سيدة صناعة المقاطف بالصعيد تروي قصة كفاحها في مهنة الشقاء.. وتؤكد: زوجي تخلى عني بـ 3 أطفال (فيديو)
سيدة سبعينية تضع علي رأسها الشال للوقاية من أشعة الشمس الحارقة في الخلاء الواسع والي جوارها كلب مبتور القدم، يجلس لرعايتها من أي غادر.. تردد كلمات الحمد والشكر لله، وتثني علي نعم الله التي منحها لها، تردد دائما “ أنت الحنين علينا يارب مفيش غيرك”.
تمشي علي قدمها ببطء، تدور في منزلها بحثا عن حبات الطماطم وكسرة الخبز والكمون لتكون وجبتها في الصباح الباكر، تنظف منزلها وتسعي الي جوال مملوء بالمقاطف أو كما يطلق عليه في الصعيد الجواني “شنطة الغلابة”.
“فيتو” التقت بالسيدة الملقبة بالمكافحة نظرا لكبر سنها ورفضها مد يد العون الي أي شخص والاكتفاء بالعمل والجد والسعي وراء الرزق، تنظر الي السماء رافعها يدها تلبي نداء ربها بأن تدعوه وتطلبه منه الاستجابة حتي تستطيع تربية بناتها واحفاده الايتام.
منذ الصغر فتحت عين علي الخوص
قالت باتعة خليل أنها تعمل في مجال صناعة الخوص والمقاطف منذ كانت طفلة صغيرة، الي أن تزوجت واصبحت في بيت زوجها وهي تعمل في نفس المهنة الي أن وصلت الي سن السبعين تقريبا قائلة “لقمة العيش لا تعرف سن،أهم شئ أنه عندما تصبح قادر فأنت تعمل لكسب لقمة العيش”.
ونوهت في حديثها الي أن صناعة المقاطف تستغرق منها وقت طويل من جمع الخوص من النخيل وهناك من يعطي لها الخوص دون مقابل وهناك من يطلب منها مقابل يصل الي 25 جنيها بحجة أنه تصنع منه مقاطف للبيع.
مراحل صناعة المقاطف
قالت باتعة، أن صناعة المقطف تستغرق وقت طويل منها من بداية جمع الخوص ووضعه في الماء ليصبح لينا كي تستطيع تضفيره مع بعضه البعض حتي تقوم بتشبيكه من خلال ابرة كبيرة وتضفر جميع تلك الضفائر في شكل دائري ليصبح في النهاية مقطف.
ونوهت الي أن اشكال المقطف متعددة والاحجام أيضا كل شئ حسب طلب الزبون وفي نهاية الامر ثمنه يصل الي 5 جنيهات فقط لا غير.
طلاق باتعة ورحلة الكفاح
قالت “ طلقني زوجي بعد أن اصبح لدي 3 بنات ومنذ هذا الوقت لم يقم بالصرف عليه بمليم واحد لا أنا ولا بناتي، وعندما توفي رفضت البنات حضور جنازته وانطلق للعمل والزواج ولم يعد سوي بنت واحدة فقط هي الموجودة في البيت حاليا وهي من تقوم علي خدمتي والعمل ايضا لكسب لقمة العيش والصرف علي ابناء شقيقتها التي رحل زوجها واصبح تربي 5 ايتام”.
وأكدت أنها لا تطلب يد العون منذ لحظة طلاقها من زوجها او أهله واكتفت بتربية بناتها والعمل حتي تستطيع أن تنفق عليهم قائلة “ عمري ما طلبت حاجه من حد حتي زوجي واهله سواء قبل او بعد الطلاق واكتفيت بلقمة العيش التي من عرق جبيني”.
وتابعت: الحياة في الخلاء صعبة جدا والجميع رفض أن يساعدني وأبنتي في بناء منزل صغير لي ولها واكتفينا أنا وهي بالجلوس في تلك المنطقة للحراسة صباحا وعندما يأتي المساء نعود وابنتي الي غرفة في منزل شقيقي الصغير وهي غرفة غير ادمية بالمرة ولا استطيع أن اقوم ببنائها أنا أو ابنتي وحياة صعبة وهذا العام فاجأنا الحر الشديد، نعم كان هناك حر في الصعيد قبل ذلك ولكن ليس بقدر هذا العام، وكل من يحضر الينا يقول أن الحر شديد لديكم ازاي عيشين هنا".
كفاح لقمة العيش مستمر
ونوهت باتعة الي أن العمل يمتد لساعات طولة ولكن نظرا للحاجة الي لقمة العيش لا بد من الكد والكفاح فمن الساعات الاولي من الصباح نأت الخلاء مع ابنتي للحراسة وفي نفس الوقت كلا واحدة منا تسعي الي لقمة عيشها واقاوم بأعداد الخوص وجمع الضفائر للضم وتكوين المقطف اذا كان لدينا طلبات.
وقالت:" لا وقت لدي للألم أو الانين فحتي عندما اجد قدمي ويديا تتألم من الخوص اضع لهم المياه والملح في علبة فارغة واقوم بوضع يدي وقدمي حتي يخف عني الألم قليلا كي استطيع النوم. وما أطلبة في هذه الحياة هو الستر والصحة من الله حتي استطيع أن احرس ابنتي وأن اضعها في مكان يحميها بعد رحيلي عن الحياة ".