها صارم مثل قوانين الصين.

فعلى سبيل المثال، توفر قاعدة بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة المدعومة من الحكومة، بيانات جينية مجهولة المصدر من سكان المملكة المتحدة إلى "الباحثين في جميع أنحاء العالم،الذين يستخدمونها لتحقيق اكتشافات علمية جديدة"، وفقا لموقع البنك.

 

اقرأ ايضا: القوارب المسيرة، سلاح جديد يغير موازين الحروب فى أعالي البحار بالتحكم عن بعد (صور)

 

وبالمثل في الولايات المتحدة، تدير المعاهد الوطنية للصحة (NIH) قاعدة بيانات للمعلومات الجينية التي تم إنشاؤها بواسطة الأبحاث الممولة من المعاهد الوطنية للصحة، والتي يمكن للعلماء المؤهلين في جميع أنحاء العالم التقدم للحصول عليها. 

ويصف موقع المعاهد الوطنية للصحة، البيانات الجينية بأنها "مورد مشترك حاسم"، مضيفا أن "مشاركة نتائج البحث في الوقت المناسب يمكن أن تسرع الاكتشافات"، التي تعود بالفائدة على المجتمع العلمي الأوسع.

وعلى النقيض من ذلك، قالت تشانج: "يبدو أن الصين تبنت نهجا معاكسا تماما.. الصين تغلق الأمور وتريد فقط إبقاء كل شيء محليا والنظر إلى الداخل".

 

انخراط الجيش الصيني في بحوث البيانات الجينية

وبحسب صحيفة «Defense One» يرعى جيش التحرير الشعبي في الصين أبحاثًا حول تحرير الجينات وتحسين الأداء البشري، في إطار استراتيجية الاندماج بين المدنيين والعسكريين في بكين.

وأشارت الصحيفة إلي أن التقدم الذي تم إحرازه اليوم في مجال التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية له تطبيقات مثيرة في الطب – لكنها أيضًا تداعيات مثيرة للقلق، بما في ذلك الشؤون العسكرية.

 

سلاح للتحكم في الدماغ البشري

ووفق الصحيفة، ينعكس الاهتمام الشديد لجيش التحرير الشعبى الصينى فى الكتابات الاستراتيجية والبحوث التى تجادل بأن التقدم فى علم الأحياء يساهم فى تغيير شكل أو طابع الصراع. فمثلا:

في عام 2010 حرب من أجل الهيمنة البيولوجية، أكد الأستاذ في الجامعة الطبية العسكرية الثالثة Guo Jiwei، على تأثير علم الأحياء على الحرب المستقبلية.

وفي عام 2015، قال رئيس أكاديمية العلوم الطبية العسكرية آنذاك هي فوتشو، إن التكنولوجيا الحيوية ستصبح "مرتفعات القيادة الاستراتيجية" الجديدة للدفاع الوطني، من المواد الحيوية إلى أسلحة "التحكم في الدماغ".

 

استخدام علم الأحياء والبيانات الجينية في المجال العسكري

يشار إلي أن علم الأحياء هو من بين سبعة "مجالات جديدة للحرب" نوقشت في كتاب عام 2017 من قبل Zhang Shibo، وهو جنرال متقاعد والرئيس السابق لجامعة الدفاع الوطني في الصين، والذي خلص إلى أن: "تطوير التكنولوجيا الحيوية الحديثة يظهر تدريجيًا علامات قوية علي إمكانية استخدامه في "هجمات جينية عرقية محددة".

كما أن جامعة الدفاع الوطني التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني نشرت كتابا تحت عنوان «Science of MilitaryStrategy»، والذي يعتبر موثوقًا نسبيًا، ظهر من خلاله لأول مرة قسمًا حول علم الأحياء كمجال للصراع العسكري، مشيرًا بالمثل إلى إمكانية ظهور أنواع جديدة من الحرب البيولوجية لتشمل "هجمات جينية عرقية محددة".

 

الجمع القسري للمعلومات الوراثية

ووفقا للتقارير الإخبارية فأن صانعو القرار في الولايات المتحدة يشعرون بالقلق بشأن استخدامات الصين لهذا الملف، كما أعربو ايضا عن مخاوف بشأن ارتباط جمع البيانات الجينية بانتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الجمع القسري للمعلومات الوراثية من الإيجور في شينجيانج.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية