سبع صنايع والبخت ضايع، رحلة شقاء منى القناوية من حفر القبور وتسلق النخيل لأول سائق توك توك بالصعيد (فيديو)
منى قوت القلوب… مع زقزقة العصافير، تخرج مني السباعي الشهيرة بــ"مني قوت القلوب"، ساعية إلي رزقها تضع علي كتفها أحلام وأماني أسرتها المكونة من والدتها وشقيقتها وأبناء شقيقتها الخمسة الذين فقدوا والدهم وأصبحوا مسؤولين منها حاليا.
مني خرجت من الصف الخامس الابتدائي كي تعمل في مهنة طلوع النخيل، منذ نعومة أظافرها عرفت الشقاء، تعلمت المهنة وأصبحت أول طالعة نخيل في صعيد مصر، تتسلق النخيل وتجنى الثمار، ولكن كانت هذه المهنة مؤقتة ما دعي مني إلى أن تبحث في أشهر الشتاء عن مهنة أخري وهي بيع الخضار والفاكهة.
ظلت علي هذا الحال حتى أصحبت عروسا تتزين بقرطها المصنع من الذهب الصيني، وترتدي ملابس نسائية تليق بتلك الفتاة صاحبة البشرة السمراء لتضع علي رأسها غطاء للرأس يحجب شعرها عن الرؤية بعد أن أصبحت آنسة.
“فيتو” تلتقي مني قوت القلوب لتسرد لنا محطات في حياتها من الشقاء والتعب والإرهاق.
بداية رحلة قوت القلوب في الشقا
قالت “مني”:" خرجت من المرحلة الابتدائية بعد أن طلق والدي والدتي ورفض أن ينفق علينا أي أموال وهو ما دفعني إلي التفكير في العمل واخترت مهنة طلوع النخيل بعد أن نفد صبري في البحث عن أي مهنة وأن يتقبلني أي شخص للعمل وتعلمت الحرفة من خلال هذا الكرم الذي أعيش فيه مع والدتي ".
طالعة النخل
واستطردت “مني ” في حديثها إلى أول مرة صعدت النخيل، والتي كانت بالنسبة لها صعبة في البداية ولكنها وجدت أن الشقاء لايعرف الأيدي الناعمة وعلي البحث والنبش حتي أصل الي تعلم تلك الحرفة ومن هنا بدأت في الصعود.
واستكملت قائلة" كنت وقتها أطلع النخيل دون اي مطلع “حبل” وكنت أحمل جردل لجني البلح وبعدها مرور فترة من الوقت تمكنت من ذلك ولكن ظلت روح والدتي معلقة معي أثناء الصعود وحتي النزول.
مواقع صعبة واجهت قوت القلوب
وأكدت مني أنه ذات مرة سقطت من أعلي نخلة في الكرم “كرم النخيل” وأصيبت إصابات بالغة وهو الأمر الذي جعل الكثير يعتقد أنني توفيت أو دخلت في غيبوبة وجري الجميع علي والدتي والكل ظل يصرخ ولكن ذهبت الي المستشفى وقمت بعدها كي أواصل الشقاء والعمل.
وأشارت الي أن أصعب شيء كان عندما وجدت ملابس مليئة بالدماء وتقطعت بشكل صعب، وكل ما كان يهمني وقتها هو الستر وأن أقوم كي لا تصاب والدتي بالخوف او التعب بسبب قلقها علي.
ولفتت الي أن هناك موقفا آخر وهو عندما وجدت ثعبان ينزل علي جسدي بداية من رأسي مرورا بكل جسدي وكان وقتها ثعبانا كبيرا يسمي “الطريشة” وظللت وقتها اتمتم بكلمات “ لا تؤذيني ولا أوذيك” حتي نزل الي قدمي ووصل الي الأرض وظللت وقتا حتي لا يصعد بسرعة الي النخلة وأصاب بلدغته حتي تمكن الأهالي منه ونزلت.
ونوهت الي أنه منذ ذلك الوقت بدأت اصعد من خلال المطلع او الحبل واضعه في وسط الجسد كي يكون رفيقي في رحلة الجني.
كورونا ورحلة حفر القبور
واستكمالا لمشوار مني في رحلة الشقاء قالت، إنه مع أزمة وباء كورونا كان الشباب يجد صعوبة في الجبانة كي يحفوروا ويشارك الشباب في الحفر خوفا من الوباء، وهو ما دفعني الي أن قمت بالحفر معهم والشباب وقتها ايه ده ينفع بنت تشارك قولت لهم وقتها “ده ثواب لله والحفر لم يكن يوما ممنوع علي النساء ” وبالفعل وجدت أن الأمر لم يكن يوما صعب.
وأوضحت أن البداية كانت في وقت وباء كورونا وعندما أعود أجد نفسي أقول ربنا هو الحارس، وهو الضار والنافع ولكن بالطبع كنت أخشي علي والدتي من العدوي فقط لا غير .
أصعب مواقف حفر القبور
وتابعت “مني ” أن من أصعب المواقف التي واجهتني هي التنفس تحت الأرض فعندما كنت احفر القبور واجلس في القبر أحيانا للنوم شعرت ذات مرة بأن النفس يضيق بي وهو الامر الذي دفعني الي الخروج مسرعة وعدم النزول مرة أخري واكتفيت فقط بالحفر والخروج سريعا.
وأكدت أنه من أصعب الأشياء التي تواجهنا هنا هو ارتفاع درجات الحرارة والتي تسبب لنا ضيق في التنفس وصعوبة للعمل في بعض الأحيان بالإضافة الي الشمس الحارقة.
أول سائق توكتوك في الصعيد الجواني
وأشارت مني قوت القلوب الي أن أهل الخير هم من أشتروا لي التوكتوك الذي أعمل عليه حاليا، وتعلمت القيادة عليه وكان البداية صعبة جدا، خاصة أنني أول مرة أقود فيها مثل هذا المركبة.
ولفتت الي أن الجميع هنا كان يتعامل مع الامر بسخرية كالعادة الكل يقول لي “ازاي،،هو ينفع،،في بنت تشتغل علي توكتوك” ولكن في شريط حياتي وجدتي أنني أخترت الصعب دائما ولن أتوقف عند تلك الاحاديث التي لن تفيد.
وتابعت: تعلمت عليه خطوة خطوة وبدأت في النزول به وكانت نظرات الجميع في البداية الاستغراب والسخرية ولكن الكل اليوم يحترمني كثيرا.
أول مرة قيادة “وقع علي”
بتلك الكلمات ضحكت مني وقالت أول مرة وقع عليه وظل الجميع يصرخ ويقول أنني توفيت الي أن الامر جعلني أتذكر يوم صعدت النخيل وسقطت وقولت لهم بضحك" عمر الشقي بقي" وشاورت لهم أن يعدلوه كي استطيع الخروج منه.
وأضافت “مني” والديت في كل مرة هي شغلي الشاغل أخاف عليها جدا من القلق والخضة أن تصيبني مكروه وهذا هو سبب خوفي علي نفسي، لافتة الي أن الامر أصبح عادي جدا بالنسبة لي اليوم وأخرج واستطيع أن ألف وأدور بالتوكتوك، وجميع السائقين يتعاملون معي علي الطريق بكل خير.
أهم المضايقات من السائقين
قالت “مني” أن السائقين الكثير منهم كان يتعامل بشكل غير لائق ولكن أوقفت كل شخص عند حده واستطعت أن أجبر الجميع علي احترامي.
وتابعت: الكل هنا يوسع لي الطريق وهم يعلموا أنني أعمل من أجل الأنفاق علي أسرتي وهو الامر الذي جعل الكثير يساعدني ويتعامل معي بكل خير.
أمنيات قوت القلوب
أتمني أن أحصل علي وظيفة كي أستطيع أن أنفق علي والدتي وأقوم ببناء البيت الذي نعيش فيه وأن يكون لدي أموال أنفق بها علي شقيقتي وأبنائها الايتام خاصة أن والدهم توفي ولم يترك لهم شيئا يذكر وهو في حاجة للأموال “تكافل وكرامة” بــ يحصلوا علي راتب 450 جنيها ولكنها لا تكفي حاجتهم.
وفي نهاية مشواري الحصول علي قسط من الرحلة في رحلة مليئة بالشقاء والعناء، أن أكون أنثي كما خلقني الله أن أتمتع بحياتي التي لا أعرف عمر منها سوي المكتوب في بطاقتي الشخصية، أن تحصل أمي علي قسط من الراحة، أن أستطيع أن اذهب بها الي الطبيب عندما تتألم، أو تصاب بأي ألم.
ووسط كل تلك الرحلة تقف عند رحمة مني التي تعيش مع حيواناتها الاليفة “قطته الصغيرة التي تنتظرها وتجري عليها عند عودتها الي البيت، أن تسلم علي الكلب الذي يقف عند باب المنزل للحراسة والذي عندما وضع كلابه الصغيرة كانت تتبرع بالحليب الذي تفطر به اليهم،قائلة بوجه تمؤه الابتسامة وضحكتها التي تعلوها وجهها ”هما روح زينا والحليب كان يأتي الينا من باب الله قد يكون رزقنا بسببهم في نهاية كلنا اروح في يد المولي عز وجل".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.